تعاني بعض الدول من بينها فرنسا، على مدار الأيام الماضية، من انتشار حشرة البق والفئران على نطاق واسع، ما تسبب في حالة من الارتباك، إذ اجتاحت جميع المناطق التي يقطنها البشر، فلم تعد مقتصرة على مهاجمة المنازل فقط، بل انتشرت على نطاق واسع في محطات المترو والقطارات، بخلاف دور السينما والأماكن العامة، قبل أن تمتد هجمات البق والفئران إلى بريطانيا وإيطاليا، لينتقل القلق من التعرض لنفس الوضع إلى بعض الدول العربية القريبة، في مقدمتها المغرب والجزائر.

الفئران والقوارض تجتاح إيطاليا 

اتخذت الحكومة الإيطالية في العاصمة روما، بعض الإجراءات في محاولة للتصدي لغزو الفئران عند صرح «الكولوسيوم» التاريخي، خاصةً بعد نشر سياح متواجدين في المدينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، صورًا لتلك الفئران والقوارض، وهي تتجول في مناطق قريبة، إذ تعمل الحكومة على تنظيف المناطق الخضراء المحيطة، والمصارف التي يشيع فيها وجود الفئران، ونصب الفخاخ للقضاء عليها بشكل نهائي، وفق موقع «ديلي ميل» البريطاني.

وفي بيان صادر عن سابرينا ألفونسي رئيسة هيئة جمع القمامة بروما، نشرته وكالة «أدنكرونوس» للأنباء، تحدثت عن الأزمة التي تتعرض لها البلاد، بسبب انتشار القوارض والفئران، موضحة أن هناك ما يقرب من 7 ملايين فأر في المدينة، ويرجع ذلك بسبب ارتفاع أعداد السياح الوافدين وزيادة انتشار القمامة، ما أدى إلى انتشار تلك الحيوانات.

ونشر مجلس مدينة روما، صورا لعمال النظافة، وهم يجمعون أكواما من زجاجات المياه البلاستيكية وعلب المشروبات الفارغة، بخلاف بعض المخلفات الأخرى الناتجة عن استخدامها.

حشرة البق في فرنسا

تعيش بلدان أوربية عديدة، حالة من الذعر والخوف بسبب انتشار الفئران وحشرة البق في فرنسا، كما تعيش إيطاليا حالة من القلق بسبب القوارض، التي انتشرت في أرجاء المدن، إذ اقتحمت الحشرات ما يقرب من 1.5 مليون منزل في العاصمة باريس، لتحاول الحكومة الفرنسية عقد اجتماعًا في محاولة لإيجاد خطة عاجلة لحل الأزمة المندلعة في شوارع باريس.

وكان كليمنت بون وزير النقل الفرنسي، قد تحدث عن كيفية التعامل مع انتشار حشرة البق في البلاد، موضحا أن التعامل يكون من خلال تجميع مشغلي النقل لاتخاذ إجراءات لطمأنة المواطنين، خاصة بعد انتشار مقاطع فيديو لرصد حشرات البق في وسائل النقل العام.

هل تصل الحشرات للدول العربية

قال جوهانا فيت، خبير في الهيئة الوطنية للصحة والصرف الصحي في فرنسا، في وقت سابق، عن انتشار الحشرات، إنها  ظاهرة ناشئة في كل مكان في العالم تقريبا، الأمر يرجع ذلك بشكل أساسي إلى حركة الأشخاص، سواء في السفر أو من خلال الحقائب التي يمتلكونها، وبقاؤهم في أماكن إقامة قصيرة الأجل.

احتياطات أمان في المغرب

أعلنت السلطات الصحية في المغرب، اتخاذ تدابير صارمة لمواجهة أي احتمال لتسرب حشرة بقّ الفراش إلى البلاد، حتى لا يتكرر نفس سيناريو فرنسا وإيطاليا، فيما يخص البق والفئران والقوارض، من خلال تفعيل بروتوكول صارم لتعقيم السفن بشكل شامل، مؤكدة عدم وجود أثر للحشرة التي أثارت أزمة في العاصمة الفرنسية باريس مؤخرا.

الجزائر تخشى تفشي الحشرات 

رد فعل الجزائر، كان سريعا مع انتشار الحشرات والقوارض في البلاد الأوربية، والتعامل مع الأمر حتى لا يظهر أيضا في أرجائها، إذ قال وزير الصحة الجزائري عبد الحق سايحي: «العائلات الجزائرية نظيفة، ونحن نحرس الحدود، ولا خوف علينا من هذه المشاكل».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البق حشرة البق الفئران فرنسا انتشار البق في فرنسا حشرة البق البق فی

إقرأ أيضاً:

باحث ألماني: تعلّمت العربية لأنني أردت الهروب من ضيق الأفق في أوروبا

استعرض فايدنر الذي حل ضيفا على برنامج "المقابلة" رحلته الاستثنائية التي قادته من مقاعد الدراسة الثانوية في ألمانيا إلى جامعة دمشق، ومن ثم إلى رحاب الأدب العربي الحديث، ليصبح لاحقا أحد أبرز المستشرقين الألمان الجدد، المهتمين بقضايا الحوار بين الثقافات ونقد الإسلاموفوبيا.

يقول فايدنر إن اختياره للعربية جاء في سياق بحثه عن لغات عالمية مهمة، بعد أن أتقن الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية، مضيفا "عندما أردت أن أسافر، كانت العربية ستكون مفيدة جدا"، وبدأ تعلّم العربية في سن السادسة عشرة في مدرسة مسائية، ليجدها صعبة وممتعة في آن، لكنه لم يكتفِ بذلك.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4لغة الكتاب العربي.. مناقشات أكاديمية حول اللسان والفلسفة والمنطقlist 2 of 4المفكر التونسي الطاهر لبيب: سيقول العرب يوما أُكلنا يوم أُكلت غزّةlist 3 of 4اللغة وتقبّل المجتمع أبرز التحديات التي تواجهها المرأة العربية بألمانياlist 4 of 4أنت في محنة عندما تحيا فلسطينيا في ألمانيا!end of list

بعد سنتين من الدراسة الأولية، قرر فايدنر الانتقال إلى مستوى أعمق في دراسة اللغة والثقافة، فاختار الفلسفة والأدب المقارن، لكنه أدرك أن دراسة العربية ستمنحه تميزا، فانكب على ترجمة الشعر العربي الحديث، لشعراء مثل أدونيس ومحمود درويش ونزار قباني وبدر شاكر السياب.

لم يتردد فايدنر في الذهاب إلى المنطقة "الأصعب"، كما وصفها، مؤكدا أن "التحديات" كانت جزءا من جاذبية هذا المشروع، وبعد ذلك، توجه إلى سوريا لدراسة العربية في معهد تعليم اللغة للأجانب بدمشق، والمعهد الفرنسي للدراسات الشرقية، ليغوص في أعماق اللغة وثقافتها.

إعلان

يصف فايدنر اللغة العربية بأنها "مفيدة جدا وجميلة جدا، لكن لها صعوبات خاصة"، مشيرا إلى الأحرف غير المألوفة، وانتشار اللهجات المحلية، لكنه اختار الفصحى لأنها "تشمل كل شيء ويفهمها كل العرب"، مع إلمامه ببعض اللهجات الشامية والمصرية.

ويلفت فايدنر إلى أن الاهتمام بالعربية في ألمانيا ازداد بشكل ملحوظ، فبعد أن كان عدد الطلاب في صفوف العربية الجامعية قليلا في التسعينيات، أصبح اليوم يصل إلى 50 طالبا أو أكثر، لأسباب سياسية وثقافية.

التحوّل إلى السياسة

تحول اهتمام فايدنر من الأدب إلى السياسة جاء على خلفية التوترات المتصاعدة بين الغرب والعالم الإسلامي، ليصدر كتبا ومؤلفات تناقش جدلية الشرق والغرب، ونقد مفهوم الغرب، والتحذير من الإسلاموفوبيا، وقضايا الهجرة.

في كتابه "ثورة العقل"، يرصد فايدنر التحولات العميقة في العالم الإسلامي بعد أحداث 11 سبتمبر، وصولا إلى الربيع العربي عام 2011، محللا التحديات والفرص التي تواجه العالم الإسلامي في هذا العصر المضطرب.

يتطرق فايدنر إلى مفهوم الاستشراق، معترفا بالحمولة السلبية التي ارتبطت به تاريخيا، من استغلال المعرفة للسيطرة على الشعوب، لكنه يؤكد على الجانب الإيجابي المتمثل في "الاهتمام بالآخر والثقافات الأخرى"، مع التركيز على أهمية المعرفة الخالية من أغراض السيطرة والتجسس.

ويؤكد فايدنر أن الاستشراق الألماني تميز عن نظيره في الدول الاستعمارية، حيث لم يحظَ بدعم حكومي مباشر، ولم يكن المستشرقون الألمان موظفين استعماريين، بل كانوا باحثين وأكاديميين يسعون إلى فهم الآخر بعُمق وموضوعية.

ويتذكر فايدنر رحلته إلى المغرب عام 1985، والتي يعتبرها "بداية عشقه للعربية واهتمامه بالثقافة العربية"، حيث اكتشف تاريخ المغرب الأندلسي، والبعد الروحي الصوفي، وجماليات اللغة العربية، وتأثيرها العميق على ثقافات أخرى.

إعلان

في المغرب، اكتشف فايدنر أيضا ابن عربي، الذي أصبح محور اهتمامه وترجماته، معتبرا إياه "قامة فلسفية عميقة وجميلة وخيالية"، وقد ترجم ديوان "ترجمان الأشواق" لابن عربي إلى الألمانية، في مسعى لنقل "المشاعر" و"القوة العاطفية" و"الطاقة الشعرية" في الترجمة.

الترجمة الحقيقية

يؤكد فايدنر أن الترجمة الحقيقية هي "فن وإبداع"، وليست مجرد ترجمة حرفية آلية، مشيرا إلى أن الاستشراق في ألمانيا بدأ بالاهتمام بالتوراة والإنجيل، ثم تطور إلى اكتشاف قيمة اللغة العربية والثقافة العربية بشكل مستقل.

ويشير إلى أن شعراء ألمان كبار، مثل غوته، اهتموا بالأدب العربي وقدموه للجمهور الألماني، وديوان "الديوان الشرقي الغربي" لغوته يشهد على هذا الاهتمام، لكنه يرى أن الأدب العربي لا يزال لا يحظى بالمكانة التي يستحقها في الغرب بشكل كامل.

ويوضح فايدنر أن بداياته في الترجمة كانت مدفوعة باكتشافه قلة الترجمات العربية إلى الألمانية، خاصة في مجال الشعر، معتبرا أن حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل، مع وجود كتاب واحد فقط مترجم له بالألمانية، كان "عيبا" في حق الثقافة الألمانية.

عمل فايدنر على تغيير هذا الوضع، فنشر ترجمات في مجلات صغيرة، وتعاون مع شعراء عرب في المنفى، وأسس مجلة "فكر وفن" التي نشرت باللغات العربية والألمانية والفارسية والإنجليزية، لتكون جسرا بين الثقافات.

وفي مقارنة بين الثقافة العربية والفارسية في ألمانيا، يرى فايدنر أن الأدب الفارسي كان أكثر شهرة سابقا، لكن الوضع تغير، معتبرا أن تفضيل الأدب الفارسي أحيانا كان نابعا من "أحكام مسبقة" ونوع من "العنصرية" تجاه الثقافات السامية.

يتطرق فايدنر إلى "العقدة الصهيونية" وتأثيرها على علاقة ألمانيا بالعالم العربي، مشيرا إلى "ظاهرة غريبة" تتمثل في معاداة السامية التي تقترب من الإسلاموفوبيا، معتبرا أن جذور الرفض التاريخي لليهود والعرب في أوروبا متشابهة.

إعلان عنصرية الأوروبيين

ويرى فايدنر أن الحضارة الأوروبية، رغم انفتاحها المعلن، لا تزال تعاني من "كراهية الآخر" و"الانغلاق والتخوف"، وهو ما يظهر في رفض بعض الأوروبيين للاندماج الحقيقي مع المهاجرين العرب والمسلمين.

ينتقد فايدنر الرؤية التي تطلب "الاندماج الكامل" للمهاجرين بمعنى التخلي عن هويتهم السابقة، معتبرا إياها "فكرة عنصرية" مبنية على "فهم خاطئ للإسلام والإنسان العربي"، مؤكدا أن القِيم الأساسية للإنسان العربي والمسلم قريبة جدا من القيم الأوروبية.

ويشدد فايدنر على أن "المشكلة في فهم الإسلام"، وارتباطه في أذهان الكثيرين بـ"الإرهاب"، وهو ما يغذيه الإعلام و"عدم المعرفة"، داعيا إلى تجاوز هذه الأحكام المسبقة من خلال الترجمة والاحتكاك الثقافي والسفر إلى العالم العربي.

ويرى فايدنر أن النموذج الفرنسي والنمساوي ربما يسيطر حاليا على نظرة أوروبا للآخر، لكنه يؤكد أن أوروبا منقسمة، وأن الرؤية "النيوليبرالية" هي المهيمنة، مع ضعف الديمقراطية وتأثير "الأحكام المسبقة" على خيارات الناخبين.

وفي نصيحة للأوروبيين، يدعو فايدنر إلى "دراسة التاريخ الإسلامي" ومقارنته بالتاريخ الأوروبي، لاكتشاف "العلاقات الكثيرة" والتقارب بين الثقافتين، وللعرب والمسلمين في أوروبا، وينصح بـ"محاولة جعل الأوروبيين يفهمون العرب" واكتشاف ثقافتهم وتاريخهم بأنفسهم.

ويرفض فايدنر مقولة "المسلم الطيب هو الذي يترك إسلامه"، معتبرا إياها "مركزية في العقلية والنظرة الأوروبية"، وينتقد تصريح ماكرون بأن "الإسلام في أزمة"، مؤكدا أن "الأزمة الأوروبية ربما أكبر من الأزمة الإسلامية".

وعن الربيع العربي، يرى فايدنر أن "التطور مؤسف جدا"، لكنه يحمل "بذرة لمستقبل أحسن ومختلف"، فتشرد العرب أدى إلى "نشاط" كبير للفنانين والأدباء والصحفيين العرب في أوروبا والعالم، مع شعور متزايد بالمسؤولية تجاه العالم العربي والإسلامي.

إعلان 31/3/2025

مقالات مشابهة

  • باحث ألماني: تعلّمت العربية لأنني أردت الهروب من ضيق الأفق في أوروبا
  • الخرطوم هي العاصمة العربية التي هزمت أعتى مؤامرة
  • إخلاء عدة مقاطعات في كاليفورنيا بسبب انتشار حرائق الغابات
  • من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
  • تعرف على الدول التي تضم أكبر عدد من الأغنياء (إنفوغراف)
  • «منها مصر والأردن».. قائمة الدول التي أعلنت الإثنين موعد عيد الفطر 2025
  • الدول العربية التي أعلنت غدًا الأحد أول أيام عيد الفطر 2025
  • ما هي الدول العربية التي أعلنت الأحد أول أيام عيد الفطر المبارك؟
  • الدول التي اعلنت غدا رمضان
  • قائمة الدول التي أعلنت أول أيام عيد الفطر 2025 غدا