50 عاما على النصر|أهم العمليات العسكرية ضد إسرائيل من 67 لـ الاستنزاف
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
تعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحا لنصر مبين، دفع فيه المصريين أثمانًا غاليةً من دمائهم الطاهرة، ليستردوا جزءًا غاليًا وعزيزًا من أرض الوطن، وهي سيناء.
حرب أكتوبر المجيدة لم تكن مجرد معركةٍ عسكريةٍ خاضتها مصر وحققت فيها أعظم انتصاراتها، وإنما كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشعب المصري على تحويل الحلم إلى حقيقة، فلقد تحدى الجيش المصري المستحيل ذاته، وقهرهُ، وانتصر عليه، وأثبت تفوقه في أصعب اللحظات التي قد تمر على أي أمة.
فقد كان جوهر حرب أكتوبر هو الكفاح من أجل تغيير الواقع من الهزيمة إلى النصر ومن الظلام إلى النور ومن الانكسار إلى الكبرياء، فقد غيرت الحرب خريطة التوازنات الإقليمية والدولية.
غرفة عمليات حرب أكتوبرحرب أكتوبرفي السادس من أكتوبر عام 1973، كانت صيحات الله أكبر تزلزل قناة السويس، حينما عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة إلى الضفة الشرقية للقناة، لاستعادة أرض الفيروز من العدو الإسرائيلي، تكبد فيها العدو خسائر لا يمكن أن ينساها أبدًا، واستعاد المصريين معها كرامتهم واحترامهم أمام العالم.
حرب السادس من أكتوبرفلقد علّمنا نصر أكتوبر العظيم أن الأمة المصرية قادرةٌ دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، تعلمنا في حرب أكتوبر أن الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه وقادرٌ على حمايتها.
نصر أكتوبرواليوم، تمُر علينا الذكرى الخمسين على نصر السادس من أكتوبر عام 1973، فقد حققت مصر في حرب أكتوبر معجزة بكل المقايس، ستظل خالدة في وجدان الشعب المصري وفي ضمير الأمة العربية، وقام جيل حرب أكتوبر برفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ في النصر العظيم.
حرب أكتوبرسيناءسيناء، الأرض المقدسة، تلك الأرض التي تجلى عليها رب العزة وأقسم بها، مر الأنبياء عليها، وزادها الله قدسية على قدسيتها، فهي الأرض المباركة والبقعة الغالية على قلب كل مصري، كما أنها المفتاح لموقع مصر العبقري في قلب العالم بقاراته وحضاراته، وهي محور الاتصال بين آسيا وأفريقيا وبين الشرق والغرب.
لقد قُدر لمصر، بحكم موقعها الجغرافي ومكانتها، أن تُصبح قبلة العالم على مدار التاريخ، فمصر "المكان – والمكانة"، تتوسط العالم وتربط قاراته ببعضها البعض، ما جعلها محط أنظار الجميع، وأن من يسيطر على مصر، فقد سيطر على قلب العالم أجمع.
سيناءونتيجة لموقعها الجغرافي، سعت العديد من الدول لاحتلال مصر، لتستغل موقعها، ولتتحكم في كل شيء، إلا أنها كانت عصية على الانكسار، قوية في الدفاع عن أرضها وترابها المقدس، وكان المدخل الرئيسي لأي مُحتل يريد أن يقوم باحتلال مصر، هي سيناء، الأرض التي ضحى من أجلها عشرات الآلاف على مدار التاريخ، وذلك لحمايتها وصونها من المخططات والمؤامرات، التي تحاك ضدها بصفة مستمرة.
والمعروف عن سيناء أنها البوابة الشرقية لمصر، وحصن الدفاع الأول عن أمن مصر وترابها الوطني، وهي البيئة الثرية بكل مقومات الجمال والطبيعة والحياة، فهي التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين وتضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض.
نصر أكتوبر 73وبمناسبة مرور 50 عامًا على نصر أكتوبر، ننشر أهم العمليات العسكرية للجيش المصري ضد إسرائيل من 67 لحرب الاستنزاف.
عمليات الكرامة ضد العدو من 67 للاستنزافتخيل العدو الإسرائيلي إن عدوان 5 يونيو 1967 الذي قام به وهاجم فيه عدد من القواعد الجوية والعسكرية المصرية واحتلال سيناء، بأنه أنهى على الجيش المصري بذلك، ولن تصبح له "قيامة آخرى"، ضاربا التاريخ بعرض الحائط، والذي يبين بأن مصر لديها جيش "عصي" على الإنسكار.
فلقد تحمل الجيش المصري تبعات عدوان 5 يونيو 1967، واستطاع تحويل مجريات الأمور مع مرور الوقت، حيث كانت حرب الاستنزاف هي "مفتاح النصر" لحرب أكتوبر 1973، حيث خاضت فيها القوات المسلحة معارك حقيقية، كشفت فيها نقاط قوة العدو ونقاط ضعفه.
ورغم صدور قرار مجلس الأمن 236 يوم 11 يونيو 1967، والذي نص على إدانة أي تحرك للقوات العسكرية المصرية بعد 10 يونيو، إلا أن الجيش المصري لم يستسلم واستمر في عملياته العسكرية.
حرب الاستنزاف 1967- 1970سارعت القوات المسلحة على امتداد الجبهة بتنظيم الدفاعات بما تيسر لها من إمكانات، وأخذت القوات المسلحة في التزايد من خلال التعاون مع الدول العربية والصديقة، التي سارعت بإرسال أسلحة ومعدات، إلى جانب تنفيذ الاتحاد السوفيتي لبعض عقود صفقات أسلحة.
بدايات حرب الاستنزافبدأت حرب الاستنزاف في مارس 1969 وهو تعبير أطلقه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على العمليات العسكرية التي دارت بين القوات المصرية غرب قناة السويس والقوات الإسرائيلية المحتلة لمنطقة سيناء عقب حرب الأيام الستة التي احتلت فيها إسرائيل الأرض العربية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان وسيناء، وفي 7 أغسطس، 1970 انتهت المواجهات بقرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار.
الزعيم الراحل جمال عبد الناصروانطلقت حرب الاستنزاف من رؤية مفادها أنه إذا كانت مصر ستخوض معركة لتحرير أرضها واستعادة كبريائها فإن الخطوة الأولى هي تحطيم صورة المقاتل الإسرائيلي "الجندي الذي لا يقهر"، ولتحقيق هذا الهدف رأي المقاتلون المصريون أنه من الضروري أن تبدأ "عمليات فدائية" ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شرق قناة السويس، وأن سقوط قتلى وجرح وأسرى في صفوف العدو سيؤدي إلى استنزافه ونزع هذه الهالة التي اكتسبوها في يونيو 1967.
وتضمنت حرب الاستنزاف هجمات متعددة ضد الاحتلال في سيناء وحتى في مناطق خارج منطقة الصراع تماما، مثل عملية تفجير "الحفار الإسرائيلي" في المحيط الأطلنطي، وكان من أهم منجزاتها معركة "رأس العش" وعملية "إيلات" التي تم خلالها الهجوم على الميناء حيث تم تلغيم الميناء وقتل عدد من العسكريين وإغراق "بارجة إسرائيلية"، وذلك من قبل رجال الضفادع البشرية المصريين.
ثلاث مراحل لـ حرب الاستنزافبدأت مصر حربها ضد إسرائيل بمرحلة أطلق عليها اسم "مرحلة الصمود"، انتقلت بعدها القوات المسلحة المصرية إلى مرحلة "الدفاع النشط"، ثم تطور القتال إلى مرحلة جديدة أطلق عليها "الاستنزاف"، لتصل الحرب إلى ذروتها في عام 1973.
وكان الهدف من "مرحلة الصمود" هو سرعة إعادة البناء، ووضع الهيكل الدفاعي عن الضفة الغربية لقناة السويس، واستغرقت هذه المرحلة، من يونيو 1967 إلى أغسطس 1968، أما مرحلة "الدفاع النشط"؛ فقد كان الغرض منها تنشيط الجبهة والاشتباك بالنيران مع القوات الإسرائيلية؛ بغرض تقييد حركة قواتها في الخطوط الأمامية على الضفة الشرقية للقناة، وتكبيدها قدرًا من الخسائر في الأفراد والمعدات، واستغرقت هذه المرحلة المدة من سبتمبر 1968 إلى فبراير 1969.
وتصاعد القتال إلى مرحلة جديدة أطلق عليها "الاستنزاف"، وذلك من خلال عبور بعض القوات، والإغارة على القوات الإسرائيلية، وكان الهدف منها تكبيد إسرائيل أكبر قدر من الخسائر في الأفراد والمعدات، واستغرقت هذه المرحلة من مارس 1969 إلى أغسطس 1970.
حرب الاستنزافأهم المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية في حرب الاستنزافمعركة رأس العشهي أولى المعارك التي خاضها الجيش المصري في مواجهة جيش إسرائيل في يوليو عام 1967، وانتصر المصريون في المواجهة الأمر الذي كان له أثر بالغ في نفوس الجنود المصريين، وكانت تمثل أيضا علامة بارزة من علامات مرحلة الصمود التي وقعت في أعقاب حرب يونيو.
ففي الساعات الأولى من صباح 1 يوليو 1967، وبعد ثلاثة أسابيع من عدوان 5 يونيو، تقدمت قوة مدرعة إسرائيلية من القنطرة شرق في اتجاه الشمال بغرض الوصول إلى ضاحية بور فؤاد المواجهة لمدينة بورسعيد على الضفة الشرقية لقناة السويس كان الهدف احتلال بور فؤاد، التي كانت المنطقة الوحيدة في سيناء التي لم تحتلها إسرائيل أثناء عمليات حرب يونيو 1967، وتهديد بورسعيد ووضعها تحت رحمة الاحتلال الإسرائيلي.
فقام مقاتلو الصاعقة آنذاك بعمل خط دفاعي أمام القوات الإسرائيلية المتقدمة والتي شملت ثلاث دبابات مدعمة بقوة مشاة ميكانيكية في عربات نصف جنزير، وقامت بالهجوم على قوة الصاعقة التي تشبثت بمواقعها بصلابة وأمكنها تدمير ثلاث دبابات معادية.
وُضِعت خطة محكمة من قبل الجيش المصري لاقتناص المدرّعات الإسرائيلية، واتخذ الكل أدواره ومواقعه، وظهرت بوادر المدرعات الإسرائيلية، وفجأة، انفجر اللغم الأرضي في مقدمة الموكب الإسرائيلي، وانفجر آخر في مؤخرة الموكب الإسرائيلي.
معركة رأس العشوقد عاود العدو الهجوم مرة أخرى، إلا أنه فشل في اقتحام الموقع بالمواجهة أو الالتفاف من الجنب، وكانت النتيجة تدمير بعض العربات نصف جنزير بالإضافة لخسائر بشرية من جانب القوات الإسرائيلية التي اضطرت للانسحاب، وظل قطاع بور فؤاد هو الجزء الوحيد من سيناء الذي ظل تحت السيطرة المصرية حتى نشوب حرب أكتوبر 1973.
وعلى صعيد رد الفعل الإسرائيلي بعد معركة "رأس العش"، قامت القوات الإسرائيلية يوم 4 يوليو 1967، بمحاولة فاشلة لإنزال لنشات وقوارب في قناة السويس، في مناطق "القنطرة – كبريت - الشط - بور توفيق"؛ لإبراز سيطرتها على القناة؛ إلا أن القوات المصرية تصدت لها في البر والبحر والجو؛ ما أدى إلى إفشال جميع المحاولات.
وخسرت إسرائيل ثمان طائرات، وثمانية زوارق بحرية، فضلًا عن إصابة وتدمير 19 دبابة، و18 مركبة مدرعة، و27 مركبة محملة بالذخائر، إضافة إلى خسائر كبيرة في الأفراد.
معارك القوات الجوية خلال يومي 14 و15 يوليو 1967نفذت القوات الجوية المصرية طلعات هجومية ضد القوات الإسرائيلية في سيناء، أحدثت فيها خسائر فادحة، بل أدت إلى فرار بعض من الأفراد الإسرائيليين من مواقعها، وهو ما أدي إلي زيادة الثقة لدى المقاتلين في قواتهم الجوية بعد هذه العملية الناجحة.
معارك المدفعيةمعارك المدفعية كانت عبارة عن اشتباك كبير ركزت فيه المدفعية المصرية كل إمكاناتها في قطاع شرق الإسماعيلية يوم 20 سبتمبر 1967، وتمكنت فيه من تدمير وإصابة عدد غير قليل من الدبابات الإسرائيلية، فضلًا عن الإصابات في الدبابات الأخرى وعربات لاسلكي، بالإضافة إلى 25 قتيلًا و300 جريح منهم.
إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية "إيلات"شهدت الفترة التي تلت عدوان 5 يونيو 1967 وحتى أوائل أغسطس 1970، أنشطة قتالية بحرية بين الجانبين وكان كلاهما يهدف إلى إحداث أكبر خسائر في القوات البحرية للطرف الآخر بغرض إحراز التفوق والحصول على السيطرة البحرية.
كان دخول المدمرة "ايلات" ومعها زوارق الطوربيد، ليلة 11/12 يوليو 1967 داخل مدى المدفعية الساحلية في بورسعيد، بمثابة استفزاز للجيش المصري، وعندما تصدت لها زوارق الطوربيد المصرية فتحت إيلات على الزوارق وابلا من النيران ولم تكتف وقد صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية المصرية بتدمير المدمرة إيلات.
المدمرة إيلاتوفي يوم 21 أكتوبر 1967، تمكنت زوارق صواريخ البحرية المصرية من إغراق المدمرة إيلات في منطقة شمال شرق بورسعيد، وكانت هذه المعركة بمثابة أول استخدام لصواريخ "سطح سطح"، ونتج عنها خسارة فادحة للقوات البحرية الإسرائيلية، خاصة وأن هذه المدمرة كانت تمثل أهمية كبيرة للبحرية الإسرائيلية في ذلك الوقت.
كما كانت خسائرها كبيرة في الأرواح؛ الأمر الذي دفعها لاستئذان مصر عن طريق الأمم المتحدة في البحث عن القتلى والغرقى، في منطقة التدمير شمال بورسعيد، واستمرت في عمليات البحث والإنقاذ أكثر من 48 ساعة بعد أن وافقت مصر على ذلك.
عملية قصف منطقتي "بالوظة ورمانة" 1969كان للقوات الإسرائيلية على الساحل الشمالي لسيناء موقعان، أحدهما لتجمعات إدارية في منطقة رمانة، والثاني موقع صواريخ هوك في بالوظة، وتجمعات شؤون إدارية في شرقي بورسعيد بحوالي 40 كيلومترًا، وصدرت التعليمات بتدميرهما، بواسطة المدمرتين الناصر ودمياط، بالتعاون مع لنشات الطوربيد والصواريخ.
ارتكزت فكرة العملية على أساس أن تغادر المدمرتان ميناء الإسكندرية، لكي تكونا أمام فنار البرلس عند الغروب، ثم يستكملان إبحارهما شرقًا حيث تلتقيان أمام بورسعيد بمجموعة من لنشات الطوربيد والصواريخ، التي ستقوم بواجب الحراسة، ثم يستكمل التشكيل إبحاره شرقًا للوصول إلى الموقع في الساعة الحادية عشرة، مساءً يوم التنفيذ.
ثم يبدأ فوج المدفعية الساحلية المتمركزة في قاعدة بورسعيد، في ضرب الموقع الإسرائيلي شرق بور فؤاد، حتى يتيقن الإسرائيليون من أن الضرب يأتيهم من اتجاه بورسعيد، وفي ذلك الوقت تكون المدمرات قد وصلت موقع ضرب منطقتي رمانة وبالوظة، وكانت السّرية والخداع هما العاملان الرئيسيان لنجاح العملية.
وتمت العملية طبقًا للمخطط تمامًا، وبدأت رحلة العودة إلى الإسكندرية، ولكن بعد خمس دقائق ظهر هدف جوي، يحوم فوق المدمرات، تبين أنها طائرة استطلاع إسرائيلية، وكان ذلك يشير إلى توقع هجوم جوي على المدمرتين، وبعد حوالي ربع ساعة ظهرت الطائرات الإسرائيلية، من نوع فانتوم وسكاي هوك فوق المدمرتين، وتمكنت المدمرة "دمياط" من تفادي الهجوم الجوي، وكذلك لنشات الطوربيد والصواريخ بفضل صغر حجمها وسرعتها العالية، حيث تمكنت من دخول بورسعيد.
أما المدمرة "الناصر" فقد كانت هدفًا للهجوم الجوي المكثف للقاذفات المقاتلة الإسرائيلية من كل اتجاه، واشتبكت مدفعيتها مع الطائرات المغيرة، وعلى الرغم من استمرار محاولات الهجوم عليها، إلاّ أنها استطاعت أن تصل ميناء الإسكندرية سالمة أما المواقع الإسرائيلية في رمانة وبالوظة، فقد ظلت مشتعلة لعدة ساعات متواصلة.
تدمير وإغراق الحفار "كينتينج"حاول الإسرائيليين عقب حرب 1967 تحطيم الروح المعنوية للشعب المصري فقرروا استخراج البترول من خليج السويس، وذلك في محاولة لإجبار مصرعلى قبول أحد الأمرين، إما أن تقوم إسرائيل باستنزاف البترول المصري، وإما أن يرفض المصريون ذلك ويهاجموا الحقول المصرية التي تستغلها إسرائيل وهو ما كانت إسرائيل تنتظره لتتخذه كذريعة لضرب حقل "مرجان" حقل البترول الوحيد الباقي في يد مصر لتحرم الجيش المصري من إمدادات البترول.
وتم الإعلان عن تكوين شركة "ميدبار" وهي شركة إسرائيلية أمريكية إنجليزية حيث قامت باستئجار الحفار "كينتنج" واستمرت إسرائيل في الإعلان عن مخططها فأعلنت القيادة السياسية المصرية أن سلاح الجو المصري سيهاجم الحفار عند دخوله البحر الأحمر.
وبدأ من الواضح أن هناك خطة إسرائيلية لاستدراج مصر إلى مواجهة عسكرية لم تستعد مصر لها جيدا أو يضطر المصريون إلى التراجع والصمت، وعلى ذلك قرر جهاز المخابرات العامة المصري التقدم باقتراح إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يقضي بضرب الحفار خارج حدود مصر بواسطة عملية سرية مع عدم ترك أي أدلة تثبت مسئولية المصريين عن هذه العملية.
الحفار كينتنجوتم التخطيط لهذه العملية وبعد تأكد جهاز المخابرات من مصادر سرية أن الحفار سيتوقف في داكار بالسنغال بجوار قاعدة بحرية فرنسية مما يصعب من عملية تفجيره وبعد وصول الضفادع بقيادة الرائد خليفة جودت فوجئ الجميع بالحفار يطلق صفارته معلنا مغادرته للميناء.
وفور وصوله إلى أبيدجان في فجر 6 مارس 1970 والذي تزامن مع مهرجان ضخم لاستقبال عدد من رواد الفضاء الأمريكيين الذين يزورون أفريقيا لأول مرة، قامت جماعات الضفادع البشرية باستثمار هذه الفرصة الذهبية لانشغال السلطات الوطنية بتأمين زيارة رواد الفضاء وحراستهم عن ملاحظة دخول المجموعات وتوجيه الضربة للحفار الذي وقف على بعد أمتار من قصر الرئيس العاجي.
وتجمعت الدفعة الأولى من الضفادع مكونة من 3 أفراد هم الملازم أول حسني الشراكي والملازم أول محمود سعد وضابط الصف أحمد المصري، بالإضافة إلى قائدهم الرائد خليفة جودت» وبقى أن يصل باقي المجموعة حيث كان مخططا أن يقوم بالعملية 8 أفراد، وتم تنفيذ العملية دون انتظار وصول باقي الرجال، ونزلت الضفادع المصرية من منطقة الغابات وقاموا بتلغيم الحفار وسمع دوي الإنفجار بينما كان أبطال الضفادع في طريق عودتهم إلى القاهرة.
أسبوع تساقط الفانتومأسبوع تساقط الفانتوم، هو أسبوع بدأ من 30 يونيو حتى 7 يوليو 1970، لأنه في أواخر 1969 تم تزويد إسرائيل بطائرة أمريكية حديثة، وكانت أول طائرة تستخدم أنظمة الحرب الإلكترونية، بتجهيزات إلكترونية حديثة جدًا، من حواسيب ورادارات لأغراض متعددة وأجهزة استشعار للصواريخ المعادية المنطلقة باتجاه الطائرة مما يسمح للطيار بأخذ مناورة حادة مما يفجر الصاروخ وهو يطارد الطائرة.
وبعدها قام رجال الدفاع الجوي بإنشاء حائط الصواريخ الحصين، تحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصلة بأحدث الطائرات وهي "فانتوم" وطائرة "سكاى هوك"، ذات الإمكانات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة في ذلك الوقت، ومن خلال التدريب الواقعي في ظروف المعارك الحقيقية أثناء حرب الاستنزاف.
تمكنت قوات الدفاع الجوى، اعتبارا من 30 يونيو وخلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز "فانتوم" و طائرة "سكاى هوك"، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة "فانتوم"، وتوالت بعده انتصارات رجال الدفاع الجوى المصري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حرب اكتوبر سيناء حرب السادس من أكتوبر نصر اكتوبر الجيش المصري القوات المسلحة حرب الاستنزاف الراحل جمال عبد الناصر القوات الإسرائیلیة القوات المسلحة حرب الاستنزاف الجیش المصری قناة السویس حرب أکتوبر نصر أکتوبر یونیو 1967 إلا أن
إقرأ أيضاً:
القوات الإسرائيلية تقوم بجرف حاجز للجيش عند مدخل الناقورة
قامت قوات الإسرائيلية صباح اليوم السبت بجرف حاجز الجيش اللبناني ومركزه عند مدخل الناقورة بمحاذاة مقر قيادة اليونيفيل وتمركزت على أنقاضه من دون أن تعترض حركة آليات وموظفي اليونيفيل الذين يمرون بجانبها، وفق ما أفادت مندوبة "لبنان 24".