«التنمية الأسرية» تنظم الملتقى السادس لكبار المواطنين والمقيمين
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
العين/ وام
نظمت مؤسسة التنمية الأسرية الملتقى السادس لكبار المواطنين والمقيمين 2023 بالتزامن مع اليوم الدولي لكبار السن، في مركز جبل حفيت المجتمعي التابع للمؤسسة في مدينة العين، وذلك تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
جاء الملتقى، الذي أقيم تحت شعار «نحو رفاه اجتماعي مستدام لكبار المواطنين والمقيمين»، في إطار حرص المؤسسة بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين واهتمامها بهذه الفئة المهمة في المجتمع، انطلاقاً من استراتيجيتها وضمن أهدافها واختصاصاتها الرامية إلى توفير الخدمات اللازمة لهم، بجميع صورها وأشكالها والعمل على استقطابهم للعيش في حياة اجتماعية مستقرة، نظراً لما يشكلونه من قيمة إنسانية عالية في الدولة.
حضر الملتقى، مريم محمد الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، وسلامة عجلان العميمي مدير عام هيئة المساهمات المجتمعية «معاً»، بجانب عدد من الشركاء الاستراتيجيين، وموظفي مؤسسة التنمية الأسرية وكبار المواطنين والمقيمين.
وأشاد الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي، في كلمة مصورة، بفعاليات الملتقى السادس لكبار المواطنين والمقيمين 2023، والذي يعكس حرص سمو «أم الإمارات» على رعاية ودعم فئة كبار السن في المجتمع، وذلك إيماناً بدورهم في تعزيز التماسك الأسري والترابط المجتمعي.
وقال الدكتور مغير خميس الخييلي: «نحرص في الدائرة وبالتعاون مع الجهات في القطاع الاجتماعي على تعزيز جودة حياة كبار المواطنين والمقيمين في أبوظبي، كونهم الركيزة الأساسية في المجتمع، ولهم الدور الكبير في بنائه وتعزيز تماسكه وتحقيق التنمية والازدهار»، مشيراً إلى الدعم الكبير من القيادة الرشيدة لتوفير أقصى سبل العيش الكريم لهم ما يمكّنهم من العيش بمستوى لائق في المجتمع.
وأشار إلى أن دائرة تنمية المجتمع تؤمن بدور الأفراد كافة في الارتقاء بمسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، والمشهد المزدهر الذي يعيشه مجتمع إمارة أبوظبي، والذي يقوم على تماسك الأسرة وترابط المجتمعات، ومن هنا يأتي دور القطاع الاجتماعي في إرساء منظومة اجتماعية تتسم بالمرونة والفاعلية، وخلق جيل متعلم ومثقف وصحي وواع بمسؤولياته وحقوقه وواجباته تجاه مجتمعه ووطنه.
من جهته نقل علي سالم الكعبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية، في كلمته التي ألقتها بالنيابة عنه خلال الملتقى مريم محمد الرميثي، تحيات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات».
وقال علي سالم الكعبي: «إن هذه المناسبة نستذكر فيها جهود الإمارات التي تولي كبار المواطنين والمقيمين أهمية قصوى، وما تبذله من جهود كبيرة في سبيل خدمتهم وتحقيق السعادة وجودة الحياة والاستقرار الأسري لهم، باعتبارهم محركاً أساسياً للتنمية المستدامة، الأمر الذي يتطلب منّا العمل الجاد وتسخير الطاقات والإمكانات لتحقيق طموحاتهم وتلبية متطلباتهم وفق توجهات القيادة الرشيدة التي يأتي على رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتطلعات الحكومة الرشيدة التي تضع المواطن في مقدمة اهتماماتها وأولوياتها».
وأضاف: «إننا مسؤولون عن ملف كبار المواطنين والمقيمين في إمارة أبوظبي.. ونؤكد من خلال الملتقى الدور الكبير الذي تضطلع به مؤسسة التنمية الأسرية، التي تعمل وفق توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرامية إلى تقديم مختلف الخدمات والمبادرات الاستباقية التي تعزّز جودة حياة كبار المواطنين والمقيمين، وتستجيب لمتطلباتهم واحتياجاتهم، وتسعى دائماً لزيادة الخدمات الاستباقية والرقمية لهذه الشريحة المهمة في المجتمع، إضافة إلى تبني العديد من المبادرات وتطوير البرامج والخدمات التي تليق بهم، عرفاناً بجهودهم وتقديراً لأهمية دورهم ومكانتهم في المجتمع».
وأوضح الكعبي: «كما تعلمون أن الإمارات تتميز بمحافظة أفراد المجتمع فيها على الموروث الاجتماعي الإيجابي الذي يعزّز قيم التماسك الأسري، ويشجع على احترام كبار المواطنين، ورعايتهم ضمن أسرهم في بيئتهم الاجتماعية، ودعم مشاركتهم الاجتماعية، واستثمار طاقاتهم، وفي ظل هذه الرعاية تشهد إمارة أبوظبي تزايداً ونمواً متصاعداً في أعداد كبار المواطنين والمقيمين الذي يأتي كنتيجة طبيعية للتطوّر الملحوظ في مجال الرعاية الصحية، حيث أصبح معدل نمو كبار السن بالإمارة في تزايد ملحوظ».
وأكد الكعبي: «لقد شهدت الدولة كغيرها من دول العالم من حولنا تغيرات جذرية أثّرت في أسلوب الحياة والأنماط المعيشية والوظيفية على مستوى الأسرة والمجتمع. الأمر الذي يستدعي من المؤسسات التي تقدّم الخدمات الاجتماعية البدء بالتخطيط الاستراتيجي للسنوات المقبلة آخذة بعين الاعتبار تلك المتغيرات، وما قد يترتب عليها من التزامات تجاه كبار المواطنين لتعزيز جودة حياتهم».
وكرّمت مريم محمد الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، الفئة الأكثر حضوراً لبرامج وخدمات المؤسسة، وهو ما تحرص عليه باستمرار لتشجيعهم على المشاركة، وتحفيزهم على حضور الخدمات التي تنعكس إيجاباً عليهم بالنفع والفائدة، وذلك من خلال التواصل معهم، والتعرف إليهم، وتلبية احتياجاتهم، وتوفير الحياة الكريمة الداعمة لاستقرارهم، ومتابعة شؤونهم، وتقديم الخدمات كافة التي تعزّز استقرارهم في جميع مراكزها في أبوظبي ومنطقتي العين والظفرة، تقديراً لعطائهم وخبراتهم الممتدة في خدمة المجتمع.
وتخلل الملتقى توقيع مؤسسة التنمية الأسرية اتفاقية تعاون مع هيئة المساهمات المجتمعية «معاً»، وميك لخدمات الإدارة - اصنع، بهدف تحسين جودة حياة كبار المواطنين والمقيمين في إمارة أبوظبي، وتعزيز اندماجهم في المجتمع من خلال تنمية مهاراتهم، والمشاركة الفعالة في الأنشطة الاجتماعية المتمثلة في الحرف اليدوية لكبار المواطنين، والتي توفر رحلة استكشافية لمهارات واهتمامات جديدة للمشاركين في البرنامج لتمكينهم من التطوير والتشجيع على متابعة المهارات المكتسبة وتنميتها، للوصول إلى مجتمع مستدام من كبار الصناع.
وقع الاتفاقية كل من مريم محمد الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، وسلامة عجلان العميمي مدير عام هيئة المساهمات المجتمعية «معاً»، وطلال الأنصاري مدير عام شركة ميك لخدمات الإدارة ـ اصنع.
وقالت مريم محمد الرميثي: «إن هذه الاتفاقية تأتي في إطار جهود مؤسسة التنمية الأسرية الرامية إلى تعزيز جودة حياة كبار المواطنين ومن في حكمهم من المواطنين، وذلك انطلاقاً من رؤية المؤسسة ورسالتها ومجالات اهتمامها المتمثلة في الدعم لهذه الفئة المهمة في المجتمع، لضمان توفير الحياة الكريمة الآمنة والمستقرة لهم».
وأوضحت أن الاتفاقية تهدف إلى تدريب كبار المواطنين حسب احتياجاتهم، وتطوير مهاراتهم الحرفية، وتمكينهم وتنمية مواهبهم وصولاً إلى مرحلة التقييم.
وأكدت الرميثي أن الاتفاقية تأتي ترجمة لرؤية وتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، التي تستهدف توفير جميع أوجه الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية والترفيهية، بالشكل الذي يضمن اندماج هذه الشريحة المهمة في المجتمع وتوفير الحياة الآمنة والمستقرة لهم، مشيرة إلى حرص المؤسسة الدائم على تخفيف الأعباء عن كبار المواطنين من خلال تسهيل وصولهم إلى الخدمات، وتقديم كافة أوجه الرعاية الاجتماعية المتكاملة لهذه الفئة المهمة في المجتمع، بهدف الارتقاء بجودة حياتهم وتمكينهم من المشاركة والانخراط في المجتمع باعتبارهم بركة الدار وجزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع الإماراتي.
وأضافت أن المؤسسة تسعى إلى بناء شراكات من شأنها المساهمة في تحقيق الاستقرار الأسري في إمارة أبوظبي وما يتطلب ذلك من تكامل الأدوار وتحقيق متطلبات حكومة أبوظبي، للوصول إلى تنمية اجتماعية تضمن حياة كريمة لكبار المواطنين والمقيمين.
مؤكدة أن المؤسسة قامت بدور استباقي وجهود مضنية في تنفيذ الخدمات وتبني المبادرات والبرامج التي تعزّز جودة حياة كبار المواطنين ومن في حكمهم، فعملت على تقديم أوجه الرعاية المتكاملة لفئات المجتمع كافة للارتقاء بجودة حياتهم وضمان مشاركتهم الفاعلة والمستمرة ضمن النسيج المجتمعي في أبوظبي.
من جانبها أكدت سلامة عجلان العميمي، حرص الهيئة على عقد الشراكات التي تحقق أثراً إيجابياً ملموساً في معالجة الأولويات الاجتماعية في مجتمع أبوظبي. موضحة أن توقيع اتفاقية التعاون مع ميك للخدمات الإدارية يعكس مدى التزام الهيئة بالمساهمة في توفير مستوى معيشي لائق لمن هم أكثر حاجة في المجتمع وبالتعاون مع شركائنا في مؤسسة التنمية الأسرية.
وأضافت: «نركز على دعم كبار المواطنين والمقيمين وتعزيز نمط حياتهم وتحقيق الاندماج في المجتمع ككل، ونتطلع إلى تفعيل هذه الشراكة وتحقيق نتائج جيدة».
من ناحيته قال طلال الأنصاري: «يسعدنا أن نتعاون مع هيئة المساهمات المجتمعية «معاً» ومؤسسة التنمية الأسرية، من أجل تعزيز جودة حياة كبار المواطنين والمقيمين في أبوظبي.. فنحن في مركز «اصنع» نلتزم بترسيخ مجتمع نابض بالحياة يضمّ صنّاعاً مبدعين».
وأضاف: «من شأن هذا التعاون أن يوسع نطاق تأثيرنا، حيث نوفر لكبار المواطنين والمقيمين مساحة للتعلم والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتنموية، ليصبحوا جزءاً لا يتجزأ من مجتمع «اصنع». فنؤمن بأهمية الاستفادة من خبراتهم وإبداعاتهم، ونقدم لهم الأدوات والموارد والدعم ليطلقوا العنان لإبداعهم وينمّوا مهاراتهم، حيث نسعى من خلال مجموعة من البرامج وورش العمل، إلى تمكينهم من خلال بناء ثقتهم بفن الصنع، وليس فقط عبر اكتساب مهارات جديدة، إذ نتيح لهم المعرفة والأدوات التي يحتاجون إليها لتنفيذ أفكارهم في النجارة أو النسيج أو التكنولوجيا الرقمية أو أي نشاط إبداعي آخر».
كما نظمت مؤسسة التنمية الأسرية ضمن فعاليات الملتقى السادس لكبار المواطنين والمقيمين 2023، جلستين أدارت الأولى الدكتورة فاطمة عبدالله الحمادي الخبير الاجتماعي بمؤسسة التنمية الأسرية، والتي جاءت تحت عنوان محور السياسات والتوجهات العالمية الوطنية التي تضمن استدامة حصول كبار المواطنين على حقوقهم وتعزيز جودة حياتهم، وناقش سليمان المازمي مستشار الرعاية الاجتماعية في وزارة تنمية المجتمع، السياسات والاستراتيجيات والتوجهات الوطنية، وتناولت المهندسة شيخة الحوسني المدير التنفيذي لقطاع الرصد والابتكار الاجتماعي في دائرة تنمية المجتمع، السياسات والاستراتيجيات والتوجهات المستقبلية لضمان استمرارية رفاه وجودة حياة كبار المواطنين والمقيمين في إمارة أبوظبي، وناقش د. تركي حسن القحطاني موجه أسري أول في دائرة القضاء أبوظبي، قانون حقوق كبار المواطنين خطوة رائدة نحو الوفاء بالعهود.
وناقشت الجلسة الثانية للملتقى التي أدارتها وفاء آل علي مدير إدارة الإرشاد والاستشارات الأسرية في مؤسسة التنمية الأسرية، محور التدخلات والممارسات الاجتماعية الحكومية التي تضمن حصول كبار المواطنين على حقوقهم وتلبية احتياجاتهم، وتناولت موزة علي المزروعي مختصة رعاية اجتماعية في مؤسسة التنمية الأسرية، منظومة خدمات اجتماعية متكاملة لكبار المواطنين والمقيمين لضمان رفاهيتهم وتحقيق جودة حياتهم، وتحدث سعادة أحمد الميل مدير دائرة الخدمات الاجتماعية دائرة الخدمات الاجتماعية ـ الشارقة، عن التدخلات الاجتماعية للخدمات وبرامج حماية حقوق كبار المواطنين، وتناولت ريم الشامسي رئيس قسم الدراسة والتحليل إدارة العقود الاجتماعية ـ هيئة المساهمات المجتمعية «معاً»، دور الهيئة في دعم مبادرات القطاع الثالث، لضمان حماية ورفاه كبار المواطنين والمقيمين.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات التنمية الاسرية كبار المواطنين الإمارات الملتقى السادس لکبار المواطنین والمقیمین سمو الشیخة فاطمة بنت مبارک فی مؤسسة التنمیة الأسریة فی إمارة أبوظبی تنمیة المجتمع أم الإمارات تعزیز جودة فی أبوظبی مدیر عام من خلال
إقرأ أيضاً:
مركز الخاتم عدلان للاستنارة و التنمية البشرية في الرد على أمجد فرد وحلفائه
مركز الخاتم عدلان للاستنارة و التنمية البشرية في الرد على أمجد فرد وحلفائه
التاریخ: ١٨ ديمسبر ٢٠٢٤
تحت عنوان :”استخدام المناصرة للعمل الإنساني كسلاح إدى إلى مأساة في مخيم زمزم للنازحين” كتب السیِدّ أمجد فرید مقالاً ینتقد فیه بیاناً تضامنیاً لمجموعة من منظمات المجتمع المدني السودانیة، بتاریخ ١٦ نوفمبر 2024 طالبت فیه القوات المشتركة التي تحارب بجانب الجیش السوداني، والتي أسست لھا وجوداً عسكریاً داخل معسكر زمزم للنازحین، الذي یقع بالقرب من مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور،بأن تنھي ھذا العمل غیر المسؤول الذي حتماً سوف یعرِّض النازحین المدنیین الأبریاء للخطر الجسیم لأنه یعسكر منطقة مدنیة. وقد حمّل كاتب المقال مسئولیة قصف معسكر زمزم من قبل الدعم السریع في بدایة شهر ديسمبر الجاري للجهات الموقعة على البیان التحذیري آنف الذكر، واصفاً البیان بأنه استخدام مقصود للمناصرة وخیانة للعمل الإنساني.
یقِول السیِدّ فرید ما یلي:
التعسّف وقلب الحقائق رأساً على عقب
في محاولته إلصاق التھمة بنا بكل سبیل مھما كان، یتبِعّ السیِدّ فرید أسلوباً كناّ نظنھه حكراً على جماعة الإنقاذ وحدها فأسمعه يقول:
“إن الاستخدام المتعمد للمناصرة لتصویر ملاذ مدني على أنه ھدف عسكري مشروع كان محاولة لتبریر ھذا العمل الشنیع، وھو أیضًا خیانة فاضحة للمبادئ الأساسیة للإنسانیة التي یُفترض أن تحكم دور المجتمع المدني”.
فھل سمع الناس باحتقار للعقول مثل ھذا؟ وھل شھدوا إھانة للذكاء والبداھة والحس السلیم بمثل ھذا؟ كیف جاز للسیدّ فرید أن یقلب الحقائق رأساً على عقب؟ كیف یدین بیاناً ھو من أوجب واجبات المجتمع المدني الأخلاقیةِ في حمایة المدنیین من التعرّض للخطر عن طریق التنبیه والتحذیر والكشف عن الحقائق وفضح المتورطین في الانتھاكات؟ وكیف جاز له أن یعتبره سبباً في الھجوم على المعسكر بھذه الطریقة المتعسفة البائسة الیائسة (المتلبطة) التي تدوس على المنطق السلیم بصورة یبدو معھا وكأنه یعتبر الناس أنعاماً لا یفقھون شیئاً ولا یعقلون؟ وماذا یریدنا السیدّ فرید أن نفعل؟ أن نرى القوات المشتركة تجعل من النازحین دروعاً بشریة ثم نصمت؟ ولماذا؟ ما ھي الفِوائد التي یحققھا الصمت؟.
یجیب السیِدّ فرید بوضوح أكبر أن الدعم السریع استندت على البیان لتبریر الھجوم. أسمعه یقول:
“استندت المبررات التي قدمتھا قوات الدعم السریع لھجومھا على مخیم زمزم بشكل كبیر إلى بیان مثير للجدل وقع عليه – أو نُسب زورا إلى – عدة منظمات مجتمع مدني بارزة، وُنشر في 16 نوفمبر 2024”.
وهذا يعني أمرين.أولهما أن قوات الدعم السريع لم تكن تعلم بأن القوات المشتركة لها وجود بالمعسكر رغم استخباراتها التي تخترق الجيش نفسه من قمته لقاعدته، وثانيهما أنهم يجلسون ببلاهة في انتظر بيان لمنظمات توفر لهم المعلومة و المبررات لكيما يهاجمون المعسكر الذي يقع في إقليم يسيطرون معظم ولاياته إن لم يكن كلها وهذا أمر مضحك حد الرثاء. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل قدمت قوات الدعم السريع مبررات للهجوم على مسكر زمزم قالت فيه إنها استندت على البيان؟ أين ومتى قالت قوات الدعم السريع إنها استندت في هجومها على بياننا؟ نحن نطالب السيد فريد أما بإبرز الإثبات علينا أو الاعتذار العلني، إلا و أنه سوف لن يعدو قدره.
ونحن بدورنا نتساءل متى احتاجت قوات الدعم السریع لمبررات في كل الانتھاكات والجرائم التي ارتكبتھا؟ فھي مثلھا مثل الجیش الذي أنشأھا، یقتلون المدنیین وینتھكون جمیع القوانین الإنسانیة دون أن یرمش لھم جفن. ونتساءل أیضا ھل الذي أثار حنق السیدّ فرید حقا ھو تحذیر البیان من عسكرة المعسكر أم لأن ھذه القوات تابعة للجیش الذي یسانده السیدّ فرید لدِرجة التماھي ولا یذكر له ولا جریمة واحدة؟ لا یا سیِدّي إن الخیانة الحقیقیة لیست في بیانات التضِامن من حیث ھي بل إن الخیانة الحقیقیة ھي التغاضي عن السبب الحقیقي وھو وجود قوات مشنركة داخل المعسكر أنشأت الإرتكازات و أدخلت الأسلحة في انتهاك فاضح لجمیع الاتفاقات والعھود والبروتوكولات التي تعُنى بحمایة المدنیین في وقت الحرب، وشھدت علیھا ثلاثة بیانات وردت من تنسیقیة المعسكر، یضاف إلیھا ما أكده المبعوث الأمریكي توم بیرییلو من وجود ھذه القوات في المعسكر وقد أدان ھذا الفعل غیر المسؤول، بقوله: “عسكرة (القوة المشتركة) لمخیم زمزم انتھاك للقانون الدولي الإنساني “.
وأنت إن أردت الحق فھو عمل جبان وحقیر من قبل القوات المشتركة. ھذا ھو السبب الحقیقي للھجوم .
السبب الواضح وضوح الشمس في كبد السماء، ولكن السیدّ فرید لا یراه من غرضٍ ورمدٍ أعمى قلبه وأغمى على عینیھ، لذلك ازورًّ منه وراغ كما یروغ الثعلب وذھبِ یتعلق بأسباب خیالیة أوھى من خیط العنكبوت ،ألا وھي أن بیان المنظمات ھو السبب، ویا للعجب! من الواضح أن اتھام المنظمات الموقعةّ على البیان یحقق له غایتین كبیرتین، الترویج لنفسه وتنصیبھا وصیاً على المجتمع المدني السوداني من ناحیة، والحط من قدر الآخرین من الناحیة الأخرى، خاصّة وأن ھناك سلوك رائج بین متعلمي بلادنا یحرِّكه الظن بأن الصعود للقمة عبر إزاحة المنافسین أسرع من منافستھم منافسة شریفة. لذلك حذقوا فنون التآمر والدس و”الحفر” وتصفیة الحسابات مع المنظمات التي یضطغنون علیھا. وھذا ھو عین ما مارس السیِدّ فرید عبر بیانھ المھترئ ھذا .
فإذا فھمنا دوافع السیدّ فرید ما بال المنظمات التي انسحبت؟ ھل بسبب شكل البیان أم متنه؟ فبحسب ما طالعناه من بيانات هناك منظمتان على الأقل لم تقولا أن سبب انسحابها هو عسكرة المعسكر معلومة كاذبة، بل جاء التسبیب أنھما لم یطّلعا على المقال قبل نشره! هل يعقل أن يكون جازت عليها حيلة هذا الرجل الذي لم یمنعه مانع من استخدام التھدید والوعید والابتزاز ضد من یفُترض أن یكونوا زملائه في المجتمع المدني السوداني؟ وإن كان من كلمة نقولھا في ھذا المقام فإن ھذا البیان الھش الركیك الذي یفتقد للمنطق السلیم، المليء بالتقعرّ والكذب ومحاولات التذاكي والدعایة للذات، والحاط من قدر الآخرین ،والمكّرر حد الملل، لیس فیه ما یحمل الناس على تغییر رأیھا والانسحاب. ونناشد زملاءنا الذین انسحبوا كردة فعل لهذا البيان أن يلقوا عليه نظره مرة أخرى و أن يراجعوا مواقفهم فالرجوع للحق فضيلة وقيمة من قيم مجتمعنا المدني.
نكران الحقائق الساطعة
جاء مقال السیدّ فرید محتشداً بالأخطاء والمغالطات والكذب الصریح. فھو یقول إنه لیست ھناك قوات مشتركة في المعسكر . دعونا نذكره بكلماته التي قال الآتي:
“ووصف البيان مشاهد مزعومة لدبابات ومركبات عسكرية وطائرات بدون طيار و أسلحة متوسطة إلى ثقيلة منتشرة داخل المخيم، لكنه لم يقدم أي أدلة داهمة. “و نفى سكان المخيم هذه الادعات، قائلين إن مثل الأحداث لم تحدث“. (الخطوط تحت الكمات من وضعنا)
دعونا نورد ملاحظة صغیرة على طبیعة ھذا النصّ على ضوء تحلیل الخطاب. مقارنة ببقیة فقرات البیان نجد أنھا الفقرة الأضعف في مخاطبة القارئ. بمعنى أنھا ترسل له رسالة خجولة مھزوزة غیر واثقة من نفسھا. وما ذلك إلا لأنھا تحتوي على كذبة. والكذبة ھي أن نفى معلومة ھو نفسه یعلم أنھا صحیحة. لذلك دّس فقرته في المقال بھذه الطریقة الخفیة، وكأنه یدخلھا بالباب الخلفي، بأمل أن تضیع وسط الزحام وألا ینتبه القارئ لبنیتھا الضعیفة خصوصاً مع ضجة الفقرات والنصوص الأخرى ذات النبّرة العالیة والمكرّرة مرة بعد أخرى بغرض تثبیتھا في وعي القارئ وفق نظریة النازي جوزیف غوبلز في تكرار الكذبة مھما كان حجمھا ووضوحھا ككذبة حتى ترسخ في وعي الناس فتصبح حقیقة. وھا نحن نشھد نازیین جُدد یتبعون أصحابھم وحلفائھم الجدد من أصحاب الأیادي المتوضئة في تطبیق ھذه النظریة أیضاً والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه.
وبناء على ما سبق نطرح تساؤلات بسیطة. إن كان ادِعّاء السید فرید صحیحاً، وإن البیان كان كاذباً في المعلومة نفسھا التي انبنى علیھا، فما ھي الجریرة الأكبر التي تطعن حقاً في مصداقیة المجتمع المدني؟ ھل هي الكذب والترويج له وتضليل الشعب السوداني، أم بیاننا المبني على ھذه المعلومة الكاذبة؟ فقد كان من المتوقع أن یركز السیِدّ فرید على اتھامنا یالكذب فھذا أبلغ في إدانتنا من تلك الأسباب الواھیة التي حاول أن یدیننا بھا. لأن الكذب عند الإنسانیة جمعاء یعتبر من الكبائر التي تحطم مصداقیة الأفراد والمؤسسات .وهل كان یتصور أحد أنه یمكن أن یفوّت السیدّ فرید ھذه الفرصة الذھبیة باتھامنا بالكذب؟ إن أھل القانون يقولون ما بني على باطل فھو باطل أیضاً. وأھِل البناَء یقولون إن الأساس أھم ما في البناء، فإن ضعف الأساس ضعف المبنى وتشقق وسقط. فھل فاتت ھذه اِلفرصة على “ذكائه الوقاّد” أم أنه ببساطة یكذب وھو یعلم في قرارة نفسه أنه یكذب، لذلك توكل على ﷲ ورماھا آملاً ألا یخاف عقباھا، ولكنھا أتته راجعة فماذا ھو فاعل بإزائھا؟ ھل یملك شجاعة الاعتراف بالخطأ ویعتذر عنه؟ أم تأخذه العزّة بالإثم فیكابر ویمضي قدما في طريق المغالطات والديماغوجية ؟ سوف ترى.
المنصّة الأخلاقیة العالیة والتكبرّ على المجتمع المدني
وبعد أن أشبعنا السیدّ فرید بالتقریع والتقزیم، اعتلى وبثقة كبیرة وغطرسة ظاھرة، منصت الأخلاقیة العالیة، ووضع فوقھا كرسيِ الأستاذیة وألقى علینا منھا دروساً في قیم المجتمع المدني وأخلاقیاته، منصباً نفسه وصیاً على المجتمع المدني السوداني طالباً منا التوبة ومحابسة أنفسنا قبل أن يحاسبنا هو. وليته أكتفى بذل،بل شرع یصدر تھدیدات بالمحاسبة القانونیة إن لم ننسحب من البیان ونلحق بمن انسحب واضعاً أسماءنا نحن الذین لم ننسحب بالبنط العریض. فھل سوف یقدمنا لمحاكم البرھان یا ترى؟
فانظر مثل ھذا الابتزاز الرخیص یصدر من شخص ھو الأقل تأھیلاً أخلاقیاً لإصدار أي أحكام على الآخرین. ومع ذلك لا یرى ھذا العیب الأخلاقي الكبیر في ذاته والذي یعافه كل صاحب قلب سلیم وفطرة سویةّ وفعل متسق. فھل نستغرب إن رأى حسنات الآخرین عیوباً تستحق العقاب؟
ستتوفر النسخة الإنجلیزیة قریباً.
مركز الخاتم عدلان للاستنارة 18 ديسمبر 2024
الوسومأمجد فريد القوات المشتركة المجتمع المدني مركز الخاتم عدلان للاستنارة معسكر زمزم