«الزعيم» و«الملك» يصنعان «البداية التاريخية» في «الأبطال»
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
سلطان آل علي (دبي)
انتهت الجولة الثانية من دوري أبطال آسيا، بفوز العين والشارقة على أهال التركمانستاني والفيصلي الأردني، ليعزز ممثلا كرة الإمارات ترتيبهما في مجموعاتهما ويحققا رقماً تاريخياً.
وتعد هذه أفضل انطلاقة وبداية بتاريخ الأندية الإماراتية في المسابقة «النسخ التي شهدت أكثر من فريقين» منذ 2003، حيث حقق العين والشارقة معاً 10 نقاط من أصل 12 متاحة، أي ما يوازي 83% من النقاط الممكنة، وهو ما لم يحدث إطلاقاً للأندية الإماراتية على مدى مشاركاتها خلال الـ20 سنة الماضية.
ويملك العين «العلامة الكاملة» في صدارة مجموعته، بالفوز على باختاكور بثلاثية في طشقند، وأهال 4-2 في مدينة العين، ويلتقي الفيحاء في المواجهة القادمة، فيما حصد الشارقة نقطة ثمينة من السد في الدوحة، وتفوق على أرضه أمام الفيصلي بهدف، ويلتقي ناساف الأوزبكي متصدر المجموعة في الجولة القادمة.
وبالعودة إلى النسخ السابقة، فإنّ «نسخة 2004» كانت محتفظة بالبداية الأفضل لمدة من الزمن، وشارك آنذاك الوحدة والشارقة من دور المجموعات في البطولة، واستطاعا أن يجمعا 8 من أصل 12 نقطة، خلال جولتين بنسبة 67% من النقاط المتاحة، وفاز الشارقة على الشرطة العراقي بهدفين، وتعادل مع الهلال سلبياً، أما الوحدة فقد تعادل مع السد سلبياً، وانتصر على القوة الجوية العراقي بثلاثية، وتصدّر الفريقان مجموعتيهما، قبل أن يخرجا من الدور التالي.
كما تعد «نسخة 2014» ضمن الأفضل من ناحية انطلاقة أندية الإمارات، فقد حققت أندية الجزيرة والعين وشباب الأهلي 61% من النقاط المتاحة حينها، وكانت المحصلة تضم 3 انتصارات وتعادلين وخسارة وحيدة خلال جولتين، ليكون إجمالي النقاط المحققة هو 11 من أصل 18 نقطة، منها 6 نقاط للجزيرة الذي تغلب على الريان القطري والشباب السعودي.
العين.. قوة هجومية كاسحة
يعد العين ثالث أقوى هجوم في «الأبطال»، بعد مرور جولتين، بمجموع 7 أهداف، سجلها على باختاكور وأهال، ولا يتفوق عليه أحد من غرب القارة إطلاقاً، وهو يأتي بعد أوراوا الياباني وإنتشون الكوري الجنوبي الذي سجل كل منهما 8 أهداف.
ويملك العين رقماً متميزاً واستثنائياً على مستوى صناعة الفرصة الكبرى، والمحققة للتسجيل، فهو الوحيد الذي تجاوز 10 فرص محققة، بل وصل عدد الفرص التي صنعها إلى 14 فرصة بمعدل 7 فرص كل مباراة، ويأتي بعده بفارق يقترب من الضعف، أندية النصر السعودي وبوهانج وإنتشون من كوريا الجنوبية، وصنع كل فريق 8 فرص محققة للتسجيل.
وهذا يدل على قدرات «الزعيم» الهجومية الكاسحة مقارنة بالمنافسين في المجموعة، ولكن في الوقت ذاته، تظهر السلبية في قلة التركيز والرعونة أمام المرمى واستغلال الفرص، حيث يعد العين كذلك أكثر الأندية إضاعة للفرص المحققة للتسجيل بواقع 10 فرص «7 منها أمام أهال»، أي أن نسبة استغلاله للفرص المحققة بالمجمل هي 29% فقط، ويأتي بعده النصر بـ7 فرص ضائعة من 8، ثم بوهانج ستيلرز الذي أضاع 6 فرص.
ويتفوق «الزعيم» كذلك في معدل التسديدات، حيث لا يوجد فريق في آسيا سدد أكثر منه خلال جولتين بمجموع 40 تسديدة، كما أنه لا يوجد فريق سدد على المرمى أكثر منه، بواقع 20 تسديدة خلال مباراتين، أي أنّ دقة التسديد لديه هي 50% من الإجمالي.
وكل هذه الأرقام الهجومية المخيفة تعكس عمل المدرب شرودر مع الفريق، وقدرات اللاعبين الكبيرة على المستوى الهجومي، مما يجعل العين في الوقت الحالي أبرز هجوم في القارة، بقيادة لابا كودجو في منافسة مع النصر السعودي الذي يقوده كريستيانو رونالدو.
أفضل بداية لأندية الإمارات بعد جولتين
«نسخة 2023 -2024»: 10 من 12 نقطة «العين والشارقة»
«نسخة 2004»: 8 من 12 نقطة «الوحدة والشارقة»
«نسخة 2014»: 11 من 18 نقطة «الجزيرة والعين وشباب الأهلي»
«نسخة 2012»: 14 من 24 نقطة «النصر والجزيرة والشباب وبني ياس»
___R2L0223-1696353952
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري أبطال آسيا العين الشارقة لابا كودجو
إقرأ أيضاً:
الميدان الغزاوي يتكلّم: من يملكِ الإرادةَ والميدان يفرِضْ معادلة النصر
يمانيون../
في مشهدٍ يختصرُ سنواتٍ من التجربةِ القتاليةِ والخِبرة العملياتية، تُثبِتُ فصائلُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية في غزة، قدرتَها على إدارةِ معركة معقَّدة متعددة الأبعاد، في مواجهة واحدة من أكثر الجيوش تطوُّرًا في المنطقة.
وفي الوقت الذي تُكثّـفُ فيه قواتُ الاحتلال الإسرائيلي من هجماتها على القطاع وتدفع بثلاث فِرَقٍ هي من أفضل فرقها العسكرية إلى جبهات القتال، ترد المقاومة بعملياتٍ نوعية تكتيكية تعيد خلط الأوراق وتُظهِرُ هشاشةَ الرواية الصهيونية حول “القضاء على البنية التحتية للمقاومة”.
الموقف العملياتي خلال الـ48 الساعة الماضية:
وفيما أكّـدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية، أن رئيس الأركان في جيش الكيان أبلغ الطاقمَ الوزاري المصغَّر بوجود “نقص كبير في عدد المقاتلين بالجيش”.
اعترفت إذاعة جيش الاحتلال، بأن “قوةً من الجيش دخلت لأحد المنازل في حي الشجاعية، وتم محاصَرتُها ووقعت في كمين، ويتم إجلاؤُهم الآن عبرَ مروحيات وحدة الإنقاذ ٦٦٩”.
بدورها، أعلنت كتائبُ القسَّامِ الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في بيان، أمس الأحد، “تمكّن مجاهدو القسام من تفجير منزل مفخخ مسبقًا في قوة صهيونية خَاصَّة تسللت إلى منطقة أبو الروس شرق مدينة رفح جنوب القطاع وأوقعوهم بين قتيل وجريح”.
من جانبها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في بيان لها اليوم الاثنين: “تمكّن مجاهدونا من قنص قنّاص صهيوني كان يعتلي تلةَ المنطار بحي الشجاعية شرق مدينة غزة”.
وأكّـدت الأحد، قصفَها بقذائف الهاون النظامي (عيار 60) تمركزًا لجنود وآليات الاحتلال “الإسرائيلي” المتوغلين في منطقة محور رفح الذي يسمِّيه العدوّ محور “موراج”، وبصواريخ (107) موقع قيادة وسيطرة لجيش العدوّ في منطقة “عوض الله” بمخيم يبنا”.
كما أعلنت المقاومة أنها سيطرت على طائرتين من نوع “كواد كابتر” خلال تنفيذهما مهامَّ استخباريةً وسط قطاع غزة.
وقالت كتائب الشهيد “أبو علي مصطفى” في بيان الأحد: “أسقطنا طائرة مسيّرة للاحتلال من طراز “بوما ريدر”، أثناء تنفيذها مهامَّ استخباريةً وعدائيةً شرقي غزة”.
سياسيًّا، قالت حركة حماس: إن “الأسرى الصهاينة لن يعودوا بالتصعيد العسكري بل بقرار يرفض نتنياهو اتِّخاذه”، مؤكّـدةً على أنه “لن يحرز وحكومته أي تقدم بمِلف الأسرى دون صفقة تبادل؛ فالتصعيد مقامرة خاسرة على حساب أسراه”.
مقاومة غزة تتحدَّى آلةَ الحرب وتُسقِطُ روايةَ الاحتلال:
موقع “المسيرة نت” مستشرفًا آراء الخبراء العسكريين في قراءةٍ تحليلية لواقع الميدان خلال الساعات الـ48 الماضية في غزة، والذين لفتوا إلى تحولٍ نوعي في مفهوم الحرب “اللامتناظرة”، فالمقاومة الفلسطينية لم تعد مُجَـرّد مجموعات فدائية تعمل بردود أفعال آنية، بل باتت تمثل منظومة قتالية متكاملة.
ويؤكّـد الخبراء أن المقاومة تعتمد على العمل وفق بنك أهداف استخباراتي دقيق، يتضح من اختيار التوقيت ونوع الأهداف بدقةٍ عالية، وعلى مرونةٍ ميدانيةٍ في الحركة والتخفي والكمائن والقنص؛ ما يدل على تدريب ميداني متقدم، وتنسيقٍ عالٍ بين الوحدات المختلفة.
ويشير الخبراء إلى أن المقاومة استطاعت دمج الوسائل النارية التقليدية بالتكنولوجيا، عبر اعتراض الطائرات المسيرة الإسرائيلية، أَو استخدام طائرات استطلاع للرد التقني على الهجمات.
كما تفوقت المقاومة في إدارة موازيةٍ للجبهة النفسية والإعلامية، والتي تمثلت في بياناتٍ دقيقة ومصوّرة تربك الجبهة الداخلية للعدو وتكسب تعاطف الرأي العام الداخلي والعالمي.
ومن منظورٍ تكتيكي -بحسب الخبراء- فقد فشلت القوات الإسرائيلية حتى اللحظة في فرض السيطرة النارية أَو البرية على مناطق الاشتباك، وهذا مؤشر حاسم على توازن ردعي بات حقيقيًّا وملموسًا في الميدان.
ومن الناحية الاستراتيجية، فَــإنَّ عدم القدرة على الحسم، مع تصاعد الخسائر النفسية والعسكرية والسياسية، يعكس عجز المنظومة العسكرية الإسرائيلية عن فهم طبيعة الخصم، الذي لا يقاتل فقط؛ مِن أجلِ النصر، بل؛ مِن أجلِ الوجود.
معادلة التفوق الميداني.. من يملك زمام المبادرة؟
وأثبتت التطورات الميدانية خلال الـ 48 الساعة الماضية، أن المقاومة لا تزال تحتفظ بمبادرة الردع والرد، عبر استخدام تكتيكات حرب عصابات متقدمة، شملت حتى الآن، وفقًا لبيات المقاومة؛ تفخيخ المنازل واستهداف القوات المتسللة كما حدث الأحد، شرق “رفح”.
واعتمدت المقاومة على القنص كما حدث في “حي الشجاعية”، مع استخدام الأسلحة الصاروخية المتنوعة (قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى)؛ ما ينفي المزاعم الإسرائيلية بالقضاء على القوة الصاروخية.
كما يؤكّـد إسقاط طائرات مسيرة استخبارية (بوما ريدر)، والسيطرة على طائرات (كواد كابتر)، على تقدم تقني متزايد لدى وحدات الدفاع الجوي التابعة للمقاومة.
وفي سياق رسائل الأسرى، تواصل المقاومة المعركة النفسية والسياسية، حَيثُ وجهت المقاومة صفعة معنوية وسياسية جديدة لحكومة الاحتلال حين أكّـدت أن مصير الأسرى لن يُحسم بالنار بل بقرار سياسي ترفضه القيادة الإسرائيلية.
وبهذا التصريح، وضعت حماس المجرم “نتنياهو” أمام مسؤوليةٍ مباشرةٍ تجاه عائلات الأسرى الصهاينة، ما يضاعف الضغط الداخلي ويخلق انقسامًا في بيئة القرار داخل الكيان الممزق أصلًا.
موقف العدوّ العملياتي.. تعثر رغم التفوق التقني
ورغم الدعمِ اللوجستي والاستخباري اللامحدود، والاعتمادِ على فِرَقٍ مدرَّبة (كالفرقة 36 في رفح، والفرقة 143 في الشابورة وتل السلطان، والفرقة 252 شمال القطاع)، تُظهِرُ النتائج الميدانية أن الاحتلال عاجز عن تحقيق أي اختراق فعلي أَو نصر ميداني حاسم.
ووفقًا للمعطيات الميدانية، فَــإنَّ المعارك خلال الـ 48 الساعة الماضية تكشفُ عنْ استنزافٍ مُستمرّ في العنصر البشري والمعدات، كما أن اعتمادَ العدوّ على تكتيك “الأرض المحروقة” بلا مكاسبَ استراتيجية، يؤكّـدُ الفشلَ المتكرّر في رصد وتدمير شبكة الأنفاق ومخابئ السلاح رغم التطور التكنولوجي.
وخاضت المقاومة اشتباكًا مركَّبًا، على شكل اشتباكٍ ناري مباشر عبر القذائف والكمائن والقنص، واشتباك تقني في مواجهة الطائرات المسيّرة، واشتباك نفسي وإعلامي عبر البيانات الميدانية والتسجيلات المصوَّرة؛ ما يعكس تطورًا غير مسبوق في أداء فصائل الجهاد والمقاومة من حَيثُ التنظيم، ووحدة القرار، وامتلاك أدوات الحرب الشاملة.
ورغم الحرب المدمّـرة التي تشنها آلة الحرب الصهيونية منذ “555” يومًا، تقفُ المقاومة الفلسطينية اليوم كقوةٍ عسكرية منضبطة، قادرة على مجاراة جيش الاحتلال الإسرائيلي في ميدان الحرب الحديثة، وتوجيه ضربات موجعة تفقِدُه توازنَه السياسي والميداني.
وهذه الحقيقة لا تنبع فقط من عناد القتال والمواجهة، بل من معادلةٍ جديدةٍ عنوانُها: “مَن يملِكِ الإرادَة والميدانَ، يفرِضْ معادلةَ النصر”.
عبدالقوي السباعي| المسيرة