منجي الباوندي عالم كيمياء وباحث تونسي أميركي، ولد سنة 1961، تصدّرت أبحاثه المؤتمرات الدولية وصفحات المجلات العلمية العالمية المختصة في مجال النانوكيمياء واستخداماتها في المجالات الطبية.

فاز في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بجائزة نوبل للكيمياء، بعد مسيرة علمية زاخرة بالاكتشافات العلمية في المجال الكيميائي والكيمياء النانوية، التي تعدّ من العلوم الحديثة المهتمة بخصائص الذرات والجزيئات في المواد.

المولد والنشأة

ولد منجي الباوندي يوم 15 مارس/آذار 1961 في العاصمة الفرنسية باريس، وتعود جذوره إلى تونس، مسقط رأس والده محمد صالح الباوندي، كان والده عالم رياضيات، ودرّس في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية، وتزوّج في أثناء دراسته الثانوية في باريس من هيلين بوبارد، وأنجبا طفلين: منجي ومريم، ثم انفصل عنها ليتزوّج من زميلته ليندا برايس روتشيلد التي تدرّس في الجامعة نفسها.

ولادة منجي في باريس جعلته يقضي فترات طفولته متنقلا بين تونس وفرنسا، وتحديدا في مدينة نيس (جنوب)، ثم انتقل سنة 1971 صحبة عائلته إلى ولاية إنديانا الأميركية بعد أن عُيّن والده أستاذا زائرا هناك.

عاد سنة 1974 مع عائلته إلى باريس، لكن والده وجد صعوبة في الاندماج مع المنهج الجامعي الفرنسي، فقرّر العودة نهائيا إلى الولايات المتحدة سنة 1975 واستقر منجي هناك، وهو في الـ14 من عمره. وتوفي والده عام 2011.

جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2023 مُنحت إلى منجي الباوندي ولويس بروس وأليكسي إيكيموف (رويترز) الدراسة والتكوين

عَرف منجي الباوندي في سنوات طفولته مسارا تعليميا مزدوجا، فقد اضطرته المسيرة المهنية لوالده لارتياد المدارس الفرنسية والأميركية قبل أن يستقر بعائلته المقام في ولاية كاليفورنيا.

تحصّل على منحة دراسية في جامعة هارفارد في ولاية ماساشوستس، وتخرّج فيها سنة 1982 بعد نيله درجة الماجستير في الكيمياء.

سنة 1988 نال درجة الدكتوراه في الكيمياء من جامعة شيكاغو بعد أن ناقش رسالته الموسومة بـ"من الأكبر إلى الأصغر جزيئات متعددة الذرات: الميكانيكا الإحصائية وميكانيكا الكم في العمل".

المسيرة العلمية

تمكّن الباوندي من إنشاء مختبر للكيمياء في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، وانطلق في إجراء البحوث المتعددة بهدف مزيد من الاستكشاف للعلوم وتطوير تكنولوجيا البلورات النانوية وغيرها من الهياكل النانوية المُصنّعة كيميائيا.

وتتراوح أبحاث الباوندي من الأساسيات إلى التطبيقات في مجال البصريات الكهربائية وعلم الأحياء بغية تطوير تركيبات وبنى جديدة للبلورات النانوية، والهياكل المتغايرة للبلورات النانوية، بحيث يمكن دمج البلورات النانوية في أجهزة عضوية أو غير عضوية هجينة، أو دمجها ضمن أنظمة بيولوجية دقيقة.

كما طوّر منجي الباوندي في مختبره طرقا لفحص الخصائص الديناميكية للبنية الإلكترونية للنقاط في نطاقات زمنية تتراوح بين 100 جزء من الثانية و1 مللي ثانية.

درس فريقه البحثي أيضا فيزياء الإكسيتونات المتعددة في النقاط الكمومية المختلفة باستخدام طرق حل الوقت المجمع، بالإضافة إلى التحليل الطيفي لارتباط النقطة الكمومية الفردية.

ويشرف على دراسة خصائص نقل الشحنة لأغشية النقاط، أو كما يصطلح على تسميتها علميا بـ"الهجينة النقطية/العضوية" التي تعدّ من الخصائص الأساسية لتصميم أجهزة معينة، مثل بواعث الضوء القائمة على النقاط الكمومية الكهربائية، والليزر والكاشفات الضوئية والخلايا الكهروضوئية.

يدرس مختبر الباوندي هذه الفئات من الأجهزة، ويتعاون في الجانب البيولوجي والطبي الحيوي مع عدد من مجموعات البحث في المجالين البيولوجي والطبي، بهدف تصميم مجسات البلورات النانوية وإنشاء بلورات نانوية "ذكية" تستشعر التحليلات لتقديم تقرير عن الرقم الهيدروجيني للمادة.

الوظائف والمسؤوليات عُيّنَ أستاذا مساعدا في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا سنة 1990، حيث اهتم بدراسة المواد النانوية والنقاط الكمية. سنة 1995 عيّن أستاذا مبرزا في قسم الكيمياء. أصبح أستاذا جامعيا محاضرا سنة 1996 في الجامعة نفسها التي درس وتخرّج فيها. يقوم بمهام استشارية في مختبرات كيمياء المناجم والطاقة في الجامعة نفسها. البحوث والدراسات

أسهم منجي باوندي في كتابة أكثر من 300 ورقة بحث علمي ومراجعتها، ويعد مرجعا عالميا في الكيمياء والكيمياء النانوية الدقيقة.

الجوائز والتكريمات اختير سنة 2002 لعضوية الجمعية الأميركية لتطوّر العلوم. نال سنة 2004 عضوية الأكاديمية الأميركية للعلوم. حصل سنة 2006 على جائزة إرنست-أورلندو لورن. نال عضوية الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم سنة 2007. رُشِّحَ سنة 2020 لجائزة نوبل للكيمياء لكنها كانت من نصيب باحثة فرنسية وأخرى أميركية. فاز بجائزة نوبل للكيمياء مشاركة مع كل من الأميركي لوسي بروس والروسي ألكسي إكيموف سنة 2023، وهي الجائزة التي تناهز قيمتها مليون دولار، وهي القيمة الأعلى في تاريخ جوائز نوبل على مدى أكثر من 100 عام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: منجی الباوندی نوبل للکیمیاء فی الکیمیاء

إقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن أصول عائلة ترامب وزيجاته بالمهاجرات؟

قد يُدهش الكثيرون عندما يعرفون أن دونالد ترامب، الذي اشتهر بمواقفه المتشددة تجاه الهجرة، هو ابن لسيدة مهاجرة٬ إذ أنّ نصف الحمض النووي لترامب، يعود لأصول أسكتلندية، حيث وُلدت والدته ماري آن ماكلويد ونشأت في جزيرة لويس، في اسكتلندا.

وغادرت ماكلويد الجزيرة في 17 عاما من عمرها، فيما اتّجهت نحو الولايات المتحدة عام 1930 للعمل كخادمة منزلية، حيث استقرت في نيويورك، وتزوجت من فريد ترامب، وهو ابن مهاجرين ألمان.

قال ترامب عن أصول عائلته: "جاء جدي فريدريك ترامب إلى الولايات المتحدة في عام 1885. انضم إلى قطاع الذهب، وبدلاً من التنقيب قرر افتتاح بعض الفنادق في ألاسكا، وحقق نجاحًا هائلًا".



وأضاف ترامب، عبر رسالة مسجلة خلال موكب فخر ألماني أمريكي، قبل عدة سنوات: "لقد أحب جدي هذا البلد، وكذلك والدي، والآن أنا".

جدير بالذكر أن زوجة ترامب الأولى، إيفانا، كانت أيضًا مهاجرة. وفقًا لمحامي طلاقها، فقد وُلدت في تشيكوسلوفاكيا، وتزوجت مدرب تزلج نمساوي للحصول على جواز سفر أجنبي، يمكّنها من مغادرة البلاد الشيوعية.

وتزوجت إيفانا من ترامب عام 1977، لكنها لم تحصل على الجنسية الأمريكية إلا بعد 11 عامًا، وانتهى زواجهما بالطلاق عام 1990، وتوفيت عام 2022.

ولديهما ثلاثة أبناء: دونالد جونيور، وإيفانكا، وإريك، ولدى ترامب من أحفاد أبنائه الثلاثة عشرة أحفاد.

ثم تزوج ترامب من الممثلة الأمريكية مارلا مابلز، خلال عام 1993، لكنهما انفصلا كذلك في 1999 بعد أن أنجبا ابنتهما الوحيدة، تيفاني ترامب.

وتزوجت تيفاني من مايكل بولس، ذي الأصول اللبنانية، في حفل أقيم في مارالاغو في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، ولعب بولس دورًا في دعم جهود والد زوجته لإعادة انتخابه.


أما زوجته الحالية، وهي ميلانيا والتي ولدت ونشأت في سلوفينيا، فقد انتقلت إلى نيويورك قبل نحو 26 عامًا، وتزوجت من ترامب في عام 2005 بحفل زفاف فاخر، ارتدت فيه فستانًا قيل إنه كلف حوالي 100 ألف دولار.

وفي العام التالي، حصلت ميلانيا على الجنسية الأمريكية بعد مسار طويل استغرق عقدًا كاملاً منذ وصولها إلى البلاد.

وصرح ترامب، في وقت سابق: "لقد كانت عملية صعبة"، مشيرًا إلى أن ميلانيا تشاركه مواقفه فيما يخصّ الهجرة، وأضاف: "عندما حصلت على الجنسية، كانت فخورة جدًا. لقد جاءت من أوروبا، وكانت تعتقد أن الحصول عليها عملية جميلة". وأنجبت ميلانيا ابنهما الوحيد، بارون ترامب، في عام 2006.

مقالات مشابهة

  •   د. منجي علي بدر يكتب: هل قاد الاقتصاد «ترامب» إلى البيت الأبيض؟
  • ترشيح «ترامب» لنيل جائزة «نوبل للسلام» بشروط!
  • أميركيون عرب في ميشغان.. لماذا صوتوا لترامب؟
  • لوكاشينكو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام بشرط واحد
  • أول مطعم للمثلجات حائز على نجمة ميشلان في العالم..ما سره؟
  • محكمة تونسية تقضي بالسجن على 4 بلوجرز بعد نشرهم محتوى غير لائق
  • جامعة حلوان تعلن أسماء الفائزين بجوائز التميز الأكاديمي 2023/2024
  • ماذا تعرف عن أصول عائلة ترامب وزيجاته بالمهاجرات؟
  • جيل ستاين.. المرأة التي قد تحدد الفائز بانتخابات الرئاسة الأميركية
  • علي جمعة: الأمة الإسلامية الوحيدة التي عندها عالم الغيب ومشاهد القيامة والجنة والنار