الأعلى للثقافة يحتفل باليوبيل الذهبي لانتصارات أكتوبر المجيدة
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
عقد المجلس الأعلى للثقافة ندوة بعنوان: (أكتوبر من الألف إلى الياء)، وذلك ضمن سلسلة الفعاليات الثقافية التى يعدها المجلس على مدار شهر أكتوبر الجارى، فى إطار الاحتفال بمرور 50 عاما على انتصارات أكتوبر المجيدة.
وأدار النقاش الكاتب الصحفى محمد الشافعى، وشارك فى الأمسية كلٌ من: المؤرخ الدكتور جمال شقرة، واللواء بسلاح الطيران الحربى سمير عزيز، واللواء بسلاح المدفعية محمد عبد القادر.
تحدث اللواء محمد عبد القادر، مشيرًا إلى أنه دوَّن تفاصيل رحلته بداية من محطته الأولى إبان قبوله فى الكلية الحربية، وصولًا إلى لحظة العبور والنصر فى حرب أكتوبر المجيدة وما سبق ذلك من تفاصيل مهمة خلال حرب الاستنزاف، فى كتابه الذى أوشك على الصدور، وهو الآن تحت الطبع ويحمل عنوان: "نقوش على جدار الزمن".
وأكد أهمية دور حرب الاستنزاف فى تحقيق نصر أكتوبر، والتى لولاها لم يكن ليتأتى هذا النصر العظيم، وأوضح أن الإعداد لخوض حرب أكتوبر المجيدة بدأ فى حقيقة الأمر عقب نكسة 1967م؛ فبطبيعة الحال كانت تعيش مصر حالة صعبة على مختلف الأصعدة، والجدير بالذكر أيضًا هو استبدال قيادات الجيش السابقة بشباب مصرى من حملة المؤهلات العليا، وقد تم تدريبهم فى أعلى المعاهد العسكرية، وكانت التدريبات قاسية جدًا أصقلت قدراتهم الذهنية والعلمية ومنحتهم الخبرات العملية، ولا شك أن تأهيل الجنود والضباط عمليًا على جميع المستويات لعب دوره الرئيسى فى النصر، وفى مختتم كلمته أكد أن الفضل الأول فى نصر أكتوبر يعود إلى الشعب المصرى الذى تحمل بدوره ما لا يتحمله شعبًا آخر قبل تحقق هذا النصر المجيد.
عقب ذلك تحدث اللواء سمير عزيز، موضحًا أنه تشرف بمشاركته فى أربعة حروب تحت لواء الجيش المصرى، وهى: حرب اليمن وكان هذا عقب تخرجه، ثم وحرب 1967م، ثم حرب الاستنزاف خلال وصولًا إلى حرب اكتوبر المجيدة عام 1973م، وتابع مشيراً إلى أنه كان يخدم على متن طائرة من طراز "ميج 21"، موضحًا أن مهمته خلال حرب أكتوبر كانت المشاركة فى حماية الطائرات المصرية المتجهة صوب سيناء، والتى انطلقت تحديدًا من قاعدة محافظة الإسماعيلية وكذلك بورسعيد؛ حيث ظل يحلق فوق هذا القطاع باستمرار لحماية جميع الطائرات التى تقلع متجهة إلى الاشتباك مع العدو الإسرائيلى، وبحمد الله وتوفيقه تمت المهمة بنجاح، وفى مختتم حديثه أكد أن أبرز الخسائر التى ألحقها سلاح الطيران المصرى بالعدو الإسرائيلى، تمثلت فى تدمير جميع قواعد الصواريخ المضادة للطائرات، التى وضعها العدو فى سيناء، بجانب تشوينات الذخيرة الخاصة بهم كاف، تم تدميرها عن بكرة أبيها، ويضاف إلى ذلك احتياطياتهم من الذخيرة التى وضعوها خلف خط بارليف.
ختامًا تحدث الدكتور جمال شقرة مؤكدًا أن نصر أكتوبر جاء إنعكاس لما جرى فى الخامس من يونيه عام 1967م، بما صاحبه من صدمة كبرى عاشها الشعب المصرى بأكمله فصار ذلك بمثابة وقودًا دافعًا تجاه الانتصار، وتابع مؤكدًا أن مذكرات كبار رجالات العدو من جنرالات وساسة أمثال "مناحم بيجن"، و"جولدا مائير"، و"موشيه ديان"، أن النصر الخاطف الذى حققته إسرائيل فى يونيو 1967م لم يحقق لها الأمان، وبالفعل عقب هذا التاريخ تولدت شرارة حرب الاستنزاف التى انتصرنا فيها وتكفى شهادة العدو التى أكدت انتصار مصر فى حرب الاستنزاف، وهو ذات الأمر الذى رصده فى كتابه: (شهادات إسرائيلية حول حرب الاستنزاف)، ويحمل هذا الكتاب شهادة "جولدا مائير" حينما صرحت أنها على أتم الاستعداد للذهاب إلى الزعيم عبد الناصر من أجل تتوقف مصر عن مواصلة حرب الاستنزاف، إلا أن عبد الناصر رفض تلك الفكرة بالتأكيد، ومن هنا يجب أن يعلم جميعنا أننا حققنا الانتصار فى السادس من أكتوبر عام 1973م، وقبل ذلك انتصرنا فى حرب الاستنزاف نصرًا باهرًا، وتابع حول أهمية تسليط الضوء على دور جنود جيش مصر العظيم فى تحقيق نصر أكتوبر المجيد، وأشار إلى عدم ظهور جميع وثائق حرب أكتوبر إلى اليوم.
وتابع مستشهدًا على عظمة هذا النصر الملحمى متناولًا تفاصيل حرب أكتوبر المجيدة، التى لم تُسجل خلالها جريمة واحدة فى محافظات مصر كافة، مما يؤكد توحد المصريين كافة خلف قضيتهم الوجودية، وتكريسهم جميعًا لكل غالى ونفيس من أجل نصرهم الذى تحقق بفضل الله وتوفيقه، ولولا تلك الحالة المجتمعية آنذاك لم يكن سيتحقق هذا النصر العظيم بتلك الصورة بتاتًا، وفى مختتم حديثه أكد أن حملات تشويه نصر أكتوبر المجيد مازالت تتوالى؛ حيث أن جميعنا يعلم أن إسرائيل لا تريد الاعتراف بهزيمتها فى حرب أكتوبر، وهذا الأمر لا يتطلب فقط احتفالنا بذكرى نصر أكتوبر كل عام، ولكنه حرى بنا أن نعزز المناهج الدراسية بجزء أكبر من التحليل لما حدث إبان نصر أكتوبر مثل تفاصيل حرب الاستنزاف وعظمة جنود مصر.
يذكر أنه فضلًا عن هذه الأمسية الاحتفالية، سوف يواصل المجلس الأعلى للثقافة ووزارة الثقافة المصرية بأسرها تنظيم العديد من الفعاليات على امتداد شهر أكتوبر؛ احتفالًا بحلول اليوبيل الذهبى على نصر أكتوبر المجيد؛ حيث يقيم المجلس سلسلة من الندوات الثقافية بالإضافة إلى سلسلة محاضرات سوف يتم نقلها أونلاين، كما يطرح المجلس الأعلى للثقافة عدد من الإصدارات بهذه المناسبة المهمة، فضلًا عن تقديم خصم بنسبة 50% على جميع إصدارات المجلس المتعلقة بانتصارات أكتوبر المجيدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المجلس الأعلى للثقافة انتصارات أكتوبر المجيدة الدكتور جمال شقرة محمد عبد القادر أکتوبر المجیدة الأعلى للثقافة أکتوبر المجید حرب الاستنزاف حرب أکتوبر نصر أکتوبر هذا النصر فى حرب
إقرأ أيضاً:
وعدت يا "عيد"
ها هو عيد الفطر المبارك وقد هلت أيامه علينا، بعد أن أعاننا الله على صيام وقيام شهر رمضان المبارك، تقبل الله منا جميعا صالح الأعمال والطاعات، وأعاده علينا بالخير والبركة والأمان.
فى الأسبوع الأخير والأيام القليلة قبل العيد لاحظنا حركة كبيرة فى الأسواق سواء فى محال الملابس الجاهزة وذلك لشراء ملابس العيد، وفى محال الحلويات لشراء لوازم الاحتفال بالعيد من كعك وبسكويت وخلافه.
حالة الاستغلال والجشع التى أصابت التجار خلال هذه الايام لا تجد من يضع لها حدا، والحجة أن السوق عرض وطلب، ومن يرد البضاعة فليتحمل ثمنها أو يتركها لمشتر آخر، وهو ما أدى إلى مزيد من "الابتزاز" لجيوب المواطنين، الذين أصبح الكثيرون منهم غير قادرين على الوفاء باحتياجاتهم، الأمر الذى يضطرهم للبحث عن البدائل الأوفر والأرخص..
ويرتبط عيد الفطر المبارك، الذى نعيش أيامه، فى التقاليد المصرية بعمل الكعك بكل أنواعه، بالإضافة إلى شراء ملابس للأطفال الصغار، وشراء مستلزمات الاحتفال بالعيد، وهى عادات توارثتها الأجيال عاما بعد عام، وبدونها يفقد الناس إحساسهم ببهجة العيد وفرحة قدومه.
هذه العادات والتقاليد أصبحت مكلفة للغاية، خاصة أن الشهر الفضيل أيضا تتزايد فيه المصروفات بشكل مضاعف، فهو شهر التزاور والتواصل مع الأهل والأصدقاء، وبالتالي فإن هناك إجراءات تقشفية فرضت نفسها هذا العام، على معظم الأسر، ومنها الاستغناء عن بعض الأنواع من الأطعمة مرتفعة الثمن، وتقليل العزومات، أو تقليل أعداد المدعوين..
الأسعار التى قفزت قفزات سريعة خلال أيام الشهر الفضيل، فى معظم السلع الأساسية وخاصة اللحوم والدواجن، كان لها أثر بالغ فى التخطيط لاستقبال العيد، وعلى سبيل المثال كعك العيد الذى تضاعف سعره هذا العام وحتى الأصناف العادية منه، لم تقدم كثير من الأسر على شراء كميات كبيرة منه، كما كان يحدث فى السابق، ولكن تم تقليل الكميات بقدر المستطاع، حتى أن البعض اكتفى بكميات بسيطة للغاية حتى لا يحرم أطفاله منها، والبعض لجأ إلى تصنيعه فى المنزل توفيرا للنفقات، أما بالنسبة للملابس فتلك مشكلة أخرى، حيث بلغت أسعارها حتى فى المناطق الشعبية أرقاما مبالغا فيها.
الملاحظ هذا العام هو تزايد الحركة على بائعي ملابس "البالة" المنتشرة فى بعض الشوارع وخاصة فى منطقة وكالة البلح والشوارع المحيطة فى شارع الجلاء ومنطقة الإسعاف، وكذا فى كثير من شوارع المناطق الشعبية، وذلك نظرا لوجود فرق واضح فى الأسعار مقارنة بمحلات الملابس الجاهزة، والتى تعرض قطعا من الملابس يتجاوز متوسط سعرها الالف جنيه، وهو رقم كبير بالنسبة لمعظم الأسر.
أما بالنسبة لأماكن المتنزهات التى يمكن أن ترتادها الأسر بسيطة الحال والشباب، فأصبحت قليلة ولا تكفي تلك الأعداد التى تتدفق من الأحياء الشعبية باتجاه منطقة وسط البلد مثلا، وبالتالي تكتظ الشوارع بشكل كبير، ويقضي الشباب كل وقته فى التنقل من شارع لآخر، مع تفريغ طاقة اللعب واللهو فى الشارع، وهو ما ينتج عنه أحيانا سلوكيات غير حضارية.
حتى الكباري الممتدة بطول نهر النيل استغلها أصحاب الكافيهات فى وضع الكراسي واستقبال الزبائن، غير عابئين بحق الناس الطبيعي فى التجول دون تضييق عليهم، الأمر الذى يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، والتوسع لعمل متنزهات وحدائق عامة بأسعار رمزية فى كل الأحياء السكنية أو قريبا منها، وكل عام وأنتم بخير.