جامعة "الشارقة" الإمارتية ومعهد "سكولتيخ" الروسي يدشّنان مختبرا مشتركا للذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
أعلن معهد "سكولتيخ" التكنولوجي الروسي أنه دشن بالتعاون مع جامعة "الشارقة" الإماراتية مختبر الذكاء الاصطناعي لاستخدامه في الطب الحيوي.
وأعلن أحد رؤساء المختبر والأستاذ في جامعة "الشارقة" رفعت حمودي أن مختبر الذكاء الاصطناعي الخاص بالدراسات الحيوية عبارة عن نتاج للتعاون المثمر بين الجامعتين الرائدتين في البلديْن، وإن افتتاحه أصبح نجاحا جديدا لمعهد "سكولتيخ" وجامعة "الشارقة" على حد سواء.
وجاء في بيان نشره المكتب الصحفي لمعهد "سكولتيخ" أن عمل المختبر المشترك سيهدف إلى نشر البحوث العلمية في المجلات عالية التصنيف وتطوير البيئة الأكاديمية والمنتجات الجديدة، وإعداد قوائم المؤشرات الحيوية والمناهج والشركات الناشئة المشتركة. وسيجمع المختبر بين القوى المبدعة لـ36 باحثا رائدا، بمن فيهم 19 عالما روسيا.
وقال الأستاذ في مركز الذكاء الاصطناعي التطبيقي ورئيس المختبر من الجانب الروسي ماكسيم شارايف إن افتتاح المختبر سيغيّر طابع استخدام الذكاء الاصطناعي والبحوث في مجال الطب الحيوي وسيوسع إمكانيات الذكاء الاصطناعي وأساليب الرياضيات فيها. والغاية من كل ذلك هي تطوير التكنولوجيات المتقدمة في مجال الطب الدقيق والتي من شأنها رفع المستوى المعيشي في العالم كله.
وحسب الباحثين الروس والإماراتيين فإنهم بدؤوا العمل المشترك حتى قبل تشغيل المختبر واستطاعوا تنفيذ العديد من المهام، بما في ذلك إعداد قاعدة بيانات لتدريب الشبكات العصبية وتطوير نظام الذكاء الاصطناعي لتشخيص حالات الاكتئاب وكذلك إعداد مؤشرات حيوية لها علاقة بتلك الحالات. ويتوقع العلماء أن يزيد عمل المختبر المشترك من فاعلية التعاون المثمر بين روسيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا بحوث مشروع جديد الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والإبداع الأدبي
حقق العلم في مجال الذكاء الاصطناعي قفزات كثيرة وسريعة، في غضون سنوات قليلة، حيث حرص كثير من المستخدمين، على الاستفادة من خدماته وإمكانياته في مجالات عدة، منها مجال الإبداع الأدبي.
وهناك تطبيقات وبرامج كثيرة، لعل أشهرها تشات جي بي تي، الذي وصفه بيل غيتس مؤسس ميكروسوفت بأنه برنامج مهم مثل اختراع الإنترنت! لأنه أحدث تحولاً كبيراً، يمكن أن يحل محل 300 مليون وظيفة بدوام كامل، حسب تعبيره!
هذا التطبيق الذي تداولت اسمه وسائل الإعلام عند ذكر خبر فوز الكاتبة اليابانية ري كودان بجائزة أكوتاغاوا، عن فئة الكاتب الواعد. وأكدّت الكاتبة بعد إعلان فوزها استعانتها بالذكاء الاصطناعي من حلال برنامج تشات جي بي تي، الذي ساهم بنسبة 5% بشكل تام من عملها من حيث المبنى والمعنى. بعد الضجة الكبيرة التي أحدثتها تصريحاتها قالت إنها استعانت به؛ لأن البطل في الرواية كان يستعين ببرنامج مماثل. وهنا نقف عند عدة تساؤلات، منها ما يتعلق بالموقف إجمالاً من الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في مجال الإبداع من حيث مدى الأصالة، ومدى تأثيره على الجانب الأخلاقي.
بداية لابد أن نتذكر أن الإبداع الأدبي لا يقف وحيداً في هذا الأمر، فمعظم المجالات استفادت مثل الهندسة، الطب، وغيرها، لكن كم نسبة الاستفادة الحقيقية؟ كيف توظف هذه الاستفادة؟ إذ كانت الكاتبة اليابانية أقرت بـ5% استفادة كاملة، فلابد أن نفكر أنها قد تكون استفادت منه 95% بصورة غير مباشرة! مثل استفادتها في بناء الرواية، الحبكة، الأحداث. وهي تستفيد بذلك من كل النتاج الإنساني الأدبي والثقافي، بما فيه أيضا الأدب الياباني.
وماذا عن الملكية الفكرية للإبداع الأدبي؟ هل يعدّ الذكاء الاصطناعي من خلال برنامجه شريكاً في العمل الأدبي؟ أم أن هذه المشاركة مرتبطة بما أضافه الكاتب؟ وماذا عن الأدباء والشعراء الذين استعان التطبيق بإنتاجهم الأدبي؟ أذكر هنا أن عدداً كبيراً من الأدباء احتج على استعانة برنامج تشات جي بي تي بنتاجهم الإبداعي. رفع جورج. ر .ر .مارتن مؤلف "صراع العروش" في سبتمبر 2023 قضية على تشات جي بي تي، في نيويورك طالب هو وبعض الكتاب بـ 150 ألف دولار عن كل كتاب يستخدمه التطبيق. وطالب آخرون بمقابل مادي عن كل كتاب يستفيد منه الذكاء الصناعي. وذكرت وسائل الإعلام المختلفة أن المحامين قالوا في الدعوى "إن النماذج اللغوية تشكّل خطراً على قدرة الروائيين على كسب لقمة العيش؛ لأنها تتيح لأي شخص أن يولّد آلياً ومجاناً (أو بسعر متدنٍ جداً) نصوصاً يُفترض به أن يُدفع للمؤلفين أموالاً لقاءها ونبهوا إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن تُستخدّم لإنتاج محتويات مشتقة تقلّد أسلوب الكُتّاب".
ونقلت مجلة فوربس آراء لمشرعين أمريكيين بأن العمل الأدبي لابد أن يكون إنتاجاً أصيلاً ومبدعاً من إنتاج إنساني دون تدخل الذكاء الاصطناعي. ورد مؤسسو تطبيق تشات جي بي تي الذي نُشر في الغارديان، قبل عام، بأن لديهم 150 مليون مستخدم أسبوعيا (وبلغ في أغسطس الماضي 200 مليون نشط أسبوعياً)، وأن أي شخص تًرفع عليه قضية بسبب استخدامه هذا الشات فهم سيتدخلون لصالحه!
لكن كيف يمكن أن نستعين بالذكاء الاصطناعي بشكل أفضل، دون المساس بالأصالة والإبداع لدى الكاتب؟ ربما يمكن أن يكون ذلك ضمن العصف الذهني وتوليد الأفكار، والأفضل عدم الاعتماد عليه 100%. ما يهمنا هنا أنه قادر على مساعدة المبتدئين في الكتابة أو متوسطي المستوى في إنتاج نصوص جيدة جداً، ولابد أن يعملوا على تعديلها. ولا أدري إن كانت المدونة الأوروبية، من أجل قواعد الممارسة لنماذج الذكاء الاصطناعي المتوقع صدورها في مايو 2025، ستشمل الإبداع الأدبي والفني أم لا. وهنا لابد أن نتذكر أن معظم الأمور المستحدثة تأخذ فترة حتى تستقر، وتقنن بتشريعات تحكمها، إنها مسألة وقت.