انفتاح على الخيار الثالث.. المعارضة تتنصّل من كرة التعطيل!
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
بعد ساعات فقط على خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، الذي أوحى فيه بـ"انسداد" الأفق الرئاسي على المستوى الداخلي، بعد تضييع "الفرصة" التي كان يمكن أن تتيحها مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، مكتفيًا بالدعوة إلى متابعة الجهود التي تُبذَل خارجيًا، في إشارة ضمنية إلى المبادرة الفرنسية الصامدة والحراك القطري المستجدّ، جاء "ردّ" قوى المعارضة مخالفًا للكثير من التوقعات والتكهّنات.
فبعكس التقديرات التي أشارت إلى رفض قوى المعارضة البحث بالخيار الثالث، الذي انتهت إليه المبادرة الفرنسية، تمامًا كما انطلق منه الحراك القطري، لفت أكثر من موقف لقوى أساسيّة في المعارضة عبّرت عن انفتاحها على مثل هذا الخيار، راميةً بكرة "التعطيل" من جديد في ملعب "حزب الله" وحلفائه، وهو ما بدا جليًا في تصريحات كلّ من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ورئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل، وغيرهما من مكوّنات المعارضة.
فعلى الرغم من أنّ جعجع والجميل تصدّرا قائمة رافضي "حوار الأيام السبعة" الذي كان يفترض أن يفضي إلى البحث "بالعمق" في السيناريوهات الرئاسية، ومن بينها الخيار الثالث، جاءت مواقفهما لتؤكد الانفتاح عليه، بعيدًا عن "ثابتة" أنّ جهاد أزعور هو أصلاً "خيار ثالث"، ما يطرح السؤال: ما هي الرسالة التي تتوخّى المعارضة توجيهها عبر هذا الموقف، وفي أيّ اتجاه؟ وهل هي محض صدفة أن تصدر هذه التصريحات بعيد خطاب السيد نصر الله؟!
المعارضة "ثابتة" على موقفها؟!
يرفض المحسوبون على قوى المعارضة تصوير مواقف جعجع والجميل على أنّها "استثنائية" أو "غير مسبوقة"، فالرجلان وفق ما يقولون، وإن رفضا مبدأ الحوار، لأنّه يكرّس "بدعة" لا يجب أن تتحوّل إلى "عرف" في سياق الانتخابات الرئاسية، التي يجب أن يكون الحكم فيها لصندوق الاقتراع فقط لا غير، لم يبديا يومًا رفضهما البحث الجدّي بالخيارات المُتاحة، شرط أن يكون أيّ مرشح يتمّ التوافق عليه، "مطابقًا للمواصفات" المتفَق عليها.
يذكّر هؤلاء بأنّ المعارضة استندت إلى هذا المبدأ في مقاربتها للاستحقاق الرئاسي منذ اليوم الأول، فهي اختارت في المرحلة الأولى ميشال معوض مرشحًا رسميًا لها، ولم تخض المعركة بمرشح أكثر "حدّة"، من نوع جعجع والجميل نفسهما، كما ارتضت في مرحلة ثانية أن "تتنازل" عن معوض نفسه، لصالح مرشح لا ينبغي أن يكون "استفزازيًا" للطرف الآخر، ولم تتوقف عن إبداء استعدادها للتفاهم مع الآخرين على مرشح ثالث، بشروط ومعايير واضحة.
في المقابل، يشير المحسوبون على المعارضة إلى أنّ موقف معسكر "حزب الله" وحلفائه كان "متشدّدًا" منذ اليوم الأول، وإن بدأ المعركة بـ"أوراق بيضاء"، تبيّن في ما بعد أنّها "الاسم الحركي" لرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بشهادة رئيس مجلس النواب نبيه بري، بل إنّ هذا الفريق رفع على امتداد المعركة شعارات لا توحي بأيّ ليونة أو مرونة، بدأت بمعادلة "فرنجية أو الفراغ" ولم تنتهِ بمقولة "مرشحنا فرنجية ثمّ فرنجية ثمّ فرنجية".
ماذا يعني كلام نصر الله؟
استنادًا إلى ما تقدّم، تؤكد أوساط المعارضة أنّ المشكلة كانت ولا تزال لدى فريق "الممانعة"، في إشارة إلى "حزب الله" وحلفائه، فهو الذي لم يتزحزح عن موقفه، حتى حين دعا إلى حوار، قال بصريح العبارة إنّه يهدف منه إلى "إقناع" الطرف الآخر بصوابيّة خياره، بدليل رفضه "التخلّي" عن مرشحه قبل الجلوس على الطاولة، بما يسمح بنجاح الحوار، وتحديد أهدافه وأجندته، ويحوّل الحوار إلى مجرّد "تضييع للوقت".
أكثر من ذلك، يتحدّث المعارضون عن "تكتيك" اتبعه "حزب الله"، يقضي برمي "كرة التعطيل" في ملعب المعارضة، عبر القول إنّها برفضها الحوار من تعطّل الانتخابات، رغم أنّ كلّ الشواهد والثوابت تؤكد العكس، ولا سيما أنّ نواب "الحزب" وحلفاءه هم من يعطّلون نصاب الجلسات، وهم من يشترطون "التصديق" على مرشحهم لإنجاز الاستحقاق، كما أنّهم من يرفضون فكرة الجلسات المفتوحة، ويستخدمونها مادة "ابتزاز" لجرّ الآخرين إلى حوار يريدونه "على مقاسهم".
وتدعو أوساط المعارضة في هذا الإطار إلى التوقف مليًا عند ما صدر عن السيد نصر الله في خطابه الأخير، والذي تناول فيه الاستحقاق الرئاسي بشكل مقتضب، واختصره بعبارة "لا جديد"، مكتفيًا بتجديد التمسّك بترشيح فرنجية، في مقابل "تغييب" أيّ حديث عن استحقاقات "على الهامش"، كالحوار المستمرّ مع "التيار الوطني الحر"، واللقاء-اللغز مع قائد الجيش، وكلّ السيناريوهات التي رُسِمت بناء عليه، حول إمكانية السير بالحزب بتسوية انتخابه.
إنّها ببساطة لعبة "تقاذف المسؤوليات" بين الفريقين، فـ"حزب الله" وحلفاؤه يتّهمون المعارضة بتعطيل الاستحقاق الرئاسي، عبر رفض مبدأ الحوار والتفاهم، رغم أنّه "المدخَل الوحيد للحلّ"، وفي المقابل ترمي المعارضة بكرة التعطيل في مرمى "الحزب وحلفائه"، الذين يتمسّكون بترشيح اقتنع الداخل والخارج استحالة السير به. وبين هذا وذاك، يتناسى الفريقان أنّ الشعب سئم المهاترات، ولا يريد سوى بدء ورشة الإنقاذ التي تأخّرت كثيرًا! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله نصر الله
إقرأ أيضاً:
أزهري: الرسول حذر من البخل.. فيديو
أكد الشيخ إبراهيم الدسوقي من علماء الأزهر الشريف، أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان كثير العطاء في شهر رمضان.
وأضاف أحد علماء الأزهر الشريف، خلال حواره ببرنامج " إحنا لبعض" المذاع على قناة صدى البلد، تقديم الإعلامية نهال طايل، أن سيدنا محمد علم الجميع كيف يكون قريبا من الجنة، وكيف يتصدق وكيف يعطي المحتاج.
ولفت إلى أن الرسول الكريم، حذر من البخل وقال إن البخيل بعيد عن الله وعن الناس وبعيد عن الجنة، فالشيطان هو من يعلم الإنسان البخيل بالخوف من الغد، وأن الشخص الكريم يحبه الله، وأن العطاء من الواجبات الإسلامية.
قال الدكتور على جمعة ، مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف: إن دعاء اليوم الثالث من رمضان 2025 م يعتبر من الأدعية المستجابة و العبادات التي لها ميزة خاصة، وقد أرشدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - إلى أن للصائم دعوة لا ترد، ويأتي من بينها دعاء اليوم الثالث من رمضان 2025 م .
وأوضح “ جمعة” عن دعاء اليوم الثالث من رمضان 2025 م ، أنه ينبغي اغتنام كل أوقات استجابة الدعاء الواردة في الكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة، منوهًا بأنه أرشدنا النبي –صلى الله ليه وسلم- إلى صيغة الدعاء المستجاب التي تبدأ وتنتهي بالصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم-، لما ورد عن أبي سليمان الداراني، قال : «من أراد أن يسأل الله حاجته فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويسأل حاجته وليختم بالصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن الله يتقبل الصلاة وهو أكرم من أن يرد ما بينهما».
وأضاف أن الأطفال أحباب الله، وأن دعاء تحصين الأطفال مهم جداً، كما علمنا الرسول - صل الله عليه وسلم، حيث كان يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين، ويقولُ: «إنَّ أباكما كان يعوذُ بها إسماعيلَ وإسحاقَ: أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامةِ، من كلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ ، ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ».
وأشار إلى أن السخط لحكم الله مهلكة عظيمة فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: {فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط}، وكذلك جاء في الحديث القدسي: {من لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي فليعبد ربا سواي}.
وأكد أن من أبرز الأدلة على حدوث السخط هو الحسد، فالحاسد في الحقيقة ساخط على حكم الله وساخط على قسمة الله سبحانه وتعالى بين خلقه، فالحاسد عدو نعم الله تعالى لأنه يطلب زوالها ممن نالها، وهو من إساءة الأدب مع الله سبحانه وتعالى.