تقيم لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر برئاسة الكاتب والأديب عبدالله مهدي ندوة بعنوان (سيناء عبر العصور) في إطار احتفالات النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ولجنة الحضارة المصرية القديمة باليوبيل الذهبي (العيد الخمسيني) لانتصارات السادس من أكتوبر المجيدة عام 1973 وذلك فى تمام الرابعة عصر السبت 7 أكتوبر الجاري بمقر النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر بالزمالك،  تحت رعاية المفكر الكبير الدكتور علاء عبدالهادي، رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، والأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب.

ويتحدث فى الندوة الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، والمهندس مراد قلادة باحث في الحضارة المصرية والآثارى محمد حمادة مؤسس ورئيس فريق أحفاد الحضارة المصرية، وأشار الكاتب والأديب عبدالله مهدي رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر إلى أن هذه الندوة تأتى استكمالًا لدور لجنة الحضارة المصرية القديمة في نشر الوعي بأمجاد العسكرية المصرية في العصور القديمة والتى ناقشتها اللجنة باستفاضة فى الندوة السابقة وتأكيدًا علي كون سيناء الحصن الطبيعي لمصر وخط دفاعها الأول، وأهميتها الاقتصادية بمزاراتها الدينية والأثرية وكونها أرضًا مباركة فعلي أرضها تجلي الله فدك الجبل الموجود حتى الآن بالوادى المقدس "منطقة سانت كاترين"، وعلى أرضها ناجى نبى الله موسى ربه عند شجرة العليقة الملتهبة وتلقى ألواح الشريعة من على الجبل الذى حمل اسمه ويصعد إلى قمته الملايين سنويًا تبركًا بالمكان ولرؤية أجمل منظر شروق فى العالم وتكمل هذه الندوة الدور الذى بدأته لجنة الحضارة المصرية القديمة لنشر الوعي بموروثاتنا التاريخية والحضارية دعمًا لذاتنا الحضارية.

 ومن جانبه، أوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن سيناء لها خصوصية استراتيجية وأمنية وتنموية خاصة باعتبارها من أهم أقطاب التنمية فى مصر، والمستقبل سينطلق من سيناء، وسيناء معناها اللغوى حجر أو بلاد الأحجار وسميت سيناء لكثرة جبالها ولأن جبالها تأخذ شكل الأسنّة جمع سنان، والسنان نصل الرمح وتجسّدت آثار الإنسان السيناوى الأول فى مبان حجرية يطلق عليها أهل سيناء النواميس، وأثبتت الدراسات المختلفة أنها تعود إلى عصر البرونز المبكر، ويعتقد أنها آثار خاصة بسكان سيناء الأصليين فلقد كشف عالم الآثار البريطانى بالمر عام 1869 عن مجموعة من هذه النواميس قرب عين حضرة ( طريق كاترين – نويبع) وقرب نويبع وقد عثر بها على رؤوس سهام ودبابيس نحاس، وكشف روزنبرج عام 1967 عن مجموعة أخرى قرب عين حضرة، وهذه النواميس تشبه خلايا النحل متجمعة وشكلها دائرى يتراوح قطرها ما بين 2.5 إلى 4م وارتفاعها 3م، مبنية من بلاطات مسطحة كبيرة من أحجار غير منحوتة ويرجّح بالمر أنها معسكرات محصنة لأقوام يعتمدوا على رعى الأغنام استخدموا المساحات المفتوحة بين هذه الدوائر للأغنام والقطيع وأضاف الدكتور ريحان أن تسمية سيناء بأرض الفيروز جاء من إرسال البعثات لتعدين الفيروز والنحاس بسيناء منذ عهد الدولة القديمة، وبعد ذلك عدّنوا الفيروز فى سرابيط الخادم والنحاس فى وادى النصب الغربى وكانوا يستخدمون ميناء أبو زنيمة عند التوجه إلى سرابيط الخادم ، وميناء أبو رديس عند التوجه إلى وادى المغارة. 

وتابع: "يمثل طريق سيتى الأول المعروف بطريق حورس أهم الطرق الحربية فى العالم وقد استخدمه المصريون القدماء عند غزوهم لآسيا كما استخدمه كل من أتى لمهاجمتها على مر العصور وكان يعرف باسم "طريق حورس" ويبدأ من قلعة ثارو ( موقعها تل أبوصيفة 2كم شرق مدينة القنطرة شرق حالياً) ويتجه إلى تل الحير شمالًا ثم بئر رمانة (قرب المحمدية) ثم يتجه نحو قطية ومنها للعريش ثم الشيخ زويد إلى رفح وطول هذا الطريق 150كم".

ونوه الدكتور ريحان إلى ارتباط سيناء بتعانق الأديان والحضارات وتضم شجرة العليقة الملتهبة الذى ناجى عندها نبى الله موسى وجبل موسى الذى تلقى عليه ألواح الشريعة والجبل المقابل له وهو جبل التجلى والذى تجلى عليه سبحانه وتعالى حين طلب نبى الله موسى رؤية المولى عز وجل فدك الجبل وهناك ظواهر جيولوجية تؤكد المعجزة وفى منطقة وادى فيران التى تبعــد 50كم شمــال غرب دير سانت كاترين تأسست أبرشية منذ القرن الرابع الميلادى وبنى الإمبراطور جستنيان دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى وخصص للعذراء مريم وفى القرن التاسع الميلادى أطلق على الدير دير سانت كاترين تخليدًا لذكرى القديسة كاترين بعد أن عثر أحد الرهبان على بقايا جثامينها فوق أحد جبال سيناء الذى سمى باسمها فيما بعد وهو أعلى جبال سيناء2639م فوق مستوى سطح البحر، كما بنى دير الوادى بقرية الوادى بطور سيناء فى طريق الحج المسيحى، وبجزيرة فرعون بطابا كشفت بعثة آثار منطقة جنوب سيناء عن كنيسة بيزنطية، كما تجمع عددًا من الرهبان حول مصادر المياه بشمال سيناء ولقد كشف عن العديد من الآثار المسيحية من أديرة وكنائس بشمال سيناء. 

وأوضح الدكتور ريحان أن الآثار الإسلامية بسيناء تشمل الجامع الفاطمى داخل دير سانت كاترين ومسجد على قمة جبل موسى ومسجدين بوادى فيران ومسجد قاطية والمساجد داخل القلاع، والمنشئات الدفاعية مثل القلاع التى حمت مصر من أخطار الحملات الصليبية كقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا وقلعة الجندى برأس سدر، وقلاع حمت طريق الحجيج عبر سيناء إلى مكة المكرمة مثل قلعة نخل بوسط سيناء وبرك وآبار للمياه ومنشئات مختلفة لخدمة الحجيج عبر وسط سيناء علاوة على قلاع شمال سيناء، كما شملت الموانيء البحرية مثل ميناء الطور المملوكى الذى خدم حركة التجارة بين الشرق والغرب عبر سيناء، كما شملت منشئات من عصر أسرة محمد على مثل النقطة العسكرية المتقدمة بنويبع وهى أقدم مركز بوليس بسيناء ومصر عامة وقصر عباس ومساكن عباس بسانت كاترين.

واختتم الدكتور ريحان بمراحل استلام مدن سيناء بعد انتصار أكتوبر 1973وتوقيع اتفاقية كامب دافيد فى 26 مارس 1979وبدأت مراحل استعادة أرض سيناء، 25 يوليو 1979 تم استعادة الساحل الشمالى حتى العريش ومن رأس محمد حتى أبو دربة، 25 سبتمبر 1979 من أبو دربة حتى أبو صير، 25 نوفمبر 1979 عادت سانت كاترين، 25 نوفمبر 1979 من أبو صير حتى رأس محمد، 25 يناير 1980 تم استعادة المضايق بوسط سيناء والمنطقة شرق المضايق من العريش حتى رأس محمد، 25 أبريل 1982 رفح وشرم الشيخ، سبتمبر 1988التحكيم فى المنطقة المتنازع عليها فى طابا، مارس 1989 انسحاب إسرائيل من طابا، 19 مارس 1989 رفع العلم على طابا . 

ويستقبل ضيوف الندوة أعضاء لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر الشاعر والمترجم حسن حجازي، والكاتب والمنسق الإعلامي محمد سليم الديب، والشاعر الغنائي السيد داود، والكاتب محمد عجم.

267716254_596968811604457_3839552952520076937_n 386848437_134130593119850_890726717442908075_n 386468152_605434761569849_226752647751094348_n 278574832_295316832769536_2027819071650262425_n 275464924_684473906013352_7201249408702792780_n 275415799_464766528665886_2060796176168033641_n 275371523_445812164000765_6332696121695756146_n 275158840_334304401997763_6056909345557685795_n

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اليوبيل الذهبي لانتصارات أكتوبر الدکتور ریحان سانت کاترین

إقرأ أيضاً:

هل تعيش البشرية حقبة جديدة من العصور الوسطي المظلمة؟

==========

د. فراج الشيخ الفزاري

=======

بشهادة التأريخ ..لا الحرب العالمية الأولى ولا الثانية ولا حروب طروادة ولا الحروب الصليبية..كانت هي الأقسي علي البشرية ..بل فترة العصور الوسطي الممتدة ما ببن القرن الخامس والقرن الخامس عشر الميلادي..فترة هيمنة الكنيسة علي كل شيئ في أوروبا بما فيها الدين والفكر وكرامة الانسان

وبعدها احتاجت البشرية الي عقود من الزمان حتي تتعافي وتتطلع نحو المستقبل وهي تدخل بوابة الألفية الثالثة وهي محصنة بالعلم والتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.. وظن العلماء والخبراء وقراء المستقبل بأن همجية الانسان قد توارت وتم تدجينها نفسيا  ووعيا مجتمعيا وعقائديا بتقبل الآخر والعيش في كنف الرعاية الإلهية التي لولاها لابتلع الشر وجودنا البشري منذ حروب اليونان والعرب والفرس والهمج وجحافل التتار وهولاكو وجنكزخان..

لماذا القتل والسحل والتمثيل بالجثث هي اللغة الوحيدة بين المتخاصمين ؟ لماذا دائما أن الآخر هو الجحيم ولابد  الخلاص حتي من رماده؟ هل كان سارتر صادقا عندما قال تلك المقولة وهو في لحظة انغلاق فكري..أم كان واعيا ب ( لاوعي) سيجموند فرويد وهو يختصر الوجود في الصراع المحتوم بين الهدم والبناء  أو الموت والحياة في مسيرة الانسان الذي اتي الي الدنيا بدون خياره..وسيغادرها ايضا بدون خياره..حتي الانتحار ليس خيارا وجوديا بل عدما منطقيا عندما يصبح هو الخيار الوحيد المتاح.

ما يسود عالمنا العربي، الحديث، بالذات من حروب وتصفيات للخصوم خارج دائرة القانون..وبدم بارد لا يتوافر حتي عند القصاب وهو يذبح الشاة التي حللها الله..و في قلبه كل  الرحمة والشفقة... بينما يهلل ويكبر اؤلئك العتاه وهم يفرغون علي رأس وجسد الضحية زخات متتالية من الرصاص المميت دون إكتراث للجسد  المنتفض أمامهم وكأن الإيمان قد نزع من قلوبهم المتوحشة،المتعطشة للانتقام.

في العصور الوسطي...كانت الجرائم بشعة..الحرق والسحل ودق المسامير علي الجسد المنهك..ورغم بشاعتها فقد كانت محصورة بين الأديرة والكنائس والرهبان...ومجالس التفتيش رغم طغيانها كانت تمنح الضحية فرصة العودة والرجوع عن أفكارها الدينية أو الفلسفية ..فعلوا ذلك مع جالليلو...ومع اسبنوزا وغيرهما..فنجوا بأنفسهم  مع احتفاظهم  بالفكر أو العقيدة...

ولكن ما نراه الآن عبر المواقع الأسفورية تقول بأننا نعيش فعلا حقبة جديدة من العصور الوسطي المظلمة....وكأنما التأريخ يعيد أحداثه..ولا أقول نفسه..

العصور الوسطي القديمة حدثت تحت ظروف متردية من الجهل وعدم المعرفة...فقد كان النبلاء يتباهون مع بعضهم بأنه لم يستحم أو يغسل جسده، بما فيها الأماكن الحساسة ،لأكثر من شهر..وأنه لم يستاك لأكثر من سنه فقد كانت رائحة فمه وجسده جاذبة  للحسان ..

كل ذلك بسبب الجهل..وكما قال سقراط فإن عدم المعرفة والحق والفضيلة والعدل هو جهل بمكانتها..

ولكن أن يصبح ذلك والعالم قد دخل بالفعل بوابة الألفية الثالثة..بكل ما تصطحبه في مسيرتها من علوم وفنون وتكنولوجيا.. فإن  تقييم الوضع، يصبح  أكثر  شراسة وهمجية تعود بنا الي حقبة العصور الوسطي في أسوأ مظاهرها الحياتية.

د.فراج الشيخ الفزاري

f.4u4f@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • ندوة توعوية بعنوان بداية جديدة لبناء الإنسان بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية بطنطا
  • قيصرية الكتاب تنظّم أمسية يوم العَلَم السعودي
  • رئيس جامعة حلوان يهنئ الدكتور علاء عبد السلام لتوليه رئاسة دار الأوبرا المصرية
  • «أحد أبطال أكتوبر»: أبناء سيناء لهم دور كبير في تحقيق نصر العاشر من رمضان «فيديو»
  • أمل عمار: المرأة المصرية تعيش عصرها الذهبي بدعم من القيادة السياسية
  • الصداقة المصرية الألمانية تقيم افطارًا رمضانيًّا وحفل تأبين للراحل الدكتور القس ثروت قادس
  • الجنرال الذهبي الشهيد الفريق عبد المنعم رياض.. قاد العمليات العسكرية على الجبهة المصرية ضد إسرائيل وأشرف على تنفيذ خطة تدمير خط بارليف
  • الدكتور علاء عبد السلام رئيسا لدار الأوبرا المصرية
  • المنيا تستعيد بريقها السياحي.. أفواج أجنبية تتوافد على كنوز الحضارة المصرية القديمة
  • هل تعيش البشرية حقبة جديدة من العصور الوسطي المظلمة؟