الحرب الأوكرانية انتهت.. متى يتوقف القتال؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
قال الكاتب والمحل اللسياسي جورج فريدمان إن الحرب الأوكرانية انتهت، لكن لا أحد يعرف كيف يمكن وقف القتال، مضيفاً إن الجميع خسر الحرب، الأمر الذي من شأنه أن يؤخر السلام المنشود.
أصبحت أوكرانيا الآن بلداً مقسماً، لكنها تسيطر على ما يكفي من أراضيها لإعلان النصر، أما روسيا فتجاوزت حدودها القديمة بما يكفي لإعلان نصر صغير.
مر أكثر من عام ونصف منذ أن شنت روسيا هجومها على أوكرانيا. ولم تمض الحرب كما كان الروس يتوقعون، إلا إذا خططوا لقضاء أكثر من سنة في تكبّد خسائر بشرية دون أن يكونوا في وضع يسمح لهم بسحق الأوكرانيين.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي، أن الروس كانوا يتوقعون حرباً قصيرة يسحقون فيها الجيش الأوكران،ي ويحطمون إرادته في المقاومة. وكانوا يعلمون أنهم لو فشلوا في ذلك فسرعان ما سيفيض الأمريكيون على أوكرانيا بالأسلحة، ما يهدد بإطالة أمد الصراع. الأوكرانيون يدافعون عن وطنهم، وبالتالي نجد معنوياتهم مرتفعة. وكانت مهمة الأوكرانيين إجبار الروس على التراجع إلى الجهة الأخرى من الحدود. واعتمدت استراتيجيتهم الأولى على خفة الحركة، حيث استخدموا وحدات صغيرة نسبياً لضرب القوات الروسية بطيئة الحركة.
by annexing the whole of Kherson and Zaporizhzhia regions putin is deliberately and painstakingly setting the stage for the next phase of the conflict – even if we get to an armistice now.
https://t.co/c5EKVmBt74
لكن مع دخول الروس إلى مواقع دفاعية مجهزة بالأسلحة الثقيلة، صارت الاستراتيجية الأوكرانية أقل فعالية. وتمخضت طفرة الأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة وناتو عن زيادة عدد الضحايا في المواقع الدفاعية والهجومية على حد سواء.
حرب باردة مؤلمة وخطيرةوقال فريدمان في "جيوبولتيكال فيوتشرز": "كانت الحرب الأمريكية الروسية مختلفة من بعض النواحي عن الحرب الروسية الأوكرانية. تخشى روسيا إقدام قوة أمريكية على الحدود الأوكرانية على مهاجمة موسكو،على بعد حوالي 480 كيلومتراً".
George Friedman: The War Is Over, but No One Knows How to Stop Fighting - Geopolitical Futures https://t.co/1V2lKaYfeR
— Italian Politics (@ItalianPolitics) October 3, 2023وأضاف "كان الأمريكيون يخشون أن يأتي سقوط أوكرانيا بالقوات الروسية إلى الخط الشرقي لدول ناتو، الأمر الذي يشعل فتيل الحرب الباردة من جديد. ومن هذا المنظور فإن الحرب لا علاقة لها بأوكرانيا، إلا بتدمير البلاد، وبدأت تنزلق إلى هوة حرب باردة مؤلمة وخطيرة".
تحرك ضد الأمريكينومن هذا المنطلق، يرى فريدمان أن الغزو الروسي لأوكرانيا كان تحركاً ضد الأمريكيين. ولم تكن الاستجابة الأمريكية لعرقلة هذه الخطوة فحسب، بل كانت تستهدف أيضاً فتح الباب أمام إمكانية تحقق أكبر مخاوف روسيا، أي زحف القوات الأوكرانية، مدعومة بعتاد أمريكي، نحو الحدود الأكثر حساسية في روسيا. ربما لم يكن أي الجانبين ينوي الإتيان بهذه الأفعال، لكن أياً منهما لم يستطع استبعاد إقدام الآخر عليها.
ونتيجة لذلك، انتقل الروس إلى مواقع دفاعية لا تُقهر، وواصلوا شن عملياتهم الهجومية، لكنها افتقرت إلى القوة اللازمة لتحقيق غاياتها. وهكذا أصبحت الغاية الحقيقية دفاعية. وحاول الأوكرانيون شن عمليات هجومية، حيث نجحوا دوماً في صد القوات عند شن هجوم روسي مفاجئ.
وتحدّث كلاهما عن عمليات هجومية وشنا مثل هذه الهجمات، لكنهما آثرا استبقاء قوة كافية للمحافظة على دفاعاتهما. وهكذا أصبح هناك ما يشبه حرباً مجمدة يستحيل فيها، بداعي الحاجة إلى الاحتفاظ بالمواقع، الدفع بقوة كافية لتحقيق الأهداف الأولية. وتتحول هذه الأنواع من الحروب إلى مستنقع سياسي في المقام الأول، حيث يخشى فيها الجانبان أن تكون لأي تحرك عواقب سياسية عند بدء محادثات السلام.
وكان زيلينسكي يؤمن بأن التدخل الأمريكي لو لم يجهض مساعي الروس، فإنه على الأقل سيسمح لأوكرانيا بشن هجوم مضاد على نطاق واسع. لكن الولايات المتحدة منخرطة في صراع مختلف، لإبعاد روسيا عن ناتو. ما سيوفر قوة كافية لإبقاء الروس على مبعدة، لكنها غير كافية لسحقهم.
وأبقت روسيا الولايات المتحدة بعيدة عن حدودها، ولم تفعل شيئاً غير ذلك. واحتفظت أوكرانيا بالسيادة على جزء كبير من أراضيها. كما جعلت الولايات المتحدة تغلغل روسيا خارج أوكرانيا أمراً مستبعداً إلى حد كبير.
أهداف أمريكية
ورأى الكاتب أن الولايات المتحدة حققت هدفها، أما روسيا وأوكرانيا فلم ولن تحققها، ومع ذلك فإن أيا منهما لم يُسحق. فقد أصبحت أوكرانيا الآن بلداً مقسماً، لكنها تسيطر على ما يكفي من أراضيها لإعلان النصر، أما روسيا فتجاوزت حدودها القديمة بما يكفي لإعلان نصر صغير، و بوسعهما إنهاء الحرب لأسباب إنسانية.
تأخير السلام
لكن الآن يتسلل الموتى إلى المشهد، يقول فريدمان، فقد ضحى الآلاف بحياتهم مقابل لاشيء سوى ادعاء النصر. وهكذا فبعد القتال والدفاع لإحراز تقدم على مدى عامين، باتت مسألة كيف تنتهي الحرب واضحة جداً.
وتساءل الكاتب "كم وقتاً سيمضي قبل أن يعترف الزعماء بالواضح؟ خسر الجميع هذه الحرب، وفي الوقت المناسب سيخسر الزعماء أيضاً، وهو ما سيؤخر السلام الحتمي".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية الولایات المتحدة ما یکفی
إقرأ أيضاً:
قصف روسي لبلدة دوبروبيليا الأوكرانية يخلف جرحى وخسائر مادية واسعة
عرضت فضائية “يورونيوز” تقريرا عن الأوضاع في أوكرانيا، وتطورات الحرب الروسية الأوكرانية، حيث قصفت القوات الروسية بلدة دوبروبيليا في منطقة دونيتسك، ما أسفر عن إصابة امرأتين وإلحاق أضرار بمبنى إداري ومدرسة وعدد من المجمعات السكنية.ويأتي هذا القصف ضمن الهجمات المستمرة التي تشهدها المنطقة، في ظل تصاعد حدة المواجهات العسكرية بين القوات الروسية والأوكرانية.
وفي الوقت نفسه، تتعرض بلدة ميكولايفكا، الواقعة على بعد 16 كيلومترًا فقط من خط الجبهة، لقصف متكرر يكاد يكون يوميًا، ما أدى إلى دمار واسع في المنازل والبنية التحتية.ووفقًا لرئيس الإدارة العسكرية في البلدة، فولوديمير بروسكونين، فقد أسقطت القوات الروسية خلال الأسبوع الماضي ثماني قنابل من طراز KAB-250، ما تسبب في تدمير خطوط الأنابيب وشبكات التزود بالطاقة حيث يشهد الكهرباء انقطاعا متكررا بسبب الضربات المتواصلة.
قبل اندلاع الحرب، كان عدد سكان ميكولايفكا يقارب 16 ألف نسمة، إلا أن الصراع دفع الغالبية إلى الفرار، ولم يتبقَ في البلدة سوى 4,655 شخصًا. ورغم تصاعد المخاطر الأمنية، يفضل العديد من السكان البقاء في منازلهم خشية فقدان ممتلكاتهم، في ظل ظروف معيشية تزداد صعوبة مع استمرار القصف والانقطاع المتكرر للخدمات الأساسية.