الإماراتي هشام المظلوم يفوز بجائزتين دوليتين في مزج الخط العربي والحرف بفن العمارة
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
الشارقة في 5 أكتوبر /وام/ نال مبنى "ديواني" للمصمم الاماراتي هشام المظلوم، جائزتين مرموقتين على مستوى العالم، الأولى هي لأفضل تصميم عمارة معاصرة وتعرف باسم جائزة "لوب للتصميم Loop Design Awards"، والثانية والتي تصدر فيها المركز الأول لأفضل تصوير فوتوغرافي لمبنى معاصر وتعرف باسم جائزة "رؤية أرجايز Vision Architizer" المختصة بالتصوير المعماري في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأهدى هشام المظلوم فوزه بالجائزتين الذي جاء وفقا لنتائج تصويت عالمي، إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، راعي وداعم الحركة التشكيلية والفنية تقديرا لدور سموه والشارقة بصفة عامة في الحفاظ على الثقافة والفنون العربية والإسلامية.
وقال المصمم هشام المظلوم الذي فاز بالجائزتين بعد أن طبق فكرة مزج فن الخط العربي بتصميم العمارة المعاصرة، إن مشروع المبنى " ديواني" يمثل عمارة الحرف، ويعد أول مبنى في العالم يتم بناؤه على هذا الشكل، موضحا أن البناء كان مدروساً بعناية كبيرة لإبراز ناحية مهمة هي تلازم فني العمارة والخط، وتمت فيه مراعاة كل تفصيلة بحيث تبدو العلاقة بينه وبين الخط تبادلية ومتناغمة.
وأضاف: "رافقني الفنان خالد الساعي بما يملكه من معرفة كبيرة وأفكار مختلفة ساهمت في تكوين هذا الصرح المتكامل من البوابة الخارجية إلى أدق تفاصيله وبحيث أصبح نموذجاً يختصر مسيرة وتاريخ فن الخط بكل حيثياته من حيث استعمال كل أنواع الخط كالثلث والنسخ والإجازة والديواني والجلي ديواني والكوفي بأنواعه والخط المغربي إلى الخطوط المعاصرة من الخط السنبلي والحر الجمالي، بجانب استخدام كافة التقنيات الممكنة من القديمة إلى المعاصرة.
وتعتبر الواجهة الرئيسة لمبنى "ديواني"، المحور الرئيس للتعريف بهذا المشروع، وهي مخطوطة بالخط الكوفي المربع للآية القرآنية "وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين" خطها الخطاط زهير عفانة من الأردن مع بدايات المشروع ونفذت في إحدى الدول العربية على 80 قطعة حجر مصمتة بسماكة 10 سم مربع وتم جلبها من الخارج منفردة لتشكل هذه الآية الكريمة، لتتم إعادة تركيبها في الشارقة وبارتفاع 3 متر وعرض 25 متر طولي، إلا أنها تمثل في الوقت ذاته "المشربية" في فن العمارة الإسلامية القديمة كاستخدام وكشكل.
ويحتوي المبنى في داخله على مجموعة مميزة من الأعمال التاريخية تصل إلى 200 عمل إبداعي لأكثر من 85 خطاطا وفنانا من رواد الخط العربي والفنانين على مر الزمان، وتمثل المدارس كافة بما في ذلك المدرسة العثمانية والعراقية والمصرية وغيرها.
أما على صعيد المدرسة الحروفية، فكشف المصمم هشام المظلوم أنها أخذت حيزاً كبيراً واستثنائياً مؤكدا أنها تمثل إحدى العلامات الفارقة والمميزة لمبنى "ديواني" من خلال تنفيذ عدد من الجداريات بتقنية الفسيفساء على جدرانه الداخلية وخارجه حيث جدارية "الحروفي الكبير" للخطاط نجا المهداوي، والتي تبدو كموسيقى بصرية تجريدية، وجدارية الفنان الإماراتي عبد القادر الريس، التي تحمل إشارات حرف الثلث وحرف الهاء، ثم جدارية ضياء العزاوي، وفيها الحرف والعلامة والرمز، وجدارية خالد الساعي، عن فكرة بستان هشام بن عبد الملك "بستان المعرفة والفن"، وجدارية محمد نباتي، وفيها يتناغم الشعر والرسم بشكل جميل، وجدارية الفنان الجرافيتي "السيد"، وهي تزين حوض "ديواني" خارجياً بألوان زاهية صادحة.
وضم "ديواني" من الأعمال القماشية الضخمة، عملا لمحمد العجلان من السعودية يتغنى فيه بالشارقة عاصمة الثقافة والفن في العالم العربي، وآخر للخطاط الإماراتي حسين السري الهاشمي، كما تم تكليف العديد من الفنانين من العالم بأعمال فنية خاصة تتناسب مع حيز مدروس في المبنى.
وثمن المظلوم دور الاستشاري المهندس الاماراتي عبدالله الشامسي، في تصميمه المعماري للمبنى وترجمته وإيجاده العلاقة المشتركة فيما بين العمارة المعاصرة والخط العربي والحرف، مشيرا إلى أن "ديواني" يمثل معجما مكثفا وتاريخيا للخط العربي بكل استخداماته، كما أنه وثيقة حية موسوعية ليس لفن الخط العربي فقط، بل لشتى أنواع خطوط الأمم الأخرى، لأن الخط ممارسة فنية وثقافية واجتماعية تعكس حضارة بكاملها.
بتول كشواني / إبراهيم نصيراتالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الخط العربی
إقرأ أيضاً:
أولم وكنيستها الأطول عالميا.. تحفة العمارة القوطية في ألمانيا
عند الحديث عن السياحة في ألمانيا فإن مدنا مثل العاصمة برلين أو ميونيخ ربما تأتي في الصدارة حيث أنها الأكثر شهرة في هذا المجال، كما أن مدينة كبرى أخرى مثل فرانكفورت تعد بمثابة عاصمة المال والأعمال في هذا البلد الأوروبي الكبير، غير أن بعض المدن الصغيرة في ألمانيا لا تخلو من معالم سياحية تستحق الزيارة، فمدينة أولم الواقعة جنوبي ألمانيا تضم معلما شديد الأهمية والتميز، سواء على الصعيد الأوروبي أو حتى العالمي.
المعلم الرئيسي في أولم هو كنيستها العملاقة التي تحمل اسم "أولم مينستر"، وتعد أطول كنيسة في العالم، وأحد أبرز نماذج العمارة القوطية في أوروبا.
أبرز المدن الأوروبيةوإذا لم تكن قد سمعت عزيزي القارئ عن أولم، فأنت بالتأكيد تعرف أحد أبرز من أنجبتهم هذه المدينة وهو عالم الفيزياء الأشهر في العالم وصاحب نظرية النسبية ألبرت آينشتاين، والذي ولد هناك عام 1879، وحصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921 قبل أن يتوفى في نيوجيرسي بالولايات المتحدة عام 1955، ومن أكثر مناطق الجذب في أولم منزل آينشتاين
وتعتبر أولم من أبرز المدن الأوروبية التي تجسّد بامتياز التناغم بين الأصالة التاريخية والحداثة المعاصرة، وتقع هذه المدينة الساحرة في ولاية بادن-فورتمبيرغ على ضفاف نهر الدانوب العريق، حيث تشكل نقطة التقاء بين التاريخ والحاضر الزاخر بالحيوية والنشاط.
إعلان تحفة تتحدى الزمنتُشكّل كنيسة أولم مينستر تحفة معمارية فريدة من نوعها، حيث بدأ بناؤها عام 1377 في العصور الوسطى، لكنها استغرقت أكثر من خمسة قرون كاملة حتى يكتمل بناؤها، حيث وُضع حجرها الأخير عام 1890، لتصبح صرحا شهيرا يمثل نموذجاً رائعا للصبر والعزيمة.
تتميز الكنيسة بعدة خصائص تجعلها تحفة معمارية نادرة ومنها:
البرج الشاهق: يبلغ ارتفاع البرج الرئيسي 161.53 متراً، مما يجعله أعلى برج كنيسة في العالم بأسره. يمكن للزوار المغامرين صعود 768 درجة للوصول إلى قمة البرج، حيث ينتظرهم مشهد بانورامي سحري للمدينة بأكملها، ونهر الدانوب المتعرج. العمارة القوطية: والمقصود بذلك هو طراز معماري ازدهر في أوروبا خلال العصور الوسطى خصوصا بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر. وتتبدى روعة الفن القوطي في كل زاوية من زوايا الكنيسة، من خلال تصميمها الرشيق الذي يضم أقواساً مدببة شاهقة، ونوافذ زجاجية ملونة ضخمة تصور مشاهد دينية بإتقان فني مذهل.شهدت الكنيسة تحولات تاريخية كبيرة، حيث بُنيت في الأصل كرمز لقوة الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى، لكنها تحولت إلى كنيسة بروتستانتية بعد حركة الإصلاح الديني في القرن السادس عشر.
وفي عصرنا الحالي، لم تعد الكنيسة مجرد مكان للعبادة، بل تحولت إلى رمز ثقافي وحضاري وسياحي يجسد عراقة أولم وهويتها.
ماذا يوجد بالمدينةرغم الشهرة العالمية لكنيسة أولم مينستر، فإن المدينة تقدم لزوارها العديد من المعالم والأنشطة التي تستحق الاكتشاف، ومنها ما يلي:
إعلان المدينة القديمة: تحتفظ بسحر العصور الوسطى من خلال شوارعها المرصوفة بالحصى وبيوتها الملونة ذات الواجهات المزخرفة، والتي تحكي قصصا من الماضي العريق. جسر الدانوب: وهو أحد أجمل الجسور في المدينة ويتيح لمرتاديه مناظر بديعة على نهر الدانوب والمنطقة المحيطة به.تعد أولم أحد المراكز الإدارية في ولاية بادن-فورتمبيرغ، كما أنها أكبر مدينة في منطقة بوبنغن، وتوجد أولم بين مدينتين كبيرتين هما شتوتغارت وميونيخ، كما أنها لا تبتعد كثيرا عن فرانكفورت، أكبر مركز مالي في ألمانيا.
إعلانالمسافة من أولم إلى شتوتغارت (شمال غرب) نحو 90 كيلومترا تقطعها السيارة أو القطار في نحو الساعة، وتصل المسافة من أولم إلى ميونيخ (شرقا) نحو 150 كيلومترا، ويمكن الوصول إليها في ساعة وثلث الساعة بالقطار السريع، وتزيد المدة إلى ساعتين إلا ربعا بالسيارة.
والمسافة من أولم إلى فرانكفورت (شمالا) نحو 290 كيلومترا، يقطعها القطار في نحو ساعتين ونصف الساعة، وبالسيارة تتجاوز مدة الساعات الثلاث بقليل.