ما هو أطول نهر في العالم؟ رحلة استكشافية جديدة تهدف لحسم الجدل
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في عصرنا الحديث، قد يكون من العدل الافتراض بأن العلم قد أجاب بشكل حاسم على بعض الأسئلة المتعلقة بعالم الطبيعة، أو على الأقل تلك التي تعتمد على القياسات الفيزيائية.
ولكن، هناك سؤال رغم كونه واضحا إلا أنه لا يزال محيرًا: ما هو أطول نهر في العالم؟
وفي الواقع، لا يزال العلم يكافح للإجابة على هذا السؤال.
وقد مُنح نهر النيل في إقريقيا لقب "أطول نهر في العالم" رسميًا من قبل مصادر موثوقة مثل الموسوعة البريطانية المحدودة "Britannica" وموسوعة غينيس للأرقام القياسية. لكن الرحلة الاستكشافية القادمة لنهر الأمازون التي يخوضها فريق من المستكشفين والباحثين الدوليين، الذين يسافرون عبر الطوافات، والخيول، والقوارب المغطاة بألواح الطاقة الشمسية - تستعد للتشكيك في هذا التصنيف.
يروي يوري سانادا، قائد البعثة البرازيلية البالغ من العمر 55 عامًا، وهو مستكشف ومنتج سينمائي متمرس، وجهة نظر زميله المجازية عن حجم نهر الأمازون، الذي يحمل مياهًا تبلغ كميتها أربعة أضعاف أكثر من أي نهر آخر، قائلاً: "نهر النيل يشبه الدودة، بينما الأمازون يشبه الأناكوندا".
ويتابع: "لذلك ليس هناك وجه للمقارنة بينهما، فلدينا أكبر نهر بالفعل، أما عن الأطول بينهما، فسنرى ذلك".
وتهدف الرحلة الاستكشافية المخطط أن تستغرق مدة خمسة أشهر، والمقرر لها أن تنطلق في أبريل/ نيسان عام 2024، إلى السفر على طول نهر الأمازون بالكامل، باستخدام تقنية الأقمار الصناعية الحديثة لرسم خرائط للنهر وإثبات علميًا مرة واحدة أن الأمازون ليس فقط النهر الأكبر حجمًا في العالم، ولكنه الأطول كذلك.
والجدير بالذكر أن نهر الأمازون ليس امتدادًا منفردًا للمياه، بل هو جزء من "نظام نهري" أكبر يمتد على جزء كبير من شمال أمريكا الجنوبية. وشبكته تتضمن مصادر وروافد متعددة.
وينبع الخلاف حول طوله إلى حد كبير من مسألة المكان الذي يبدأ منه نهر الأمازون.
وفي حين قامت "Britannica" وغيرها بقياس النهر تقليديًا على أنه يبدأ من منابع نهر "أبوريماك" في جنوب بيرو، يدعي عالم الأعصاب الأمريكي الذي تحول إلى مستكشاف، جيمس كونتوس، البالغ من العمر 51 عامًا، أنه اكتشف مصدرًا أبعد للنهر، أي نهر مانتارو في شمال بيرو، أثناء البحث عن مسارات للتجديف النهري في البلاد.
ويقول كونتوس: "كنت على علم بأن المصدر الأبعد لنهر الأمازون يُعتبر نهر أبوريماك، ولكن خلال جمع المعلومات، والخرائط، والرسوم البيانية الهيدروغرافية، وما إلى ذلك استعدادًا لرحلتي إلى بيرو، أدركت أن نهرًا آخر يبدو أطول".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أفريقيا نهر النيل فی العالم
إقرأ أيضاً:
بلطجة سياسية جديدة.. ترامب يسقط من ذاكرة التاريخ على أبواب السويس وبنما
في زمن تصاعد الشعبوية السياسية وتحول البلطجة إلى نهج دولي، يخرج دونالد ترامب بتصريحات فجة تدعو إلى عبور السفن الأميركية قناتي السويس وبنما مجانًا، في سقوط مدوٍّ عن فهم التاريخ والسيادة الدولية، تصريحات تعيد إلى الأذهان أسوأ حقب الاستعمار القديم، وتكشف وجه الإمبريالية الجديدة بلا أقنعة. في هذا المقال، يتم تسليط الضوء على هذه السقطة التاريخية، ناقدًا بحدة سياسة الهيمنة الجديدة في عالم فقد توازنه.
في واحدة من أسوأ سقطاته السياسية، فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم بتصريح يدعو إلى السماح للسفن العسكرية والتجارية الأميركية بالمرور مجانًا عبر قناتي السويس وبنما، في تجاهل فجّ ليس فقط للسيادة الوطنية للدول، بل وللحقائق التاريخية التي لا يملك ترامب أدنى دراية بها.
ترامب الذي كلّف وزير خارجيته بهذا الملف، بدا كمن سقط من صفحات التاريخ، متصورًا أن العالم لا يزال محكومًا بسياسة 'المدافع والبوارج.
ترامب الذي اعتقد أن منطق القوة وحده قادر على إعادة تشكيل موازين العالم، لا يعي أن هذه السياسات قد عفا عليها الزمن، تصريحاته كشفت عن عمق الأزمة الأخلاقية والسياسية التي تعيشها الشعبوية السياسية اليوم، حيث تحكم العالم مفاهيم جديدة، لا تختلف كثيرًا عن قانون الغاب، تصريحات ترامب لم تكن مجرد زلة لسان، بل تجسيد لمنهجية سياسية خطيرة تعيد إنتاج منطق الاستعمار بثوب أكثر قبحًا.
حين كانت الإمبراطوريتان الفرنسية والبريطانية تتنازعان النفوذ أثناء حفر قناة السويس في القرن التاسع عشر، لم يكن للولايات المتحدة دور يذكر سوى المشاهدة من بعيد.أما اليوم، فقد أصبحت واشنطن، بقيادة أصوات مثل ترامب، تسعى لإحياء نزعة "الإمبريالية الجديدة"، تفرض الضرائب والإتاوات، وتتعامل مع الممرات الدولية كما لو كانت ملكية خاصة تخضع لمزاج السادة الجدد.
في عالم فقد إيقاع احترام سيادة الدول، وسقطت فيه معايير النظام الدولي القديم، يظهر ترامب كرمز لهذه الحقبة المظلمة.
إن ترامب، في محاولته التسلط على الممرات البحرية العالمية، قد تجاهل تمامًا القيم التي قامت عليها منظومة العلاقات الدولية الحديثة. التصريحات التي خرجت عن الإدارة الأميركية لم تكن مجرد خطأ دبلوماسي، بل تجسيد للهيمنة المطلقة التي تروج لها الأنظمة الشعبوية، تلك التي تظن أن القوة العسكرية يمكن أن تحل مكان الدبلوماسية، وأن ابتزاز الدول هو الحل في عصر العولمة.
سياسة الإدارة الأميركية الجديدة لم تعد تكتفي بفرض الضرائب والرسوم، بل تجاوزتها إلى فرض الإتاوات على الدول.
إن تصريحات ترامب، رغم كل سذاجتها الظاهرة، تكشف عن عقلية سلطوية غائبة عن التقدير السليم لحقوق السيادة الوطنية، وتكاد أن تعيد العالم إلى زمن "البلطجة السياسية" حيث يتم فرض التوازن بالقوة والعنف، وتطوى صفحات الأعراف الدولية.
التاريخ لا يرحم، فكما سقطت قوى غطرسة سابقة تحت وطأة الشعوب، سيسقط هذا النمط من البلطجة مهما طال الزمن. "لكن التاريخ لا يرحم. فكما سقطت قوى غطرسة سابقة تحت وطأة الشعوب، سيسقط هذا النمط من البلطجة مهما طال الزمن." تصريحات ترامب ليست مجرد سقطة فردية، بل نذير بانفجار قادم في النظام العالمي، ستدفع ثمنه القوى التي تحسب أن العالم صامت إلى الأبد.
في زمن تصاعد الشعبوية السياسية، أصبحت البلطجة السياسية سيدة الموقف، والأمر الواقع يتم فرضه بالقوة.
نهايةً، تصرفات ترامب تضعنا أمام سؤال جوهري: هل نحن أمام بداية حقبة جديدة من التسلط الدولي تحت مسميات "الحماية" و"المصالح المشتركة"، أم أن هذا النوع من البلطجة السياسية سيواجه معارضة قوية من القوى التي تؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها وفي احترام سيادتها؟