تنظيم مشترك لكأس العالم.. كيف وصل المغرب لهذا الإنجاز؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
يمن مونيتور/الحرة
بعد أشهر من الإنجاز التاريخي في مونديال قطر ببلوغه نصف نهائي البطولة، تصدر المغرب من جديد واجهة الرياضة العالمية بعد إعلان اتحاد الكرة الدولي “الفيفا” أن المملكة ستستضيف كأس العالم 2030 في تنظيم مشترك مع إسبانيا والبرتغال.
وبعد سنوات من المحاولة، زف الملك محمد السادس للمغاربة، الأربعاء، أن المغرب سيحتضن رفقة إسبانيا والبرتغال بطولة كأس العالم المقررة في 2030، في إنجاز يراه محللون أنه نتيجة تراكم إنجازات للبلاد في الرياضة في السنوات الأخيرة.
وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الأربعاء، أن الاتحادات الأوروبي والأفريقي والأميركي الجنوبي اتفقت على ترشيح واحد لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030، تقدم به المغرب وإسبانيا والبرتغال مع إقامة ثلاث مباريات فقط في أميركا الجنوبية، قبيل إعلان السعودية نيتها الترشّح لاستضافة نسخة العام 2034.
وأضاف أنه بمجرد التحقق من صحة المعايير الفنية، سيعلن رسمياً عن مستضيف الحدث في العام 2024.
وسيصبح المغرب الذي فجر مفاجأة من العيار الثقيل في النسخة الأخيرة ببلوغه دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخه وتاريخ العرب والقارة السمراء، ثاني بلد عربي وأفريقي يستضيف النهائيات بعد قطر عام 2022 وجنوب إفريقيا عام 2010.
وقال العاهل المغربي محمد السادس في بيان صادر عن الديوان الملكي إن “هذا القرار يشكل إشادة واعترافاً بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى”، مجدداً “التأكيد على التزام المملكة المغربية بالعمل، في تكامل تام، مع الهيئات المكلفة بهذا الملف في البلدان المضيفة”.
عام تألق مغربي
في مونديال قطر 2022 الأخير، حقق “أسود الأطلس” إنجازا تاريخيا أفريقيا وعربيا وبلغوا نصف نهائي البطولة في إنجاز غير مسبوق، وبعده فاجأ المنتخب المغربي للسيدات الجميع بتأهله إلى الدور السادس عشر في كأس العالم الأخيرة على حساب ألمانيا بطلة العالم مرتين، وذلك في مشاركة المنتخب العربي الأولى في النهائيات.
وتشهد كرة القدم النسوية تطورا في المغرب منذ أن وضع الاتحاد المغربي في العام 2020 استراتيجية طموحة لتطوير اللعبة، تتضمن دعما ماليا للفرق النسوية.
وتتوفر المملكة منذ العام 2021 على بطولة احترافية للنساء من قسمين، وتلزم أعضاءها وهم 42 نادياً في المجموع، بتوفير فرق للفئات العمرية الصغرى لأقل من 15 و17 عاماً.
وشهر يوليوز الماضي، فاز المنتخب المغربي الأولمبي بلقب كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم تحت 23 عاما، بفوزه عليه في المباراة النهائية 2-1 على مصر في التمديد بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1-1.
وهذا اللقب الأول لمنتخب “أسود الأطلس” من أصل أربع نسخ من المسابقة، بقيادة المدرب عصام الشرعي وبتشكيلة محترفة بغالبية عناصرها في مقدمهم لاعبا برشلونة الاسباني عبد الصمد الزلزولي وشادي رياض ومهاجم أتلتيكو مدريد عبد الإله الريحاني.
وضمن بذلك المنتخب المغربي التأهل إلى نهائيات مسابقة كرة القدم في أولمبياد باريس 2024.
وفي يوليو الماضي أيضا، أثارت كرة القدم النسائية شغفا كبيرا في المغرب بعدما بلغ المنتخب الوطني نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات، رغم خسارته اللقب لحساب منتخب جنوب إفريقيا في المباراة 2-1، والتي تابعها جمهور غفير بالرباط.
تنظيم تظاهرات
وبعد أن نظم المغرب بطولة كأس أفريقيا للسيدات، ونظم أيضا كأس أفريقيا لسن تحت 23، فاز هذه الشهر بشرف تنظيم كأس أفريقيا 2025 بعد انسحاب الجزائر من السباق.
ويعول المغرب على التجارب التي راكمها من خلال تنظيم هذه البطولات للنجاح في تنظيم كأس العالم القادمة في 2030.
وتقدم المغرب لعدة مرات بترشيحه لتنظيم كأس العالم دون أن ينجح في ذلك، آخرها مونديال 2026 بعدما خسر الرهان أمام ملف ثلاثي للولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وقبل خسر بفارق صوتين أمام جنوب أفريقيا في مونديال 2010، الذي كان الأول من نوعه في أفريقيا.
مطاردة الحلم
يقول الناقد والمحلل الرياضي المغربي، حسن البصري، إنه بعد الفشل في السباقات السابقة، “واصل المغرب اختبار حظوظه للمرة السادسة بالترشح رسميا لاستضافة نهائيات مونديال العام 2030، لكن هذه المرة في إطار لمة ثلاثية تجمعه بجيرانه بالقارة الأوربية إسبانيا والبرتغال”.
وتابع البصري في حديث لموقع “الحرة” “حين خسر المغرب رهان تنظيم كأس العالم 2026، أمام ملف منافس تضمن ترشيحا ثلاثيا مشتركا قويا جمع الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، آمن المغرب بأن في الاتحاد قوة وانتظر الفرصة الملائمة لتقديم ترشيح مشترك، مختلف تماما عن ملفات الترشيح لاحتضان مونديال 1994 و1998 و2006 و2010 و2026”.
ويرجع البصري الأمر إلى عوامل أخرى “كانت بمثابة قوة دفع، كنجاح المغرب في احتضان التظاهرات الكبرى آخرها كأس العالم للأندية، واحتلال الفريق الوطني المغربي للمرتبة الرابعة في مونديال قطر، وحصول المغرب على شرف تنظيم كأس إفريقيا 2025 التي ستكون بروفة للمونديال، والملاعب الكبرى التي دخلت مشاريعها حيز التنفيذ”.
يرى محمد شحاتة، الباحث المصري في الشأن الرياضي، أن “وصول المغرب إلى هذه المرحلة وتنظيم كأس العالم ليس وليد اللحظة، فالبلد تقدم بترشحه في مرات سابقة، وفي 2010 كان قريبا من الفوز بالسباق بعد حصول المغرب على عدد كبير من الأصوات”.
يقول شحاتة، المحلل الرياضي، إن “المملكة تمتلك بينة تحتية جيدة، لذلك فالوصول إلى هذه المرحلة ليس صدفة، بل نتيجة تخطيط من الاتحاد المغربي بتطوير البينة وتطوير الللعبة أيضا كما رأينا وصول المغرب لنصف النهائي في مونديال قطر”.
ويتابع الباحث المصري إن المغرب “نظم كأس العالم للأندية وكأس أمم أفريقيا، كما أن هناط تطورا كبيرا في مستوى المدربين المغاربة، وفوز الأندية المغربية العام الماضي ببطولتي دوري الأبطال الأفريقي وكأس الكونفيدرالية الأفريقية”.
ويرى شحاتة أن كل هذه الأمور ساهمت في زيادة شعبية كرة القدم بالمغرب. لذلك فالنجاح ليس وليد الصدفة.
وترشح المغرب خمس مرات سابقاً لاستضافة المونديال، لكن محاولاته باءت بالفشل أعوام 1994 و1998 و2006 و2010 و2026، أبرزها في 1998 عندما نال 7 أصوات مقابل 12 لفرنسا و2010 عندما نال 10 أصوات مقابل 14 لجنوب أفريقيا.
وفي تصويت النسخة المقبلة المقررة في ثلاث دول، نال المغرب 65 صوتاً من أعضاء الجمعية العمومية مقابل 134 للولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وكان منتخب المغرب حقق نتيجة رائعة في مونديال قطر 2022، عندما أصبح أول منتخب إفريقي وعربي يبلغ نصف النهائي، بتفوقه على منتخبات من طراز إسبانيا والبرتغال قبل السقوط في نصف النهائي أمام فرنسا.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: المغرب رياضة قطر كأس العالم مونديال إسبانیا والبرتغال تنظیم کأس العالم فی موندیال قطر کرة القدم
إقرأ أيضاً:
هل سيتأثر مونديال 2026 بالتوترات بين أميركا وكندا والمكسيك؟
أنشأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب فريق عمل للتحضير لبطولة كأس العالم 2026 لكرة القدم التي ستحتضنها بلاده بالاشتراك مع كندا والمكسيك، في وقت تتصاعد فيه التوترات في المنطقة بسبب التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب.
وسينسق الفريق الذي سيرأسه ترامب، الجهود الفيدرالية لتأمين البطولة والتخطيط لها، والتي من المتوقع أن تجذب ملايين السياح إلى الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وقال ترامب للصحفين يوم الجمعة، وبجانبه في المكتب البيضاوي رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني إنفانتينو، “أعتقد أن ذلك سيجعلها أكثر إثارة. التوتر أمر جيد”، مضيفا أنه يود حضور عدة مباريات.
وتتسارع الاستعدادات عبر القارة مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وجيرانها في الوقت الذي هدد فيه ترامب مرارًا بفرض تعريفات جمركية قبل أن يتراجع، مما أدى إلى إرباك الأسواق وزيادة المخاوف من حرب تجارية وانكماش اقتصادي.
وتزامنت هذه الاستعدادات مع الانتقادات المتكررة اتي وجهها ترامب إلى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وإثارته السؤال أكثر من مرة عن إمكانية أن تصبح كندا ولاية أميركية.
قدم إنفانتينو الى الرئيس ترامب كرة القدم التي ستستخدم في المباريات وكشف عن الكأس الذي سيمنح للفائز ببطولة العالم للأندية 2025.
وفي وقت لاحق، أخذ ترامب إنفانتينو لعرض الكأس خلال قمة البيت الأبيض للعملات الرقمية.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة، حيث نمت كرة القدم في شعبيتها لكنها لا تزال رياضة ذات طابع خاص، تمثل منطقة نمو رئيسية لكرة القدم.
تستعد الولايات المتحدة لاستضافة بطولة كأس العالم للأندية خلال شهري يونيو ويوليو 2025.
وفي صيف عام 2026، ستتوسع بطولة كأس العالم لتشمل 48 فريقًا يلعبون 104 مباريات، وهذه هي المرة الأولى التي تُقام فيها البطولة عبر ثلاث دول.
ستُلعب 78 من المباريات في الولايات المتحدة، و13 مباراة في كل من المكسيك وكندا، مع احتمال لعب ست مباريات يوميًا.
ستقام بطولة كأس العالم 2026 بين 11 يونيو و19 يوليو حيث المباراة النهائية التي ستجرى في ملعب “ميتلايف” بولاية نيوجيرسي.
قارن إنفانتينو تنظيم كأس العالم بإقامة ثلاث مباريات “سوبر بول” يوميًا لمدة شهر، وهي تحديات لوجستية وأمنية مربكة بالنسبة للحكومات المضيفة.
وسائل اعلام رياضية توقعت أيضا أن تفوز الولايات المتحدة والمكسيك معًا باستضافة كأس العالم للسيدات في 2031.
قال رئيس الفيفا جياني إنفانتينو إن فريق العمل الأميركي سيضمن أن يشعر كل الزوار القادمين من جميع أنحاء العالم “بالأمان، بالسعادة، وأننا نقوم بشيء مميز”.
وأضاف إنفانتينو “لذا نحن هنا لنخلق أفضل عرض على كوكب الأرض على الإطلاق”.
اقرأ أيضاًتقاريرمحمية الأمير محمد بن سلمان تعزز جهودها في حماية البيئة
لكن صحيفة “ذا أثلتيك” ذكرت في فبراير أن تعهد ترامب بأن “جميع الرياضيين والمسؤولين والمشجعين المؤهلين من جميع البلدان حول العالم سيتمكنون من دخول الولايات المتحدة دون تمييز” مهدد بعدم الوفاء به، وذلك بسبب المخاوف بشأن أوقات الانتظار للحصول على التأشيرات، ومنع آخرين من الدخول بسبب حظر السفر.
وبالتالي تزداد المخاوف من أن عددًا غير قليل من الأشخاص الذين حصلوا على تذاكر البطولة قد يتم رفض منحهم التأشيرات تمامًا
فرضت إدارة الرئيس ترامب تعريفات جمركية بنسبة 25% على السلع القادمة من كندا والمكسيك، لكنها أعلنت يوم الخميس عن تأجيل لمدة شهر للسلع المتوافقة بموجب اتفاقية التجارة الشمالية الأمريكية بين الدول الثلاث.
تنتهي الاستثناءات الممنوحة لأكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة في 2 أبريل. كما هدد ترامب بفرض نظام عالمي من التعريفات الجمركية المتبادلة على جميع شركاء التجارة الأمريكيين.
عندما أعلن ترامب لأول مرة عن فرض التعريفات على المكسيك وكندا في أوائل فبراير، انتهى به الأمر بتأجيلها لمدة شهر بعد التوصل إلى اتفاقيات مع البلدين للمساعدة في تأمين الحدود الشمالية والجنوبية.
ومع ذلك، استمرت التوترات الناتجة عن الحادث في التأثير على الرياضة خلال بطولة هوكي الجليد التي أُقيمت من 12 إلى 20 فبراير. عندما قام المشجعون في كندا التشويش اثناء عزف النشيد الوطني الأميركي، وقام المشجعون الأميركيون بالمثل اثناء عزف الوطني الكندي، ووقع هذا التشنج قبيل العديد من المباريات.
منذ ذلك الحين، تصاعدت الخطابات العدائية بين البلدين، بما في ذلك في عالم الرياضة.
وشهدت مباريات الدوري الوطني للهوكي (NHL) التي تشمل فرقًا من كندا والولايات المتحدة كثيرًا من التشويش على الأناشيد الوطنية للفريق الزائر قبل المباريات.