تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الصحة والسكان، ووزير التموين والتجارة الداخلية، ووزيرة البيئة بشأن انتشار ظاهرة بيع زيوت الطعام المغشوشة (المستعملة) في السوق المصرية.

وقال النائب في طلبه، إنه خلال الفترة الأخيرة، انتشرت ظاهرة تمثل خطرا كبيرا على المواطنين خاصة في المناطق الشعبية والريفية، حيث يقوم بعض الباعة الجائلين بتجميع الزيت المستعمل من البيوت مقابل من 20 لـ 25 جنيها للكيلو، حيث يمر بمرحلة إعادة التدوير من خلال تنقيته من الشوائب ثم استخدام مواد تعيد لون الزيوت المستعملة إلى حالتها قبل استخدامها مرة أخرى، والتى تعرف باسم  "تراب التبيض" أو بـ"سيليكات الأمونيوم" وبذلك يستعيد الزيت المستعمل اللون الذهبي مرة أخرى، ثم يعاد بيعه مرة أخرى للمطاعم خاصة التى تعتمد على الزيت في مأكولاتها مثل "محلات الفول والطعمية"، وهو ما يشكل خطورة شديدة على الصحة العامة للمواطنين.

وأشار "محسب"، إلى أنه وفقا لآراء عدد من الأطباء المتخصصين، فإن استخدام زيوت الطعام أكثر من مرة يزيد من احتمالات ارتفاع الخلايا السرطانية داخل الجسم، وكذلك سرطان القولون والغدة والقناة والبطن، وارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم، وتكوين الدهون الثلاثية الضارة التى تعمل على ارتفاع ضغط الدم وإنزيمات الكبد مما يؤدى إلى تصلب فى الشرايين وحدوث جلطات.

وأضاف عضو مجلس النواب، أنه الظاهرة كانت موجودة منذ سنوات، ولكنها تفاقمت مع اندلاع  الحرب الروسية – الأوكرانية وتأثيرها السلبي على الاستيراد، حيث تسبب اضطرابات خطوط الإمداد في ارتفاع أسعار السلع الغذائية خاصة الزيوت، لافتا إلى أن مصر واجهت أزمة كبيرة في توفير السلعة بسبب أنها تستورد نحو 90% من احتياجات السوق المحلي منه سنويا، حيث يصل حجم استهلاك المحلي من الزيت نحو ٢.٤ مليون طن سنويا، بمعدل ٢٠ كيلوجراما للفرد، وهو ما دفع البعض للجوء إلى بدائل أقل تكلفة دون الاهتمام بتأثير ذلك على صحة المصريين، فزاد إنتاج الزيوت المغشوشة التى تباع في زجاجات جديدة ولا يمكن تفريقها عن مثيلاتها السليمة.

وطالب "محسب"، بتشديد الرقابة على المطاعم خاصة الفول والطعمية من قبل مفتشي الصحة والجهات المعنية للتأكد من سلامه ما يقدمونه من أطعمة للمواطنين، كذا تعقب مصانع بير السلم التى تقوم بتجميع الزيت المستعمل وإعادة تدويره وتعبئته وبيعه للمواطنين بسعر أقل من سعر السوق.

وطالب النائب أيمن محسب، أيضا بوضع  ضوابط صارمة على تجميع الزيوت المستعملة، وإطلاق حملات توعية للمواطنين بأهمية الاستفادة من الزيت المستعمل في إنتاج الوقود الحيوي وبعض الصناعات مثل الصابون، وليس في إعادة الاستخدام أو التخلص منه في الصرف الصحي لما يسببه من أضرار بالبنية التحتية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أيمن محسب

إقرأ أيضاً:

الجفاف وارتفاع الحرارة يهددان إنتاج الزيوت العطرية في أرياف تونس

عين دراهم،تونس"أ ف ب": تشهد تونس موجة جفاف للسنة السادسة على التوالي، وبسبب نقص الموارد المائية المتأتية أساسا من الأمطار تراجعت نسبة امتلاء الـ36 سدّا المتمركزة غالبيتها في محافظات الشمال الغربي إلى 20%، وهي نسبة لم تشهدها البلاد منذ عقود.

وتنتج تونس نحو 10 آلاف طن من الزيوت العطرية والطبية سنويًا، تمثل نبتة الإكليل الجبلي وحدها أكثر من 40% من صادرات البلاد إلى الأسواق الفرنسية والأميركية. ومع ذلك، تواجه النساء العاملات في هذا القطاع تحديات متزايدة بسبب الجفاف الممتد وندرة الموارد الطبيعية، فيما تسعى النساء العاملات في هذا المجال إلى إيجاد بدائل تحافظ على مصدر رزقهن وتحمي البيئة الطبيعية في آنٍ واحد.

فضلا عن ذلك، وخلال السنوات الأخيرة، واصلت معدلات الحرارة ارتفاعها خلال الصيف وتجاوزت الخمسين درجة مئوية في بعض المناطق، وكنتيجة لذلك، تكلّف التغيرات المناخية الاقتصاد التونسي 2.1% من الناتج المحلي الإجمالي، وفق إحصاءات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وتمثل النساء في سنّ العمل نصف السكان في تونس البالغ عددهم حوالى 12 مليون نسمة، إلا أن 27.9% فقط منهن ناشطات اقتصاديا، كما أن نسبة البطالة بينهن 21.3% وغالبا ما يشغلن وظائف هشة، ما يجعلهن أكثر عرضة للأزمات الاقتصادية والمناخية، وفق تقارير أممية، وحوالى 70% من القوة العاملة في قطاع الزراعة من النساء، ويواجهن التداعيات المباشرة للتغير المناخي، لا سيما "في ظل هشاشة أوضاعهن الاقتصادية والاجتماعية التي تعيق تمكينهن من الوصول إلى فرص اقتصادية بديلة"، بحسب الأمم المتحدة.

اذ يستفيد المجمع النسائي الريفي من تدريب تقدمه منظمات دولية مثل "منظمة الأغذية والزراعة" للأمم المتحدة، لمساعدتهنّ على الحفاظ على الثروة الحرجية أمام تزايد تهديدات تغيرات المناخ. لكن وبالرغم من ذلك، فإن الوضع بالنسبة لمبروكة العثيمني ساء لدرجة تقول "لم أعد بإستطاعتي تجهيز طلبيات العملاء من خلال جمع الكميّات المطلوبة، وأضطر تبعا لذلك للرفض لأن النبات قلّ"، ما يؤثر مباشرة على دخل المجمع.

وتواجه النساء العاملات في جمع الأعشاب البرية شمال غربي تونس تحديات متزايدة نتيجة تغير المناخ، حيث أصبحت الأمطار شحيحة ودرجات الحرارة مرتفعة بشكل غير مسبوق، مما أثر على كميات الأعشاب البرية المستخدمة في استخلاص الزيوت الطبية والعطرية.

وعلى إحدى هضاب جبال الشمال الغربي تتابع مبروكة العثيمني، وهي مشرفة على مجمع لتقطير الزيوت، عاملاتها وهن يكافحن لجمع الأعشاب. "شتّان بين ما كان عليه الوضع وما أصبحنا نعيشه اليوم. بالكاد نحصل على نصف الدخل، وأحيانًا لا يتجاوز الثلث"، تقول العثيمني البالغة من العمر 62 عامًا.

وتسعى عشرات النساء في قرية التباينية الواقعة بمنطقة عين دراهم إلى جمع أعشاب مثل نبتة القضوم (المستكة) من الغابات الممتدة، رغم أن سلالهن لا تمتلئ كما كانت في السابق. اذ تشير العثيمني إلى أن تغير المناخ أثر بشكل واضح على إنتاج الأعشاب البرية، موضحة أن "الأمراض التي تظهر بسبب ارتفاع درجات الحرارة ساهمت في تقليل إنتاج الزيوت".

حيث تدير العثيمني منذ أكثر من عقدين مجمع "البركة" الذي يشغّل 51 امرأة، تعتمد عليه العديد من الأسر في منطقة الشمال الغربي، حيث تسجل معدلات فقر تصل إلى 25.8% مقارنة بالمعدل الوطني البالغ 15.3%.

من جهتها تصطحب منجية السوداني (58 عاما) ابنتها العشرينية معها خلال عمليات التقطير داخل المجمع. وتؤكد "كنا خلال السنوات السابقة نجمع ما بين 3 و4 أكياس كبيرة من أوراق النباتات، وهذه الأيام لم نعد نحصّل كيسا واحدا والمناخ هو السبب".

وتضيف بينما تملأ خزان آلة التقطير "كنا نجمع بمعدل 4 كيلوغرامات من نبتة الضرو، وأصبحت الكمية لا تتجاوز 1.5 كيلوغرام ما يؤثر على مدخول العائلة" و"بطبيعة الحال عندما ينقص المنتوج ينقص الدخل".

وكشفت دراسة نشرها "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" في سبتمبر الفائت، أن الأضرار التي لحقت بالغابات نتيجة التغيّر المناخي تؤثر بشكل كبير على سكانها الذين يعتمدون على مواردها لكسب رزقهم، و"تعاني النساء بشكل خاص من التأثيرات حيث اصبحت الانشطة التي يمارسنها أكثر صعوبة ومشقة".

مقالات مشابهة

  • طلب إحاطة في النواب بشأن مشكلات التصالح في مخالفات البناء
  • طلب إحاطة بشأن سقوط سيستم حجز وحدات الإسكان الاجتماعي
  • حقيقة الصور المتداولة.. هل تبيع التموين الزيت المستعمل بعد تكريره؟
  • حقيقة الصور المتداولة.. هل يباع الزيت المستعمل مرة أخرى بعد تكريره؟
  • اليوم.. "نقل النواب" تناقش طلبات إحاطة بشأن اشتراكات الطلبة بالمترو وإنشاء محطة جديدة
  • برلماني: مبادرة تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي نقلة نوعية في مجال النقل والطاقة
  • محلية النواب تناقش خطة الحكومة بشأن القضاء على ظاهرة انتشار الحيوانات الضالة
  • تحرك برلماني بشأن تحمل ذوي الهمم إجراء أشعة الرنين أكثر من مرة في العام
  • الجفاف وارتفاع الحرارة يهددان إنتاج الزيوت العطرية في أرياف تونس
  • برلماني: حديث الرئيس السيسي دلالة على إدارة الملف الاقتصادي بذكاء وعقلية مبتكرة