راحلون في الذاكرة.. ندوة أدبية منوعة في ثقافي أبو رمانة
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
دمشق-سانا
أقام المركز الثقافي في أبو رمانة ندوة بعنوان (راحلون في الذاكرة) شارك فيها عدد من الأدباء والشعراء، وتضمنت عودة إلى حياة الأديب الراحل سهيل الديب والشاعر هشام سفان وما مر في حياتهما من أدب وسلوك إنساني، إضافة إلى قراءة بعض النصوص الشعرية في رثائهما.
رئيس المركز الثقافي عمار بقلة الذي أدار الندوة عرض لمحة عن حياة الراحلين والحضور الثقافي والاجتماعي لكل منهما ومدى الأثر الذي دفع للاحتفاء بها وبما تركاه من أثر أدبي في نفوس الأصدقاء والمثقفين.
بدوره تحدث الأديب محمد الحفري عن الراحل سهيل الديب وعلاقاته الإنسانية والاجتماعية ومدى محبة زملائه له، والمضامين التي تحتويها رواياته المتعددة والتي تميزت بكشف الإرهاب ومواجهته، ومنها روايات زناة والكتب والشرطي وغيرها مما تميز بالجرأة والمستوى الفني العالي.
في حين ألقى الشاعر الدكتور أسامة حمود قصيدة رثى فيها الأديبين الراحلين، مبيناً مدى الوجع الذي ظل في قلوب الأهل والأصدقاء، وأن الموت ترك أثراً جارحاً برحيلهما، فقال:
فلنرتوي من بعضنا فلعلنا … لا نلتقي إذا بالفراق نضام
بالأمس كنا في المحافل صحبة … فسهيل أبدع هاهنا وهشام
فعلام دون لقائنا قد غادروا … وعلام تهمل دونهم أقلام.
من جهتها، سلطت الشاعرة صبا بعاج الضوء على حياة الراحل سفان في دير الزور في أسرة أدبية تميزت بكثرة الشعراء والأدباء فيها، وجمال الطبيعة التي كان يعيش فيها على ضفاف الفرات، فساهمت بكشف مواهبه كإجادة الخطابة وهندسة الخط العربي ونسج الصور المسرحية التراثية، إضافة إلى شعره المتطور والأصيل، وانحيازه لخير اللغات والألسنة وإيمانه بتعليم لغة الضاد لأنها هوية العرب على مر العصور والتاريخ، وألقت قصيدته الأخيرة (حكمة العمر) منها:
جمال المرء في الدنيا تسامٍ … بحسن الخلق والطبع الشفيف
وصدقٍ قد تجلى في مقالٍ … إذا ما سيق في معنى ظريفِ.
وفي مداخلته بين الأديب محمد أحمد الطاهر أن الأديب سهيل الديب ترك روايتين فيهما أثر إيجابي مهم لم يتمكن من نشرهما، سيتولى طباعتهما في دار توتول التي يديرها تقديرا لأدب الراحل.
كما تحدث الإعلامي شادي العايد عن مناقب وخصوصيات إيجابية في حياة الشاعر هشام السفان.
وألقى الشاعر مزاحم الكبع قصيدة بعنوان (تراتيل الغياب) رثى فيها الأدباء الراحلين منها:
قُلْ للأُلى تركوا الفؤادَ وراحوا … ظنُّوا استراحوا في الجفا
وأراحوا يا ليتَهمْ قدْ أخبرونَا أنَّهمْ … ساعُونَ عنّا في البلادِ
وباحُوا
كُنّا ملأنا الرّوحَ حتى تنتشي … ضَماً وشَمّاً .. علَّنَا نرتاحُ.
حضر الندوة كتاب وأدباء ومثقفون وبعض ذوي الراحلين.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
بلاد الحرمين ومرحلة “ففسقوا فيها”
يمانيون../
ليست مستغرباً عن آل سعود كل هذا القدر من الفساد الأخلاقي، فهم أسرة يهودية الهوى والهوية وما خفي من إفسادهم أعظم بكثير مما أظهروه حتى اليوم، لكن الغرابة أن يتقبل سكان بلاد الحرمين ذلك المجون والكفر العلني، فعواقب الفتنة لن تقتصر على الذين ظلموا من آل سعود، بل ستعم كل بلاد الحرمين، كما شمل العقاب قوم ثمود قاطبة على جرم ارتكبه أشقاءهم بعقرهم لناقة صالح.
فالفساد والإفساد الأخلاقي لا يختلف كثيراً عن إفساد قوم لوط، باستثناء مجاهرة آل سعود بأكثر من العداء لله وللدين، ويكفي أن تجسيم الكعبة وطواف الراقصات حولها من الكفر المباح، ومن التحدي العلني لله، وعليه فإن سكان المملكة بين خيارين، إما رفض تلك الفتنة كما فعل كل الأنبياء والرسل من قبل، أو السكوت عنها والدخول فيها، وعندها لن يختلف حالهم عن حال الأمم الأخرى المكذبة بآيات الله ورسله.
وحتى يتفادى سكان بلاد الحرمين تداعيات الفتنة، وما يليها من التدمير والعذاب الإلهي، عليهم البراءة المطلقة من آل سعود، كلاً حسب استطاعته، وامتثالاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عندما أمرنا بتغيير المنكر، وأضعف الإيمان أن يخرجوا عن ولاية أمر آل سعود ولو في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فالخروج عليهم بات واجباً وجوب الصلاة والصيام، ولا عذر لمن يرضى بهم، أو يبرر خيانتهم لله ورسوله.
ومهما تكن التضحيات فهي في سبيل الله، ولن يتغير الوضع القائم في السعودية بلا جهاد وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وفي حال أعرض سكان بلاد الحرمين عن مسؤوليتهم، فإن العواقب أدهى وأمر، وسيتعرضون للعذاب الإلهي بأضعاف التضحيات المطلوبة منهم في السابق، ولكن بلا قيمة عند الله وبلاد جدوى في الواقع.
وعليهم أيضاً ألا يتخاذلوا عن واجبهم بسبب التثبيط الديني المواكب لإفسادهم الأخلاقي، فالوهابية ليست من الإسلام في شيء، وأقرب إلى سنن بني “إسرائيل” من سنة محمد، ويكفي أنها مهدت لكل هذا الإفساد بتقديسها للحكام، وبتحريم الخروج عليهم وإن زنوا ولاطوا.
فكل فتواهم تلك كانت لتأسيس هذا الواقع المضمحل، وبهم يبرر آل سعود خروجهم عن الدين ومحاربتهم له، ولولا علماء السلاطين في كل زمانٍ ومكان، ما تفشى الظلم والطغيان في بلاد المسلمين.
ومن لا يزال يشك أن الوهابية على دين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم، فلينظر إلى موقفهم من الجهاد في غزة ولبنان، فموقفهم لا يختلف عن موقف حاخامات اليهود، وهذا يكشف لنا مصدر عقائدهم المنحرفة المناهضة للإسلام، فكل التحريف اليهودي عبر التاريخ يتجلى اليوم في مواقف عملية موالية لليهود، تماماً كما هو حال شيوخ الوهابية وآل سعود، ومن سار على نهج سلفهم الطالح، كابن تيمية ومستر همفر وغيرهم من أدعياء الدين والصلاح.
—————————
محمد الجوهري