أمنية مستعصية.. هل تقضي الحكومة الإيرانية على أزمة السكن؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
طهران- رغم أن مرشحي الانتخابات الرئاسية في إيران دأبوا خلال العقود الماضية على إطلاق خطط للقضاء على أزمة السكن والسيطرة على أسعار العقارات في البلاد فإن العاصمة طهران اعتادت هجرة داخلية بحلول نهاية كل صيف، حيث ينتقل المستأجرون من المناطق الشمالية والوسط نحو جنوب المدينة وضواحيها.
وفي صيف العام الحالي نشر مركز الأبحاث التابع للبرلمان الإيراني تقريرا عن تفاقم أزمة السكن في البلاد وعدّد 8 أشكال من حالات التشرد في العاصمة بسبب صعوبة توفر السكن، مما يعكس تصاعدا مطردا في سوق العقارات وتراجعا أكبر في القوة الشرائية لشريحة كبيرة من المواطنين.
ووفق المركز الوطني للإحصاء الإيراني، بلغ معدل التضخم في قطاع الإسكان خلال الفترة الممتدة من 21 أغسطس/آب حتى 20 سبتمبر/أيلول الماضيين 38% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
يقول الشاب مهيار (37 عاما) إنه بدأ حياته الزوجية مع باران (34 سنة) قبل 8 أعوام في حي أكباتان غربي طهران بمساعدة والده الذي قدم له مبلغ بدل الإيجار، لكنه لم يتمكن من تمديد عقد الإيجار بعد مرور ثلاث سنوات فقط بسبب ارتفاع الإيجارات هناك.
تقرير لمركز الأبحاث التابع للبرلمان الإيراني يتحدث عن تفاقم أزمة السكن في البلاد (الجزيرة) أزمة إيجارويوضح مهيار للجزيرة نت أنه اضطر إلى توفير سكن بديل في منطقة "أستاذ معين" وسط العاصمة، ثم انتقلا إلى حي ديلمان جنوب طهران العام الماضي.
ويضيف الزوجان أنهما تفاجآ مطلع سبتمبر/أيلول الماضي بطلب المؤجر مضاعفة مبلغ الإيجار، مما دفعهما إلى البحث عن شقة أصغر في الحي ذاته رغم ارتفاع عدد أفراد الأسرة إلى 4 بعد أن رزقا بمولودهما الثاني الربيع الماضي.
وفي مكتب عقارات تقترح الموظفة ناهيد (26 عاما) أن يبحث مهيار وزوجته عن شقة للإيجار في بلدة برند الواقعة على بعد 70 كيلومترا جنوب طهران، حيث تكون الأسعار أنسب مقارنة بالعاصمة.
ويقاطعها زميلها محمود (32 عاما) مازحا بأن مشروع الشقق الاقتصادية المقرر بناؤها بمساحة 25 مترا مربعا "سيحل أزمة السكن لجيل الشباب الذين لا يحبذون مغادرة طهران الغالية".
مشروع بناء 1800 وحدة سكنية بمساحة 25 مترا مربعا للشقة جنوب طهران شهد جدلا واسعا (الجزيرة) جدلوبشأن تفاصيل هذه الخطة، كشفت شركة تعاونية للإسكان في سبتمبر/أيلول الماضي عن مشروع لبناء 1800 وحدة سكنية بمساحة 25 مترا مربعا للشقة جنوبي العاصمة طهران، على ألا يتجاوز سعر الشقة الواحدة 10 مليارات ريال (نحو 20 ألف دولار).
وأثار هذا المشروع جدلا واسعا بين من يراه سبيلا للقضاء على أزمة السكن وبين من يعتقد أنه لا يليق بدولة مثل إيران تتمتع بثروات هائلة، في حين حذر علماء الاجتماع والنفس من تداعيات المشروع على انخفاض جودة الحياة.
وعلى وقع الخطط الحكومية الرامية إلى تشجيع جيل الشباب على الزواج وزيادة النمو السكاني رأت شريحة كبيرة من الإيرانيين في الشقق الاقتصادية "اعترافا بفشل سياسات الإسكان الحكومية، مما جعلها تعلن الأسبوع الماضي على لسان وزير الطرق والإسكان مهرداد بذرباش براءتها من هذا المشروع".
الحكومة الإيرانية تبرأت من مشروع بناء 1800 وحدة سكنية (الجزيرة) احتفالوجددت الحكومة عزمها المضي قدما في إنشاء مزيد من الشقق السكنية وفقا للثقافتين الإيرانية والإسلامية حتى القضاء على أزمة السكن، وشارك الوزير بذرباش الأسبوع الماضي في مراسم تسليم نحو 10 آلاف شقة لأصحابها في بلدة برديس ضمن مشروع مهر للإسكان.
من جانبه، أعلن خليل محبت خواه المدير العام لشركة عمران برديس أن عمليات إنشاء أكثر من 7 آلاف وحدة سكنية أخرى ستكتمل حتى نهاية فصل الخريف الجاري في بلدة برديس.
وقامت الجزيرة نت بجولة ميدانية في بلدة برند القريبة من مطار الإمام الخميني الدولي جنوب طهران، وعاينت عمليات الإنشاء والبناء المتواصلة في عشرات الورشات ضمن المشروع الوطني للإسكان، وتبين أنه لم تتبق سوى 140 ألف وحدة سكنية غير مكتملة بعد.
بدوره، أكد علي رضا جعفري مساعد وزارة الطرق والإسكان في تصريح للتلفزيون الإيراني أول أمس الجمعة عزم الحكومة "الاحتفال قريبا بإنهاء مشروع مهر للإسكان في بلدة برند تزامنا مع تدشين محطة قطار الأنفاق في البلدة".
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد وعد -خلال حملته الانتخابية- بإنشاء قرابة مليون شقة سكنية كل عام، على أن يتم إنشاء أربعة ملايين شقة حتى نهاية فترة الحكومة الحالية.
الحكومة الإيرانية أكدت المضي في إنشاء شقق سكنية وفقا للثقافتين الإيرانية والإسلامية (الجزيرة) تشكيكبدوره، يرى الباحث الاقتصادي محمد حسين سيف اللهي أن مشروع السكن الاقتصادي والوحدات الضيقة التي لا تتجاوز مساحتها 25 مترا مربعا "أشبه بالأقسام الداخلية للجامعات ولا تمت بصلة للثقافتين الإسلامية والإيرانية".
وقال سيف اللهي للجزيرة نت إن الوحدات السكنية الضيقة "تتنافى والسياسات الرامية إلى زيادة النسل، وإن مساحتها قد تكون مناسبة لغرفة واحدة"، مشككا في جدوى المشروع وقدرته على حل مشكلة السكن.
وشدد على أن بلاده تتمتع بأراض واسعة وثروات هائلة "والأحرى بالحكومة أن تعمل على بناء مدن جديدة وفلل سكنية تتناسب وحاجات المجتمع الإيراني".
في المقابل، يدافع السياسي والصحفي عباس عبدي عن خطة الإسكان الاقتصادي، ويقول إن بناء مدن جديدة وبيوت فارهة يتطلب "طاقات قد لا تتوفر في المرحلة الراهنة"، واصفا أزمة السكن الحالية بـ"أنها خير مؤشر على عدم توفر تلك الطاقات في البلاد".
الجزيرة نت ترصد تواصل البناء في عشرات الورشات ضمن المشروع الوطني للإسكان في بلدة برند (الجزيرة) أمنية مستحيلةوأكد عبدي للجزيرة نت أن أهمية المأوى تتقدم على زيادة النسل، حيث إن الزوج الذي يعاني جراء عدم توفر السكن لا يمكنه التفكير بمولود جديد وبسياسات النمو السكاني، واعتبر أن نجاح المشاريع الوطنية للإسكان وبناء مليون شقة كل عام مرهونان بنهوض الاقتصاد الوطني.
وخلص عبدي إلى أن الحياة في الشقق الضيقة ستكون "صعبة دون أدنى شك، إلا أن الشعور بالخيبة وعدم توفر المأوى سيكونان أشد مرارة على محدودي الدخل".
وأكد أن شراء السكن في طهران تحول إلى "أمنية مستحيلة لشريحة كبيرة من الإيرانيين، لأن المواطن العادي سيكون بحاجة إلى ادخار ثلث راتبه على مدى 130 عاما حتى يتمكن من شراء منزل في العاصمة".
في المقابل، أعلن المدير العام لفريق الاستثمار في قطاع الإسكان محمد رضا جواهري السبت الماضي عن تداول السكن بالأمتار في بورصة طهران بعد شهر من الآن، مما يطرح تساؤلات عن جدوى الخطة الجديدة في تمكين الإيرانيين من شراء شقة العمر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على أزمة السکن مترا مربعا جنوب طهران وحدة سکنیة فی البلاد
إقرأ أيضاً:
الحكومة العراقية تصدر قرارات جديدة
بغداد اليوم- بغداد
ترأس رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، (4 شباط 2025)، الجلسة الاعتيادية الخامسة لمجلس الوزراء، جرى فيها بحث الشؤون العامة في البلاد، واستعراض أبرز الملفات الاقتصادية والخدمية فضلًا عن أولويات تنفيذ البرنامج الحكومي والتداول في الموضوعات المعدة على جدول الأعمال واتخاذ القرارات بشأنها.
ففي اطار متابعة مجلس الوزراء لمشاريع انشاء المدن، ومنها مشروع مدينة الصدر الجديدة، جرى، وفقا لبيان المجلس الذي تلقته "بغداد اليوم"، أقرار تمليك المحرمات الأثرية ضمن قطعة الأرض المؤشرة ربط كتاب الأمانة العامة لمجلس الوزراء في 1 حزيران 2023، (1 - م -11 / تلول النص)، الى أمانة بغداد بدون بدل (في حال عدم تعارضها مع التصميم الأساس لمدينة بغداد) استنادًا إلى احكام قانون تمليك العرصات والمباني الاميرية (3 لسنة 1960).
وضمن مساعي انجاز مشاريع البنى التحتية الخدمية، أقر مجلس الوزراء وضع عملية الإشراف والمتابعة الهندسية والفنية لمشروع (مجاري الحلة الكبير)، تحت إشراف محافظة بابل، وانسحاب وزارة الإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة من أعمال الإشراف للأسباب المبينة في كتاب الوزارة في 19 كانون الثاني 2025، وأن تقدم وزارة الاعمار والإسكان والبلديات تقريراً عن سير الأعمال في المشروع الى مجلس الوزراء كل ثلاثة أشهر، وتخويل الوزارة بالاطلاع على مراحل تنفيذ المشروع كافة.
كما جرى إقرار توصية المجلس للخدمات الاجتماعية بإحالة مشروع (تصميم وتنفيذ وتشغيل وصيانة مشروع ماء جنوب كربلاء بطاقة (16000 م3\ساعة) في محافظة كربلاء المقدّسة) إلى شركة (شان دونغ شي جي الصينية)، وبكلفة ( 699.75 ) مليار دينار للتنفيذ، وفقًا للقوانين والتعليمات والأنظمة النافذة .
وفي مجال متابعة استكمال المشاريع المتلكئة، واتمام البنى التحتية، أقر مجلس الوزراء ما يأتي:
1- استحداث مكوّن (البُنى التحتية والربط الكهربائي لمشروع مستشفى الحكيم العام- النجف الأشرف )، وزيادة الكلفة الكلّية للمشروع.
2- زيادة مقدار الاحتياط والكلفة الكلية لمشروع (تنفيذ شبكات ومحطات أمطار وثقيلة وإنشاء وحدة معالجة مع أعمال البلدية مع شبكات الماء والاتصالات للأحياء المفرزة الجديدة) في ناحية الامام الصادق، بطول 31 كلم- محافظة البصرة.
3- زيادة مقدار الاحتياط والكلفة الكلية لمشروع (إنشاء بناية مقر مديرية مرور محافظة البصرة).
وبهدف دعم الفلاحين والمزارعين, وافق مجلس الوزراء على إصدار وزارة الزراعة التعليمات الخاصة ببدلات إيجار الأراضي الزراعية التي تؤجر على وفق القانون 24 لسنة 2024، وكما يأتي:
- الأراضي المروية/ أ- المستصلحة كلياً /7000 دينار. ب- المستصلحة جزئياً/ 5000 دينار. جـ- غير المستصلحة/3000 دينار.
- الأراضي الديمية/ أ-مضمونة الأمطار/7000 دينار. ب – شبه مضمونة الامطار/ 4000 دينار. جـ- غير مضمونة الامطار/ 500 دينار.
- الأراضي الصحراوية/ أ- فيها آبار/ 1000 دينار. ب -لا يوجد فيها آبار/ 500 دينار.
وتعتمد مبالغ بدلات الايجار لأصناف الأراضي الزراعية أعلاه كخط شروع عند إجراء المزايدة العلنية، وتعتمد فنياً، وتنفذ التعليمات من تاريخ نشرها في الجريدة الرسمية.
وفي إطار مشاريع الطاقة المتجددة والصديقة للبيئة، ومشروع محطّة توليد الطاقة من حرق النفايات التام عالي الكفاءة، أقر مجلس الوزراء ما يأتي:
1. إحالة مشروع إنشاء محطة معالجة النفايات وتوليد الطاقة الكهربائية في محافظة بغداد/ منطقة النهروان، بمدّة سنتين للتنفيذ، و25 سنة استثمار، الى شركة شانغهاي أس.يو.أس/ Shanghai SUS Environment، استناداً الى محاضر اللجان المؤلفة بهذا الشأن وتخويل الهيئة الوطنية للاستثمار صلاحية إصدار الإجازة الاستثمارية وتوقيع العقد.
2. تجهيز أمانة بغداد 3000 طن/ يوم من النفايات البلدية الصلبة، وتسليم أرض المشروع وتوقيع عقدها مع الشركة خلال مدة 6 أشهر .
3. تكون تعرفة شراء الطاقة بموجب ما حددته محاضر اللجان المكلفة، التي تسد كُلف طمر النفايات ومتطلبات البيئة والصحّة العامة، على أن يسدد مبلغ التعرفة بحسب الجهات القطاعية وهي كل من وزارات؛ (الصحة، والكهرباء، والبيئة) وأمانة بغداد، وبمعدّل انتاج لا يزيد عن (100) MW، وفي حال زيادة الإنتاج عن ذلك يجري التفاوض على خفض التعرفة.
4. استنادًا إلى قرار مجلس الوزراء المرقم (24305) لسنة 2024 ، المتضمن إلزام وزارة الكهرباء بشراء الطاقة المنتجة فعليًا من مشروع معالجة النفايات وتوليد الطاقة الكهربائية، تلتزم وزارة المالية بتمويل شراء الطاقة المنتجة فعليًا من المحطّة على وفق تخصيصات الجهات القطاعية المذكور آنفًا، وتخويل وزارة الكهرباء صلاحية توقيع عقد شراء الطاقة.
وضمن مساعي تطوير المشاريع النفطية، جرى إقرار المضي بتعديل منطقة التعاقد الخاصة بحقل شرقي بغداد – المنطقة الجنوبية بإضافة (95 كم2) غرب نهر ديالى إلى منطقة التعاقد، استنادًا إلى عقد تطوير وإنتاج حقل شرقي بغداد/ المنطقة الجنوبية؛ لاستغلال الخزين النفطي الموجود في المنطقة المقترحة الذي يقدر بـ( 710 ) مليون برميل.
كما أقر مجلس الوزراء استثناء مشروع إنشاء خزانات عدد (12) في مصفى الكسك - محافظة نينوى/ المرحلة الثانية، من أحكام تعليمات تسهيل تنفيذ قانون الموازنة العامة الاتحادية (13 لسنة 2023)، وكذلك رفع صلاحية الصرف للسيد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط إلى (500) مليون دينار، لمدّة عام واحد، ولأغراض المشروع المذكور.
وفي اطار متابعة الاتفاقات الدولية في مجال الطيران المدني، وافق مجلس الوزراء على تعاقد سلطة الطيران المدني مع منظمة الطيران المدني الدولية (الايكاو/ ICAO) لأغراض استحصال الترخيص الدولي لمعهد الطيران المدني، وتنفيذ برامج تدريبية لملاكات السلطة، استثناءً من تعليمات تنفيذ العقود الحكومية والضوابط الملحقة بها، وأن يموّل العقد من المبلغ المشار إليه في الفقرة الثانية من قرار مجلس الوزراء (23064 لسنة 2023).