الكوكب الأقرب إلى الشمس في نظامنا الشمسي يستمر في الانكماش
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
عرف العلماء منذ فترة طويلة أن عطارد يتقلص منذ مليارات السنين. وتشير الأبحاث الجديدة بقوة إلى أنه مستمر في هذا الانكماش.
وبدأ أصغر كوكب في النظام الشمسي بالانكماش منذ ثلاثة مليارات سنة على الأقل، ويشير العلماء إلى أنه من المرجح أن معدل الانكماش قد بدأ في التناقص منذ ذلك الحين.
إقرأ المزيدوتوضح النماذج والملاحظات التي فحصها العلماء في هذه الدراسة، أن نصف قطر عطارد ربما انخفض بما يصل إلى 7 كيلومترات حتى الآن.
وأدى تقلص الكوكب إلى إنتاج "منحدرات فصوصية"، وهي عبارة عن هياكل تكتونية طويلة على سطحه. ولكن حتى الآن، لا توجد أدلة على وجود نشاط تكتوني على عطارد.
وأثناء إجراء مسح شامل لعطارد باستخدام بيانات من مهمة ناسا "ماسنجر" (2011-2015)، اكتشف بنيامين مان، طالب الأبحاث في الجامعة المفتوحة (OU)، والذي قاد الدراسة، هياكل صغيرة جديدة على سطح الكوكب تسمى الصدوع الأخدودية.
وقال مان: "كان اكتشاف صدوع أخدودية صغيرة مرتبطة بهياكل تكتونية أكبر مصادفة. كجزء من دراستي للدكتوراه، قمت بإعداد أول خريطة جيولوجية لمنطقة من الكوكب، وأثناء القيام بذلك، عثرت على بعض الأمثلة الأكثر إثارة للإعجاب. لقد قادني هذا إلى إجراء دراسة استقصائية شاملة حيث نظرت إلى أكثر من 25 ألف صورة فردية، واكتشفت المئات من الصدوع الأخدودية الصغيرة. إن اكتشافنا لعدد كبير جدا من الصدوع أمر مهم لأنه يشير إلى أن تكتونية عطارد لم تكن نشطة مؤخرا فحسب، بل إنها منتشرة أيضا على سطح الكوكب".
وتابع: "هذا مهم لأنه يؤكد أن الانكماش مستمر ويثير تساؤلات بشأن الخصائص الكيميائية الحرارية للجزء الداخلي من عطارد".
إقرأ المزيدإن هذه الهياكل عبارة عن تضاريس صغيرة وضحلة، لذا لا يُتوقع منها البقاء على قيد الحياة لمئات الملايين من السنين، ناهيك عن مليار سنة.
وقام العلماء بقياس أعماق الصدوع من خلال النظر إلى طول الظلال التي ألقتها وحساب موقع المركبة الفضائية وموقع الشمس.
كما توقعوا أيضا أقصى عمق للهياكل عندما تشكلت لأول مرة باستخدام طول الهياكل.
ثم قام الفريق بحساب المدة التي سيستغرقها ملء هذه الصدوع، وبالتالي وجدوا أن العديد منها يحتمل أن تكون تشكلت في مئات الملايين من السنين الماضية.
ويُظهر اكتشاف الكثير من هذه الميزات على العديد من الهياكل التكتونية الانضغاطية الكبيرة أن التكتونية الحديثة - تصدع أو طي الطبقة الخارجية للكوكب - منتشرة على نطاق واسع على عطارد.
ويشير العلماء إلى أن الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Geoscience، تقدم دليلا قويا على استمرار الانكماش حتى يومنا هذا.
وقال ديفيد روثري، أستاذ علوم أرض الكواكب في الجامعة المفتوحة، هو المشرف الرئيسي على المشروع وعضو في الفريق العلمي لـBepiColombo: "بالإضافة إلى العثور على العديد من الأمثلة الواضحة للصدوع الأخدودية الصغيرة فوق المنحدرات الفصوصية، وجد بنيامين مان عددا أكبر من الأمثلة المحتملة التي لا يمكننا التأكد منها، لأن التفاصيل في صور ماسنجر ليست واضحة تماما بما فيه الكفاية".
وتابع: "عندما تبدأ البعثة الأوروبية اليابانية المشتركة BepiColombo في إرسال صور أكثر تفصيلا من المدار حول عطارد في أوائل عام 2026، ستكون هذه اللقطات المحتملة من بين أهدافها، ما سيمكن من معرفة حجم ومدى حركات الصدع الأخيرة على عطارد".
المصدر: إنديبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الفضاء النظام الشمسي عطارد كواكب مركبات فضائية إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير: 11 ألف عالم إسرائيلي هاجروا إلى 30 دولة
القدس المحتلة- سافرت ميخال ريغيف، وهي باحثة إسرائيلية مطلع عام 2025 للقيام ببحث علمي في مرحلة ما بعد الدكتوراه بجامعة كامبردج في بريطانيا، التي عادت إليها بعد 6 سنوات من حصولها على درجة علمية سابقة، وكانت نشطة دائما في المجتمع العلمي الإسرائيلي هناك.
تقدر الباحثة أن عدد الإسرائيليين المقيمين في كامبردج تضاعف 4 مرات خلال السنوات الست الماضية.
وترى أنه حتى من دون أن يتضاعف عدد الإسرائيليين في كامبردج 4 مرات، فمن الواضح أن الواقع يؤثر على الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية وعلى هجرة الأدمغة من العلماء والأطباء المتميزين من إسرائيل. وخلال العامين الأخيرين، تسببت الإصلاحات بالجهاز القضائي الذي تقوده الحكومة الإسرائيلية والحرب على قطاع غزة باتساع ظاهرة هجرة الأدمغة من إسرائيل.
هذا ليس مجرد انطباع لباحثة إسرائيلية عادت إلى كامبردج، بل إن ظاهرة هجرة الأدمغة من إسرائيل تكتسب اهتماما، وهو ما تسلط عليه الضوء منظمة "العلوم في الخارج"، وهي منظمة يهودية تنشط منذ 19 عاما في الحفاظ على الاتصال بالعلماء والأطباء الإسرائيليين في الخارج ومساعدتهم على الاندماج في الخارج وبناء مجتمعات من العلماء ومحاولة إعادتهم إلى إسرائيل في نهاية المطاف.
يتواصل ناشطو منظمة "العلوم في الخارج" مع أكثر 11 ألف عالم وباحث وطبيب إسرائيلي في أكثر من 30 دولة، ويديرون 34 فرعا في جميع أنحاء أميركا وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأستراليا وسويسرا والنمسا، وينظم حوالي 4500 منهم في مجتمعات نشطة من الإسرائيليين الذين يدعمون بعضهم بعضا، حسب تقرير لصحيفة "دى ماركر".
إعلانفي الواقع، تقول الصحفية ميراف أرلوزوروف التي أعدّت التقرير إن المنظمة "تسعى إلى التواصل مع العلماء الإسرائيليين قبل سفرهم، ومرافقتهم خلال عمليات الاستيعاب في الخارج، والمساعدة في الحفاظ على هويتهم اليهودية والإسرائيلية وهوية عائلاتهم، وأخيرا تسعى إلى تحفيزهم على العودة إلى البلاد، وهي اليوم وفي ظل الانقلاب القضائي والحرب تخوض المعركة ضد هجرة الأدمغة من إسرائيل".
هذه ليست خطوة سهلة، لكن الرئيس التنفيذي لمنظمة العلوم في الخارج، نداف دواني، فخور بأكثر من 1200 عالم عادوا إلى إسرائيل على مر السنين بمساعدة المنظمة. مع ذلك، يقول دواني "يبدو هذا الرقم المذهل أقل إثارة للاهتمام عند ترجمته إلى نسب مئوية".
واتضح أنه على مر السنين، يضيف الرئيس التنفيذي للمنظمة في حديثه مع "دى ماركر"، أن "حوالي 70% من العلماء والباحثين لا يعودون إلى إسرائيل، إذ يقيم أكثر من ثلثي ألمع الأدمغة الإسرائيلية الذين يسافرون لتطوير مسيرتهم المهنية في الخارج".
وأظهرت دراسة أجراها الدكتور معيان غلبوع والدكتور ليئور سلوك في عام 2024 بأوساط أطباء إسرائيليين في الخارج أن 31% منهم لن يعودوا إلى إسرائيل حتى بعد إتمام تدريبهم، بينما 70% من العلماء الذين يسافرون إلى الخارج لدراسات ما بعد الدكتوراه يقررون هجرة إسرائيل.
وبحسب الدراسة، فإن الأطباء الذين يسافرون إلى الخارج للحصول على زمالات وإجراء تخصصات، فربما يكون وضعهم أفضل قليلا، بحيث أن فترة الزمالة قصيرة نسبيا، لا تتجاوز سنتين أو 3 سنوات، وذلك يعني على الأرجح أن الأطباء يميلون إلى الاستقرار في الخارج بشكل أقل.
لكن بسبب الإصلاحات بالجهاز القضائي والحرب، ورغم أن فرص العمل المتاحة لهم في إسرائيل كثيرة وجيدة، بسبب النقص الكبير في الأطباء في إسرائيل، ومع ذلك فإن نسبة 31% الذين لم يسارعوا إلى العودة إلى إسرائيل هي رقم مثير للقلق، بحسب دراسة غلبوع وسلوك.
إعلان
فجوة بمواقف العلماء
وسعيا لرصد ظاهرة هجرة الأدمغة من إسرائيل، تجري منظمة "العلوم في الخارج" استطلاعات رأي بين أعضاء مجتمعاتها من أطباء وعلماء وباحثين إسرائيليين يمكثون في الخارج، وتظهر الاستطلاعات وجود فجوة بين مواقف العلماء قبل مغادرتهم البلاد للدراسة في الخارج، ومواقفهم بعد أن استقروا في الخارج، وبعد أن مروا بعمليات الاستيعاب والتنظيم، وفتح أعينهم على الإمكانات التي يفتحها العالم الكبير أمامهم.
ففي آخر استطلاع لخص الواقع في عام 2024، أفاد 61% من الراغبين في مواصلة تعليمهم بنيتهم العودة إلى إسرائيل، بينما لم يفكر سوى 9.5% منهم في الهجرة إلى الخارج. لكن بعد إتمام إجراءات الاستيعاب وتنظيم عملية الاستقرار في الخارج، انخفضت نسبة الراغبين في العودة إلى إسرائيل من 61% إلى 16% فقط. في المقابل، ارتفعت نسبة من حلموا بالهجرة إلى الخارج من 9.5% إلى 31%.
وأجاب 52% آخرون في الاستطلاع أنهم ما زالوا لا يعرفون أين سيعيشون بعد 5 سنوات من الآن، لكن يميل ما يقرب من نصفهم إلى البقاء في الخارج. وعموما، بينما غيرت نسبة كبيرة ممن كانوا ينوون العودة إلى إسرائيل بعد إكمال دراستهم رأيهم، لم يغير أحد رأيه بين من كانوا ينوون الهجرة، وعلى العكس من ذلك فقد تعزز قرارهم بالبقاء في الخارج.
وأفاد 45% من العلماء بأن الإصلاحات بالجهاز القضائي هو الذي دفعهم إلى البقاء في الخارج، وأفاد 47% بأن الحرب هي التي دفعتهم إلى البقاء في الخارج، بينما أفاد 5.4% بأنهم قرروا العودة إلى إسرائيل بسبب ما سموه "المواقف المعادية لإسرائيل" التي يتبناها أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الرائدة، وهو ما يلحق ضررا بالغا بمكانة الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية بشكل عام ومكانة العلماء والباحثين الإسرائيليين.
تداعيات هجرة الأدمغة
وبخصوص تداعيات هجرة الأدمغة على الاقتصاد بإسرائيل، أظهرت نتائج بحث للبروفيسور دان بن ديفيد، وهو أستاذ السياسات العامة في جامعة تل أبيب، أن هناك نحو 287 ألف إسرائيلي يعرفون بأصحاب الأدمغة، وهم فقط المسؤولون عن النمو الاقتصادي للبلاد.
وقال بن ديفيد الذي يشغل منصب المدير العام لمعهد "شوريش" للبحوث الاجتماعية والاقتصادية لصحيفة "هآرتس" إن الأدمغة بإسرائيل يشكلون 0.6% من السكان الذين يعملون أطباء، وهم واحد على 10% من المشاركين في البحث الأكاديمي، وهم 6% في مجال التكنولوجيا العالية وقطاع "الهايتك"، وهم مسؤولون عما لا يقل عن نصف صادرات إسرائيل.
إعلانوبحسب البحث، خلال الأشهر التسعة من الإصلاحات القضائية التي سبقت الحرب في عام 2023، كان عدد الأشخاص المولودين في إسرائيل الذين غادروا أعلى بنسبة 42% من متوسط عدد الذين غادروا في السنوات السابقة، وكان عدد الأشخاص المولودين في إسرائيل الذين عادوا أقل بنسبة 7% من السنوات السابقة.
وبالأرقام المطلقة، يعني هذا أنه خلال الأعوام الـ13 حتى عام 2023 غادر البلاد في المتوسط 17 ألفا و529 شخصا مولودا بإسرائيل سنويا، وعاد في المتوسط 12 ألفا و214، أي خسارة قدرها 5315 إسرائيليا. وفي الأشهر التسعة التي سبقت الحرب، غادر البلاد 24 ألفا و900 إسرائيلي من مواليد البلاد، ولم يعد منهم سوى 11 ألفا، أي خسارة قدرها 13 ألفا و900 إسرائيلي من مواليد البلاد.
وحذر بن ديفيد إسرائيل من "دوامة الانهيار"، قائلا إن "أولئك الذين يدربون الأطباء والمهندسين والمحاضرين الكبار هم 9 آلاف شخص فقط يعتبرون ألمع الأدمغة الإسرائيلية، وإذا غادر المئات أو الآلاف منهم، فهذا يعني أننا نخسر أولئك الذين يبقون إسرائيل في العالم المتقدم ذي الاقتصاد المتطور. فهجرة الأدمغة قد يكون أمر حاسما بالنسبة لمستقبل إسرائيل اقتصاديا واجتماعيا".