DW عربية:
2025-04-25@03:49:22 GMT

مزارعون سوريون يلجؤون "مجبرين" للطاقة الشمسية

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

مزارعون في الحسكة السورية يستخدمون ألواح الطاقة الشمسية

تكتظ حقول محافظة الحسكة التي لطالما شكّلت السلة الغذائية لسوريا، بألواح الطاقة الشمسية التي وجد فيها المزارعون خياراً ناجعاً لريّ مزروعاتهم وإعادة إحياء أراضيهم، في مواجهة شحّ الوقود وموجات الجفاف.

في أرض تغطيها زهور القطن في قرية الحدادية في ريف الحسكة الشرقي، يقول عبدالله المحمّد (38 عاماً) لوكالة فرانس برس "أنقذت الطاقة الشمسية الزراعة والمزارعين من الزوال".

قبل ثلاث سنوات، وعلى وقع جفاف هدّد محاصيل القمح والقطن والشعير في منطقة تعتمد بغالبيتها على الزراعة البعلية وهطول الأمطار، نصب المحمّد العشرات من ألواح الطاقة الشمسية "بسبب انخفاض كلفتها وعدم توفر المازوت والكهرباء"، لتشغيل مضخات استخراج المياه الجوفية من أجل الريّ.

انقطاع الكهرباء يسرّع استخدام الطاقة الشمسية

اعتاد المزارعون ريّ أراضيهم عبر تشغيل مضخّات تستخدم الكهرباء أو مولدات تعتمد على المازوت المدعوم. لكن سنوات الحرب الطويلة وانقطاع التغذية بالتيار على وقع شحّ المحروقات ورفع الدعم عنه تدريجياً، دفع المزارعين الى التفتيش عن خيارات بديلة.

وعبر الطاقة التي توفّرها الألواح في منطقة تُعرف بشمسها الساطعة خلال فصلي الربيع والصيف، بات المحمّد قادراً على تشغيل مضخات سحب المياه لري حقول القطن.

في منطقة تُعرف بشمسها الساطعة خلال فصلي الربيع والصيف، باتت الطاقة التي توفّرها الألواح الشمسية الحل الأفضل للمزراعين - الصورة من قرية كللي في محافظة إدلب

ويروي كيف وفّر ذلك عليه تكبّد كلفة المحروقات التي بات سعرها باهظاً إن توفّرت، في حين بالكاد تلامس ساعات التغذية بالتيار عتبة الأربع ساعات يومياً.

مختارات ألواح الطاقة الشمسية المثبتة بالشرفات: هل هي ذات جدوى؟ لديه إمكانيات هائلة - كيف سيساهم الشرق الأوسط في ثورة الهيدروجين؟

يعمل الاتحاد الأوروبي على وضع لمساته الأخيرة لقواعد سوق الهيدروجين في التكتل، فيما تتحرك دول أسيوية للبدء في عمليات التسليم. أما الولايات المتحدة فقد خصصت الأموال لإنشاء سلاسل توريد خاصة بهذه الصناعة.

تحت "شمس المغرب" ـ مشاريع طموحة تتوهج رغم التحديات!

حقق المغرب نتائج مبهرة بمونديال قطر، لكنه يحقق أيضا نتائج كبيرة في مشاريع الطاقة المتجددة. فلديه أكبر مزرعة للطاقة الشمسية المركزة بالعالم وواحدة من أكبر مزارع الرياح. DW تلقي نظرة على كيفية وصوله لهذه المكانة المتقدمة.

هل شارفت المياه الجوفية في الشرق الأوسط على النفاد؟

على وقع تعرض بلدان الشرق الأوسط للجفاف وضعف منسوب الأنهار وقلة الأمطار، تزايدت أهمية المياه الجوفية وتوسع الاعتماد عليها. لكن مع تفاقم ظاهرة تغير المناخ، هل يشكل ذلك خطرا على هذه الثروة؟

بين عامي 2011 و2021، تراجعت قدرة السلطات على تأمين التيار الكهربائي في سوريا بنسبة 57 في المئة، وفق تقرير للأمم المتحدة. ودفع ذلك سوريين في مختلف المناطق إلى الاعتماد، مجبرين، على الطاقة الشمسية، لا بوصفها خياراً صديقاً للبيئة.

ويفاقم التغيّر المناخي الذي تعد سوريا من بين الدول الأكثر تأثراً به، الوضع سوءاً مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات الأمطار، ما انعكس تراجعاً في مستوى المياه الجوفية.

ويوضح المحمّد "كانت المياه تخرج من عمق ثلاثين متراً، لكنها تراجعت إلى عمق ستين متراً"، الأمر الذي جعل ري المحاصيل أكثر صعوبة. أما اليوم، ومع الطاقة الشمسية، "نحاول إحياء أرضنا من جديد" بعد سنوات اضطر فيها إلى تقليص المساحات المزروعة في حقول القطن والقمح والشعير التي يملكها.

ونتيجة عوامل عدّة مرتبطة بالتغيّر المناخي، من المحتمل أن تتعرض مناطق شمال شرق سوريا على المدى الطويل للجفاف مرة كل ثلاث سنوات، وأن ينخفض هطول الأمطار بنسبة 11 في المئة خلال العقود الثلاثة المقبلة، وفق تقرير نشرته منظمة أي أم أم إيه بي (IMMAP) الدولية المتخصصة عام 2022.

حل جيد لكنه ليس مثالياً

وعلى بعد عشرة كيلومترات من قرية الحدادية، يقول حميد العودة (60 عاماً) الذي يعتمد على 272 لوحا لتوليد الطاقة الشمسية، "تضرّرت محاصيل المزارعين الذين لا يعتمدون على الطاقة الشمسية، ويبست مزروعاتهم". ويوضح أن "بعضهم بات اليوم يبيع المولدات لشراء الألواح".

جراء اعتماده على الطاقة الشمسية، تمكّن العودة من زرع أربعين دونماً من القطن، ويأمل أن يتمكّن من زراعة حقول شاسعة بالقمح والشعير خلال فصل الشتاء.

مشهد من مدينة بنش السورية حيث تستخدم الطاقة الشمسية بكثرة

وتكاد ألواح الطاقة الشمسية تحجب الرؤية عن أسطح المنازل وفي المزارع وحتى أمام المحال التجارية في محافظة الحسكة، أبرز مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا.

 في حقل واسع في ريف الحسكة، يشرح محمّد علي الحسين (22 عاماً) الذي يحاول أن يحافظ على أرض ورثها عن والده، "في السابق، كنا ننتظر ثلاثة أيام أو أكثر للحصول على المحروقات، فتعطش الأراضي". ويضيف "بتنا اليوم نسقي الأراضي منذ شروق الشمس حتى غروبها بالاعتماد على ألواح الطاقة".

إلا أن لارتفاع الطلب خلال السنوات القليلة الماضية على ألواح الطاقة الشمسية، تداعيات بيئية لا تؤخذ في الحسبان، وفق ما يوضح ديار حسن من شركة "ونلان" لبيع ألواح الطاقة الشمسية.

ويقول حسن لفرانس برس "الطاقة الشمسية متجددة وصديقة للبيئة (...) لكن عمر الألواح المستخدمة هنا قصير، ثمّة إقبال عليها لأن كلفتها منخفضة". وحين تهترئ، ستجد المنطقة نفسها أمام ألواح "غير قابلة للاستخدام، وتعد نفايات مضرّة للبيئة خصوصاً مع غياب معامل تدوير".

رغم ذلك، يتوقّع حسن الاعتماد على الطاقة الشمسية لسنوات عديدة مقبلة "لا لأنها طاقة متجددة (...) بل لأن السكان يحتاجون الى الكهرباء ولم يعد هناك من بديل عنها".

إ.ع/ أ.ح ( أ ف ب)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الطاقة الشمسية الطاقة المتجددة الزراعة في سوريا سوريا أخبار سوريا الحسكة انقطاع الكهرباء في سوريا بيئة أخبار الطاقة الشمسية الطاقة المتجددة الزراعة في سوريا سوريا أخبار سوريا الحسكة انقطاع الكهرباء في سوريا بيئة أخبار ألواح الطاقة الشمسیة على الطاقة الشمسیة المیاه الجوفیة

إقرأ أيضاً:

العربي للطاقة: اتفاقية لتنفيذ مشاريع طاقة شمسية بقدرة 75 ميجاوات في مصر

أعلن المكتب العربي الاستشاري (ACO)، عن توقيع اتفاقية إطار استراتيجية مع كل من إيرسك لحلول الطاقة المتجددة" (IRSC)،و  "Sungrow" و"Tongwei" العالميتين ، لتنفيذ مجموعة من مشاريع الطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 75 ميجاوات في عدد من المحافظات المصرية.

وتمثل الاتفاقية خطوة محورية نحو تعزيز التعاون في قطاع الطاقة المتجددة، حيث توفر "Tongwei" وحدات الطاقة الشمسية عالية الكفاءة، بينما تقدم "Sungrow" حلولاً متقدمة للعاكسات الكهربائية وتخزين الطاقة، في حين يتولى المكتب العربي الاستشاري دور الشريك المحلي المسؤول عن دمج الأنظمة وتنفيذ المشروعات بالشراكة مع "إيرسك".

وخلال مراسم التوقيع، صرحت المهندسة آية زناتي، رئيس مجلس إدارة المكتب العربي الاستشاري، قائلة: "تشكل هذه الاتفاقية بداية فصل جديد في مسيرة مصر نحو الطاقة النظيفة. ومن خلال هذا التعاون الاستراتيجي، نؤكد التزامنا بتقديم مشاريع طاقة متجددة بمعايير عالمية تسرّع من انتقال مصر إلى مستقبل مستدام". وأضافت أن هذه الشراكة تمتد لأكثر من عشر سنوات من التعاون المثمر بين ACO وIRSC، إلى جانب شراكة ناجحة مع Sungrow منذ ست سنوات.

من جانبه، أوضح المهندس أندرو دانيال، رئيس مجلس إدارة  IRSC، أن الاتفاقية تعكس رؤية مشتركة نحو تمكين المجتمعات من خلال حلول طاقة مستدامة تجمع بين التقنيات العالمية والخبرة المحلية، مشيراً إلى أن هذا التعاون يعزز من مكانة مصر كوجهة إقليمية رائدة في قطاع الطاقة المتجددة.

كما أكد  مصطفى عبد المنعم، مدير منطقة شمال أفريقيا في Sungrow، أن مصر تمثل محوراً رئيسياً في استراتيجية الشركة الإقليمية، معرباً عن اعتزازه بالشراكة التي تهدف إلى توفير حلول طاقة موثوقة وقابلة للتوسع، تدعم أهداف مصر في مجال الاستدامة.

وأشار  هارفي زانغ، مدير المبيعات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في Tongwei، إلى أن السوق المصري يعد بوابة استراتيجية لنشر تقنيات الطاقة الشمسية الحديثة في المنطقة، مؤكداً التزام الشركة بدعم مشروعات تسهم في تحقيق أمن الطاقة والتنمية المستدامة.

وتجسد هذه الاتفاقية التزام جميع الأطراف بتسريع التحول نحو الطاقة النظيفة، ودعم رؤية مصر 2030، وتعزيز موقع البلاد كقوة إقليمية في مجالات الابتكار والطاقة المتجددة.

مقالات مشابهة

  • العربي للطاقة: اتفاقية لتنفيذ مشاريع طاقة شمسية بقدرة 75 ميجاوات في مصر
  • هيتاشي للطاقة.. مستقبل مستدام وطاقة للجميع
  • مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض يدشن مشروع الطاقة الشمسية
  • مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض و”توتال إنرجيز” يدشّنان مشروعا رائدا للطاقة الشمسية
  • السودان يعلن عن خطوة مع الهند لإنتاج أنظمة الطاقة الشمسية
  • «أبوظبي للتنمية» يمول مشروعاً للطاقة الشمسية في جمهورية القمر
  • “أبوظبي للتنمية” يمول مشروعا إستراتيجيا للطاقة الشمسية في جمهورية القمر بـ 25.7 مليون درهم
  • «أبوظبي للتنمية» يمول مشروعاً استراتيجيا للطاقة الشمسية في جمهورية القمر بـ 25.7 مليون درهم
  • الطاقة الشمسية تجذب الشركات السعودية بعد رفع الدعم
  • أمريكا توسع نزاعها التجاري مع الصين بفرض رسوم على واردات الألواح الشمسية