صحيفة صدى:
2025-02-23@17:25:35 GMT

قم للمعلم وفِّه ما يستحق !

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

قم للمعلم وفِّه ما يستحق !

في يوم المعلم يتردد الصدى عالياً امام المايكات في طوابير الصباح المدرسية وعلى صدور صفحات الصحف.

قم للمعلم وفه التبجيل :: كاد المعلم ان يكون رسولا ،،

التي يزهوا بها كل معلم وحق لكل معلم ومعلمة ان يزهوا باشرف مهنة عرفها الانسان ،

لكن مهنة التعليم تعقدت كثيراً واتسعت مداءاتها وتشعبت وسائلها واصبح الكل معلِّماً على اختلاف مستويات جودة التعليم ومدى توافقه مع قيم الدين والمجتمع و باختلاف مصادره ، لم يعد المعلم او المعلمة مصدرا واحداً ووحيداً للتعليم وهنا تكمن المفارقة وربما الخطورة ، الثورة الحاصلة في التقنية ووسائل التواصل وسهولة الحصول على المعلومة اياً كانت جعلت على المعلمة والمعلم قدرا كبيرا من المسؤولية واحمالا عظيمة من الامانة التي أبين الارض والسماء ان يحملنها وحملها المعلم !

الامر لم يعد متعلقاً بنقل المعرفه من المعلم الى طلابه فالمعلومات وافرة جداً اينما اتجهت واهم مصادر المعرفة بين يدي الطالب والطالبة وفي جوالاتهم المحمولة ، اصبح دور المعلمة والمعلم هو تحويل هذه المعرفة الى مهارات وتحقيق معايير التربية المستدامة بل والتعليم من اجل التنمية وتكوين شخصية متوازنة للطلاب تتسم بالشمول والإحاطة والواقعية، وتُكرِّس في الطالب القيم الحياتية وفق روح العصر وانبثاقاً من قيّمه الدينية والتفكير المبدع وروح المبادرة ، ولعل اهم واجبات المعلم الان في ظل تدني الرغبة في التعلُّم

هو التركيز على بناء الدافعية لدى الطلاب للتعلم وتكريس مفهوم الحوار والتفاعل مع المواقف المتباينة واستيعاب اكبر قدر من عوامل وادوات التحليل على مستوى الكلمة والمشهد المقرؤ والمسموع والمكتوب للحكم على الاشياء بنضج وبعيدا عن النمطية في التفكير التي اخرجت سابقاً مُخرجاً رديئاً وفاشلاً في خوض غمار الحياة السويّة والتعاطي بنضج مع الافكار والايديولوجيات الهدّامة ، وخروجاً من التلقين الفوقي الى التعلُّم التفاعلي والتعليم التشاركي الذي يراعي محورية الطالب ودور المعلِّم كموجِّه وميسِّر يؤدّي أهدافه التعليميّة من خلال إدارة الحوار وتوجيه السلوك وتشجيع الإبداع وتحفيزه على التفكير المنظّم والإكتشاف وتنظيم التفاعلات وردود الافعال ومساعدة الطالب في الوصول الى المعلومة بنفسة وبادوات اخلاقية وخلاقة ،
سقراط يقول ،،لا شيء يتمّ تعلمه بشكل جيد مثل ما تمّ اكتشافه ،،

وما من شك ان رسالة المعلم والمعلمة رسالة نبيلة وخطيرة فمستقبل العالم بين ايديهم فهم من يربي وينشئ المجتمع القادم ويتحكم كنتيجة لذلك في تكوين فكر الشعوب وثقافتها وقيمها واهدافها ،

يعتقد أفلاطون ضمن ادبياته الفلسفية أننا نحتاج إلى التعليم لمعرفة كيفية العيش بشكل مناسب، و يجب ( كما يقول ) ألا نكتفي بتعلم الرياضيات والعلوم فقط، بل يجب أن نتعلم أيضًا كيف نكون شجعانًا وعقلانيين ومعتدلين وعندها سيتمكّن الأفراد من عيش حياة مُرضية ويكونوا على أفضل استعداد لها ،،،

وبالتالي فعلى المعلم ان يعمل على بناء طلابه وعلى المعلمة ان تبني طالباتها ليكُّن مفكرات مبدعات لديهن القدرة على التعامل مع الواقع بكفاءة واقتدار ، وشجاعة ، وقوة تأثير ، واعتقد بيقين كبير ان ما تقوم به وزارة التعليم اليوم لرفع مستوى المعلمين والمعلمات وتطويرهم ورفع كفاءة ادواتهم وخلفياتهم الثقافية ماهو الا نتيجة ليقينهم ان ماسبق هو الدور الاسمى الذي يجب ان يضطلع به المعلمون والمعلمات توافقاً وتماشياً مع مستجدات العصر وتسارع تطور التقنية واستشراف مستقبل يحتاج الى بناء عقول و شخصيات قوية وفق ادوات ناضجه ودراية واسعة بما سيصبح عليه العالم والتنافسية الشديدة على الصدارة واستحقاق المنافع ،

نحن نفخر اليوم بكل المعلمات والمعلمين في وطننا العظيم الذين يدركون كل ذلك والذين يأخذون كل صباح بأيدي ابناءنا وبناتنا وينصبون وجوههم شطر المعالي السامقات ،و سنقف امام كل المعلمات والمعلمين الذي يدركون كل ذلك ويعملون لتحقيقة ويدركون جيدا دورهم الهام في تحقيق رؤية الوطن العظيمة وتهيئة أجيال المستقبل
وفقاً لمحاورها ومنطلقاتها السامية ، وسنردد امامهم بفخر رائعة احمد شوقي : .

. .

اعلمت اشرف او اجل من الذي :: يبني وينشىُ انفساً وعقولا ؟

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

يوم المعلم العُماني.. استثمار مُستدام

غنية الحكمانية

"سنعلّم أبناءنا ولو تحت ظل الشّجرة" كلمات بليغة خالدة من لدن المعلّم الأول السّلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- سُطّرت حروف مدادها من ذهب، جال صِيتها الأرجاء وتردد صداها عنان السّماء، وعكست إيمان القائد الراحل بأهمية العلم والتعلم، وتحطيم أصفاد الجهل والظلام، وحرصه على مواصلة المسيرة التعليمية دون الالتفات إلى العراقيل المثبّطة، من ماضٍ تليدٍ وبإمكانات بسيطة لا تُذكر قبل النهضة إلى نقلة نوعية وكمية سبّاقة متسارعة تجاوزت الزمن في اللحاق إلى مصافّ الدول الصاعدة.

لقد أدرك السلطان قابوس -طيب الله ثراه- أنّ التعليمَ هو مشروع الاستثمار الأكبر في بناء الأمم والمجتمعات وتقدم الشعوب والحضارات، والمعلم بذلك هو أساس شعلة هذه النهضة التعليمية الرائدة، وأداة تحريك تنميتها المستدامة، ووسيلة تقدم المجتمع ورفعته، حيث إن "الاستثمار في المستقبل، الاستثمار في المعلمين".

إنه يوم رسول العلم.. الذي خطّ أولى حروف النّور في صفحات بياض النّشء، وأنار له بالكلمات معالمَ عقله ومستقبله، ورسم جملا وعباراتٍ تقوّي من عزيمته وإرادته، وأضاء بقنديل نوره دياجير الظلام وطوى صفحته، ظلّ وسيظلّ نهلَه يمخر عباب الأجيال، فهو الركيزة الأساسية التي تقيم المدرسة دعائمها عليه، والقوة الدافعة لنهضة التعليم والداعمة لاستشراف مستقبلها. أخلص صدقا للمهنة وأقسم شرفا ببرّها، وسخّر لأجلها طاقته وجهده، قيادة زمام النجاح والإجادة بيده، وتكوين شخصية الطالب وغرس القيم والاتجاهات والمبادئ من نُبل غايته؛ فهو مرآة طلبته، ويُمثِّل ما ينعكس في واجهتها، فيصقل مرآته بما يحب أن يتّصف به ويكون شاهدا على نقاوة سيرته وسريرته.

فكما لليونسكو احتفال بيوم المعلم العالمي في الخامس من أكتوبر، تفرّدت السّلطنة بيومٍ خاص للاحتفاء السّنوي بالمعلم العُماني الجدير وتخصيص يوم إجازة وطنية للكادر التدريسي والإداري وللطلبة في المدارس الخاصة والحكومية. يوم الـ24 من فبراير يستشعر فيه الطلبة والمجتمع بأطيافه مكانة المعلم العظيمة، وتقوى فيه أواصر التبجيل والتقدير، فتتوطد بذلك صلة الترابط بين المعلم والطالب وبين المعلم والمجتمع المحلي، وتسمو بين جنبات رقعته روح التكاتف والتعاون والازدهار مصلحةً للطالب ورُقيّا للمجتمع.

ولا يقتصر دور المعلم على خدمة توليد المعلومة وتلقينها واستحضارها جاهزة للطلبة، بل بتعزيز مهارات التعلم النشط كالتفكير النقدي والتحليلي والإبداعي والابتكاري ومهارات التعلم الذاتي من خلال منصات التعلم المتعددة عبر الإنترنت وتقنيات التعليم الحديثة والاستراتيجيات التدريسية المتنوعة، وتلبية الاحتياجات التعليمية للطلبة؛ زيادة في التفاعلية والاستمرارية، وتحقيقا لجودة التعليم وخدمة لأهدافها التعليمية المرسومة.

وفي ظل الطفرة التكنولوجية والتطبيقات التقنية الحديثة أصبحت الإحاطة بكل مستجداتها ضرورة حتمية وتوظيفها بشكل فعال ومؤثر في الساحة التعليمية. فمصير استمرارية الأمم وقفزتها التنموية الشاملة مرهون بمدى توطين تلك التقانة، تشدّ من أزرها المستقبلي وتزيد من فعالية وتحسين نوعية التعليم، فهي متجذرة في تفاصيل وجوانب مناحي الحياة. ما تمنحه تطبيقات تلك المساعِدات الذكية من توفيرٍ في الوقت والجهد والتكلفة، وفرصةٍ للتعليم التفاعلي والابتكاري، واحترافيةٍ في إنشاء وتنفيذ الأوامر وسرعة توفير حلول واستجابات تفصيلية فائقة ومرنة بشتّى طرق تحصيل الإجابة.

وممّا لا شك فيه أنّ التعليمَ ذا الجودة العالية يكون بمقابل التنمية المهنية والفنية المتواصلة، بإشراك المعلم في الدورات التدريبية وورش العمل التطويرية والندوات التربوية؛ لإحاطته بالمستجدات على الساحة الإقليمية والدولية، وتأهيل قدراته وتحسين مهاراته، إلى جانب منحه استحقاقاته من الحوافز والمكافآت والترقيات، لأجل مزيد من الدافعية والإنجاز والعطاء. والتخفيف من عبء تكدّس المهام والمتطلبات الجمّة التي تزيد من حجم ضغط العمل وتُقلّص من الأداء المثمر. وتوظيف الخريجين الجدد الذين ينتظرون فرصة التوظيف من سنوات قد خلَت بأوجّ توقد طاقتهم قبل الخفوت والتأكسد، مقابل فتح باب التقاعد المبكّر للمعلمين القدامى، بمنحهم فرصة الإحلال للخريجين الذين طال انتظارهم.

وإنّ فكرة إنشاء نقابة أو جمعية للمعلمين ضرورية تجمع تحت كنَفها كل معلمي السّلطنة، يتم فيها استقراء أفكارهم وتطلعاتهم، وتبادل الخبرات في المجالات التعليمية المختلفة، وتقديم الاستشارات والتوجيهات، وتسليط الضوء على آخر مستجدات وتحديثات الشؤون التعليمية في ظل التطورات والتغيرات المتسارعة، ومناقشة المهام والمتطلبات الوظيفية، وتذليل الصعوبات والتحديات التي يواجهونها، وحماية حقوق المعلمين والنظر في استحقاقاتهم، والمشاركة في تطوير المناهج التي تؤثر على جودة التعليم وارتقاء العملية التربوية.

ختاما.. أسمى رسالة شكر وامتنان وتحية إجلال وعرفان نقدمها لمقام المعلم في يومه العظيم الذي يُصنع ذكرى حفاوته كل عام، مجددا بصْمته وعهده وانطلاقته الفولاذية، مستلهما من الفكر الحصيف لجلالته السّلطان قابوس -طيّب الله ثراه- كل معاني العزّة والرفعة والمجد والإرادة القوية، فقد وضع جلالته جُلّ أمله في التعليم الذي انتشل عُمان من الظلام الدامس إلى إشراقة سطعت بنورها الأصقاع، فأولى التعليم والمعلم نُصب رؤيته وعمق اهتمامه. مجدّدون بذلك المعلمون العهد والولاء والسّمع والطاعة، وملبّون نداء عُمان العصر الزاهر ومعلموها الوعد الباهر.

مقالات مشابهة

  • البابا فرنسيس.. رجل السلام والمحبة الذي يستحق التحية
  • مبدأ التعليم من أجل التعليم
  • التعليم تنظم حوارات مجتمعية لمناقشة مقترح نظام «البكالوريا المصرية»
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • يوم المعلم العُماني.. استثمار مُستدام
  • المعلم.. صانع الأجيال وموقد شعلة الحضارة
  • قصة المعلم الإسباني الذي وقع في حب السعودية .. فيديو
  • محمد العدل: أي لاعب يرتدي قميص الأهلي يستحق حبي.. وأشجع النادي منذ 1961
  • «أنا لست قطة».. معلمة أسترالية تترك عملها بسبب اتهامات «المواء» و«الزئير» في الفصل
  • التعليم العالي: صندوق رعاية المبتكرين يدعم المشروعات التي تحقق التنمية المستدامة