مستوطنون يقتحمون الأقصى..وطقوس وحفلات صاخبة في الحرم الإبراهيمي
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
اقتحمت مئات المستوطنين، صباح الخميس، المسجد الأقصى، في اليوم السادس لما يسمى "عيد العرش"، فيما شهد الحرم الإبراهيم في الخليل جنوب الضفة الغربية صلوات تلمودية وأخرى صاخبة.
وأدى مئات المستوطنين صلاة تلمودية عند باب القطانين أحد أبواب المسجد الأقصى، فيما اعتدى متطرفون يهود بالضرب والبصق على الأطقم الصحفية هناك.
وعن تفاصيل الأوضاع داخل القدس المسجد الأقصى، أوضحت مرابطة مقدسية، أن هناك تمركز لقوات الاحتلال أمام أبواب المسجد الأقصى، يمنعون المصلين من الدخول إلى المسجد.
وذكرت في حديثها لـ"عربي21" أن قوات الاحتلال تمنع بعض القادمين للمسجد الأقصى من الدخول من أبوب القدس القديمة، وأن عناصر مخابرات الاحتلال تتواجد في أزقة وطرق البلدة القديمة.
وأوضحت أن قوات الاحتلال فتحت باب المغاربة وسمحت لمجموعات المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى، وفي هذه الأثناء يقومون بجولات استفزازية ويؤدون صلوات وشعائر تلمودية داخل الأقصى وتحت حماية القوات الخاصة الإسرائيلية.
وبحسب ما أكدته إدارة المسجد الأقصى لـ"عربي21"، فقد تضاعف أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى وبلغ عددهم أمس الأربعاء في الفترتين الصباحية والمسائية 1459 متطرفا، والثلاثاء أكثر من 800، ويوم الاثنين وصل عددهم 1489 متطرفا.
وتنوعت انتهاكات المقتحمين التي تمس حرمة المسجد الأقصى؛ وتمكن بعضهم من إدخال قرابين نباتية داخله، وإقامة صلوات تلمودية والرقص والغناء داخل باحات المسجد وعلى أبوابه، إضافة لقيام قوات الاحتلال بالاعتداء على المرابطين واعتقال بعضهم والتنكيل بهم.
وتلبية لدعوات "منظمات الهيكل" المزعوم والجماعات اليهودية المتطرفة، زادت خلال فترة الأعياد اليهودية الحالية الاقتحامات الواسعة للمسجد الأقصى؛ وشهدت باحاته انتهاكات شاذة تمس حرمة المسجد، وبالذات في "عيد العرش" الحالي الذي بدأ السبت الماضي ويمتد 8 أيام.
وتستغل الجماعات الاستيطانية وجماعات الهيكل المزعوم المتطرفة فترة الأعياد اليهودية، التي تمتد لـ22 يوما، وتبدأ بما يسمى "رأس السنة العبرية" يوم 17 أيلول/سبتمبر الجاري وتستمر حتى نهاية "عيد العرش" التوراتي يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، من أجل شن اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، تترافق مع حالة توتر كبير في القدس والأقصى.
انتهاكات وصلوات تلمودية في الحرم الإبراهيمي
وحول واقع الحرم الإبراهيمي خلال فترة الأعياد اليهودية الحالية، قال مدير الحرم الشيخ غسان الرجبي: "الاحتلال يسلب المسجد من الفلسطينيين أصحاب الحق، والثلاثاء الماضي أغلقه جيش الاحتلال أمام المصلين.
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "عند استباحة الحرم، يتم أداء صلوات تلمودية، وإقامة طقوسا غير معروفة وحفلات ماجنة صاخبة، وكل هذه الانتهاكات وغيرها التي ترتكب داخل أروقة الحرم الإبراهيمي؛ هي من أجل استفزاز مشاعر المسلمين".
وأوضح الرجبي، أن "هناك سرقة 63 بالمئة من مساحة الحرم بشكل دائم، هي بيد الاحتلال وتحت سيطرة المستوطنين، وهذا هو التقسيم الزماني والمكاني الذي يحاول الاحتلال سحبه على المسجد الأقصى المبارك".
ونوه إلى أن سلطات والاحتلال ومن خلال المتطرفين، تعمل على تغيير بعض معالم الحرم؛ مضيفا أن هناك محاولات لرفع العلم الإسرائيلي، والشمعدان، ونصب الخيام والقناصة ووضع الحواجز العسكرية وغيرها من الاعتداءات.
وأفاد بأن "الاحتلال منع رفع الأذان 60 مرة خلال الشهر الماضي"، موضحا أنه "يتم إغلاق الحرم لاقتحام المتطرفين من الساعة العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء، وأحيانا يتم اقتحامه ليلا لأداء طقوسهم، وفي بعض الأحيان يتم اقتحامه وسط النهار وفي ساعات الفجر الأولي".
ونوه الرجبي، إلى أن "تدنيس الحرم الإبراهيمي لا يقتصر فقط على أروقة الحرم وداخله، بل يمتد للساحات الخارجية؛ الشرقية والغربية الجنوبية، وهذه الساحات تقع تحت سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى المصعد الكهربائي والمسار السياحي (التهويدي)، كلها مجهزة دائما لاقتحامات قطعان المستوطنين، وهناك ساحات لإقامة حفلات صاخبة، فكل ما يطلبه المستوطن متاح له، بينما الفلسطيني لا يمكن أن يصل إلى الحرم إلا بعد التفتيش الجسدي والتدقيق على الهويات".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الأقصى الاحتلال الحرم الإبراهيمي الأقصى الاحتلال الحرم الإبراهيمي المستوطنون سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرم الإبراهیمی صلوات تلمودیة للمسجد الأقصى المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
حرب ضد الهوية الإسلامية .. المساجد هدف الصهاينة من اليوم الأول
يمانيون – متابعات
تاريخيًا، كانت المساجد والمقدسات الإسلامية في فلسطين شاهدة على عمق الهوية الثقافية والدينية للشعب الفلسطيني. ولأنها كذلك، فقد ركّز عليها العدو المحتل باكرًا حين مارس عليها صنوف الاعتداءات بهدف تهويدها ومحوها. ونذكّر هنا بحادثة إحراق المسجد الأقصى الشهيرة (صباح يوم الخميس 21 أغسطس 1969/ 7 جمادى الآخرة 1389هـ). ورغم أنه من أقدس المواقع الإسلامية، فقد تكررت الاعتداءات الصهيونية عليه مرارًا، ناهيك عن الاقتحامات المتواصلة بشكل أصبح مؤخرًا شبه يومي، ولا يُخفي اليهود رغبتهم الشديدة في فرض السيطرة عليه وتهويد محيطه، علاوة على أعمال الحفريات التي تهدد بانهياره.
احراق المساجد الأقصى عام 1969
المدينة المقدسة برمتها تتعرض معالمها الإسلامية للتهديد بشكل يومي، ويمارس العدو المحتل صنوف الانتهاكات على قاصديها يوميًا. هذا الوضع يعكس استراتيجية العدو الإسرائيلي في السيطرة على المدينة، ومحاولة فرض واقع جديد يهدف إلى تهويدها. وجدير بالذكر هنا أن المسجد الأقصى، برمزيته الدينية الكبيرة في الوعي الإسلامي، اتخذ منه اليهود المحتلون معيارًا لقياس ردّة الفعل، ليس الفلسطينية وحسب، بل في عموم العالم الإسلامي.
ويظهر ذلك جليًا من خلال تتبع حوادث الاعتداء المختلفة على المسجد الأقصى في سبعة عقود من الاحتلال، والنتيجة الكارثية تظهر نجاح اليهود في كي الوعي الإسلامي وترويضه بالتدريج على القبول بالانتهاكات، والتي أضحت مؤخرًا مجرد خبر يومي لا يثير المشاعر الدينية ولا يستنهض الغيرة القومية. وهذه واحدة من نتائج العمل التراكمي لليهود على تغفيل الأمة وتخديرها وفصلها عن مقدساتها ورموزها.
وهنا الدور يناط بوسائل الإعلام العربية التي قدمت الخبر مجردًا عن سياقه الصدامي الحضاري الديني. والأصل أن أخبار الاعتداءات على المسجد الأقصى يجب أن تحظى بخصوصية بالغة في التقديم والترتيب، إذ إن الاعتداء على المقدسات لا يُمثل فقط اعتداءً على مبنى عادي أو حتى موقع عبادة، بقدر ما هو هجومٌ على الهوية الإسلامية بأكملها.
إبادة الفلسطينيين وإعدام هويتهم:
في غزة، وقبل معركة الطوفان، شهدت المساجد والمقدسات هجمات متكررة، حيث يتم استهدافها بشكل مركز مع كل عدوان إسرائيلي. في العدوان على غزة في عام 2014، تم تدمير عدد من المساجد بشكل كامل وعلى نحو متعمد. ودائمًا كانت إحصاءات الدمار التي طالت المساجد تنسجم تمامًا مع أهداف الإسرائيلي ونواياه في استئصال جذور الوجود الفلسطيني بهويته الإسلامية، وصولاً إلى خلق واقع جديد يتجاهل تاريخ الشعب الفلسطيني المسلم وحقوقه، واستبداله بالمغتصبين اليهود.
في معركة الطوفان، وفي فصول الاعتداءات والإبادة الجماعية الصهيونية على غزة وسكانها وهويتها، وجد العدو الصهيوني فرصته لتطال نيرانه كل مساجد القطاع بالتدمير الجزئي أو الكلي. في أحدث بياناتها، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بقطاع غزة، قبل أيام، أن جيش العدو الإسرائيلي دمر خلال حرب الإبادة الجماعية على القطاع 79 بالمئة من مساجد القطاع و3 كنائس، واستهدف 19 مقبرة.
وقالت الوزارة في بيان لها: “جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر 814 مسجداً من أصل 1245، بما نسبته 79 بالمئة، وتضرر 148 مسجداً، بالإضافة إلى 3 كنائس، واستهدف 19 مقبرة من أصل 60 بشكل ممنهج ومتعمد.” وأضافت: “تكلفة الخسائر والأضرار التي تعرضت لها الوزارة نحو 350 مليون دولار.” وتابعت: “خلال حرب الإبادة، قام جيش الاحتلال بنبش القبور وسرقة الآلاف من جثامين الأموات والشهداء، والتمثيل بها بعد قتلهم بطرائق همجية وحشية.”
ولفت بيان الأوقاف إلى أن العدو الإسرائيلي دمر 11 مقراً إداريًا وتعليميًا، ما نسبته 79 بالمئة من إجمالي المقرات بالقطاع البالغة 14 مقرًا. وقالت الوزارة إن الجيش الإسرائيلي قتل 238 من موظفيها، واعتقل 19 آخرين خلال عملياته البرية بالقطاع.
حرب على الهوية الإسلامية لن تنتهي في فلسطين:
إن التحديات التي يواجهها الفلسطينيون في سياق الحرب على هويتهم ودينهم ومعالمهم الإسلامية هي جزء من صراع حضاري وحلقة من حرب قديمة متجددة على الإسلام والمسلمين. هذه الحرب لا تستهدف فقط المباني، بل تهدف إلى محو الذاكرة الجمعية للفلسطينيين واستئصال جذور وجودهم الإسلامية. وهي بالأولى تعبير عن صدام ديني، ليس الفلسطينيين إلا أول ضحاياه، ويأتي الدور حتمًا على الجميع بدءًا من دول محيط فلسطين.
لم يكن حرق المسجد الأقصى إلا مشهدًا ضمن مسلسلٍ لا ينتهي، قامت عليه ما تُسمى إسرائيل، بدأ صباح الواحد والعشرين من أغسطس عام 1969 حين أضرموا النار في المسجد الأقصى. شجعهم أن نار إحراق المسجد لم تصل حرارتها إلى صدور الأنظمة العربية، ولم تبعث فيهم أي حمية لبيت مقدسهم المبارك. نتيجة لذلك الهوان، تلا الحرق اقتحاماتٌ لباحات المسجد الأقصى، وتجريف لمعالمه وطمس لآثاره وحفر أنفاقٍ أسفله تهدده بالسقوط، بينما يقاوم الفلسطينيون وحدهم بما تيسر من حجارة، يمنعون تدنيس وتهويد ما تبقى من شرف الأمة، فلا يجدون من حكامها سوى الصمت والتطبيع!
ولأن الصهاينة يتحركون من منظور ديني، تجدهم في غزة يقصفون أينما سمعوا مساجد يُذكر فيها اسم الله، بذريعة أو بدون مبررات. تارةً يفتشون عن المساجد، يقصفون جوامع غزة التي تأوي النازحين بحجة أنها تأوي مقاتلي حماس، كما فعلوا في وقائع عدة منها قصف جامع شهداء الأقصى ومسجد الشيخ رضوان ومسجد العطار. وكان حقدهم بيّنًا في قصفهم للجامع العمري التاريخي الشهير، الطاغي بقدمه على زيف تاريخهم ووجودهم المؤقت.
تدمير العدو الإسرائيلي للمساجد في غزة
في جوامع الضفة، يتعمّد الصهاينة بين فينة وأخرى اقتحامها تدنيسًا لها واستهزاءً واستفزازًا لمشاعر الفلسطينيين، في مشهد بات جزءًا من يوميات أهالي الضفة القابعين تحت قبضة المحتل وسطوة المستوطنين اليهود. كذلك الحال في جوامع جنوب لبنان في بلدة مجدل سلم، وجامع الزهراء وجامع الظهيرة، الذي تغنوا على دخانه وتعمدوا نشر مقاطع الفيديو المصورة لهذه الانتهاكات، ومنها مشاهد صعود المنابر والغناء منها، وكذلك إحراق المصاحف داخل المساجد، والذي تكرر في غير مسجد من غزة، واليوم في قرى جنوب لبنان.
العدو يدنس مسجدا بالضفة الغربية، ويرفع «العلم الإسرائيلي» على مئذنة مسجد معاذ بن جبل في مخيم الفوار بمدينة الخليل
من نافل القول إن استمرار الاعتداءات على المساجد والمقدسات الإسلامية وتكررها على هذا النحو الواضح المتعمد والممنهج وغير المسبوق يعكس عقيدة العدو الإسرائيلي المحرفة وخرافاته التوراتية الباطلة في تحقيق مشروع الصهاينة “إسرائيل الكبرى” عبر التأسيس لواقع جديد يتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني بهويته الإسلامية. لكن في ظل هذه الظروف، يبقى الأمل معقودًا على صمود الفلسطينيين في الدفاع عن هويتهم ومقدساتهم، وعلى فعل المحور المساند والمنخرط بالفعل في معركة تتجلى أكثر بطبيعتها الدينية الحضارية، وفيها امتحان عسير وفرز خطير، لعله غير مسبوق في تاريخ الصراع.
——————————————-
موقع أنصار الله – يحيى الشامي