انتخابات رئاسية تحت الفصل السابع ؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
مع انقضاء كل يوم من أيام الشغور الرئاسي يجد اللبنانيون المعلقون بحبال الهواء ما يعطيهم الأمل في الاستمرار والتقدّم، على رغم أن كل ما يحيط بهم من كوارث ومصائب وأزمات، وهم يردّدون مع كل اشراقة شمس "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل". وعلى ما تبقّى من هذا الأمل تطوى الأيام والشهور. وكما انتهى شهر آب اللهاب بوعود رئاسية وردية انتهى شهر أيلول مع ما حُمّل ما لا طاقة له على حملها من تحديد لمواعيد جديدة لقرب الانتهاء من مرحلة الفراغ، الذي يكاد يكون شاملًا.
فمع بداية تشرين الأول يبدأ العدّ العكسي لكي يطفئ اللبنانيون الشمعة الأولى لذكرى رحيل الرئيس السابق ميشال عون عن قصر بعبدا، ولبداية الحلقات المتتالية لدراما الفراغ، الذي بدأ من رأس الهرم في التسلسل التدريجي للسلطات لينتهي بما انتهى إليه كل فراغ وبما ينتج عنه من تعطيل شامل لكل مرافق الدولة بما فيها المؤسسات، التي لا تزال صامدة كمؤسسة الجيش، التي لم تسلم من السهام التي يطلقها من يختبئ وراء متاريس من كرتون لن تقيه طويلًا مما يمكن أن ينزل عليه من لعنات، وأولها لعنة التاريخ.
ولأن اللبناني يجيد طباعة ما يكفيه من آمال، حتى ولو كانت مزّيفة، تمامًا كما يجيد طباعة المزيد من العملة الوطنية الفاقدة الأهلية، فإنه لا يجد سوى ما تبقّى له من طبخة بحص يكاد ما فيها من آمال زائفة لا يكفي لإشباع البطون الجائعة. ولكن ما يدعو إلى بعضٍ من طمأنينة هو أن بعض من هم في الخارج لا يزالون يعلّقون الآمال على التحرّك الهادئ للموفد القطري، الذي أعاد إلى ذاكرة اللبنانيين التحرّك الناعم للأخضر الابراهيمي، الذي كانت له صولات وجولات قبل أن يُكتب له النجاح في ما كُلف به من مهام عربية على الساحة اللبنانية المضطربة.
ولعل ما يقوم به الموفد القطري من اتصالات يريدها بعيدة عن الاعلام قد يكون آخر المحاولات. فبعد هذا التحرّك سيجد اللبنانيون أنفسهم مكشوفين، ومن دون غطاء عربي ودولي يقيهم من شرور لا يزال رمادها "يعث" تحت جمرها. وإذا رفعت الخيمة من فوق رؤوس اللبنانيين،فإنهم سيواجهون أيامًا صعبة، خصوصًا أن ما سيترافق مع هذا الرفع من إجراءات قد يصيبهم في الصميم، مع ما يعني ذلك من تداعيات اقتصادية خطيرة قد تشهدها الساحة اللبنانية، التي ستضاعف معاناة التفتيش عن لقمة العيش بعرق الجبين الممزوج أحيانًا كثيرة بالدّم.
وما شهدته أروقة الأمم المتحدة عشية التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، بعد تلويح البعض باستخدام الفصل السابع قد يتكرّر في الاستحقاق الرئاسي كسيناريو محتمل، خصوصًا إذا استمرت القيادات اللبنانية في التعاطي مع أهمّ استحقاق في حياتهم السياسية بهذه الخفّة والسطحية، ضاربة بعرض الحائط ما يمكن أن يستتبع ذلك من تداعيات على مستقبل لبنان ككيان وجودي، في ظلّ تفاقم أزمة النزوح السوري.
وما ينتظره لبنان من هذه الدول، التي لا تزال حريصة على الاستقرار الداخلي، أكبر مما يمكن توقعّه في ظل غياب أي حسّ بالمسؤولية الوطنية التاريخية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ما یمکن
إقرأ أيضاً:
الشيعة التي نعرفها
كتب الوزير السابق جوزف الهاشم في" الجمهورية": يحقُّ لي، أنْ أتوجّه بصرخةِ رفضٍ وشجبٍ لأيِّ انحراف عن المسلكيّات الشيعيّة الراقية، وليس لأحدٍ أن يتّهمني بالخصومة أو بالتجنّي.مثلما اعتبرَ أنّ المسيحي الذي يعيش الإسلام حضارة وروحاً وحركة يحقّ له أنْ يبحث القضايا الإسلامية التي يمتلك عناصرها المعرفية... .»
الشيعة التي رفعنا لواءَها على حدِّ اللسان والقلم، هي الشيعة التي تغنّى بها: جبران خليل جبران، وأمين نخله، ومخايل نعيمه، وأمين الريحاني، وجرجي زيدان، وبولس سلامه، وسعيد عقل، وفؤاد إفرام البستاني إلى سائر الأدباء والشعراء المحدثين من المسيحيّين اللبنانيّين؟
الشيعة التي نعرفها وتعرفنا ويعرفها العالم الحرّ، هي شيعة الفضائل والمفاخر والعفّة والورع والعدالة والصفح والتسامح. هي شيعة التسامي الروحاني والإنساني... هي شيعة المقاومة الصارمة في وجه الظلم. هي شيعة القي مالأخلاقية والوطنية والوحدة اللبنانية. هي شيعة المنائر الفكرية والعلمية وأصحاب المقامات الجلائل في جبل عامل...
تأكيداً لما أعلنته حركة أمل فإنّ تهديد السلم الأهلي وزعزعة الوحدة اللبنانية،وعرقلة نهوض الدولة - عدا عن كونها تعرّض مرحلة المعافاة للخطر - فهي العْجلُ الذهبي الذي يطمح إليه العدو الإسرائيلي للإنقضاض على لبنان.
الطائفة الشيعية الكريمة غنّية بتاريخ عريق وتراثٍ إنساني مجيد، وهي اليوم تمتلك من الطاقات والقدرات والحوافز ما يجعلها بارزة في نشاطها الوطني للمساهمة في إعلاء شأنها وشأن لبنان.
من هنا، وفي مناسبة تشييع السيدَين الشهيدَين، ومن خلال استلهامهما، يتعيّنُ على المرجعيات الشيعية وقيادة «حزب الله » تحديد المنطلقات المتوافقة مع التطوّرات الداخلية المرتبكة والتحوّلات الجذرية في المنطقة.
ولنكن كلّنا مقاومة، ولتكُنْ قراراتنا الوطنية من وحي سماء لبنان.