تساؤلات حول تحركات جيش الاحتلال في الجولان.. ما علاقة اتفاقية 1974؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
أثارت تحركات جيش الاحتلال الأخيرة في جبهة الجولان المحتل تساؤلات عديدة حول خلفياتها، وتداعياتها على "الهدوء" الذي تشهده هذه الجبهة منذ عقود.
وكانت دبابات تابعة لجيش الاحتلال قد تمركزت في محيط بلدة حضر بعد أن توغلت في أواخر أيلول/سبتمبر الماضي داخل الأراضي السورية.
وقبل ذلك بأيام، استهدفت دبابات إسرائيلية بالقذائف بعض النقاط التابعة للنظام السوري في منطقة عين التينة بمرتفعات الجولان، وهو ما يتعارض مع اتفاق فك الاشتباك الذي وقعته سوريا وإسرائيل في العام 1974.
وبحسب رواية الاحتلال، فإن التحركات هذه تأتي بسبب عدم احترام النظام السوري لاتفاقية 1974، حيث قال قائد الفرقة 210 التابعة لجيش الاحتلال لقناة "كان" العبرية، إن "الجيش الإسرائيلي حذر قوات النظام وقام بعد ذلك بمهاجمة بنى تحتية تابعة له، حتى لا تشكل خطراً على إسرائيل".
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي يلحظ ظاهرة مشابهة للتموضع الإيراني على الحدود في لبنان، عند الجبهة السورية في هضبة الجولان، ونعمل بالطرق كافة لمنع تحقيق ذلك التموضع".
دوافع تحركات الاحتلال
ويُفسر الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال، التحركات الإسرائيلية في جبهة الجولان إلى 3 أسباب، الأول حماية أمن دولة الاحتلال. أما التفسير الثاني، بحسب حديثه لـ"عربي21"، يرتبط بالتفاهم والتعاون "غير المعلن" بين إسرائيل والأردن، على منع إيران أو المليشيات التابعة لها من التمركز في الجنوب السوري، من خلال التضييق عليها.
وأخيراً، يلفت رحال إلى التعاون الإسرائيلي الأمريكي على ضرب الوجود الإيراني في سوريا، وقال: إن "الوجود الإيراني في سوريا ظاهره حماية النظام السوري، وباطنه تشكيل قوة عسكرية لجعل سوريا قاعدة إيرانية متقدمة، وخلق أوراق ضاغطة على إسرائيل، حيث تخطط إيران لربط الجبهات اللبنانية والفلسطينية (قطاع غزة) والسورية".
وبذلك، يتوقع الخبير العسكري أن تشهد جبهة الجولان بعض التصعيد في الفترة القادمة، مشيراً إلى الأنباء عن اعتزام الأردن إقامة منطقة عازلة على حدوده الشمالية، وقال: "قد تُقدم إسرائيل على ذلك أيضاُ في الجولان".
مواجهة مخططات إيران
من جهته يربط الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد أحمد حمادة التحركات من جانب جيش الاحتلال في جبهة الجولان، بكثافة الانتشار الإيراني في الجنوب السوري، وتحديداً بموازاة الجولان.
ويقول لـ"عربي21": "تنتشر المليشيات التابعة لإيران وفي مقدمتها "حزب الله" اللبناني في منطقة حضر، وفي كل التلال المتواجدة على طريق دمشق –درعا القديم تجاه الجولان، وتقيم في هذه المناطق مراصد حرب إلكترونية".
وبحسب حمادة، تهدف إيران إلى السيطرة على المناطق الحدودية السورية مع الاحتلال على غرار جنوب لبنان، معتبراً أن "التحركات الإسرائيلية تأتي بمواجهة المخطط الإيراني".
لكن رغم ذلك، يستبعد الخبير العسكري أن تشتعل جبهة الجولان مجدداً، مرجعاً ذلك إلى "عدم رغبة إيران والنظام السوري فتح هذه الجبهة".
ما علاقة حماس؟
وفي السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفى الصواف، منذ اللحظات الأولى لتوجه حركة "حماس" إلى العودة لسوريا، "كنت ولا زلت على قناعة بأن الهدف الأساس هو أن الحركة تريد العمل العسكري من الأراضي السورية القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة".
ويوضح لـ"عربي21" أن إدخال السلاح من خلال الأراضي السورية إلى الضفة الغربية رغم الصعوبات والتحديات ربما يكون أكثر سهولة من التحرك انطلاقاً من الأردن.
وأضاف الصواف: "ربما تكون الجبهة السورية هادئة من العمل المقاوم ولكنها تتعرض لعدوان صهيوني ربما أحد أهدافه ألا تكون الأراضي السورية منطلقاً للمقاومة، مستدركاً بقوله: "لكن هذا الهدوء لن يطول وحدث في الايام الماضية أن أطلقت ثلاثة صواريخ من الاراضي السورية نحو مستوطنات الاحتلال وقد تكون هذه البداية".
ويرى الكاتب الفلسطيني أن "الفرصة مناسبة" أمام المقاومة الفلسطينية لتفعيل المقاومة من سوريا، مختتماً بقوله: "يبدو أن الحاكم لسوريا سيسمح بذلك، وانا أقول الحاكم الفعلي لسوريا والمتحكم في قرارها السياسي".
"إخوان" سوريا تدين تحركات الاحتلال
وفي سياق متصل، حذرت جماعة "الإخوان المسلمون" في سوريا من "التعدي والتوسع الإسرائيلي" في الجولان، محملة النظام السوري مسؤولية كل شبر محتل من أرض سوريا، والذي أباح أرضها وسماءها للاحتلال ليفعل بها ما يشاء.
وفي بيان طالبت الجماعة المجتمع الدولي بتطبيق القوانين الدولية التي تخص هضبة الجولان المحتل، وكل شبر احتلته إسرائيل، معتبرة أن "سوريا بكامل ترابها وأرضها وطن موحد وحر بإرادة وقوة وعزيمة شعبها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الجولان سوريا دمشق سوريا الأسد دمشق الجولان سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأراضی السوریة الخبیر العسکری النظام السوری
إقرأ أيضاً:
زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الرياض: بداية مرحلة جديدة في العلاقات السورية السعودية
في خطوة تحمل دلالات سياسية كبيرة، وصل الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع إلى العاصمة السعودية الرياض، في أول زيارة رسمية له خارج سوريا منذ توليه رئاسة المرحلة الانتقالية. وقد استقبله في مطار الملك خالد الدولي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة الرياض، في استقبال رسمي يعكس أهمية هذه الزيارة بالنسبة للبلدين.
تأتي هذه الزيارة في سياق التغيرات العميقة التي تشهدها الساحة السورية بعد قرارات الشرع الجذرية بحل مؤسسات الدولة القديمة، بما في ذلك مجلس الشعب، والفصائل المسلحة، والأجهزة الأمنية، وحتى حزب البعث الذي هيمن على الحياة السياسية السورية لأكثر من خمسة عقود.
مباحثات استراتيجية: ملفات ثنائية وإقليمية على الطاولة
من المقرر أن يلتقي الرئيس السوري بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبحث العلاقات الثنائية بين سوريا والسعودية، ومناقشة سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. كما ستتناول المحادثات آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، لا سيما في ظل التحديات الإقليمية مثل الأزمة الفلسطينية، واستمرار التوترات في البحر الأحمر، وتأثيرات التحولات الجيوسياسية على الأمن العربي.
تُعد زيارة الشرع إلى السعودية امتدادًا لتحركاته السياسية الداخلية التي أعادت رسم المشهد السوري. فبعد تعيينه رئيسًا للمرحلة الانتقالية، أصدر قرارات حاسمة شملت:
حل مجلس الشعب الذي كان جزءًا من النظام السياسي القديم.
تفكيك الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية لضمان استقرار البلاد.
حل حزب البعث، مما أنهى عقودًا من السيطرة الحزبية على مفاصل الدولة.
تعليق العمل بالدستور القديم انتظارًا لإعلان دستوري جديد، سيكون بمثابة الأساس القانوني للمرحلة الانتقالية في سوريا.
هذه الخطوات تعكس رغبة واضحة في بناء دولة مدنية حديثة تقوم على الشفافية والمساءلة السياسية، وهو ما يجعل من زيارة الرياض نقطة تحول في العلاقات السورية مع العالم العربي.
تعزيز التعاون السياسي والأمني:
من المتوقع أن تشهد العلاقات السورية السعودية تعاونًا أمنيًا مكثفًا لمواجهة التحديات الإقليمية مثل مكافحة الإرهاب والتطرف، مع تبادل المعلومات الاستخباراتية لتعزيز الاستقرار في المنطقة.
شراكات اقتصادية واستثمارية:
ستفتح هذه الزيارة الباب أمام استثمارات سعودية في سوريا، خاصة في مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية، مما يسهم في تنشيط الاقتصاد السوري المتعثر بعد سنوات من الصراع.
دور سعودي في إعادة سوريا للجامعة العربية:
قد تلعب المملكة دورًا محوريًا في دعم عودة سوريا إلى الجامعة العربية بشكل كامل، وهو ما سيمثل إعادة دمج سوريا في محيطها العربي واستعادة دورها الإقليمي.
تطور تدريجي للعلاقات الدبلوماسية:
مع مرور الوقت، يمكن أن نشهد تطبيعًا كاملًا للعلاقات الدبلوماسية بين دمشق والرياض، بما في ذلك إعادة فتح السفارات وتبادل السفراء، مما يعزز التواصل المباشر بين البلدين على مختلف المستويات.