ما كشفته خريطة العمل المقاوم بالضفة الغربية؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
ما كشفته خريطة العمل المقاوم في الضفة الغربية؟
تتسع خريطة العمل المقاوم وترسم حركة اليمين الاسرائيلي الديني المتطرف الذي جعل قبر يوسف هدفا والحرم الإبراهيمي بؤرة ساخنة تغذي المقاومة.
باتت المقاومة المتصاعدة بالضفة الغربية معضلة، للاحتلال الاسرائيلي تعجز عن معالجتها في ظل أزمتها وانقسامها الداخلي الذي أضعف قدرتها على المناورة.
القدس علامة بارزة وبؤرة ساخنة، فالفعل المقاوم المسلح وإن كان أقل حضورا وكثافة؛ إلا أن تاثيره قوي ومدوي بالأراضي المحتلة ودولة الاحتلال والإقليم .
شمل العمل المقاوم إطلاق الصواريخ، وتطويرها، وتخزينها ، وتأكد أنها جزء من الترسانة العسكرية في الضفة الغربية مما يفتح الباب لفضاء جديد في خريطة المقاومة.
لا زالت حلول الاحتلال تقليدية كإعادة إنتاج مشروع الجنرال دايتون في 2006 أو تعزيز التنسيق الامني، وحلول اقتصادية تشمل الضفة و القطاع أو بنقل العبء الامني لدول الجوار.
* * *
أفاد مركز المعلومات الفلسطيني "معطي" بوقوع (1050) عملاً مقاوماً خلال أيلول/ سبتمبر الماضي، أدت إلى إصابة (34) جندياً ومستوطناً بجراح مختلفة.
اللافت في التقرير ان مدينة الخليل تصدرت القائمة الى جانب محافظة نابلس وجنين لتحتل المرتبة الثالثة من حيث اعلى عدد من عمليات المقاومة، التي توزعت بين (181، 162، 149) على التوالي.
عمليات المقاومة لم تعد مقتصرة على جنين ونابلس وطولكرم ؛ فانضمام الخليل ومزاحمتها طولكرم ومخيمها نور شمس ومزاحمتها جنين ايضا، يعد نقلة نوعية تؤكد بأن خريطة الفعل المقاوم تتسع، وترسم في الان ذاته بتاثير من اليمين الاسرائيلي الديني المتطرف الذي جعل من قبر يوسف في نابلس هدفا له، و الحرم الابراهيمي في الخليل بؤرة ساخنة تغذي المقاومة وتحفزها باحتفاء بن غفير وزير الامن القومي بعيد العرش اليهودي في حرمه.
القدس علامة بارزة في الخارطة؛ وبؤرة ساخنة تحتفظ بخصوصيتها، فالفعل المقاوم المسلح وان كان اقل حضورا وكثافة؛ الا ان تاثيره عادة ما يكون قويا ومدويا في الاراضي المحتلة وفي دولة الاحتلال والاقليم .
امام هذه الخريطة تنشط مراكز البحوث الاسرائيلية في تفسير ورصد العمل المقاوم ، الذي شمل بحسب مركز الامن القومي لاسرائيلي ( INSS) اطلاق الصواريخ، وتطويرها، وتخزينها ، اذ اكد المركز انها جزء من الترسانة العسكرية في الضفة الغربية، فاتحا الباب لفضاء جديد في خريطة المقاومة.
النقاشات التي تطرحها خريطة الفعل المقاومة في الضفة؛ والزيادة المطردة في نشاطها ، تطرح تساؤلات حول الحلول الممكنة امام الاحتلال، حلول لازالت تقليدية في بعض اوجهها، كاعادة انتاج مشروع الجنرال دايتون في للعام 2006 ،او من خلال تعزيز التنسيق الامني، وطرح حلول اقتصادية تشمل الضفة و القطاع ،او بنقل العبء الامني لدول الجوار.
حلول جربت اكثر من مرة اسرائيليا وامريكيا،و لا يتوقع ان تؤتي اكلها في المرحلة الحالية من الصراع، فالمرونة السياسية والامنية مفقودة و اليمين الاسرائيلي الفاشي يتوقع ان يعزز مواقعة في الانتخابات المقبلة على عكس التوقعات التي تعول على الصراع السياسي القانوني في الكيان المحتل.
مراكز البحوث الاسرائيلية حاضرة في طرح الحلول، فهي تحمل حركة حماس المسؤولية كاملة عن تصاعد العمل المقاوم؛ موصية بتوجيه ضربة مباشرة للحركة في قطاع غزة؛ بالتعاون مع دول الاقليم والولايات المتحدة؛ وهو طرح متطرف وغير مفهوم امنيا وسياسيا ؛ غير انه يعبر وبشكل و اضح عن اليأس الكامن خلف فشل الكيان الاسرائيلي في وقف الفعل المقاوم وتمدد خارطته.
النقاشات حول طريقة التعامل مع المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية تتحول يوما بعد الاخر الى معضلة، للاحتلال الاسرائيلي، وهي معضلة تعجزعن معالجتها في ظل ازمتها وانقسامها الداخلي الذي اضعف قدرتها على المناورة في الساحة الاقليمية والأمريكية، ورغم سعيها لنقل معركتها إلى الاقليم عبرالتطبيع تارة وعبر توسيع نطاقا المواجهة عسكريا نحو المحيط الا انها لات تبتعد عن كونها محاولة هروب وانكار للحالة الاستثنائية، والمستجدة التي فرضتها المقاومة في الضفة الغربية.
ختاما .. النقاشات والحوارات الاسرائيلية الداخلية ستقود الى مزيد من التصعيد في الاشهر القليلة المقبلة، ومزيد من التنازلات الاسرائيلية لاطفاء التصعيد وردود الفعل الامني في الان ذاته؛ وهو مسار يتوقع ان تستفيد منه السلطة الى حد ما وقطاع غزة دون تغيير يذكرعلى الفعل المقاوم الذي سيبقى الفاعل الرئيس في مراكمة القوة احصائيا و جغرافيا.
*حازم عياد كاتب صحف وباحث سياسي
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين الضفة الغربية إطلاق الصواريخ حلول الاحتلال التنسيق الأمني فی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
حماس تشيد بتصدي المقاومة لتوغلات الاحتلال في الضفة الغربية
أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس بياناً اليوم أشادت فيه بما وصفته "التصدي البطولي" للمقاومة الفلسطينية في مواجهة توغلات قوات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على مناطق طوباس وجنين وعدد من المحافظات في الضفة الغربية، وجاء في بيان الحركة تأكيد على أن هذه الاعتداءات الإسرائيلية لن تمنح الاحتلال الأمن المنشود ولن تثني الشعب الفلسطيني عن التمسك بمقاومته وصموده.
كما شددت حماس على وقوفها الكامل إلى جانب رجال المقاومة الفلسطينية التي تتصدى بقوة لمحاولات الاحتلال التوغل في مدن وقرى الضفة، معتبرة أن هذا التصدي يعكس إرادة الشعب الفلسطيني في الحفاظ على حقوقه، وأكدت الحركة أن العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلية ومحاولات القمع لن تنجح ، ولن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وفي السياق ذاته، دعت حماس جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية إلى مواصلة الثبات وتحدي الاحتلال والمستوطنين في جميع المحافظات، مؤكدة على ضرورة استمرار المواجهة والتصعيد ضد الاحتلال في كل أنحاء الضفة الغربية، وجاء في البيان: "ندعو شعبنا إلى تعزيز صموده والتصدي لكل محاولات الاحتلال ومستوطنيه للنيل من إرادة شعبنا وإصراره على مواصلة المقاومة".
وتشهد الضفة الغربية تصاعداً ملحوظاً في المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، حيث كثفت القوات الإسرائيلية من حملاتها العسكرية في مناطق متعددة، خاصة في جنين وطوباس، ما أدى إلى وقوع العديد من الإصابات والاعتقالات في صفوف المواطنين الفلسطينيين. وتعتبر هذه العمليات جزءاً من سلسلة مواجهات مستمرة في الضفة الغربية، حيث تندلع الاشتباكات بشكل شبه يومي، خاصة في المناطق التي تشهد تواجد مكثف للمستوطنين.
وصول طائرة روسية محملة بمساعدات طبية إلى بيروت
وصلت طائرة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية محملة بحوالي عشرين طنا من المساعدات الطبية إلى مطار بيروت الدولي صباح اليوم الثلاثاء.
ونشرت الطوارئ الروسية عبر قناتها في "تلغرام" لقطات لوصول وتفريغ الطائرة، وقالت إنه بناء على تعليمات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبتكليف من وزير الطوارئ ألكسندر كورينكوف، نقلت طائرة من طراز "إيل-76" إلى لبنان أكثر من 19 طنا من المساعدات الإنسانية التي تضمنت أدوية ومستلزمات أساسية.
وذكر رئيس القسم القنصلي بالسفارة الروسية في بيروت أوليغ ديميروف أن الطائرة في طريق عودتها إلى روسيا، أجلت من لبنان مجموعة من المواطنين الروس الذين عانوا من الغارات الإسرائيلية على أراضي البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست أول شحنة إنسانية تقدمها روسيا إلى لبنان الذي يتعرض منذ أكثر من شهر لقصف إسرائيلي مستمر، حيث كانت الطوارئ الروسية أرسلت طائرة "إيل-76" تابعة لها مطلع أكتوبر لتسليم شحنة من المساعدات الإنسانية إلى بيروت، بلغ وزنها 33 طنا وتضمنت مواد غذائية وأدوية ومستلزمات أساسية ومحطات كهرباء متنقلة.
وكانت روسيا حذرت من وقوع كارثة إنسانية في لبنان الذي اقترب عدد النازحين المسجلين رسميا فيه إلى نحو 200 ألف شخص وسط دمار كبير ألحقته الهجمات الإسرائيلية بالمرافق العامة بما فيها الطبية.