موقع 24:
2025-01-22@00:59:06 GMT

مع وضد ترامب

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

مع وضد ترامب

لست من المتحمسين للسيد دونالد ترامب. ولا أعتقد أني سأكون ذات يوم. لي نظرة مختلفة إلى رجل الدولة سواء كان رئيساً في كبرى دول العالم، أو وزيراً في أصغرها. وهي نظرة كلاسيكية رجعية عتيقة قوامها القيم والاعتدال واحترام الغير. شروط بسيطة لا صعبة ولا معقدة.

الصفقات كانت عادة تميز رؤساء أمريكا، من روزفلت إلى جيمي كارتر، إلى رونالد ريغان.

الأول بطل حرب بلا ادعاء، والثاني لا يزال وهو في التاسعة والتسعين، يعيش حياة المزارعين، والثالث أمضى ولايتيه يروي النكات عن قلة تدبره وذاكرته الضعيفة.

العجرفة والغطرسة في سلوك ترامب منفرتان، مع أننا غرباء لا ناقة ولا جمل. لكن أهل هذا الكوكب يرون أنفسهم معنيين عندما يكون السياسي رئيس أمريكا أو روسيا أو الهند. هؤلاء رجال يطلون على حياتنا كل يوم شئنا أم أبينا. ويعكرون أمزجتنا مهما كانوا بعيدين عنا، أو يبعثون الراحة والطمأنينة في نفوس البشرية. وترامب ليس من الفئة الأخيرة. إنه من النوع الذي يسميه الأمريكيون "بولدوزر". جرافة تأخذ في طريقها كل شيء. يحكي لا يصغي. يقرر ولا يستشير. وهذا عيب أساسي في رجل الدولة، أو رجل المسؤولية.هذا كله في كفة. أما في الكفة الأخرى فإن مطاردة دونالد ترامب بهذه الطريقة، من محكمة إلى محكمة، ومن قضاء سياسي إلى قضاء عقاري، إلى قضاء إباحي، مسألة تثير الشكوك في العدالة الأمريكية. إنها تذكرني بمطاردة ريتشارد نيكسون حتى الموت في فضيحة ووترغيت. حوكم وأدين وأرغم على الاستقالة من الرئاسة، وظل الإعلام يطارده في وحدته وعزلته. أخرجه الإعلام من النظام ومن الحياة. ولم يعد أحد يطرق بابه أو يلقي السلام عليه. وتحول، حتى وفاته، إلى موضوع تهكم شرس، ومبتذل.

يستطيع النظام السياسي الأمريكي أن يكون شجاعاً ومجرداً مثل إحالة نجل جو بايدن إلى القضاء. ويستطيع أن يكون فظاً باستخدام القانون في الكره الشخصي أو الحزبي. ربما كانت هذه المطاردة تفيد ترامب في معركته الانتخابية، وتثير التعاطف معه، لكنها تعطي عن أمريكا صورة الثأر والانتقام حتى الموت.

عرفت هذه الحالات في السياسة والسينما والتجارة والحياة الحزبية. تدمير الحياة المعنوية بصرف النظر عما يرافق ذلك من مآس، وأحزان. لا يغيب عنا طبعاً أن دونالد ترامب جزء، أو نموذج، من هذا الطابع العام. لكن ذلك لا يبرر أبدا اللجوء إلى الأسلوب نفسه. واضح أن هناك "دولة عميقة" أو مجموعة قوى تخشى عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وتسعى إلى منعه من الترشح مرة أخرى، خوف وصوله عن طريق الانتخاب.إنها أزمة، أو مأزق، من أزمات الديمقراطية في أمريكا، حيث يقف القانون في لحظة واحدة، في ذروته وفي هزاله.


المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ترامب

إقرأ أيضاً:

دونالد ترامب.. رحلة حياة من شاب في حي كوينز إلى رئيس أمريكا

وُلد دونالد جون ترامب في 14 يونيو 1946 في حي كوينز بمدينة نيويورك، لعائلة من الطبقة المتوسطة العليا. كان والده، فريد ترامب، مطورًا عقاريًا ناجحًا، وقد لعب دورًا أساسيًا في تشكيل طموحات ابنه. منذ صغره، أظهر ترامب شخصية واثقة وطموحًا كبيرًا، وكان يرى في نفسه القدرة على تحقيق ما هو أكبر من محيطه. التعليم والانطلاق في عالم الأعمال تلقى ترامب تعليمه في أكاديمية نيويورك العسكرية، حيث طور الانضباط الذاتي الذي رافقه لاحقًا في حياته المهنية. ثم التحق بكلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، حيث درس الاقتصاد. 

"تيك توك" تشكر ترامب بعد استئناف عملها في الولايات المتحدة ترامب يكشف عن المواضيع الرئيسة التي سيتناولها خلال حفل تنصيبه

بعد التخرج، انضم إلى أعمال عائلته، حيث بدأ في إدارة العقارات السكنية في نيويورك. في السبعينيات، قرر ترامب الانتقال إلى مانهاتن، حيث بدأ في تطوير مشاريع عقارية فاخرة مثل "برج ترامب". هذا البرج لم يكن مجرد مشروع تجاري، بل رمزًا لشخصية ترامب التي تمزج بين الجرأة والترف. توسع في عالم الأعمال والشهرة الإعلامية لم تقتصر نجاحات ترامب على العقارات؛ بل توسعت إلى قطاعات أخرى مثل الكازينوهات، والفنادق، ومجال الترفيه. في عام 2004، زاد من شهرته بإطلاق برنامج تلفزيون الواقع الشهير "The Apprentice"، حيث جسّد شخصية رجل الأعمال الحازم والموجه، مما أكسبه شعبية كبيرة. التحول إلى السياسة بالرغم من نجاحه في مجال الأعمال، لطالما أبدى ترامب اهتمامًا بالسياسة. 

في عام 2015، أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري، مستندًا إلى شعاره الشهير "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا". ركزت حملته الانتخابية على قضايا مثل الهجرة، وتوفير الوظائف، وإعادة النفوذ الأمريكي على الساحة العالمية. رئاسته الأولى (2017-2021) في نوفمبر 2016، حقق ترامب فوزًا غير متوقع على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، ليصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة. خلال ولايته الأولى، ركز على سياسات اقتصادية لتخفيض الضرائب، وتفاوض على اتفاقيات تجارية جديدة، واتخذ مواقف صارمة بشأن الهجرة. 

لكن رئاسته لم تخلو من الجدل؛ إذ واجه اتهامات بشأن تعامله مع قضايا مثل تغير المناخ، وإدارة جائحة كورونا، والعلاقات مع روسيا. العودة إلى الساحة السياسية (2025) بعد خسارته في انتخابات 2020 أمام جو بايدن، ظل ترامب شخصية محورية في السياسة الأمريكية. من خلال تجمعاته الشعبية ومنصاته الإعلامية، حافظ على قاعدة جماهيرية كبيرة.

 في انتخابات 2024، أعلن ترامب ترشحه مجددًا، مستفيدًا من انقسامات الحزب الديمقراطي ومن شعبيته الكبيرة بين الناخبين الجمهوريين. ركزت حملته الثانية على "استعادة أمريكا" وتعهد بإصلاحات أعمق في الاقتصاد والسياسة الخارجية. في نوفمبر 2024، تمكن ترامب من تحقيق فوز تاريخي، ليصبح أول رئيس أمريكي يعود إلى البيت الأبيض بعد خسارته لولاية. الرئاسة الثانية اليوم ٢٠ يناير 2025، سوف يؤدي ترامب اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة للمرة الثانية. تعهد في ولايته الجديدة بالتركيز على "أمريكا أولًا"، وإعادة بناء الاقتصاد، وتعزيز النفوذ الأمريكي عالميًا. 

رحلة دونالد ترامب من شاب طموح في حي كوينز إلى أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة تمثل مزيجًا من الإصرار والطموح والجدل. سواء كان يُنظر إليه كقائد مُلهم أو شخصية مثيرة للجدل، فإن تأثيره على السياسة الأمريكية والعالمية لا يمكن إنكاره.


 

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية تدعو أمريكا للعدول عن قرار الانسحاب
  • أمريكا في عهدة ترامب
  • ترامب: سنقود أمريكا إلى قمم جديدة من النجاح
  • ترامب: عصر انحدار أمريكا انتهى
  • عاجل..ترامب: أمريكا ستكون عظيمة أكثر من أي وقت مضى
  • دونالد ترامب.. رحلة حياة من شاب في حي كوينز إلى رئيس أمريكا
  • سيناتور روسي: قد يكون السبب وراء تغيير مكان حفل تنصيب ترامب مرتبطا بمخاوف أمنية
  • «تيك توك» تعلن عودة التطبيق للعمل داخل أمريكا.. وتشكر «ترامب»
  • برقية عاجلة.. العراق لن يكون بعيداً عن قرارات ترامب المشددة
  • برقية عاجلة.. العراق لن يكون بعيداً عن قرارات ترامب المشددة - عاجل