كواعب البراهمي تكتب: الذكرى الخمسون لنصر أكتوبر العظيم
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
هذه الذكرى هي أجمل ذكرى يخلدها الزمن فهي ذكرى انتصار القوات المسلحة وانتصار الشعب المصري .
الانتصار الذي علم العالم أجمع أننا شعب وجيش لا نقبل الهزيمة ، حتى المواطن البسيط الذي عبر بصدق فملأ الجدران بكلمة ( حنحارب ).
لقد كانت الحرب قرار الإنسان المصري قبل أن يكون قرار القوات المسلحة والقيادة السياسية .
ولا زال الإنسان المصري يحارب بعيدا عن ميادين القتال فهو يبني ويعمر ، ويرفع رأسه عاليا لا ينحني إلا في صلاته .
ولا زال الجيش المصري هو الحصن ، والأمن ، والأمان ، والسياج الذي يحمي مصر ، بل ويحمي الوطن العربي ، ومواقفه لا تنسى ، ولا تنتهي .
فهو الحامي وقت السلم ووقت الحرب ، وقد كان الجيش المصري متلاحما دوما مع الشعب فهو جنبا إلى جنب مع شعب مصر كما في ثورثيه الأخيرتين في ٢٥ يناير ، وثورة ٣٠ يونيو .
ولا زال يقدم الروح ويجير المستغيث ، ويساعد ويمد يد العون ، سواء بالمساعدات المعنوية والمادية ، أو بالمشاركة الفعلية بالمساندة في الأوقات الصعبة والكوارث الطبيعية .
و بإذن الله مصر ستظل ابد الدهر محفوظة من الرحمن ، فقد ذكرها سبحانه في القرآن .
ستظل مصر شامخة قوية تتصدى لأي مصاعب وتساند في الشدائد .
ستظل مصر حرة أبية قادرة ، وسيكون لها ريادة دائمة في ظل قيادتها السياسية الواعية التي لم ولن تدخر جهدا من اجل خير الوطن والمواطن .
تحية لكل جندى حارب في أكتوبر ، وانتصر ، أو استشهد ، تحية لكل أبناء مصر على كافة المستويات قادة وضباط صف وجنود وكل من كان على الجبهة . تحية لكل رجال الطب والمسعفين ورجال الصحافة و الفن الذي وثق بطريقته للحرب والنصر ، تحية للمواطن المصري البسيط الذي تحمل ظروف حروب الاستنزاف ، و للأم والزوجة وكل مصري في كل شبر على أرض مصر .
نحن أبناء مصر ، نحن الذين نعرف قيمة الوطن ، ونحن الذين نحافظ عليه .
كل عام وكل مصر بخير في ذكرى النصر العظيم .
دامت مصر حرة أبية أبد الدهر .
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
هند عصام تكتب: إيخو وناركيسوس
مجدداً قصة جديد لحورية يونانية تدعي إيخو، حورية جبل فاتنة من أشهر الحوريات، إيخو فتاة رائعة الجمال فائقة الحسن، متحدثة لبقة تعرف كيف تدير دفة الحديث تقدر على التأثير بحديثها على من يستمع إليها، طليقة اللسان وبارعة في القول.
عاشت إيخو وسط المروج الخضراء على ضفاف البحيرات والأغادير، كانت مولعة بالحديث مع المار والغادى ومن أقرب المقرَّبات إلى ديانا، كما أولعت بها جونو أيضًا، ولكن ذات يوم وجدت جونو أن إيخو أخرتها عمدًا بحديثها الحلو، بينما كان جوبيتر يلهو مع حوريات أخريات.
ومن ذلك الوقت غضبت جونو من إيخو وأتبرت إنها هي السبب وعاقبت جونو إيخو بأن سلبتها كل قوة لأن تبدأ الكلام، لا تستطيع إيخو إلا أن تجيب عندما يخاطبها شخص ما.
تسبب هذا العقاب في مضايقة إيخو، وأي مضايقة، حتى تَصادَفَ مرورُ شاب جميل اسمه ناركيسوس في الغابة التي بها إيخو، فأحبته إيخو بمجرد أن أبصرته، ولكنه عندما تحدث إليها، كان كل ما أمكنها قوله هو أن تكرر ألفاظه، فظنها تسخر منه، وعمل كل ما في وسعه؛ لكي يتجنبها.
غير أن إيخو كانت تتبعه أينما سار، وحيثما توجه، لم يمكنها الرد على تأنيب ناركيسوس إلا بتكرار الألفاظ التي ينطق بها.
وإذ يئست إيخو أخذت تذوي حتى صارت مجرد صوت فحسب، صوت يؤم الكهوف والصخور والأماكن المنعزلة والمهجورة، حيث تكرر كل ما تسمعه.
ومع ذلك، فلم ينفر ناركيسوس من إيخو وحدها، بل نفر من سائر الحوريات الأخريات؛ إذ ركب الغرور رأسه، فكان يعتقد أنه ما من فتاةٍ تصلح له مهما بلغتْ من الحسن والملاحة.
وأخيرًا تمنت إحدى العذارى أن يعرف ناركيسوس معنى أن يحب ولا يقابل بحبٍّ متبادل، فمنحت هذه الفتاة أمنيتها بطريقةٍ بالغة الغرابة، فذات يوم انحنى ناركيسوس على بركة ماءٍ عذب في الجبل؛ لينهل من مائها البارد الرائق، فلمح صورة وجهه في مائها بين الأمواج، فظنها حورية ماء خجلَى تتدارى من نظراته الغرامية.
فأخذ يتحدث إليها ويبثها لواعج غرامه، وأخيرًا مد يديه ليعانقها، ولكن عبثًا حاول، ومثلما حدث لإيخو ذوَى هو أيضًا ومات.
فخرجت من جسمه زهرة ما زالت تحمل اسمه، هي زهرة النرجس.