إنجاز جديد مع احتفالات أكتوبر.. غدا تركيب مصيدة قلب مفاعل الضبعة
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
تحتفل هيئة المحطات النووية غدا الموافق 6 أكتوبر بتركيب مصيدة قلب المفاعل النووى حيث يمثل هذا اليوم الذكرى الــ 50 لانتصار أكتوبر المجيد، وذلك في إطار الخطوات المتسارعة للزمن لهيئة المحطات النووية من أجل تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية حلم المصريين.
وكانت هيئة المحطات النووية قامت يوم الخميس الموافق 21 سبتمبر 2023 بنقل مصيدة قلب المفاعل الي الموقع المخصص للوحدة النووية الأولي وذلك تمهيدًا لتركيبها بمبنى المفاعل يوم الجمعة الموافق 6 أكتوبر
وتعد مصيدة قلب المفاعل أول معدة نووية طويلة الأجل وصلت الي مصر في شهر مارس الماضي على الرصيف البحرى التخصصي بموقع المحطة النووية بالضبعة المخصص لاستقبال معدات ومكونات المحطة النووية بالضبعة، وتعد ايضاً أول معدة كبيرة الحجم سيتم تركيبها في مبني المفاعل بالوحدة النووية الأولي، وهي أحد المعدات المميزة للمفاعلات الروسية من الجيل الثالث المتطور، ويجدر الإشارة الى ان مصيدة قلب المفاعل هي أحد العناصر الأساسية في نظام الأمان للمحطة، وتعكس أعلى معدلات الأمان النووي لضمان التشغيل الآمن والمستمر لمحطة الضبعة النووية.
وجدير بالذكر أن تصنيع مصيدة قلب المفاعل استغرق نحو 14 شهرًا بدولة روسيا الاتحادية، وهي عبارة عن نظام حماية فريد سيتم تركيبه أسفل قاع وعاء المفاعل بهدف رفع درجة أمان وسلامة المحطة.
يذكر أن أليكسى كونونينكو، نائب مدير شركة «آتوم ستوى إكسبورت» ومدير مشروع بناء محطة الضبعة النووية، أكد أن عملية بناء محطة الضبعة النووية تسير وفقًا للجدول الزمنى المحدد، بفضل العمل المشترك المنسق بين الجهة المستفيدة الممثلة بهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء «NPPA» والمتعهد العام الممثل بشركة «آتوم ستوى إكسبورت».
وكانت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، قد منحت رخصة لبناء المجموعة الرابعة فى محطة الضبعة النووية، بعد أن قامت الهيئة بإجراء كشف شامل للتأكد من جاهزية البدء فى عملية بناء المجموعة الرابعة، وبناءً على نتائج التفتيش والكشف أكدت اللجنة على سلامة عملية البناء.
كما نشرت الجريدة الرسمية،نهاية يوليو الماضى ، قرار وزارة النقل، بالسماح بالترخيص لهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء بإدارة وتشغيل الميناء التخصصي ذي الطبيعة الخاصة، الواقع على الساحل الشمالي الغربي بموقع محطة الضبعة النووية بمدينة الضبعة بمرسى مطروح، واستقبال ورسو السفن داخل حدود موقع المحطة.
ميناء المحطة النووية بالضبعة
ويرخص للهيئة لمدة 10 سنوات، بغرض استخدام المحطة في استقبال ورسو السفن داخل حدود موقع المحطة النووية بالضبعة لخدمة وتلبية المتطلبات الضرورية التي تتمثل في استقبال المعدات الثقيلة، وغيرها من المعدات المستخدمة في إنشاء وتنفيذ المشروع.
كما يستخدم ميناء المحطة لاستقبال الوقود النووي الخاص بالمحطة النووية أثناء تشغيل المحطة، ولا يجوز استخدام الميناء في غير الغرض المرخص به.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المحطة النوویة بالضبعة محطة الضبعة النوویة مصیدة قلب المفاعل المحطات النوویة
إقرأ أيضاً:
عاصفة واحدة أغرقت سفننا
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
قبل 100 عام، وعلى وجه التحديد في عام 1925 كان حوض الخليج العربي مسرحاً مأساوياً لفاجعة بحرية أغرقت السفن الخشبية التي كانت تعمل هناك، حيث بسطت العاصفة مخالبها على المسطحات المائية الممتدة من رأس البيشة في البصرة وحتى رأس مسندم في سلطنة عمان. .
لم تكن السفن الخليجية العاملة في عرض البحر مزودة في ذلك العام المشؤوم باجهزة التنبؤ بأحوال الطقس، وليست لديها وسيلة التواصل مع المحطات الساحلية، فعلى الرغم من أنشطة المحطات الساحلية في البصرة وفي مسقط وفي بندر عباس التي كانت تدعم السفن التجارية العابرة للمحيطات بتقارير يومية عن الطقس وتقلبات البحر، لكن سفننا الخشبية التقليدية لم تكن على تواصل مع تلك المحطات. كل ما كانوا يمتلكونه وقتذاك هو مخطوطاتهم الموروثة، وقواعدهم الملاحية المحفوظة في كتيبات صغيرة يطلق عليها (رحماني) أو (راهماني) والتي تعود في اصلها إلى المرشد البحري شهاب الدين أحمد بن ماجد، أو سليمان بن أحمد المهري، أو النوخذة جاسم القطامي، وغيرهم. واحيانا تأتي التعاليم على شكل أرجوزات يحفظها العاملون في البحر على ظهر القلب بلغة قريبة من العامية. مثال على ذلك قولهم:
وينبغي معرفة الأرياحي
ومدخل البحر والمفتاحي
فغلقه يمكث ربع عامي
مدة تسعين من الأيامي
فهذه التسعون فيها الغلقا
حقيق من جاز بها أن يشقى
وبالتالي فان العاصفة المشؤومة التي اكتسحت الخليج عام 1925 كانت خارج التوقعات، وكانوا يسمون تلك السنة: (سنة الطبعة)، ومفردة (طبعة) تعني الغرق، من قولهم: طبعت السفينة. أي غرقت. .
تذكر السجلات التاريخية ان العاصفة هبت في ليلة الثاني من أكتوبر في تلك السنة. .
لقد فجعت المدن الخليجية كلها في تلك الليلة بفقدان رجالها وبحارتها، جاءت في البداية على شكل رياح شديدة اجتاحت مناطق الغوص (مغاصات اللؤلؤ)، نذكر من تلك المغاصات: فشت الديبل وداس وحالول وأبو الحنين وجنة وحولي واشتيه وغيرهن. وكانت سفن الغوص حينها تستعد للمغادرة والعودة الى ديارها، فقد كانت السفن متقاربة ومتلاصقة للتعبير عن فرحتها وسعادتها بانتهاء موسم الغوص. كانت الرياح الشديدة مصحوبة بأمطار غزيرة، فقد تعالت الأمواج ثم تلاطمت، فتبعثرت السفن في كل الاتجاهات، وتصادمت مع بعضها البعض، فغرقت أكثرها في غضون ساعات معدودات. يقال إنها كانت مئات السفن، غرق منها ما يقارب 80%، وبعد انتهاء العاصفة وسكون البحر هرعت سفن الإنقاذ بعد أن وصلتها اخبار الكارثة، حاملة معها الطعام والشراب والإسعافات الأولية، وقد ذكر تلك الحادثة الدكتور بندركار الهندي الجنسية، وهو الشاهد على آثار تلك العاصفة، وذكر المؤرخون بأن الذين غرقوا كانوا قرابة 8000 بحارا، وجاء كذلك في مذكرات مستشار حكومة البحرين (تشارلز بلجريف) الذي تحدث عن الحادثة نقلا عن الأهالي في البحرين. وللباحثة الاماراتية (فاطمة حمد بوعيسى الشامسي) كتاب من تأليفها يحمل عنوان: (سنة الطبعة – ملحمة أبطالها الأجداد)، وهو من إصدارات عام 2022. .
ختاماً: يبدو ان النكبات لا تأتي فرادى ففي تلك الليلة بالتمام والكمال من ذلك العام انهار نفق القطار في مدينة تشيرش هيل التابعة لولاية فيرجينيا أسفر عن مقتل معظم العاملين في النفق. .
لا ريب أنها صدفة من العيار الثقيل. . .