علماء الفلك يربطون السطوع الشاذ للمجرات القديمة بانفجارات ناجمة عن تشكل النجوم
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
أشار باحثو جامعة شمال الغرب الأمريكية إلى أنه عادة ما يعكس السطوع حجم الجرم السماوي، لكن المجرات الأولى حتى من الناحية النظرية لم تكن كبيرة جدا.
اكتشف علماء الفلك الأمريكيون أن التوهج الساطع غير الطبيعي للمجرات القديمة والذي سجله مؤخرا مرصد "جيمس ويب" المداري، يمكن تفسيره بأن تكوين النجوم في المجرات لا يحدث بشكل منتظم، ولكن عن طريق "هزات" كبيرة.
وقال كلود أندريه فوشير جيغير، الأستاذ بالجامعة "إن اكتشاف هذه المجرات كان مفاجأة كبيرة لعلماء الفلك، حيث تبيّن أنها أكثر سطوعا بكثير مما توقعه المنظّرون. وعادة ما يعكس سطوع المجرات حجمها، لكن في هذه الحالة لا يمكن للمجرات حتى من الناحية النظرية أن تصبح كبيرة جدا. وقد اكتشفنا كيف يمكن لهذه الأجرام السماوية أن تكتسب مثل هذا السطوع دون انتهاك أي نظريات كونية".
إقرأ المزيدتوصل فوشير جيجير وزملاؤه إلى هذا الاستنتاج باستخدام نموذج حاسوبي يصف عملية تكوين ونمو المجرات الأولى في الكون. ويعتقد العلماء الآن أنها ظهرت في الكون بعد حوالي 300-400 مليون سنة من الانفجار الكبير، عندما كان لمادته وقت كاف لتبرد إلى درجات حرارة يمكن أن تتشكل فيها سحب الغاز الباردة، والتي تنشأ فيها النجوم.
وكما لاحظ الباحثون، فإن الصور الأولى لهذه المجرات القديمة، التي تم الحصول عليها مؤخرا بمساعدة مرصد "جيمس ويب" المداري، أشارت إلى أن العديد منها تتمتع بسطوع عال بشكل غير عادي وأحجام كبيرة بشكل مستحيل. ولا يمكن تفسير هذه الميزة في إطار النظريات الكونية المقبولة عموما والتي تصف عملية نمو المجرات الأولى في الكون.
وتحقق فوشير جيجير وزملاؤه مما إذا كان هذا صحيحا بالفعل. وأظهرت الحسابات أن السطوع العالي لنسبة كبيرة من المجرات القديمة التي تمت دراستها بمساعدة "جيمس ويب" يمكن تفسيره بسهولة تامة إذا لم تتشكل فيها نجوم جديدة بطريقة منتظمة، ولكن عن طريق"هزات" كبيرة. تؤدي كل "رعشة" من هذا القبيل إلى زيادة حادة ومؤقتة في نفس الوقت في سطوع المجرة، مما يجعل المشاهدين من الأرض يعتقدون أن الجرم السماوي قيد الدراسة له كتلة أكبر بكثير مما هو عليه في الواقع.
وأوضح البروفيسور كلود أندريه فوشير جيغير أن معظم الضوء الموجود في المجرات يأتي من النجوم الأكبر حجما. وتستنفد هذه النجوم احتياطياتها من الهيدروجين بشكل أسرع بكثير من النجوم الأصغر، مما يؤدي إلى احتراقها السريع. ونتيجة لذلك، فإن سطوع مجرة قديمة ما ليس مؤشرا على كتلتها بل هي انعكاس لكثرة نشوء النجوم داخل حدودها على مدى ملايين السنين القليلة الماضية".
ويعتبر الباحثون أن هذه الميزة للمجرات القديمة يجب دراستها بالتفصيل وأخذها بعين الاعتبار عند دراسة تاريخ تطور الكون في مراحله الأولى وعند اختبار النظريات الكونية التي تصف العملية الكيميائية والفيزيائية لتطور الكون.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أخبار النجوم
إقرأ أيضاً:
معهد دراسات إسرائيلي: الإستراتيجية الروسية تشكل تهديدا لتل أبيب
اتهم معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل موسكو بتسريع بناء شبكة شراكات مع أطراف مزعزعة للاستقرار حول العالم، انطلاقا من صراعها مع الغرب خلال السنوات الأخيرة.
وأشار المعهد إلى أن العديد من هذه الأطراف، سواء كانت دولا أو منظمات تعتبرها إسرائيل إرهابية، تنشط في الشرق الأوسط وتشارك في صراعات ضدها، مما يجعل الإستراتيجية الروسية بالنسبة لتل أبيب تشكل تهديدا غير مباشر.
وذكر المعهد أنه في عام 2024 بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مناقشة إمكانية إرسال الأسلحة إلى مناطق متورطة في صراعات مع الدول التي تقدم الدعم العسكري لأوكرانيا، بعد تخفيف القيود من قبل موردي الأسلحة الرئيسيين، خصوصا الولايات المتحدة، مما ساعد الأوكرانيين في تحسين مواقعهم في الحرب.
علاقات مع الأعداءوتناول التقرير علاقات روسيا مع حركة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، معتبرا أنها أبرز مثال على سياسة موسكو في تعزيز نفوذها ضد الغرب، خاصة مع ظهور تقارير تفيد بأن روسيا كانت تدرس نقل أسلحة متقدمة، بما في ذلك صواريخ كروز، إلى الحركة.
وأشار المعهد الإسرائيلي إلى أن جهود الدعم الروسي شملت إرسال ضباط استخبارات عسكريين إلى قواعد الحوثيين لإجراء مشاورات وتزويدهم بصور عبر الأقمار الاصطناعية لتحسين توجيه الهجمات، بالإضافة إلى محادثات مع تاجر أسلحة روسي لتعزيز صفقات الأسلحة.
إعلانوعن العلاقة مع حركة حماس، زعم التقرير أن روسيا استغلت الحرب في غزة ولبنان لتعزيز نفوذها على حساب الغرب، سواء في الساحة الأوكرانية أو الشرق الأوسط، حيث استضافت موسكوعدة زيارات من قادة حماس ووفرت لها دعما سياسيا في الأمم المتحدة، مما جعل الحركة الفلسطينية طرفا سياسيا معترفا به. كما تشير تقارير -بحسب المعهد- إلى تزويد حماس بأسلحة روسية، دون أن تنفي أو تؤكد موسكو ذلك.
وفي سوريا، يقول التقرير إن موسكو توصلت إلى تفاهمات مؤقتة مع النظام الجديد في دمشق حول عدم طرد قواتها، وهي بصدد إجراء مفاوضات معقدة للحفاظ على قواعدها العسكرية في الساحل السوري وتحديد شروط التعاون.
كما يشير التقرير إلى تصاعد العلاقات العسكرية بين روسيا وإيران، بعد استعداد طهران لتزويد موسكو بالأسلحة اللازمة للحرب في أوكرانيا، مثل الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، التي كانت روسيا بحاجة إليها بعد استنزاف قدراتها الذاتية.
وعلى الجانب الروسي، يتجسد التعاون في صفقات أسلحة كبيرة مع طهران، بالإضافة إلى نشر أنظمة التشويش الإلكتروني الروسية في إيران بسبب تزايد الوجود الأميركي في المنطقة.
وتحدث المعهد أيضا عن تذبذب روسيا في موقفها تجاه إسرائيل، بين دعمها لإيران وتبرير الهجوم الصاروخي على إسرائيل في أبريل/ نيسان 2024 كدفاع عن النفس.
كما وقعت موسكو وطهران اتفاق شراكة إستراتيجية لتعزيز التعاون السياسي والعسكري.
ويرى المعهد أن روسيا تتصرف "بشكل انتهازي" في المنطقة، غير مهتمة بمصالح إسرائيل، لكنها حساسة تجاه الأضرار المحتملة من تل أبيب ومستعدة لتعديل سياساتها لتقليل المخاطر.
ويوصي التقرير إسرائيل بإظهار قوتها واستعدادها للتحرك ضد مصالح روسيا حيثما تدعم موسكو أعداءها.
إعلان