أشار باحثو جامعة شمال الغرب الأمريكية إلى أنه عادة ما يعكس السطوع حجم الجرم السماوي، لكن المجرات الأولى حتى من الناحية النظرية لم تكن كبيرة جدا.

اكتشف علماء الفلك الأمريكيون أن التوهج الساطع غير الطبيعي للمجرات القديمة والذي سجله مؤخرا مرصد "جيمس ويب" المداري، يمكن تفسيره بأن تكوين النجوم في المجرات لا يحدث بشكل منتظم، ولكن عن طريق "هزات" كبيرة.

أفادت بذلك الخدمة الصحفية لجامعة شمال الشرق الأمريكية. وتم نشر تفاصيل الدراسة  على بوابة. ArXiv.org.

وقال كلود أندريه فوشير جيغير، الأستاذ بالجامعة "إن اكتشاف هذه المجرات كان مفاجأة كبيرة لعلماء الفلك، حيث تبيّن أنها أكثر سطوعا بكثير مما توقعه المنظّرون. وعادة ما يعكس سطوع المجرات حجمها، لكن في هذه الحالة لا يمكن للمجرات حتى من الناحية النظرية أن تصبح كبيرة جدا. وقد اكتشفنا كيف يمكن لهذه الأجرام السماوية أن تكتسب مثل هذا السطوع دون انتهاك أي نظريات كونية".

إقرأ المزيد اكتشاف فئة جديدة من الأجرام السماوية بحجم المشتري "لا ينبغي أن تكون موجودة"!

توصل فوشير جيجير وزملاؤه إلى هذا الاستنتاج باستخدام نموذج حاسوبي يصف عملية تكوين ونمو المجرات الأولى في الكون. ويعتقد العلماء الآن أنها ظهرت في الكون بعد حوالي 300-400 مليون سنة من الانفجار الكبير، عندما كان لمادته وقت كاف لتبرد إلى درجات حرارة يمكن أن تتشكل فيها سحب الغاز الباردة، والتي تنشأ فيها النجوم.

وكما لاحظ الباحثون، فإن الصور الأولى لهذه المجرات القديمة، التي تم الحصول عليها مؤخرا بمساعدة مرصد "جيمس ويب" المداري، أشارت إلى أن العديد منها تتمتع بسطوع عال بشكل غير عادي وأحجام كبيرة بشكل مستحيل. ولا يمكن تفسير هذه الميزة في إطار النظريات الكونية المقبولة عموما والتي تصف عملية نمو المجرات الأولى في الكون.

وتحقق فوشير جيجير وزملاؤه مما إذا كان هذا صحيحا بالفعل. وأظهرت الحسابات أن السطوع العالي لنسبة كبيرة من المجرات القديمة التي تمت دراستها بمساعدة "جيمس ويب" يمكن تفسيره بسهولة تامة إذا لم تتشكل فيها نجوم جديدة بطريقة منتظمة، ولكن عن طريق"هزات" كبيرة. تؤدي كل "رعشة" من هذا القبيل إلى زيادة حادة ومؤقتة في نفس الوقت في سطوع المجرة، مما يجعل المشاهدين من الأرض يعتقدون أن الجرم السماوي قيد الدراسة له كتلة أكبر بكثير مما هو عليه في الواقع.

وأوضح البروفيسور كلود أندريه فوشير جيغير أن معظم الضوء الموجود في المجرات يأتي من النجوم الأكبر حجما. وتستنفد هذه النجوم احتياطياتها من الهيدروجين بشكل أسرع بكثير من النجوم الأصغر، مما يؤدي إلى احتراقها السريع. ونتيجة لذلك، فإن سطوع مجرة ​​قديمة ما  ليس مؤشرا على كتلتها بل هي انعكاس لكثرة نشوء النجوم داخل حدودها على مدى ملايين السنين القليلة الماضية".

ويعتبر الباحثون أن هذه الميزة للمجرات القديمة يجب دراستها بالتفصيل وأخذها بعين الاعتبار عند دراسة تاريخ تطور الكون في مراحله الأولى وعند اختبار النظريات الكونية التي تصف العملية الكيميائية والفيزيائية لتطور الكون.

المصدر: تاس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أخبار النجوم

إقرأ أيضاً:

أول صور دقيقة لـ نجم خارج مجرة درب التبانة

استطاع مرصد الفضاء الأوروبي التقاط أول صور مفصلة لـ نجم خارج مجرة درب التبانة، والذي ظهر مغطى بشرنقة على شكل بيضة.

 وكانت النجوم في المجرات الأخرى مرئية على أنها مجرد نقاط ضوئية، حتى عند رصدها باستخدام التلسكوبات، وبفضل مقياس التداخل التلسكوبي الكبير جدًا (VLTI) التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، تمكن علماء الفلك من التقاط أول صورة مكبرة.

وقال الدكتور كييتشي أوناكا، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة أندريس بيلو الوطنية في تشيلي: "لقد اكتشفنا شرنقة على شكل بيضة تحيط بالنجم عن كثب. ونحن متحمسون لأن هذا قد يكون مرتبطًا بالقذف العنيف للمواد من النجم المحتضر قبل انفجار المستعر الأعظم".

صورة النجم

يقع النجم، المسمى WOH G64، على بعد 160 ألف سنة ضوئية في سحابة ماجلان الكبرى، إحدى المجرات الصغيرة التي تدور حول مجرة ​​درب التبانة. 

ويعتقد العلماء أنه أكبر نجم في المجرة، ويُصنف على أنه عملاق أحمر ويبلغ قطره حوالي 2000 ضعف قطر الشمس.

 ومع ذلك، فإن مراقبة النجم العملاق بالتفصيل لا تزال تتطلب دقة تعادل رؤية رائد فضاء يمشي على القمر من الأرض.

 

قال الدكتور جاكو فان لون، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة كيلي ومؤلف مشارك في ورقة بحثية تصف الملاحظات بإحدى المجلات العلمية: "نحن غير قادرين على رصد النجوم خارج المجرة باستخدام التلسكوبات العادية".

 

وتكشف الصور أن النجم يمر بمرحلة انتقالية دراماتيكية وتشير إلى أنه خلال العقد الماضي أو نحو ذلك انفصل عن طبقته الخارجية، تاركًا إياه محاطًا بغطاء بيضاوي من الغاز والغبار.

ومن ناحيتهم، فسر العلماء الشكل الطويل للنجم إما بدورانه أو بتأثير نجم مصاحب لم يتم اكتشافه بعد.

 

ويقول العلماء إن هذا قد يشير إلى دخول النجم مرحلة نهائية من حياته قبل أن يتحول إلى مستعر أعظم. وقال فان لون: "تنفجر النجوم الضخمة بطاقة تعادل طاقة الشمس الساطعة طوال عمرها الذي يبلغ عشرة مليارات عام. 

 

وتوجد أدلة تشير إلى أن بعض النجوم تبدو وكأنها تتخلص من طبقاتها الخارجية قبل سنوات أو عقود من وصولها إلى نهايتها في انفجار مستعر أعظم. لكن رؤية الأشياء تتكشف في الوقت الحقيقي ليست مضمونة.

وصرح فان لون: "قد يستغرق الأمر عشرات الآلاف من السنين. وبالنسبة لعلماء الفلك، فهذا أمر وشيك لأن النجوم تعيش ملايين أو مليارات السنين".

مقالات مشابهة

  • ملكة جمال الكون الجديدة تتعرض للانتقادات بعد نشرها مقطع فيديو مثير للجدل
  • عالم فيزياء: الموجة الضاربة الناجمة عن اصطدام المجرات لم تصل إلى الأرض
  • متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
  • اكتشاف أدلة جديدة على وجود مظاهر جاذبية غير معروفة حتى الآن في الكون
  • نوار: المقاتل المصري أعظم جندي في الكون
  • أول صور دقيقة لـ نجم خارج مجرة درب التبانة
  • اكتشاف كوكب عملاق خارج النظام الشمسي
  • السفير حسام زكي: العالم يشهد تحديات كبيرة تؤثر على تحقيق جهود التنمية المستدامة
  • تمييز صوت الله في العائلة.. الأنبا توماس يلقي محاضرة لأسر الفلك بالإيبارشية البطريركية
  • حظك اليوم وتوقعات الفلك الأحد 24-11-2024.. حياة اجتماعية مثيرة للجوزاء