أصبح العالم الاقتصادي الآن مليء بالأحداث والتقلبات القوية، خصوصاً في ظل الأزمات الاقتصادية التي تحدث، سواء كان بسبب فيروس كورونا في عام 2020 الذي لا يزال العالم يتعافى من تبعياته، أو بسبب الحروب مثل حرب روسيا وأوكرانيا. في وسط كل تلك الأزمات الاقتصادية، بدأ الناس في البحث عن وسائل أخرى للاستثمار للحفاظ على أموالهم.

من ضمن تلك الطرق هو الاستثمار في العملات الرقمية، وأصبح سعر البيتكوين بالدولار يشغل بال الكثير من المستثمرين الذين يرون العملات الرقمية فرصة جيدة للاستثمار.

قبل الاستثمار في العملات الرقمية، يجب الإدراك أن سوق العملات الرقمية به الكثير من الاختلافات المميزة التي يجب الانتباه لها قبل البدء في وضع أموالك به. لذلك في تلك المقالة سنقوم بتقديم 4 نصائح مهمة للمستثمرين الراغبين في البدء في الاستثمار في العملات الرقمية.

1. التحقق والبحث

تعد تلك من أهم النصائح التي يجب القيام بها قبل البدء في الاستثمار في العملات الرقمية، لتجنب الخسائر الكبيرة. التعلم المستمر والتحقق والبحث هو من أهم الأشياء التي يجب القيام بها من أجل الحصول على المعلومات الكافية والمناسبة قبل وضع أموالك في سوق العملات الرقمية.

يجب عليك قبل شراء العملة الرقمية التأكد من مدى قوة العملة الرقمية، والبحث في تقارير ودراسات مستقلة عن العملة وتوقعات الخبراء عنها. أيضاً يجب التأكد من كل الإحصائيات التاريخية الخاصة بالعملة الرقمية، وكيف كان أداؤها في السوق الفترات الماضية.

2. التنويع

تعد تلك من أهم الاستراتيجيات في استثمار العملات الرقمية. يجب أن يقوم المستثمرون بالتنويع في العملات الرقمية وعدم الاعتماد على الاستثمار في عملة واحدة. بشكل عام، كل عملة لديها خصائص وإمكانيات مختلفة؛ ولذلك يعد التنويع فيهم أمراً جيداً ومفيداً للمستثمرين.

التنويع مهم لتقليل مخاطر الخسارة في حالة انخفاض سعر عملة واحدة بشكل مفاجئ. وهو أيضاً مفيد للغاية في زيادة الربح عن طريق زيادة فرص الربح عن طريق زيادة فرص زيادة أسعار عملات متعددة. ينصح دائماً بالتنويع بين العملات الرقمية الشهيرة مثل البيتكوين والإثريوم، بجانب العملات الناشئة التي قد تكون لديها احتمالية زيادة في السعر كبيرة.

3. متابعة الأخبار السياسية والاقتصادية

بشكل عام، أي تغير في السياسات التنظيمية أو الاقتصادية في العالم يكون له تأثير كبير على الأسواق، بما فيها أسواق العملات الرقمية. فعلى سبيل المثال عند قبول دولة معينة استخدام العملات الرقمية، يزيد سعرها بشكل واضح في الأسواق. من الناحية الأخرى أي أزمات سياسية يمكن أن تؤدي إلى انخفاض أسعار الأسواق، مثلما حدث مع البيتكوين في بداية حرب روسيا وأوكرانيا.

يجب على المستثمر أن يكون متابعاً جيداً لكل الأخبار والأحداث الاقتصادية من أجل الحصول على توقع مناسب للتغييرات في السوق. أيضاً ينصح باستخدام أساليب التحليل الفني والتحليل السياسي للقيام بقرارات مستنيرة قبل عملية التداول.

4. عدم المغامرة برأس المال

من ضمن أهم النصائح التي يجب الانتباه لها، هي ألا يقوم المستثمر بالاستثمار بأكثر مما يقدر على خسارته. قد تكون تلك النصيحة سهلة وواضحة، ولكن أحيانا ما يقوم المستثمرين باتباع عواطفهم، أو القيام بالمخاطرة في الأسواق في محاولة لتعويض خسائرهم السابقة، مما يؤدي إلى خسائر إضافية.

سوق العملات الرقمية هو سوق متقلب للغاية، ويمكن أن تنخفض أو ترتفع به الأسعار بسرعة فائقة مثلما حدث في عام 2017. لذلك يجب أن يقوم المستثمرون بالتصرف بحكمة في رأس المال، واتباع استراتيجيات واضحة وصريحة، من أجل تجنب خسارة رأس مالهم بالكامل.

 

الختام

في الختام، يجب التأكيد على أن العملات الرقمية قد تكون لديها إمكانيات كبيرة في الأسواق والتداول، ويمكن للمستثمرين تحقيق أرباح جيدة منها. ولكن في الوقت نفسه يجب التأكيد على أن سوق العملات الرقمية به الكثير من التقلبات، ويحتاج إلى خبرات واستراتيجيات جيدة أثناء التداول به.

يجب التركيز دائماً على التعلم المستمر عن العملات الرقمية ومعرفة التكنولوجيات الجديدة، والحرص على عدم المغامرة برأس المال. أيضاً يجب دائما متابعة كل ما هو جديد على الساحات السياسية والاقتصادية والتحليلات الفنية للأسواق، بجانب التركيز على التنويع في المحفظة الاستثمارية، لضمان الحصول على أفضل نتائج أثناء الاستثمار في سوق العملات الرقمية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العملات الرقمية الاستثمار نصائح رأس المال السوق الأسواق الاقتصادي أسعار عملات الأزمات الاقتصادية فيروس كورونا حرب روسيا وأوكرانيا الاستثمار في العملات الرقمية سعر البيتكوين بالدولار الدولار سوق العملات الرقمیة التی یجب من أهم

إقرأ أيضاً:

علاقات إسرائيل الرقمية وتوظيفها في الحرب على غزة

لا تعد جرائم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة سابقة من نوعها على أرض فلسطين منذ 1948، لكنها أخذت في التصاعد منذ فك الارتباط والإجلاء القسري للمستوطنين عام 2005، حين واجه الجيش الإسرائيلي مقاومة من جانب الفصائل الفلسطينية دفعته إلى فرض حصار على غزة عام 2007 وشن سلسلة من الحروب بلغ عددها 7 منذ حرب الفرقان (الرصاص المصبوب) عام 2008-2009 وحتى طوفان الأقصى (السيوف الحديدية) عام 2023.

وإن خدمت هذه الحروب مصالح عسكرية وسياسية إسرائيلية محتملة، فإنها أضرت من الناحية الأخرى بالصورة الذهنية التي لطالما روّجت لها الدعاية الإسرائيلية (الهاسبارا) عن "المظلومية الأبدية للشعب الإسرائيلي"، و"الشرعية التاريخية على أرض فلسطين"، "وأخلاقية المبادئ الصهيونية" وغيرها، فقد بدأت هذه الصورة تتآكل تدريجيا لدى الوعي العام العالمي، خاصة مع الزخم على مواقع التواصل الاجتماعي الكاشف لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الإستراتيجية الإيرانية في لبنان بعد فقدان سورياlist 2 of 2أستير.. مشروع اليمين الأميركي لإسكات أنصار القضية الفلسطينيةend of list

ولجأت إسرائيل إلى توظيف شبكة من العلاقات العامة الرقمية لمواجهة المد الافتراضي للسردية المضادة لها، والتي بات فيها المستخدم متلقيا وشريكا في صناعة الحملات الإعلامية غير التقليدية. ولعل صفحة الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي من أبرز تجسيدات السياسة الإسرائيلية في مجال العلاقات العامة الرقمية، التي تسعى لرسم صورة ذهنية إيجابية للاحتلال في الرأي العام العربي.

إعلان

وقد كشفت دراسة إعلامية للباحثة في العلاقات العامة نيفين علاونة، وأستاذ الإعلام أسامة عبد الله، نشرها مركز الجزيرة للدراسات وحملت عنوان "إستراتيجية العلاقات العامة الرقمية ووظائفها في الحروب الإسرائيلية على غزة (2021-2022-2023)"، عن الرابط بين العلاقات العامة والدعاية وانحياز كليهما إلى المؤسسة الإسرائيلية الحاضنة لهما، كما حللت الدراسة منشورات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي على فيسبوك، والإستراتيجية التي استخدمها في الحروب الثلاثة للترويج لوجهة نظر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وما نتج عنها.

وجمعت الدراسة نحو 95 منشورا لأدرعي على منصة فيسبوك خلال الحروب الثلاثة، وعرضتها على 4 متخصصين في مجال العلاقات العامة والإعلام والأدب العربي، وناقشت مع كل منهم وظائف العلاقات العامة وارتباطاتها التاريخية بالأنظمة الاستعمارية، خاصة في حالة الاحتلال الإسرائيلي، كما رصدت الأشكال المختلفة للمنشورات (نص، صورة، فيديو.. وغيرها) وأنماط تفاعل المستخدمين مع تلك المنشورات.

مساحة للتأثير

تعرّف العلاقات العامة الرقمية بالمعنى العام على أنها "الاتصال بين منظمة ما وجماهيرها على الإنترنت"، لبناء تواصل ثنائي فعال مع المستخدمين باستعمال الوسائط الرقمية. ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت القناة الأكثر توظيفا في مجال العلاقات العامة، فهي تسهل على الخبراء والمحترفين بدء محادثات في الوقت الفعلي مع المستخدمين، وتحويلهم إلى مشاركين فاعلين.

وجدت النظم السياسية المهيمنة (احتلال، دكتاتوريات وغيرها) في العلاقات العامة الرقمية وسيلة لتمرير أفكارها والترويج لأجندتها وكسب ثقة جمهورها، كما استعملت في الاتجاه المعاكس لمقاومة تلك النظم وحشد الرأي العام لمعارضتها وإنهائها. وترى الدراسة أن العلاقات العامة التقليدية والرقمية هي الوارث الطبيعي لمجال "البروباغاندا"، فهي تتداخل وظيفيا مع السياسات الاستعمارية الجديدة للقطب العالمي الأوحد، الولايات المتحدة.

إعلان

وتتبع إسرائيل تماما أسلوب حليفتها عندما يتعلق الأمر بصراعها السياسي والعسكري الدائر في المنطقة منذ أكثر من 70 عاما. ووجدت في مواقع التواصل الاجتماعي امتدادا عميقا لوسائل الإعلام التقليدية، بدأت عبرها في استعمال اللغة العربية لتعزيز صورتها كدولة "سلام ومحبة وتسامح" منفتحة على اللغات والثقافات الأخرى، وهو أسلوب لا يتبعه أدرعي وحده، بل وزارة الخارجية وديوان رئيس الوزراء والشرطة والجيش وغيرها.

فمثلا، استعان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالدبلوماسي والسياسي أوفير جندلمان -وهو أيضا المتحدث باسم رئيس الوزراء- لمخاطبة الجمهور العربي عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، كما شجع صانعي القرار الإسرائيليين على تعلم اللغة العربية لتعزيز الصورة الذهنية لإسرائيل لدى المواطن العربي.

ويعود مصطلح الصورة الذهنية إلى أواخر القرن الـ19، إذ أدرك القادة أهمية فهم صورتهم الذهنية لدى الجماهير، وقدم ويليام بينو في عام 1997 ما سمي "خيارات الرسائل أثناء الأزمات" لإصلاح سمعة مؤسسة ما، مثل إستراتيجية الإنكار، والتهرب من المسؤولية، والحد من إساءة الحدث والتخفيف من حدته وغيرها.

ويرتبط الإقناع بصورة مباشرة مع إستراتيجيات إصلاح الصورة الذهنية، فهو في إحدى صوره عبارة عن عملية محاججة تقوم على 3 عناصر تحكم العلاقة الديناميكية بين المتصل والمتلقي، يسميها أرسطو "البراهين الفنية"، وهي "سمعة المتكلم"، و"العاطفة المستخدمة"، و"المنطق"، وهو ما يوظفه أردعي في منشوراته للتلاعب بعقول المستخدمين وعواطفهم، لنقل صورة سلمية عن الاحتلال وإلقاء اللوم على الفلسطينيين ضمن إطار الاستعمار الثقافي.

أفيخاي أدرعي نموذجا

لا توفر صفحة أدرعي الحقائق الإحصائية لحجم متابعة منشوراتها، مما يسمح للقائمين عليها بالتعامل مع الواقع الاتصالي بطريقة انطباعية بحتة، مثل "المتابعة المليونية للصفحة"، وهو ما يتيح إعادة تأطير المادة الإعلامية بحرية أكبر. بكلمات أخرى، يحاول القائمون على الصفحات تغييب الحقائق "كاستمالة إقناعية" لتصدير "الاستمالة العاطفية"ّ بدلا عنها، وهو ما يساعد على تثبيت (أو محاولة تثبيت) فرضية "المظلومية الأبدية لشعب إسرائيل" مقابل فرضية "العدائية الأبدية لشعب فلسطين غير المنضبط أخلاقيا ونفسيا".

إعلان

فعلى سبيل المثال، لا يمكن الاطلاع على حجم المتابعة لتغطية أدرعي لحرب "طوفان الأقصى"، وهناك احتمال عال جدا أن ادعاءاته حول المتابعة العالية لمنشوراته غير صحيحة، فقد ظهرت بعض التفاعلات المجهولة المصدر، كما أن بعضها يعود للتعليقات السلبية والتفاعلات الغاضبة من قبل الجمهور الفلسطيني، وهو ما يرفع التفاعل على صفحته.

ويحرص أدرعي على استخدام شكل "نص وصورة" أو "نص وفيديو" في منشوراته على فيسبوك، ليسمح للمستخدم بمتابعة الحجج التي يقدمها أدرعي وربطها بصريا من خلال المادة الإعلامية المعروضة، فتلعب المادة المعروضة دور الدليل على الحقائق التي يكتبها أدرعي في منشوره.

ويقوم خطاب أدرعي في منصات التواصل على إبراز الثنائيات المتضادة، مثل (مدافع/مهاجم)، (مسالم/إرهابي)، (محب للحياة/محب للموت) وغيرها، كما أنه يتبع إستراتيجيات تواصلية أخرى من قبيل "الإنكار" و"التهرب من المسؤولية" و"التقليل من شأن الحدث"، عبر حجج تزيد من مصداقية المتحدث وتستميل عاطفة المستمع، لترسخ في النهاية شرعية العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

[يمكنكم الاطلاع على الدراسة الإعلامية كاملة وما تضمنته من أرقام وبيانات، من خلال هذا الرابط في موقع الجزيرة للدراسات].

مقالات مشابهة

  • ما هي الاستثمارات التي سجلت أكبر ارتفاع في 2024؟.. هذا ما حققته الليرة التركية
  • علاقات إسرائيل الرقمية وتوظيفها في الحرب على غزة
  • أزمة جديدة في سوق العملات الرقمية بالولايات المتحدة
  • مقاضاة مصلحة الضرائب الأمريكية.. أزمة جديدة في سوق العملات الرقمية بالولايات المتحدة
  • نصائح ذهبية للبنانيين لاستقبال عام جديد من دون مشكلات
  • أسعار العملات في تركيا اليوم 31 ديسمبر: استمرار التذبذب في أسعار الصرف
  • 7 نصائح للوقاية من نزلات البرد والانفلونزا المنتشرة
  • استمرار التقلبات.. أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الليرة التركية ليوم 30 ديسمبر
  • صعود العملات الرقمية يجذب بنوك الاستثمار الكبرى في بورصة وول ستريت
  • 3 تغييرات رئيسية في قطاع التكنولوجيا المالية لعام 2024