كيف يمكن مساعدة تونس لتجنب التخلف عن سداد ديونها؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
قالت مجموعة الأزمات الدولية إن الاتحاد الأوروبي يجد نفسه أمام مهمة تحقيق توازن صعب يتمثل في مساعدة تونس للخروج من أزمتها والسعي أيضا لتحقيق إصلاحات في مجال حقوق الإنسان والحكومة في البلاد.
وتنقل المجموعة في تقرير لها أن تحقيق هذا الهدف يبدو صعبا على الاتحاد الأوروبي، إذ من الصعب السعي إلى حصول إصلاحات سياسية في تونس تحقق الاستقرار المنشود.
وقالت المجموعة إنه في عهد الرئيس قيس سعيد اتخذت تونس منعطفا استبداديا آخر مع استمرار تزايد أزمتها الاقتصادية الأساسية، فيما يحاول سعيد بناء نظام استبدادي كامل وتعزيز دعمه الشعبي بخطاب قومي حاد.
وفي الوقت نفسه، رفض سعيد الشروط المرفقة بقرض مقترح من صندوق النقد الدولي يهدف إلى تحقيق التوازن في الميزانية واستعادة ثقة المستثمرين، مما دفع البلاد إلى حافة التخلف عن سداد ديونها الخارجية. ومن المرجح أن يؤدي التخلف عن السداد إلى تفاقم المشاكل بشكل كبير من خلال تفاقم خطر العنف وتعريض الاستقرار الداخلي الهش بالفعل للخطر.
وأشارت المجموعة إلى أن الاتحاد الأوروبي يتحدث عن تونس كشريك رئيسي في مكافحة الهجرة غير النظامية، وهي مهمة يعتقد أنها ستتطلب حزم مساعدات كبيرة حتى تتمكن تونس من تحقيق النتائج التي تريد أوروبا رؤيتها مع الحفاظ على الاستقرار، لكن ذلك يغيب أولوية استعادة الديمقراطية وسيادة القانون.
وترى المجموعة إنه بدلا من التخلي عن المطالبة بتحقيق إصلاحات سياسية، فإن الاتحاد الأوروبي عليه أن يعمل على تشجيع تونس وصندوق النقد الدولي لاتفاق على شروط قرض معدلة، والضغط على تونس لعقد صفقة وتشجيع المساهمين في صندوق النقد الدولي على تخفيف بعض الشروط.
وترى المجموعة أنه من الضروري التركيز على قضية حقوق الإنسان والحوكمة، والتأكيد على أهمية الاستقرار الداخلي.
كما تنصح المجموعة الاتحاد الأوروبي بأن يكون مستعدا أن يوفر تمويلا عاجلا لتونس لدعم تسليم الأدوية والقمح، في حال فشلت البلاد في التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي وتخلفت عن سداد ديونها.
وتخلص المجموعة إلى أن تونس معرضة لخطر جدي ومتزايد بسرعة يتمثل في التخلف عن سداد ديونها الخارجية، وسوف تحتاج إلى مساعدة خارجية لإدارة هذا التحدي.
وبحلول عام 2024، مع سداد 2.6 مليار دولار من الالتزامات الأجنبية المقرر في عام 2024، بما في ذلك السندات المقومة باليورو المستحقة في فبراير، أي ما يعادل 900 مليون دولار، لا يزال من غير الواضح كيف ستتمكن الحكومة من تأمين أموال كافية للوفاء بهذه الالتزامات.
وترى المجموعة أن قرض صندوق النقد الدولي الطريقة أكثر ما يمكن أن يساعد تونس على الوفاء بسداد ديونها.
ومن شأن التخلف عن السداد أن يضع تونس في دوامة هبوط خطيرة. ويمكن أن يزعزع استقرار القطاع المصرفي، ويسبب انخفاض في الإنتاج، وتوليد المزيد من التضخم، وتمكين المزيد من الفساد الذي يبدو أنه يتزايد مع تدهور الوضع الاقتصادي إضافة إلى تدهور في الوضع الاجتماعي.
وتختم المجموعة أن الاتحاد الأوروبي عليه أن يلقي بثقله وراء الجهود الرامية إلى التوسط في اتفاق بين تونس وصندوق النقد الدولي والضغط على الصندوق لفرض شروط إصلاحات مخففة على تونس، لكن ذلك لا يجب أن ينسي الاتحاد مناقشة حقوق الإنسان وحماية سيادة القانون مع السلطات التونسية.
وتواجه تونس أزمة اقتصادية غير مسبوقة فقد بلغت نسبة التضخم 9,3% ونسبة نمو اقتصادي ضعيفة لا تتجاوز 0,6% وفقا لآخر الاحصاءات الرسمية فضلا عن أن العديد من المواد الاستهلاكية الأساسية أصبحت مفقودة من السوق على غرار السميد والطحين والزيت وغيرها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: صندوق النقد الدولی الاتحاد الأوروبی التخلف عن
إقرأ أيضاً:
قادة الاتحاد الأوروبي يسعون لدور “فعال” في غزة
يسعى قادة الاتحاد الأوروبي إلى القيام بدور أكثر فاعلية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس.
وخلال قمة عقدت أمس الأول، في بروكسل، ركزت بشكل كبير على أوكرانيا وروسيا، ناقش رؤساء دول الاتحاد الأوروبي وقف إطلاق النار الهش في غزة
وتعهدوا بتقديم الدعم الأوروبي لتحقيق الاستقرار في القطاع الساحلي الذي مزقته الحرب.
ويعد الاتحاد الأوروبي أكبر مزود للمساعدات للفلسطينيين والشريك التجاري الأول لإسرائيل.
من جانبه، قال رئيس وزراء لوكسمبورغ، لوك فريدن، أثناء توجهه لحضور الاجتماع: “من المهم ألا تكتفي أوروبا بالمراقبة، ولكن أن يكون لها دور فعال”، مضيفاً أن “أمر غزة لم ينته، والسلام لم يعد دائماً بعد”.
وأثار الغضب بشأن الحرب في غزة انقساماً داخل التكتل المكون من 27 دولة ودفع العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي إلى أدنى مستوى تاريخي.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قد أعلنت في سبتمبر عن خطط للسعي لفرض عقوبات ووقف جزئي للتجارة ضد إسرائيل، بهدف الضغط عليها للتوصل إلى اتفاق سلام في غزة.
وبدا أن الزخم وراء هذه الإجراءات قد تضاءل مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث دعا بعض القادة الأوروبيين إلى إلغائها.
ولكن قادة من أيرلندا إلى هولندا يقولون إنه مع استمرار تزايد العنف في غزة والضفة الغربية، فإن الإبقاء على طاولة البحث إمكانية فرض عقوبات على وزراء الحكومة الإسرائيلية والمستوطنات والتعليق الجزئي لاتفاق تجاري يمنح الاتحاد الأوروبي نفوذاً على إسرائيل للحد من العمل العسكري.وكالات