لبنان ٢٤:
2024-09-19@03:28:10 GMT

المغزى الحقيقي لصفقة الترسيم البري

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

المغزى الحقيقي لصفقة الترسيم البري

كتب طوني عيسى في" الجمهورية": يبدو أنّ الدور قد وصل فعلاً إلى الترسيم البري، حيث سيكون التحدّي الأبرز هو مزارع شبعا ذاتها. فالحدود اللبنانية- الفلسطينية لا تحتاج إلى ترسيم، وهي مرسّمة في زمن الانتداب الفرنسي في العام 1923، وكل ما في الأمر هو أنّ هناك نقاطاً معينة يتحكّم بها الإسرائيليون، داخل الأراضي اللبنانية.

وإذا تمّ اتفاق الترسيم، فعليهم أن ينسحبوا منها إلى الحدود الدولية التي يعترفون بها منذ أن وقّعوا اتفاق الهدنة في العام 1949. وهذه الحدود تحظى بموافقة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة جميعاً، وبينها إسرائيل.
قد يكون الأكثر إثارة في مفاوضات الترسيم البري بين لبنان وإسرائيل هو الإشكالية الواقعة في الخط الجنوبي مع سوريا، حيث هناك خلاف بين بيروت ودمشق على العديد من النقاط. وهو خلاف يتكرّر في نقاط عدة من مزارع شبعا امتداداً إلى مجمل الخط الذي يقسم سلسلة جبال لبنان الشرقية. وطبعاً، هو يمتد في عمق البحر قبالة الشاطئ الشمالي. ولذلك، سيحتاج الأمر ذات يوم إلى اتفاق ترسيم مع سوريا، ليتمكن لبنان من استخراج الغاز والنفط في الحدود الشمالية، على غرار ما جرى في الحدود الجنوبية.
وثمة من يعتقد أنّ التفاهم على إنجاز الترسيم البري ليس وليد الساعة، بل تمّ قبل عام، خلال التفاهم على اتفاق الترسيم البحري، وأنّ هذا الأمر بقي واحداً من البنود غير المعلنة في ذلك الاتفاق. ولذلك، حضر الوسيط الأميركي هوكشتاين سريعاً إلى الجنوب، في نهاية آب الفائت، ليشهد على اللحظة الأولى لبدء التنقيب في البلوك 9، وليعلن عن إطلاق مسار الترسيم البري، من دون أي اعتراض في الجانب اللبناني.

وفي الواقع، يحرص الجانبان الأميركي والإسرائيلي على إتمام الترسيم براً، ولو أنّ ذلك سيؤدي مبدئياً إلى انسحاب إسرائيل من نقاط عدة تحتلها اليوم. ولذلك، ثمة من يسأل: لماذا يتحمّس الأميركيون والإسرائيليون إذاً لهذا الترسيم؟
الواضح أنّ إسرائيل وحلفاءها يعيشون اليوم هاجساً أساسياً هو حماية أمن الطاقة. فهي لا تستطيع الاستفادة من مواردها إلاّ في مناخ أمني مضبوط تماماً. كما أنّ الشركات الأجنبية العاملة في البقعة المتوسطية المحاذية للبنان وإسرائيل لا يمكن أن تعمل إلاّ إذا توافر هذا المناخ الذي ستضطلع «اليونيفيل» بدور أساسي فيه.
واستباقاً لاستحقاق التفاوض حول الحدود البرية، سارع «حزب الله» إلى ربط النزاع مع إسرائيل، من خلال الخيمة التي أقامها في منطقة مزارع شبعا. فهذه الخيمة، برمزيتها، هي التجسيد العملاني لكون «الحزب» هو الطرف الأساس في مفاوضة إسرائيل.

بل إنّ اتفاق الترسيم البري المنتظر، وبمعزل عن كيفية مقاربته لملف مزارع شبعا، فإنّه سيمنح «الحزب» موقع الطرف القوي القادر على ضمان الحدود والتزام التفاهمات. وتدرك إسرائيل والولايات المتحدة أنّ أي طرف لا يمكنه أن يحلّ ويربط في لبنان سوى «حزب الله».وفي الخلاصة، الاتفاقات تُعقد عادةً بين الأقوياء، ولا دور للضعفاء فيها، ولا أحد يقيم لهم وزناً إلى طاولة التفاوض.

وهذا يعني أنّ «الحزب» سيحصل على مكاسب أخرى في الداخل اللبناني، مكافأةً له على الانخراط في مناخات التوافق. وستكون التسوية السياسية المفترضة، أي انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، أول هذه المكاسب، ولكن لا آخرها.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الترسیم البری مزارع شبعا

إقرأ أيضاً:

مخاوف لبنانية من تمادي اسرائيل بحرب الاستنزاف رغم استبعاد الغزو البري

رصد المسؤولون اللبنانيون امس المعلومات المسربة عن لقاءات الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في إسرائيل لمعرفة النتائج والمناخات التي وجدها لدى المسؤولين الإسرائيليين حيال "الجبهة الشمالية"، علماً ان توجساً لبنانياً واسعاً برز حيال المعطيات التي تحدثت عن خلافات وتخبط داخل الحكومة الإسرائيلية في شأن لبنان فيما كانت تبرز تهديدات جديدة بعملية غزو لشريط بري محدود لجنوب لبنان كما لو ان الامر يعكس توزيع أدوار.

وكتبت" النهار" : مع ان المعطيات التي طبعت مناخات المراجع اللبنانية الرسمية، السياسية والعسكرية، بدت متقاطعة مع معطيات"حزب الله" في استبعاد جدية التهويل الإسرائيلي بعملية برية انطلاقاً من اقتناع هؤلاء بان معرفة إسرائيل لضخامة الكلفة التي ترتبها عليها أي مغامرة كهذه ترجح طابع الحرب الدعائية النفسية على هذا التهديد، فان ذلك لم يقلل في المقابل من قتامة الانطباعات لدى المعنيين في لبنان الذين ازداد توجسهم من المعالم التصعيدية الاخذة في الاتساع على الجبهة الجنوبية ويخشون، حتى في حال استبعادهم حرباً واسعة، من استشراس حرب الاستنزاف وتماديها لوقت طويل لتحويل المناطق الحدودية الامامية الى ارض محروقة.
وتعززت هذه المعطيات في ظل ما تردد عن ان هوكشتاين اُبلغ في إسرائيل موقفاً جامعاً على الاتجاه الى توسيع العمليات العسكرية في لبنان. وتكشف مصادر معنية بان الحركة الديبلوماسية الغربية او الدولية الأخيرة حيال لبنان، سواء في ما يتصل بالوضع الخطير على الجبهة الجنوبية او في ما يتعلق بملف الازمة الرئاسية اظهر تعاظم القلق الدولي بقوة على لبنان في الفترة المقبلة الفاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، بما أوحى ان الأسابيع المقبلة ستشكل مرحلة محفوفة بخطورة عالية خصوصا اذا تبين ان "التمرد" الإسرائيلي على الإدارة الأميركية الضاغطة من اجل منع حرب واسعة في لبنان سيترجم بأشكال تصعيدية مختلفة في لبنان. وبرزت هذه المخاوف من طغيان الوضع الميداني في الجنوب على الاجتماع الأخير للجنة سفراء المجموعة الخماسية كما في لقاءات السفراء منفردين مع مراجع وشخصيات لبنانية، وكان اخرها لقاء السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ولقاء السفير السعودي وليد البخاري امس مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. حتى ان المصادر نفسها اشارت الى ان الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت قبل نهاية الشهر الحالي، قد تصبح رهن الأجواء والمعطيات التي ستتكشف بعد زيارة هوكشتاين لإسرائيل ولبنان، بما يعني الربط القسري بين الوضع الميداني في الجنوب وملف الازمة الرئاسية.
 
وكان وصل امس كبير مستشاري الرئيس جو بايدن اموس هوكشتاين إلى إسرائيل لمناقشة الوضع في لبنان، بحسب مسؤولين أميركيين وإسرائيليين. وقالت مصادر لهيئة البث الإسرائيلية إن هوكشتاين سيقترح خلال زيارته خططاً لإعادة رسم الحدود بين إسرائيل ولبنان. وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قال لقناة "الحدث" إن زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل تهدف إلى منع فتح جبهة ثانية في الشمال.
 
واجتمع هوكشتاين مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت فيما كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تضج بمعلومات عن اتجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى اقالة غالانت بسبب معارضته توسيع العمل العسكري في الشمال . ولكن وسائل الإعلام نفسها نقلت عن غالانت قوله لدى اجتماعه بالموفد الأميركي ان "السبيل الوحيد المتبقي لإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم هو العمل العسكري" وان "احتمال التوصل إلى اتفاق دبلوماسي يتلاشى مع استمرار حزب الله في ربط جبهة لبنان بغزة".
 

وفي المقابل بثت القناة 12 الإسرائيلية ان هوكشتاين قال لغالانت إن معركة واسعة ضد لبنان لن تعيد الأسرى وستعرض إسرائيل للخطر مشيرا الى ان واشنطن ملتزمة بحل ديبلوماسي في الشمال .
والتقى هوكشتاين لاحقا نتنياهو الذي صرح على الأثر "سنقوم بما يلزم لحماية امننا وإعادة سكان الشمال" . وأوضح مكتب نتنياهو ان الأخير ابلغ هوكشتاين انه لا يمكن إعادة السكان الى الشمال دون تغيير جذري في الوضع الأمني .
 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تغيّر استراتيجيتها على الحدود مع لبنان.. وتدفع بتعزيزات عسكرية
  • أسوشيتد برس: إسرائيل تبدأ تحريك مزيد من القوات إلى الحدود مع لبنان
  • حزب الله يقصف شمال إسرائيل ومناورة برية للاحتلال قرب الحدود
  • الفلاحي: لهذه الأسباب تعجز إسرائيل عن خوض الحرب مع لبنان
  • تفجير اسرائيل الـpagers .. لتجنب التوغل البري
  • وزيرة الصحة الفلسطينية السابقة: مصر حريصة على إدخال المساعدات لغزة.. والعائق الحقيقي إسرائيل
  • مخاوف لبنانية من تمادي اسرائيل بحرب الاستنزاف رغم استبعاد الغزو البري
  • لواء في جيش الاحتلال: لايمكننا هزيمة حزب الله.. الهجوم البري بمثابة ضربة قاتلة ونهائية لـ”إسرائيل”
  • نتنياهو: إسرائيل تحتاج لتغيير جذري على الحدود مع لبنان
  • كيف تتحضّر إسرائيل للحرب مع لبنان؟.. تقريرٌ يكشف