المغزى الحقيقي لصفقة الترسيم البري
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": يبدو أنّ الدور قد وصل فعلاً إلى الترسيم البري، حيث سيكون التحدّي الأبرز هو مزارع شبعا ذاتها. فالحدود اللبنانية- الفلسطينية لا تحتاج إلى ترسيم، وهي مرسّمة في زمن الانتداب الفرنسي في العام 1923، وكل ما في الأمر هو أنّ هناك نقاطاً معينة يتحكّم بها الإسرائيليون، داخل الأراضي اللبنانية.
قد يكون الأكثر إثارة في مفاوضات الترسيم البري بين لبنان وإسرائيل هو الإشكالية الواقعة في الخط الجنوبي مع سوريا، حيث هناك خلاف بين بيروت ودمشق على العديد من النقاط. وهو خلاف يتكرّر في نقاط عدة من مزارع شبعا امتداداً إلى مجمل الخط الذي يقسم سلسلة جبال لبنان الشرقية. وطبعاً، هو يمتد في عمق البحر قبالة الشاطئ الشمالي. ولذلك، سيحتاج الأمر ذات يوم إلى اتفاق ترسيم مع سوريا، ليتمكن لبنان من استخراج الغاز والنفط في الحدود الشمالية، على غرار ما جرى في الحدود الجنوبية.
وثمة من يعتقد أنّ التفاهم على إنجاز الترسيم البري ليس وليد الساعة، بل تمّ قبل عام، خلال التفاهم على اتفاق الترسيم البحري، وأنّ هذا الأمر بقي واحداً من البنود غير المعلنة في ذلك الاتفاق. ولذلك، حضر الوسيط الأميركي هوكشتاين سريعاً إلى الجنوب، في نهاية آب الفائت، ليشهد على اللحظة الأولى لبدء التنقيب في البلوك 9، وليعلن عن إطلاق مسار الترسيم البري، من دون أي اعتراض في الجانب اللبناني.
وفي الواقع، يحرص الجانبان الأميركي والإسرائيلي على إتمام الترسيم براً، ولو أنّ ذلك سيؤدي مبدئياً إلى انسحاب إسرائيل من نقاط عدة تحتلها اليوم. ولذلك، ثمة من يسأل: لماذا يتحمّس الأميركيون والإسرائيليون إذاً لهذا الترسيم؟
الواضح أنّ إسرائيل وحلفاءها يعيشون اليوم هاجساً أساسياً هو حماية أمن الطاقة. فهي لا تستطيع الاستفادة من مواردها إلاّ في مناخ أمني مضبوط تماماً. كما أنّ الشركات الأجنبية العاملة في البقعة المتوسطية المحاذية للبنان وإسرائيل لا يمكن أن تعمل إلاّ إذا توافر هذا المناخ الذي ستضطلع «اليونيفيل» بدور أساسي فيه.
واستباقاً لاستحقاق التفاوض حول الحدود البرية، سارع «حزب الله» إلى ربط النزاع مع إسرائيل، من خلال الخيمة التي أقامها في منطقة مزارع شبعا. فهذه الخيمة، برمزيتها، هي التجسيد العملاني لكون «الحزب» هو الطرف الأساس في مفاوضة إسرائيل.
بل إنّ اتفاق الترسيم البري المنتظر، وبمعزل عن كيفية مقاربته لملف مزارع شبعا، فإنّه سيمنح «الحزب» موقع الطرف القوي القادر على ضمان الحدود والتزام التفاهمات. وتدرك إسرائيل والولايات المتحدة أنّ أي طرف لا يمكنه أن يحلّ ويربط في لبنان سوى «حزب الله».وفي الخلاصة، الاتفاقات تُعقد عادةً بين الأقوياء، ولا دور للضعفاء فيها، ولا أحد يقيم لهم وزناً إلى طاولة التفاوض.
وهذا يعني أنّ «الحزب» سيحصل على مكاسب أخرى في الداخل اللبناني، مكافأةً له على الانخراط في مناخات التوافق. وستكون التسوية السياسية المفترضة، أي انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، أول هذه المكاسب، ولكن لا آخرها.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الترسیم البری مزارع شبعا
إقرأ أيضاً:
اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.. "عدم عودة حزب الله للحدود"
ذكرت صحيفة أكسيوس عن مسؤول أميركي، أن إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط اتفاق لإنهاء الصراع، ومن المتوقع أن توافق الحكومة الأمنية الإسرائيلية على الاتفاق يوم غد الثلاثاء.
وأوضحت الصحيفة أن الاتفاق حول لبنان نهائي، وحزب الله سينقل أسلحته الثقيلة شمال نهر الليطاني بحسب اتفاق وقف النار.
وأضافت الصحيفة، أن اتفاق وقف النار في لبنان يشمل تشكيل لجنة خماسية بقيادة واشنطن لمراقبة التنفيذ، اشنطن ستدعم إسرائيل عسكريا ضد أي تهديدات بحسب الاتفاق، كما سيضمن الاتفاق عدم عودة حزب الله إلى الحدود أو تهريب الأسلحة.
تشكيل لجنة خماسية
ووافقت إسرائيل على تشكيل لجنة خماسية، برئاسة واشنطن للإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
وقالت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية"، الإثنين، إن "اللجنة الخماسية ستشرف على تنفيذ الاتفاق في لبنان خلال ستين يوما".
وأضافت: "اللجنة الخماسية تضم الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل وقوات اليونيفيل".
وأشارت إلى أن "الاتفاق ينص على انسحاب إسرائيلي تدريجي خلال 60 يوما لضمان انتشار الجيش اللبناني".
يأتي ذلك فيما قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، الإثنين، إن إسرائيل تتحرك صوب وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة مع حزب الله، لكن لا تزال هناك مشكلات عالقة لمعالجتها، كما نقل عن سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة قوله إن اتفاقا قد يتبلور خلال أيام.
المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية
وقال ديفيد مينسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: "نتحرك في اتجاه اتفاق لكن هناك بعض القضايا التي لا تزال عالقة وتحتاج للمعالجة"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ووفقا لمنشور على منصة "إكس"، قال مايكل هرتسوغ سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة إن التوصل لاتفاق بات قريبا وإنه "قد يحدث خلال أيام.. نحتاج فحسب إلى تغطية باقي الجوانب".
لكن إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي المنتمي لليمين المتطرف قال إن إسرائيل عليها أن تواصل الحرب لحين تحقيق "النصر المبين"، ووجه كلامه لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قائلا على "إكس": "لم يفت الأوان بعد لوقف هذا الاتفاق".