منى أحمد تكتب: أكتوبر .. الملحمة الوطنية
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
علاقة الشعب المصري بجيشه كانت كلمة السر في نصر أكتوبر ، والذي استطاع فى وقت قياسى تجاوز محنة نكسة 1967، رغم خيبة الأمل إلا أنه سرعان ما أستعاد توزانه ،وعبر من ياس الهزيمة إلي نصر المستحيل فالعبورالمحال وفق معادلات القوة والحسابات العسكرية أصبح واقعا بفضل شجاعة الجندي المصري وعقيدته وإصرار شعبه .
كان المطلب الشعبي هو الثأر للخامس من يونيو67،اليوم الأصعب في حياة المصريين ، ومابين الخامس من يونيو وظهرالسادس من أكتوبر كانت الملحمة الكبري للشعب المصري وقواته المسلحة ، الجميع علي قلب رجل واحد من أجل معركة تحرير الأرض في أصطفاف آثار الأعجاب والدهشة.
وقد فرضت نكسة 67علينا حتمية خوض حرب الكرامة ، وكان قرار الحرب لابديل له أمام الرئيس الراحل أنور السادات ، لكسر جمود الموقف الذي أثار استياء الداخل المصري، المُطالب بالحاح بالثأر من هزيمة يونيو.
كانت القاعدة الشعبية أحد أدوات الضغط علي الرئيس الجديد السادات، للسير علي درب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذي بدأ يدخل في خانة المقارنات مع الزعيم الخالد في نفوس جموع المصريين.
أضافة إلي تأثر وضع الأقتصاد المصري بأغلاق قناة السويس 7سنوات والتي كانت تدرعائدا كبيرا علي الخزانة العامة للدولة، ومع إنخفاض إيرادات السياحة وتراجع الصادرات ، وأرتفاع الديون الخارجية لمصر لأكثرمن 5مليارات دولار خلال السنوات الثلاث الأولى من السبعينيات، أنخفض معدل النمو وتدهورميزان المدفوعات ، وتوقفت خطط التنمية.
وأمام حالة اللاسلم واللاحرب بعد توقف حرب الاستنزاف ، اتخذ الرئيس الراحل أنور السادات قرار الحرب بعد 6سنوات من الأعداد وإستنفار الشعب وشخذ الهمهم والإعداد، وتتحقق المفاجأة بالأصرار والعقيدة فلا تفريط في حبة رمل واحدة وما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.
وكان الشعار لاصوت يعلو فوق صوت المعركة ، ولم يكن هذا هو شعار كل جندي مصري بل كل بيت مصري، وتحمل الشعب بكل سماحة ورضا الإجراءات القاسية لتحويل الأقتصاد إلى أقتصاد حرب ، والذي أستنزف أكثرمن نصف ميزانية الدولة لإعادة بناء القوات المسلحة.
وقدم كل بيت مصري الغالي والنفيس من شهداء واموال ودماء ، فكل اسرة لها جنود أبطال علي خط جبهة النار، تكاتفت الجهود وتوحدت الأهداف والتضحية هي العنوان الأكبر، فالوطن فوق اي شئ .
أكتملت أركان المعادلة التي حولت الياس والإنكسارإلي حلم ثم واقع يفخربه كل مواطن مصري ، فالمعطيات جيش يقهر الصعب وشعب يؤاز بايمان راسخ في دولته وجيشه ومؤسساته ، والجبهة الداخلية متماسكة والاشقاء العرب داعمين بمواقف مشهودة غير مسبوقة.
ورغم إجماع معظم الخبراء العسكريين فى العالم بأن عبور المصريين وأقتحام خط بارليف ،عميلة أنتحارية شبه مستحيلة إلا إذا غامر المصريون بعشرات الألوف من الضحايا.
وحانت ساعة الصفر ساعة الحسم والبطولة، يوم أنفجار بركان الغضب في حرب ال 18يوم التي روت أروع بطولات الشهادة والتضحية والعطاء، وكانت صيحة العبور الله أكبرالله أكبر يرددها الجميع علي خط النار، يرددها كل مصري وعربي يوم السادس من اكتوبر.
كان الأيمان والعزيمة لإسترداد الأرض ورد الأعتبار أقوى من كل التوقعات، وأنتهت حرب الشمس بهزيمة لم يستطع العدو أن ينسي مرارتها حتي الأن، ولا أن ينسي المصريين مجدها جيلا بعد جيل.
أحداث جسام مرت بالوطن كان تماسك المصريين وجيشهم العظيم هو حائط الصد ، الذي تحطمت عليه جميع المخططات التي استهدفت مصرمنذ فجر التاريخ، فالجيش المصرى هـو السند الحقيقى فـى كـل أزمـة مرت بها مصر على مر التاريخ وهو جيش قوامه الشعب ،تحية إجلال لجيل اكتوبر ولروح كل شهيد وكل مقاتل ضحي في سبيل الوطن.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
«متبرع مصري.. أنا متبرع دائم».. حملة للتبرع بالدم أطلقها الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة (EPSF)
تحت شعار ملهم.. «متبرع مصري.. أنا متبرع دائم»، أطلق الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة (EPSF) حملة فريدة تستهدف غرس ثقافة التبرع بالدم كعادة دائمة، وليس مجرد فعل طارئ عند الحاجة وقام بجمع 5285 كيس دم وتوعية 205، 523 شخص.
أكد القائمون على الحملة أن التبرع بالدم هو أكثر من مجرد إبرة وقطرات دم. إنه رسالة أمل، نبضة حياة، ووعد بمستقبل أفضل للآلاف الذين ينتظرون. الحملة جاءت لتسليط الضوء على هذا الجانب الإنساني العظيم، وتقديم التوعية بأهمية التبرع المنتظم، الذي يمكن أن يكون الفرق بين الحياة والموت لمرضى الحوادث، الأطفال المحتاجين لنقل الدم، والمصابين بأمراض مزمنة.
لكن لماذا التبرع بالدم؟ ببساطة، لأننا نستطيع. لأن قطرة صغيرة منك يمكنها أن تضيء حياة الآخرين. لأنها تمنحك الفرصة لتكون بطلاً حقيقيًا، بدون عباءة أو أضواء، بل بعمل بسيط يحمل أثرًا لا يُنسى. التبرع ليس فقط لإنقاذ الآخرين، بل هو أيضًا هدية تقدمها لنفسك، فهو يعزز صحتك، يُنشط الدورة الدموية، ويُبقي قلبك نابضًا بالعطاء.
الحملة جاءت دعمًا لرؤية وزارة الصحة لتحقيق أهداف 2030، التي تسعى لرفع نسبة المتبرعين إلى 3% من السكان المؤهلين. هذه النسبة قد تبدو صغيرة، لكنها يمكن أن تحدث ثورة في نظام الرعاية الصحية، وتضمن الاكتفاء الذاتي من أكياس الدم في كل الظروف.
ما يميز هذه الحملة هو أسلوبها الجريء والمبتكر. لم تكن مجرد دعوة للتبرع، بل كانت منصة للتواصل مع المجتمع بطرق مليئة بالحيوية. من ورش العمل التفاعلية إلى المحادثات المباشرة والفعاليات الميدانية، كان الهدف واضحًا: نشر رسالة التبرع كفعل نبيل ومستدام.
وفي كل مرة يُملأ فيها كيس دم، كانت هناك قصة جديدة تُكتب. قصة شاب قرر أن يكون جزءًا من التغيير، أو أم دفعتها إنسانيتها للمشاركة، أو طالب رأى في الحملة فرصة ليكون صانع أمل.
لقد حققت الحملة نجاحًا ملحوظًا، حيث تم توعية آلاف الأشخاص، وجمع مئات أكياس الدم التي ستُعيد الحياة لمن يحتاجونها. لكنها لم تنته هنا، بل تركت أثرًا أكبر: جعلت من التبرع بالدم رسالة حب يتناقلها الجميع، ووعدًا بأن الأمل دائمًا موجود.