المنتدى الثاني رفيع المستوى يختتم أعماله.. «بيان الدوحة» يوصي بتطوير التقنيات الزراعية بـ «التعاون الإسلامي»
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
أصدر المنتدى الثاني رفيع المستوى حول الأمن الغذائي – الذي استضافته دولة قطر في ختام أعماله «بيان الدوحة» بحضور المسؤولين الحكوميين في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي(OIC) وممثلي مؤسساتها والمنظمات الدولية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص والمؤسسات البحثية والمنظمات المدنية ذات الصلة.
يأتي بيان الدوحة في ظل التحديات الحاسمة والمتصاعدة التي تواجه الأمن الغذائي داخل جغرافية منظمة التعاون الإسلامي، وخاصة في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا وغيرهما من المناطق ذات التضاريس الجافة والقاحلة.
وأكد البيان أهمية تطوير الممارسات الزراعية من خلال التقنيات والابتكارات المتطورة لمعالجة قضايا الأمن الغذائي الملحة، والتي تشمل الغذاء الجيد والزراعة الذكية مناخيًا والزراعة الدقيقة والزراعة الرقمية والاستشعار عن بعد والزراعة العضوية والعمودية والمائية وغيرها من الابتكارات، وذلك لتحسين استخدام الموارد وتعزيز الإنتاجية وتخفيف الآثار البيئية.
كما أكد البيان أهمية التكنولوجيات المتعلقة بإدارة المياه والزراعة الذكية مناخيًا، لا سيما في جغرافية منظمة التعاون الإسلامي، فضلاً عن الإمكانات التحويلية للمنصات الرقمية وأجهزة إنترنت الأشياء (IoT) للزراعة الدقيقة، مما يتيح استخدام المياه بكفاءة ويؤدي إلى تحسين العائد من المحاصيل حتى في المناطق القاحلة.
كما شدد البيان على إعطاء الأولوية لتعزيز أسواق المواد الغذائية في منظمة التعاون الإسلامي، وتعزيز التجارة البينية فيها، وتسهيل الاستثمار لضمان الاستدامة الزراعية وتعزيز النمو الاقتصادي داخل البلدان الأعضاء في المنظمة.
وشدد بيان الدوحة على التآزر بين التقدم التكنولوجي والابتكارات في مجال تصنيع الأغذية، والتي تملك القدرة على إعادة تشكيل صناعة الأغذية وجذب الاستثمارات الكبيرة وتحفيز التجارة الدولية، مما يضع الدول في طليعة النظام البيئي الغذائي العالمي سريع التطور.
وأكد بيان الدوحة على الحاجة إلى أطر سياسية وتنظيمية قوية لتسهيل التنفيذ الفعال لهذه الابتكارات وتوسيع نطاقها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية نشر المعرفة من خلال مشاركة أصحاب المصلحة والمنتديات التعاونية لإعلام صناع القرار والجهات المعنية بتحقيق الأمن الغذائي المستدام والممارسات الزراعية.
وأعرب المشاركون في المنتدى عن تقديرهم للمساهمة الكبيرة التي قدمتها المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي ولجهودها في دعم الأمن الغذائي المستدام داخل الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وعملها الإضافي الذي يشمل التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتنفيذ المنهجي لبرامج ومشاريع محددة.
كما جرى التأكيد على هذه المواضيع ضمن الأولويات الرئيسية في الرؤية الإستراتيجية للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي 2031، وإطلاق برنامج «التكنولوجيا الحيوية والزراعية» والاهتمام باعتماد تقنيات متطورة وبأسعار معقولة وفعالة من حيث التكلفة في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
أوصى المشاركون بالتركيز على تطوير تقنيات إدارة المياه واستخدام أجهزة إنترنت الأشياء لتحسين الممارسات الزراعية، بالإضافة إلى تشجيع اعتماد التقنيات الناشئة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الأمن الغذائي المنتدى الثاني رفيع المستوى منظمة التعاون الإسلامي فی منظمة التعاون الإسلامی الأمن الغذائی الأعضاء فی
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية: النفوذ القطري في الشرق الأوسط يقلق إسرائيل
تناول مقال في صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، دور قطر المتنامي في غزة وتأثيره على ديناميكيات القوى الإقليمية، مشيراً إلى تعاون قطر السريع بعد وقف إطلاق النار لتقديم المساعدات وإعادة الإعمار، مما يعزز مكانتها كلاعب مركزي معترف به دولياً.
ويوضح المقال أن إسرائيل، رغم استفادتها من الوساطة القطرية، تواجه تحديات في تقليل اعتمادها عليها، خاصة في ظل غياب خطط بديلة لإعادة بناء غزة. كما أن النفوذ القطري يمتد إلى تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة، مما يثير قلق إسرائيل.
ويرى الكاتبان يوئيل غوزانيسكي وإيلان زالايات أن على إسرائيل تبني استراتيجية متوازنة بين التعاون البراغماتي مع قطر واتخاذ خطوات لحماية مصالحها الأمنية في مواجهة تأثيرات قطر الجيوسياسية المتزايدة.
ويقول الكاتبان إنه في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار، لم تضيّع قطر وقتاً في سبيل استئناف عمليات تسليم المساعدات إلى غزة، بموافقة إسرائيل، ودشنت الدوحة ممراً برياً لتزويد غزة بـ 12.5 مليون لتر من الوقود خلال الأيام الأولى من وقف إطلاق النار.
ويلفت الكاتبان إلى أن قطر جعلت نفسها بمثابة لاعب لا غنى عنه في المشهد، ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل في حسابات السياسة الخارجية الأمريكية، بدليل أن قدرة الدوحة على تلبية رغبة ترامب في التوسط من أجل إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل تنصيبه مثّلت بداية جيدة بشكل خاص لعلاقاتها مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
ويقول المقال إن هذه التحالفات عززت علاقات الدوحة مع واشنطن، لا سيما في ضوء تقارير تفيد بأن ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، لديه مصالح اقتصادية في قطر، وهو ما قد يدعم التعاون السياسي الأعمق بين البلدين، ويجعل نفوذ قطر في غزة مصدر قلق لإسرائيل، خاصة وأن قطر تستخدم مساعداتها المالية لغزة بنشاط كأداة دبلوماسية لكسب النفوذ الدولي.
ويختتم الكاتبان مقالهما بالإشارة إلى أنه مع تشكيل مستقبل غزة بعد الحرب، يبدو أن مشاركة قطر سوف تتنامى، الأمر الذي يثير تساؤلات بالغة الأهمية بشأن تأثيرها على ديناميكيات القوى في المنطقة، لذا يتطلب الأمر بالنسبة لإسرائيل، أن تتعامل مع هذا الواقع برؤية تتسم بالموازنة بين التعاون البراغماتي.