إسعاد يونس: الجيش والشعب زي العاشق والمعشوق
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
شاركت الفنانة الكبيرة إسعاد يونس في الندوة تثقيفية احتفالية بالذكرى الخمسين لنصر أكتوبر، التي أقيمت بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.
إسعاد يونس: أنا كنت أهم واحدة في الإذاعة يوم إنتصار أكتوبر
وقالت إسعاد يونس في كلمتها: "يوم 6 أكتوبر 10 رمضان الساعة 2 الضهر، اتقال بيان عسكري قلب الدنيا ورج المبنى ورج مصر كلها زلزال سعيد وزلزال من الفرحة والزغاريد، وأنا كنت أهم واحدة في الإذاعة اليوم ده، مش لأني مذيعة مهمة ومخضرمة ولا هقرأ بيان عسكري، لأني كنت مرمطون الإذاعة بيعلموا فيا اللي هما عاوزينه، اطلعي وانزلي".
وأضافت: ستوديو الأغاني كان مليان نجوم زي عبد الحليم وشادية وعبد الرحمن الأبنودي وصلاح جاهين، كانت هناك حالة زخم عظيم ورهيب، والفن اللي طلع منهم في الكام ساعة وفضل عايش لحد النهارده مش وليد اللحظة، لكن هما كانوا مستنيين طول الست سنين حلم وعايشين على أمل والأعمال الفنية بتتكون جوه نفسهم، علشان كده خرجوها بالسرعة والإنجاز ده والعظمة دي، والناس دي عمرها ما سلمت ولا يئست.
وأستكملت حديثها قائلة: إسعاد يونس الجيش والشعب زي العاشق والمعشوق، كلنا جوه بعض ولاد بعض وأحفاد بعض وأعمام بعض.. استحالة يصدقوا أن فيه يأس ممكن يحصل وطول الوقت كان فيه أمل علشان كده الأعمال دي طلعت بالنجاح ده.
من هي إسعاد يونس
ويذكر أن الفنانة إسعاد يونس هي اسمها الحقيقي إسعاد حامد يونس جمال الدين والمعروفة فنيا باسم إسعاد يونس ولدت الفنانة القديرة في منتصف القرن العشرين عام 1950 لأبوين مصريين مسلمين علي أرض المحروسة وتحديدا في العاصمة التاريخية لمصر قاهرة المعز انطلقت إسعاد يونس بقدراتها الخاصة وإرادتها الفولاذية تعدو في سبل النجاح مرارا وتكرارا، فبعد تخرجها من معهد الإرشاد السياحي عام 1972 التحقت بإذاعة الشرق الأوسط كمذيعة لكن العمل الاذاعي لم يلبي طموحها فانتقلت للتمثيل لتبدع لجماهيرها عشرات الأعمال الفنية الخالدة في ذاكرة الشعوب والمحفورة في تاريخ السينما والتلفزيون.
و لكن كل ذلك لم يرضي طموح إسعاد بشكل كامل فليس للابداع حدود فذهبت إسعاد يونس إلى أكثر مناطق الابداع سخونة ومنافسة وهي الكتابة وسطر قلمها وقريحنها الفذة العديد من الأعمال أكثرها نجاحا كان مسلسل بكيزة وزغلول، والكثير من الجماهير لا تعرف أن هذا المسلسل الأيقوني كان من تأليف إسعاد يونس ومن مداد إبداعها اللا متناهي.
ومن ناحية اخري، اقتحمت إسعاد يونس مجال الإنتاج الفني لتؤسس شركتها الخاصة الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي هادفة للارتقاء بمستوي الأعمال الفنية بالتلفزيون والسينما وبالفعل أنتجت العشرات من الأعمال الناجحة وقد تأسست الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي في مقتبل الألفية الثالثة عام 2000 وفي عام 2014 حدث تحول جديد في مسيرة إسعاد يونس بظهورها كمذيعة لبرنامج صاحبة السعادة والذي حقق نجاحا جماهيريا كاسحا لتزداد إسعاد يونس بريقا ولمعانا وثباتا في وجدان وأرواح الشعوب العربية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اسعاد يونس الإعلامية إسعاد يونس الفجر الفني إسعاد یونس
إقرأ أيضاً:
قوى السودان الناعمة والشعب المُعَلِم
لفتة بارعة من قيادة منطقة الكدرو العسكرية، ومحلية بحري، وولاية الخرطوم، بترتيبهم الاحتفاء الشعبي والرسمي، بقامات الفن الوطني، وأساطين الموسيقى والشعر. وعلى رأس هؤلاء الأساتذة النور الجيلاني، وعبد القادر سالم، ورفاقهم من عباقرة الثقافة والتراث الوطني، ورسل السِلم المدني، وسفراء النغم الحادي، وينابيع قوى السودان الناعمة وبلا حدود.
فما يميز السودانيين، دون غيرهم من أهل الأرض، هو أنهم شعب أُطلق عليهم باكرا وحصريا لقب: “معلم الشعوب” و “مفجّر الثورات”، وباذل المهج رخيصة في سبيل عزته وسيادته، ومهلك الطغاة، ومدمر عتاة الغزاة، من لدن أبطاله الأفذاذ النابغين، كالفارس الكردفاني المغوار، إبراهيم وِدِّير، الذي كسر بسيفه مدفع جيش الغزو الخديوي في معركة بارا عام 1821م. وهو صاحب المنظومة الحماسية، والملحمة الوطنية، المتدفقة عزة وشرفا وإباء، والتي تظل وساما تاريخيا خالدا يرتسم على صدر كل سوداني:
” المدفع إن سِلِمتْ قَسمي..
وإن قُتلت وَسمي”..
فارتقى شهيداً في عليين، في ظلال وعيون، وجنات ومقام كريم. وبقي مدفع “ود ودِّير” بوسمه الموثوق رابضاً في متحف القوات المسلحة، رمزاً وأثراً يحكي أسطورة الأمة التي لا تقهر، والشعب الذي لا ينحني أمام الجوائح، ولا ينكسر أمام جيشان مراجل الأضغان، والأحقاد الفاشية، وتآمر الباطل المسنود بذل الإرتزاق، وسوءات الغدر، وخذلان اللئام ومنكري مناقب الإحسان.
وتستمر بطولات أهل السودان وجساراتهم، واحتقارهم للموت، عندما تمتحن عزتهم، ويلتمس الأوباش المأجورين من فجاج الأرض، النيل من شرفهم الباذخ. وعندها يكون ردهم جاهرا بالحسم القاهر، والإنتقام الجاسر، بالضرب على هامات عتاة الغزو المنتفشين بالحقد والصلف، لاستعباد الشعوب وقهرها ونهب مواردها.
فسطرت صفحات تاريخ الغزو الأجنبي مصارع البغاة العتاة على أرض السودان، وتظل دوما صفحات مفتوحة تضمّنت أسماء محتلين وغزاة بغاة صُرعوا فمرغت أنوفهم، وقُطعت رؤوسهم، من أمثال إسماعيل باشا وهكس وغردون واستيوارت، والعديد من أذيالهم التابعين.
فمن نوابغ أبطال أهل السودان، وشيوخهم الأباة النابغين، إبان الحقبة الاستعمارية، الشيخ ود جاد الله الكاهلي، الملقب بـ” كسار قلم ميكميك” لأنه كسر قلم المفتش الاستعماري بمكتبه، عندما توعده بصلف طاغ بشطب إسمه من سجل مشيخة القبيلة، التي ورثها من أجداده كابرا عن كابر، فأبى وأنكر قوله، ورفض قراره، فكسر قلمه، ولسان حاله : اقضِ ما أنت قاض، فلن نُذل لأحد، ولن نُهان، ولن نركع لقلم غازٍ جبان.
هذا هو عين ما يضيفه اليوم أبناء السودان الأشاوس المعاصرون في سجل الأجداد والآباء الأماجد اليوم في معركة الكرامة والشرف والتحرير.
ومن تلقاء ذلكم فيتعين أن يُصحَح تاريخ السودان في مناهج كافة المراحل الدراسية، من لدن مرحلة الروضة وحتى الشهادة الجامعية، ومن يرسب في مادة تاريخ السودان، فليس جديرا ولا مؤهلا للحصول على الشهادة السودانية.
فالشعوب تبني تاريخها بمجاهداتها وملاحمها، وتختار دساتيرها وأنظمة حكمها من قيّمها الراسخة، وتراثها الجمعي، وتؤكد على ممسكات وحدتها وتعض عليها بالنواجذ.
هذا ما حدث بعد الثورة الفرنسية عام 1789م، وما حدث بعد الحرب الأهلية الأمريكية عام 1862م وما حدث في جنوب أفريقيا بعد انهيار نظام الفصل العنصري (الأبارثيد) عام 1994م.
وها قد آن أن تتشكل الإرادة الوطنية الجامعة لأهل السودان، بتعديل دستوره الحالي، ليستوعب طبيعة وشكل الدولة المعاصرة، وطراز الحكومة التي يريدون، وتحديد أنموذج إدارتها، بما يخاطب أشواق وآمال شعب السودان الجمعية، ويستوعب شراكتهم الشمولية القاعدية في إدارة بلادهم، وعلى كافة مستويات السلطة، وبعدالة اقتسام الثروة، وتوازن التنمية، وبسط الحكم الراشد والفيدرالية الديمقراطية.
د. حسن عيسى الطالب
إنضم لقناة النيلين على واتساب