أطلقت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فعاليات الموسم الثاني في سلسلة مشروعها الثقافي: «ندوة الأمة»، أول أمس، بعد صلاة العشاء مباشرة، في قاعة مركز الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، تحت شعار: «قيمنا.. عماد الحضارة وسبيل النهوض»، بحضور سعادة غانم بن شاهين السليطي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.


ويشتمل هذا الموسم على أربع ندوات مهمة، وفي الندوة الأولى تم طرح موضوع القيم والنظر إليها من زاوية كونها تشكل ذلك «البديل الغائب» الذي تنتظره الحضارة المعاصرة لمواجهة الخلل الذي تشكو منه في أكثر من مجال، وتسديد المسيرة، وتصويب الوجهة، ومن ثم البحث في وسائل استدعاء هذا البديل وكيفيات تنزيله في عالم الشهود.
وشارك في الندوة نخبة من الباحثين والأكاديميين، وهم: الدكتور عبدالعزيز بن سليمان السيد - أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة- جامعة قطر، ود. محمد بن أبو بكر المصلح - العميد المساعد للشؤون الأكاديمية بكلية الشريعة - جامعة قطر، ود. محمد بن عبدالله الساعي - أستاذ مساعد بكلية الشريعة - جامعة قطر.
وتناولت الندوة عدة محاور مهمة، منها: البعد الديني للقيم، الحضارة قيمة دينية.. والنهوض سلوك قيمي، حاجة الحضارة المعاصرة لقيمنا، واستدعاء البديل.. وتحقيق الشهود الحضاري.

القيم والحضارة.. ودعم الباحثين 

وفي كلمة الشيخ د. أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، قال: الموسم الثاني، لندوة الأمة، يتناول موضوع: «قيمنا.. عماد الحضارة وسبيل النهوض»، وندوتنا الأولى ستبحث عن «البديل الغائب»، وإظهار البعد الديني والروحي للقيم الإسلامية، وقيام الحضارة الإسلامية على قيم الوحي، والبحث عن مقومات النهوض، في محاولة لتحقيق الشهود الحضاري باستدعاء البديل الغائب.
وأضاف د. أحمد بن محمد في تصريحات خاصة لـ «العرب»: ندشن أولى ندوات الأمة في الموسم الثاني، والذي يتطرق لموضوع القيم ومدى أهميتها في الحضارة الإسلامية، والندوة تسلط الضوء على البديل الغائب، وهو القيم الإسلامية، فهي لها دور مهم في نهوض الأمة، ولها دور مهم في المجتمعات الإسلامية، والمجتمعات الإنسانية بشكل عام، الندوة تسلط الضوء على مدى تأثر المجتمعات بغياب القيم الإسلامية.
وتابع: إدارة البحوث تحرص على استقطاب الباحثين من الأساتذة القطريين، والذين لهم اهتمام بموضوعات الندوة، وذلك لأن الأساتذة القطريين والمتخصصين في هذا المجال يكون له اطلاع على تأثر المجتمع القطري بموضوع الندوة، لذلك نحرص في ندوات الأمة أن يكون هناك جانب يتطرق للمجتمع القطري وتاريخ قطر ومدى أهمية فكرة الندوة، وننطلق من المجتمع القطري إلى المجتمعات الإسلامية الأخرى وإلى الأمة الإسلامية، وعلى جميع الأصعدة.
وأكد الدكتور أحمد بن محمد على دعم إدارة البحوث للباحث القطري، مشيراً إلى سلسلة الأبحاث والرسائل العلمية والتي تركز على اصدار الأبحاث للقطريين، حيث تم اصدار 8 سلاسل، إضافة إلى جائزة الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني الوقفية، والتي تضم فرعا للقطريين.
وأوضح أن الفكرة لا تقتصر على دعم الباحث القطري ولكن أيضاً رفع مستوى الأبحاث الموجودة إلى العالمية، إضافة إلى إثارة الموضوعات التي يمكن أن يعمل عليها الباحث القطري، ليسلط الضوء على المجتمع القطري، منوهاً إلى أن جائزة الشيخ علي بن عبدالله المحلية تركز على قضايا المجتمع القطري، ليتناولها باحثون قطريون.
ولفت إلى أن كتاب الأمة يشارك فيه باحثون قطريون إلى جانب الباحثين غير القطريين، إضافة إلى فرع الجائزة الدولية من جائزة الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني الوقفية، التي يمكن للباحثين القطريين المشاركة فيه أيضاً.
وكشف الدكتور أحمد بن محمد عن عمل إدارة البحوث على توفير إصدارات الإدارة على الموقع الالكتروني لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وأنه سيتم تدشين هذا الباب على الموقع بعد استكمال رفع إصدارات الإدارة على الموقع الالكتروني بشكل كامل، مضيفاً: كما نحرص على تطوير كتاب الأمة، حيث يتم دراسة تحديثه بشكل دوري.
وحول الخطط المستقبلية للإدارة، قال: نحن في طور إعادة بناء مكتبة الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، ليتم هدم المكتبة وبناؤها في نفس الموقع، وهي من الأوقاف، ليتم إعادة بنائها بأسلوب حديث وشكل حديث وخدمات حديثة تتوفر للجميع، إضافة إلى عدد من المشاريع الداخلية.

مقومات عودة النهوض 
من جانبه تناول الدكتور محمد بن أبو بكر المصلح - العميد المساعد للشؤون الأكاديمية بكلية الشريعة - جامعة قطر، أهم مقومات الإمكان لمعاودة النهوض، وحاجة الحضارة المعاصرة لقيمنا، والآثار المهلكة لغياب البديل، مجيباً على عدد من الأسئلة أبرزها، لماذا قيمنا هي أهم مقومات الإمكان لمعاودة النهوض؟ وما حاجة الحضارة المعاصرة لقيمنا؟ وما الآثار المهلكة لغياب البديل؟ وهل قيمنا هي البديل الغائب؟ وكيف تكون قيمنا هي البديل وهي غائبة؟.
وعرف القيم بأنها منظومة المفاهيم المعيارية المجتمعية، الحاكمة على: الأفكار والسلوكيات الإنسانية من حيث الحسن والقبح أو القبول والرد، لافتاً إلى أن منظومة القيم تصوغ هوية المجتمع وثقافته حسب مرجعيته.
البناء الحضاري والنهضوي
من جانبه تناول الدكتور محمد بن عبد الله الساعي - أستاذ مساعد بكلية الشريعة بجامعة قطر، البعد الديني للقيم، حيث أوضح أن أهمية الحديث عن القيم والأخلاق ترجع إلى عوامل، منها: ما نجده في نصوص الوحي من المساحة التي يشغلها موضوع الأخلاق، والمكانة التي أعطيت لها في الشريعة، وأثرها الملحوظ في البناء النهضوي والحضاري للأمم جميعاً، قديماً وحديثاً، وهو أمر ترشدنا إليه الدراسة التاريخية لهذه الحضارات.
كما أشار إلى ما يستجد في الحياة الحديثة من التحديات التي تواجه هذا الملف، والتي تؤدي إلى خلل في شتى مناحي الحياة، خلل في علاقة الإنسان بربه وعقائده، في العلاقات الأسرية، في العلاقات المجتمعية.
وقال د. الساعي: كلنا يدرك أن كثيراً من المشاكل الاجتماعية المتزايدة مع مرور الزمن مرتبطة بوجه ما بالخلل في جانب القيم، وهذه التحديات في ازدياد عالمياً، والأمم الضعيفة هي الأضعف في المدافعة، وبالتالي أقرب إلى المجاراة فيما يطلب منها، ولذا يشكل موضوع القيم هاجساً لهذه الأمم لأنها تريد البقاء في عالم ليست هي الأقوى فيه، والتوسع المستمر للقوى المهيمنة اليوم في أنشطتها وأعمالها ومساراتها التنموية يتطلب باستمرار من الأمم الأضعف تخفيض مستوى التزامها بقيمها.
وأضاف: استجابة هذه الأطراف الأضعف متفاوتة، فمنها ما يبدي شيئاً من المقاومة، ومنها ما يحاول أن يفاوض في بعض المساحات استبقاءً لأقصى ما يمكنه استبقاؤه من قيمه، إلا أن استمرار هذه العملية وتضخمها وسرعة التغيرات التي تطرأ عليها يجعلها معرضة باستمرار لتقديم تنازلات أكبر في هذا الباب، وهذا تحد كبير.
وتابع: ينبغي التعامل بجدية برؤية عميقة تتجاوز مجرد المعالجات الآنية لبعض الإشكالات المجتمعية التي تطفو على السطح من حين لآخر، وإن كانت هذه المعالجات أيضاً مطلوبة وتؤدي دوراً ما، هذا جزء مما يجعل موضوع القيم هاجساً، ولا ينبغي أن يفهم من هذا الكلام أن الأمم القوية أو المهيمنة اليوم بعيدة عن الإشكال القيمي، أو أن نتصور أنها وأبناءها متفقون على نموذج قيمي وكل ما يفعلونه هو التبشير بهذا النموذج ونشره في الأرض، في الواقع، الجدل في الشأن القيمي واسع في الغرب، والذي يفتح هذه النافذة يطل من خلالها على كثير من النقاش والنقد في مجال القيم، قديماً وحديثاً، سواء من النواحي الفلسفية أو الاجتماعية أو القانونية أو النفسية أو السياسية، مع ازدواجية وتشدد واضح في بعض المساحات التي لا يقبل فيها النقد القيمي إطلاقاً، وهذا يفتح لنا أفقاً للتعاون مع بعض هذه النوعيات المناهضة للحالة القيمية التي وصل إليها الإنسان الحديث، والتي يريد ويسعى الكثير منذ زمن بعيد إلى أن تكون نموذجاً كونياً، يختفي فيها الفارق بين الخير والشر والحق والباطل والصواب والخطأ.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر وزارة الأوقاف إدارة البحوث ندوة الأمة الشیخ علی بن عبدالله بکلیة الشریعة إدارة البحوث أحمد بن محمد جامعة قطر إضافة إلى محمد بن آل ثانی إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف نجح الطالب (حماس) وأخفق الأستاذ (الحركات الإسلامية)؟

في ظل التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة العربية خلال العقود الأخيرة، برزت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كنموذج فريد من نوعه لحركة مقاومة ضد الاحتلال تجمع بين الجوانب العسكرية والسياسية والاجتماعية، بينما فشلت فروع الحركة الإسلامية في دول الربيع العربي، مثل مصر واليمن والمغرب وتونس، في الحفاظ على مكتسباتها السياسية بعد وصولها إلى الحكم، استطاعت حماس أن تحقق إنجازات عسكرية واستخباراتية كبيرة، أبرزها عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي أذهلت العالم وأظهرت قدرة الحركة على تنظيم وإدارة عمليات معقدة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا نجحت حماس في تحقيق هذا التفوق، بينما فشلت الحركة الإسلامية في دول مختلفة؟ وهل يمكننا النظر إلى حماس كنموذج مختلف يستحق الدراسة؟

الجزء الأول: البيئة السياسية والظروف التاريخية

1- الفرق بين حماس والحركات الإسلامية الأخرى

منذ تأسيس حماس عام 1987، كانت حماس جزءا من صراع وجودي مع الاحتلال الإسرائيلي. لم يكن هدفها مجرد الوصول إلى السلطة السياسية، بل كان هدفها الأساسي تحرير الأرض الفلسطينية واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني. هذه الرؤية الواضحة جعلت الحركة أكثر تركيزا على بناء قواعدها الشعبية والعسكرية.

في المقابل، الحركات الإسلامية في دول الربيع العربي، مثل الإخوان المسلمين في مصر، واجهت تحديات مختلفة. كانت هذه الحركات تسعى للوصول إلى السلطة عبر الانتخابات، لكنها وجدت نفسها غير مستعدة لإدارة دولة بأكملها، خاصة في ظل ضغوط داخلية وخارجية هائلة. كما أن هذه الحركات كانت تفتقر إلى رؤية واضحة حول كيفية التعامل مع المؤسسات التقليدية، مثل الجيش والقضاء.

2- الاعتماد على الذات:

اعتمدت حماس، منذ بدايتها بشكل كبير على نفسها وعلى دعم الشعب الفلسطيني، لم تعتمد بشكل كامل على الدعم الخارجي، مما سمح لها بالحفاظ على استقلاليتها. أما الحركات الإسلامية الأخرى، فنعم اعتمدت بشكل كبير على الدعم الداخلي، ولكن سيطرة رأس المال في يد أفراد وليس مؤسسات خلق لديها دولة عميقة في داخلها، وسوء إدارة الموارد أدى إلى إفشال المشاريع الداخلية لها، وبالتالي تم إهدار الموارد وإهدار المال العام للفروع مع غياب المحاسبة وفشل في استمرار المشاريع التي تخدم الأهداف.

الجزء الثاني: التفوق العسكري

1- بناء جناح عسكري قوي:

أحد أهم الأسباب التي ساهمت في نجاح حماس هو وجود جناح عسكري قوي ومتطور، وهو كتائب القسام. فمنذ تأسيسه في التسعينيات، عملت كتائب القسام على تطوير قدراتها العسكرية بشكل مستمر، من تصنيع الصواريخ البسيطة إلى تطوير صواريخ متقدمة قادرة على الوصول إلى أبعد نقطة في الكيان الصهيوني.

عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر كانت خير دليل على هذا التطور. فالعملية بدأت بتجهيز مخابراتي يدل على خبرة عالية الطراز وتخطيط عسكري متقدم، أظهرت مدى التنظيم والتخطيط الذي تتمتع به كتائب القسام. هذه العملية لم تكن نتيجة صدفة، بل كانت نتيجة سنوات طويلة من التدريب والاستعداد.

2- الاستخبارات والتكنولوجيا:

استثمرت حماس بشكل كبير في تطوير قدراتها الاستخباراتية، من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة، تمكنت الحركة من جمع المعلومات عن العدو الإسرائيلي وتحديد نقاط الضعف لديه. كما استخدمت الحركة الأنفاق كوسيلة استراتيجية لنقل الأسلحة والمقاتلين، مما جعل من الصعب على الاحتلال السيطرة عليها.

الجزء الثالث: التفوق الاجتماعي

1- بناء قاعدة شعبية قوية:

نجحت حماس في بناء قاعدة شعبية قوية في قطاع غزة من خلال تقديم الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية للمواطنين. وفي الوقت الذي كانت فيه السلطة الفلسطينية تواجه اتهامات بالفساد والإهمال، كانت حماس تحاول أن تحسن حياة المواطنين وتوفير الأمن والاستقرار رغم الحصار المفروض عليها داخليا وخارجيا لمدة تزيد عن 20 عاما.

2- التركيز على الشباب:

وضعت حماس الشباب في قلب استراتيجيتها، من خلال تقديم برامج تعليمية وتدريبية، تمكنت الحركة من جذب آلاف الشباب إلى صفوفها. هذا التركيز على الشباب ساعد الحركة في الحفاظ على ديناميكيتها وتحديثها المستمر.

أما فروع الحركات الإسلامية في دول الربيع العربي وعلى رأسها مصر فقد أهملت الشباب بعد الانقلاب عليها وعلى مشروعها وبالأخص في الخارج، وهشمت التنازعات الداخلية العلاقة مع الشباب فأصبح من ينتقد القيادة المتربعة منذ عقود في مكان القيادة يصبح خارج الصف، وتفلت الكثير من الشباب إلى خارج صفوف الحركة بسبب جمود القيادات وعدم التطور الملح حسب الزمان والعقول.

الجزء الرابع: الفرق بين حماس والحركات الإسلامية الأخرى

1- الرؤية الاستراتيجية:

كانت حماس دائما لديها رؤية استراتيجية واضحة، وهي مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض، هذه الرؤية جعلت الحركة أكثر تركيزا وتنظيما. في المقابل، الحركات الإسلامية الأخرى كانت تفتقر إلى رؤية واضحة، مما أدى إلى فقدانها للمصداقية لدى الشعوب في العقد الاخير.

2- القدرة على التكيف:

أثبتت حماس مرارا وتكرارا قدرتها على التكيف مع التحديات الجديدة، سواء كان ذلك من خلال تطوير أسلحتها أو إعادة بناء قطاع غزة بعد كل حرب، كانت الحركة قادرة على الوقوف مرة أخرى. في المقابل، الحركات الإسلامية الأخرى فشلت في التكيف مع التغيرات السريعة التي شهدتها المنطقة، ولم تحمل رؤى مختلفة للمستقبل أو بمعنى أدق وأوضح عدم استشراف المستقبل بأي حال من الأحوال.

3- العلاقة مع المجتمع الدولي:

بنت حماس رغم عزلتها الدولية على بناء علاقات مع بعض الدول، مثل تركيا وقطر وإيران. هذه العلاقات ساعدتها في الحصول على الدعم المالي والسياسي اللازم لاستمرار مقاومتها. في المقابل، الحركات الإسلامية الأخرى واجهت عزلة دولية بسبب عدم الوضوح في السياسات الداخلية والخارجية والتعامل مع المشكلات حتى استقرار الأمور لها والأخص أن يكون لها أفرادها النافذون داخل المؤسسات العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى بناء علاقات مع دول لها طابع قريب منك ألا وهي دول أمريكا اللاتينية وغيرها من الدول.

الجزء الخامس: دروس يمكن تعلمها من حماس.

1- أهمية الرؤية الواضحة:

من أهم الدروس التي يمكن تعلمها من حماس هي أهمية وجود رؤية واضحة ومستدامة، فأي حركة سياسية أو مجتمعية يجب أن تكون واضحة بشأن أهدافها وأولوياتها.

2- الاستثمار في الشباب:

الشباب هم المستقبل، وحماس أثبتت ذلك من خلال استثمارها في الشباب. يجب على أي حركة أو نظام سياسي أن يجعل الشباب في قلب استراتيجياته.

3- الاعتماد على الذات:

الاعتماد على الذات هو مفتاح النجاح. حماس أثبتت أن الاعتماد على النفس يمكن أن يؤدي إلى تحقيق إنجازات كبيرة، حتى في ظل ظروف صعبة، فأنشأت الاكاديميات العسكرية التي تحتاج لها، دعمت المحاضن التربوية لها، انتشرت مجتمعيا عبر معسكرات طلائع التحرير فتقربت إلى كافة الشرائح العمرية فلا يخلو بيت من وجود مقاوم داخل صفوف المقاومة.

إن نجاح حماس في التفوق العسكري والاجتماعي والاستخباراتي على الاحتلال الإسرائيلي يعود إلى مجموعة من العوامل، منها الرؤية الواضحة، والاعتماد على الذات، والاستثمار في الشباب. فبينما فشلت الحركات الإسلامية الأخرى في الحفاظ على مكتسباتها السياسية، استطاعت حماس أن تصبح نموذجا يُحتذى به في مجال المقاومة والتنظيم.

في النهاية، يمكننا القول إن حماس ليست مجرد حركة مقاومة، بل هي مشروع شامل يهدف إلى تحرير الأرض وإعادة الكرامة للشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد يعتمد مجلس إدارة غُرف دبي
  • الأعلى للإعلام: ضرورة وجود خطاب عربي موحد للدفاع عن قضايا الأمة
  • أمين البحوث الإسلامية: مكتبة الأزهر المعمور تمثل كتابًا كبيرًا
  • بسبب نفس..الجمهور في حيرة ما بين انتهاء إقامة جبرية أم وجود جزء ثاني ؟
  • رئيس الشؤون الإسلامية الإماراتي يشيد بجهود شيخ الأزهر في دعم قضايا الأمة
  • د.حماد عبدالله يكتب: قراءة فى صفحات تاريخ الوطن !!
  • كيف نجح الطالب (حماس) وأخفق الأستاذ (الحركات الإسلامية)؟
  • الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: قطر ستكون حاضرة بملف إعادة إعمار لبنان
  • الشيخ عبدالله الحوطي إلى رحمة الله
  • وفيات الثلاثاء .. 4 / 2 / 2025