الأكبر منذ عقود فوصفت بحملة تكميم حرية التعبير.. الهند تشن حملة أمنية ضد عدد من وسائل الإعلام "تفاصيل"
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
صدق من قال إن بلاد الهند هي بلاد العجائب، ولا تنتهى أخبار وأحادث تلك القارة الكبيرة، وفي أحدث تفاصيل تلك الأخبار، الحملة الأمنية الكبرى التي قامت بها السلطات الهندية ضد العديد من المؤسسات الصحفية والإعلامية داخل البلاد، في وصف بأنه أكبر عملية لتكميم حرية التعبير منذ عقود من الزمن، وهو ما قاله الكثير من النشطاء، فقد تم القبض على مؤسس الموقع الإخباري NewsClick بموجب قانون مكافحة الإرهاب كجزء من التحقيق في تمويله.
وقال نشطاء حقوق الإنسان إن هذه الخطوة كانت "حملة قمع وحشية" ضد الصحفيين المستقلين، فيما أصر الوزراء على أن الشرطة تقوم بعملها ببساطة، وقد كانت المداهمات المنسقة في 30 موقعًا يوم الثلاثاء من أكبر وأوسع الهجمات التي شنتها وسائل الإعلام الهندية في السنوات الأخيرة، وأكدت الشرطة في وقت لاحق أنها ألقت القبض على مؤسس NewsClick، برابير بوركاياستا، وكذلك أميت تشاكرافارتي، رئيس الموارد البشرية في NewsClick.
الهجوم على مواقع مستقلة .. ووقفة ضد التحرك
وبحسب ما ورد يحقق المسؤولون في مزاعم بأن NewsClick - وهو موقع مستقل للأخبار والشؤون الجارية معروف بانتقاده للحكومة - تلقى أموالاً غير قانونية من الصين، وهو ما ينفيه الموقع، وذلك ما نشره تققرير لصحيفة bbc البريطانية، وقد أدان الصحفيون والمؤسسات الإخبارية ونشطاء حقوق الإنسان الاعتقالات والمداهمات، ووصفوها بأنها مثال آخر على نمط "السلوك التعسفي والترهيب " الذي تتبعه الحكومة.
وقد نظم الصحفيون والكتاب، يوم الأربعاء، احتجاجًا في نادي الصحافة في دلهي، وقال الناشط في مجال حقوق الإنسان يوجيندرا ياداف، وهو أحد الحاضرين، لبي بي سي إن ذلك كان "محاولة لتكميم الأصوات"، مضيفا: "لا يمكن أن يكون هناك أي شك في أن هذا هجوم شامل على وسائل الإعلام الهندية"، فيما قالت الروائية أرونداتي روي الحائزة على جائزة بوكر، والتي حضرت احتجاج الأربعاء، إن قانون (منع) الأنشطة غير المشروعة تم تعديله ليشمل المثقفين والكتاب والصحفيين تحت تعريف الإرهابيين، فقد صادروا الهواتف وأجهزة الكمبيوتر وشحنوها بموجب قانون مكافحة الإرهاب، مما أدى إلى انهيار الفرق بين الإرهابيين والصحفيين، لذلكك فإن ما يفعلونه هنا هو تعزيز سلطتهم قبل الانتخابات المقبلة بطريقة وقحة للغاية".
تفاصيل ما حدث
وبحسب ما ذكرته الأنباء القادمة من نيودلهي، فقد كان من بين الذين تم استجوابهم أيضًا الصحفيون أبهيسار شارما، وبارانجوي جوها ثاكورتا، وأونينديو تشاكرافارتي، وأورميليش، وباشا سينغ، والساخر الشهير سانجاي راجورا، والمؤرخ سهيل هاشمي. وتم نقل البعض إلى مراكز الشرطة، وذكرت وكالة الأنباء ANI أنه تم إجراء عمليات بحث أيضًا في مكتب الموقع في دلهي.
وبحسب التقارير، فإن المداهمات تتعلق بقضية مسجلة ضد NewsClick في أغسطس بعد أن زعم تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن الموقع تلقى أموالاً من مليونير أمريكي لنشر "الدعاية الصينية"، وقال المؤرخ راماتشاندرا جوها إن المداهمات كانت "وحشية وشريرة وقاسية"، بينما قال إنه من المبكر التكهن بما كان وراء هذه الخطوة، قال جوها إن العديد من صحفيي NewsClick كانوا هنديين في المشهد الإعلامي الهندي "الخاضع" لحكومة مودي، وأضاف أن الموقع كان يسلط الضوء على "رأسمالية المحسوبية".
حزب بهاراتيا وموقفه من الإعلام
ومنذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى السلطة في عام 2014، تم التحقيق مع عدد من وسائل الإعلام بسبب مخالفات مالية مزعومة، مما أثار مخاوف بشأن حرية الصحافة في أكبر ديمقراطية في العالم، ففي وقت سابق من هذا العام، قام مسؤولو الضرائب بتفتيش مكاتب بي بي سي في الهند، واستجوبوا الموظفين حول العمليات التجارية للمنظمة في البلاد، وقد جاءت عمليات البحث في دلهي ومومباي بعد أسابيع من بث القناة فيلمًا وثائقيًا في المملكة المتحدة ينتقد دور مودي في أعمال الشغب في ولاية غوجارات عام 2002.
كما اتهم مسؤولو الضرائب صحيفة داينيك باسكار بالتهرب الضريبي في عام 2021 بعد تغطيتها الانتقادية لتعامل الحكومة مع جائحة كوفيد-19، فيما قالت منظمة العفو الدولية: "الصحافة ليست جريمة، إن مداهمات موقع NewsClick واعتقال برابير بوركاياستا وأميت تشاكرافارتي هي أحدث المحاولات التي تقوم بها الحكومة الهندية للقضاء على وسائل الإعلام المستقلة والناقدة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وسائل الإعلام
إقرأ أيضاً:
أرامكو السعودية تعقد ملتقاها الرمضاني للإعلاميين الخامس عشر
في أمسية رمضانية فريدة، عقدت أرامكو السعودية ملتقاها الرمضاني الخامس عشر للإعلاميين مساء يوم الثلاثاء الماضي 11 رمضان 1446هـ (11 مارس 2025م) والذي تنظمه إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي بالشركة. وتهدف الشركة من المحافظة على تنظيم هذا الملتقى إلى مواصلة تعزيز منظومة الاتصال والتواصل مع كافة العاملين في وسائل الإعلام المحلية والإقليمية، بما يعكس تطور الشركة المستمر في مجال الإعلام ويواكب التحديثات المتسارعة التي تشهدها عمليات أرامكو السعودية في مجالات الصناعة والطاقة.
وشهد الملتقى حضورًا كبيرًا من قادة الإعلام والفكر والرأي شمل عددًا من رؤساء تحرير الصحف السعودية، والكتّاب، ووكالات الأنباء، والقنوات التلفزيونية، والمحطات الإذاعية، وجهات إعلامية، وإعلاميين، وذلك في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء).
وبدأ الملتقى بجولة حول مجموعة من الصناعات الصغيرة بالمملكة التي تدعمها أرامكو السعودية ضمن مبادراتها للمواطنة، حيث تتيح هذه المبادرات فرصًا اقتصادية مستدامة مع التركيز على تطوير المهارات وتقديم التدريب المناسب للكوادر المحلية، مما يُسهم في تعزيز التنمية المحلية وخلق بيئة اقتصادية مزدهرة، حيث تمثل هذه المشاريع جزءًا من التزام أرامكو السعودية بدعم وتمكين المجتمع. وشملت الجولة مبادرة زراعة وإنتاج اللوز البجلي من محافظة ميسان، ومبادرة إنشاء مصنع الحرفيين لإنتاج البشت الحساوي، ومبادرة تطوير إنتاج التمور والصناعات الغذائية التحويلية بمحافظة الأحساء.
وشمل الملتقى برنامجًا تضمن كلمة ترحيبية من مدير إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو السعودية، الأستاذ عبدالعزيز الشلفان، حيث أكّد أن الملتقى الودي والأخوي الذي يُقام للمرة الخامسة عشرة يأتي معبرًا عن عمق العلاقة الطيبة والمتميزة التي تجمع الشركة مع وسائل الإعلام المختلفة على مدار أكثر من تسعين عامًا. مشيرًا إلى أن علاقة أرامكو السعودية بالإعلام راسخة منذ تأسيس الشركة لإيمانها بأهمية الإعلام في إيصال رسائلها ونجاحاتها التي هي نجاحات الوطن.
اقرأ أيضاًالمجتمعإطلاق برنامج “الشيك مع بوعبداللـَّه” بجوائز قيّمة في رمضان
واستعرض الشلفان أبرز مستجدات أرامكو السعودية من حيث تطور وسائل وأدوات الإعلام بدءًا من وسائل التواصل الاجتماعي إلى الذكاء الاصطناعي، والجهود الدؤوبة التي بذلتها الشركة للاستثمار في تفعيل حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي حتى وصل عدد متابعيها الآن إلى أكثر من 20 مليون مما جعل أرامكو السعودية الأعلى من حيث عدد المتابعين بين أكبر شركات النفط في العالم. كما أشار إلى إعادة تصميم وإطلاق الموقع الإلكتروني الرسمي للشركة باستخدام معايير عالمية، وبعدد من اللغات منها الصينية واليابانية والكورية وغيرها فضلًا عن اللغتين الأساسيتين العربية والإنجليزية، وهذا رفع تصنيف الموقع من المرتبة 88 في 2019 إلى المرتبة الثامنة عالميًا وفقًا لتصنيف Bowen Craggs. كما تطرّق الشلفان إلى جهود الشركة في توسيع برامج الرعاية بشكل كبير في مجال الرياضة حتى وصلت إلى 11 رعاية من ضمنها الفورمولا 1، والفيفا، وأستون مارتن، والجولف، والكريكت.
كما شهد برنامج الملتقى عرضًا مرئيًا حول المختبر السعودي للابتكار المتسارع، الذي يقع في برج المدرا بالظهران، وأُنشئ ليكون بمثابة “مسار رقمي فائق السرعة” يربط أصول أرامكو السعودية وقدراتها وتقنياتها التحويلية باحتياجات السوق، ويعزز الابتكار والنمو المرتبطين بحركة السوق لشركائنا الحاليين والمستقبليين.
وعرضت أرامكو السعودية مقطعي فيديو الأول أخذ الحضور في جولة افتراضية داخل عالم التقنية في أرامكو السعودية، ويوضح كيف تستثمر الشركة في أحدث الحلول الرقمية والتقنية لتطوير قطاع الطاقة وتعزيز الكفاءة والاستدامة. والثاني يسلّط الضوء على أهم أحداث السنة الماضية وجهود أرامكو السعودية في تمكين المجتمعات.
الجدير بالذكر أن الشركة نجحت على مدار السنوات الماضية في تنظيم 14 ملتقى إعلاميًا رمضانيًا، وذلك ضمن جهودها المستمرة لبناء وتعزيز العلاقات الإيجابية مع وسائل الإعلام المختلفة. وكانت هذه الملتقيات منصة لتبادل الأفكار والرؤى، وتعزيز التعاون بين الشركة وبين الإعلاميين، بما يسهم في تعزيز وتحقيق مسيرة النمو والتنمية التي تعيشها بلادنا الغالية في ظل رؤيتها الحكيمة.