هل الذهاب مع الميت في المنام يعني موت الرائي؟.. انتبه في حالتين
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
يبحث كثيرون عن حقيقة هل الذهاب مع الميت في المنام يعني موت الرائي ؟، حيث تعد من الرؤى المخيفة التي تبعث الفزع والرعب في قلوب الكثير من الأحياء الذين يزورهم الأموات في مناماتهم، ليأخذوهم معهم إلى أماكن مختلفة ، وأيًا كانت وجهة رحلتهم مع الموتى إلى المقابر أو أي مكان آخر ، فإن الذهاب مع الميت في المنام رؤيا تثير القلق بل والخوف في معظم الأحيان، حيث يرتبط الذهاب مع الميت في المنام ويفسره البعض بقرب الأجل وموت الرائي ، وهو ما يطرح الكثير من الاستفهامات وعلى رأسها هل الذهاب مع الميت في المنام يعني موت الرائي ، وهنا ينبغي العلم أن تفسير الحلم بالأموات ورسائلهم في المنام ، هو محض اجتهاد ، وليس هناك علم شرعي يمكن الاستناد إليه.
ورد في مسألة هل الذهاب مع الميت في المنام يعني موت الرائي ؟، أن تفسيره على حسب المكان الذي ذهبَ إليه الحالم مع الميت في المنام سيتم تأويل المشهد، فليس كل الحالات الخاصة بهذا الحلم تعني موت الرائي، ولكن حدَّد المؤولون حالتين فقط يتم فيهما تأويل الرؤية على أنها وفاة قريبة للرائي وهما؛ ذهابهما معاً إلى طريق مسدود ومُخيف، والحالة الثانية هي ذهابهما في مكان لم يعرفه الرائي من قبل.
وورد أنه إذا طلب المتوفي من الحالم أن يذهب معه إلى المسجد كي يُصلَّون بداخله، فالتأويل فيه أمر مباشر بصلاة الحالم في اليقظة والالتزام بها، إذا ذهب معه لزيارة أقاربهما وبشَّر الميت المتواجدين في الحلم بأن قريباً ستحدث مناسبة سعيدة في منزلهم، فالحلم فيه أفراح قادمة، إذا شاهد الحالم أن الميت يسير معه في طريق معروف ولم يبعد كثيراً عن المنزل، كان المتوفي مسروراً بوجوده مع الحالم وبعد فترة من الزمن عاد كل منهما إلى مكانه، فدلالة المنام رُبما تكشف احتياج الحالم إلى المتوفي وافتقاده الكثير له، أو بشرى كُبرى ستجعل الرائي يفرح بشدة لأن الميت ظهر وهو هادئاً ومبتسماً.
وورد أنه إذا رأى الحالم بأن الميت كان يذهب معه في مكان غريب، وأول مرة يذهب له بالنهار، فيدل على أن الحالم سوف ينتهي من أمر صعب كان يمر به في حياته بإذن الله تعالى، ومشاهدة البنت العزباء بأنها تسير مع الميت في النهار، وكانت سعيدة بذلك الأمر كثيرًا، إشارة إلى أنها سوف تحقق الكثير من الأمور، التي كانت تسعى لها في الفترة الماضية، وإذا كانت المرأة المطلقة ترى بأن الميت يطلب منها الذهاب معه في النهار بالحلم، يفسر بالتخلص من المتاعب والمشاكل في حياتها بإذن الله تعالى وسوف ترى الخير، والمرأة الحامل التي ترى بأن الميت كان يطلب منها الذهاب معه بالنهار في الحلم، فيدل على أنها سوف تعيش في حياة هادئة خالية من المشاكل، والمتاعب بحياتها.
تفسير رؤية الميتقال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن رؤية الميت في حالة سيئة بالمنام، هو شيء مُقلق، وإن لم يكن العذاب هو الدلالة الوحيدة لذلك، منوهًا بأن الميت الذي يتعذب يحتاج من الأحياء خمسة أشياء، وقد يكون ذلك بسبب تقصير منا في حق لله تعالى.
وأوضح «عويضة» خلال تفسير رؤية الميت في المنام ، في إجابته عن سؤال: « رأيت أبي المتوفي بحالة سيئة في المنام، ماذا أفعل؟»، أن رؤية متوف في حالة سيئة بالمنام، هو أمر مُقلق، وإن لم يكن عذابه هو التفسير الوحيد للصورة السيئة التي جاء بها في المنام، لافتًا إلى أنه قد يكون بسبب تقصير من الأحياء في حق الله تعالى وحزنه عليهم، حيث تُعرض أعمالنا على موتانا.
وعن تفسير رؤية الميت ، أضاف أن في هذه الحالة ينبغي على الإنسان أن يقوم بخمسة أشياء، أولها أن يستغفر االله تعالى ويراجع نفسه وتقصيره في حق الله تعالى، وثانيها أن يطلب المغفرة من الله عز وجل للميت، وثالثًا الإكثار من الدعاء له، ورابعًا الإكثار من الصدقات عنه، وخامسًا تذكره بأعمال الخير من حج وختم لقرآن، فكلها أمور يغفر بها الله الذنوب.
تفسير الأحلامقالت دار الإفتاء، إن تأويل الرؤى وتفسير المنامات ليس بمهنة ولا حرفة، بل هو من ميراث النبوة؛ يأخذ منه مَن شاء الله تعالى ما شاء أن يعطيه؛ فيَعرِف بعضًا ويَجهَل بعضًا، ويصيب مرة ويخطئ مرات، منوهة بأنه ليس هناك في الأزهر الشريف على مر عصوره تخصص في تفسير الرؤى، بل ولا في غير الأزهر من المعاهد العلمية الدينية المعتمدة على مستوى العالم الإسلامي، وإنما رأينا سلفنا الصالح يعقدون مجالس للتحديث ومجالس للفتيا ومجالس للقضاء ومجالس للذكر وأخرى للتعليم، وهم مع ذلك لم يعقدوا مجالس لتأويل الرؤى وتفسير المنامات، بل كان هذا يأتي عَرَضًا للتثبيت والتبشير والتحفيز.
و حذر الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، من تفسير الأحلام ، قائلًا: "إن الإمام مالك كان يقول أتتلاعبون بتراث النبوة"، موضحًا أن من يفسر الرؤيا ينبغي أن يكون نبيا، حيث إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "دخل ووجد السيدة عائشة - رضي الله تعالى عنها- تعبر رؤيا أحدهما، قال لها ليس هكذا يا عائشة"، موصيًا: "خلينا مؤدبين مع أنفسنا ولا داعي لبرامج تفسير الأحلام، وتأويل الرؤى الذي أصبح متداولا عبر شاشات الفضائيات، وياما خرب بيوت وحطم نفسيات.. كذب ومخالف للواقع".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تفسير رؤية الميت رؤیة المیت الله تعالى
إقرأ أيضاً:
رمضان شهر اغتنام الفرص
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يصادف الإنسان في حياته كثيرًا من الفرص السانحة، التي يجب أن يندم عليها إذا ما ضيعها أو لم يقتنصها أو لم يفز بها، وعمر الإنسان هو أكبر فرصة يجب ألا يفوتها، فعليه أن يستغله في طاعة الله سبحانه وتعالى، لاسيما إن عَلِم وتيقن أنً العمر مهما طال فهو قصير، وعرف أن هذا العمر سيسأل عنه كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
«لا تَزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ، حتَّى يُسأَلَ عن عُمُرِه؛ فيمَ أفناه؟ وعن عِلْمِه؛ فيم فعَلَ فيه؟ وعن مالِه؛ من أين اكتسَبَه؟ وفيم أنفَقَه؟ وعن جِسمِه؛ فيمَ أبلاه».
وإذا كنا نعيش هذه الأيام المعدودات المباركات من شهر رمضان المعظم، فهو بلا شك شهر الفرص الغالية وجني الثمار اليانعة. فإذا ما أكرم الله تعالى الإنسان وأنعم عليه بطول العمر حتى أدرك الشهر فعليه أن يقتنص هذه الفرصة، ويفوز مع الفائزين فيه، ويغنم مع الغانمين، ويخرج من تحت مظلة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له".
ولو تحدثنا عن الفرص التي يجب أن يغتنمها الإنسان خلال شهر رمضان ما وسعنا المقام، ولكن نذكر بعضًا منها على سبيل المثال:شهر رمضان فرصة لبداية جديدة مع الله سبحانه وتعالى، فيعود الإنسان فيه إلى ربه، ويتوقف عن معصيته، ويكثر من طاعته، فيصل بذلك ويحقق المقام الأسمى، مقام العبودية لله تعالى.
رمضان فرصة أن يزكي الإنسان نفسه فيه ويرتقي بها، فإن كان الصوم حرمان للنفس من رغباتها وشهواتها، واستطاع الإنسان أن يكبتها ويمنعها من أعز شهواتها - شهوتي البطن والفرج- فإنه بذلك استطاع أن ينتصر على تلك النفس، فلا تغرقه في الملذات والشهوات، ويصل بنفسه للنقاء والصفاء الذي يصل به إلى الله تعالى.
رمضان فرصة أن يقلع الإنسان عن بعض عاداته السيئة، ويرتقى بأخلاقه، فإن كان من مقتضيات الصوم، أن تصوم جوارح الإنسان، فيصوم لسانه عن كل قول مذموم من الغيبة والنميمة والكذب وقول الزور، ويصوم بصره عن النظر إلى ما حرم الله، ويصوم سمعه عن كل ما لا يرضى الله تعالى، فإذا ما استطاع الإنسان ذلك وصل به الأمر إلى مكارم الأخلاق التي وصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كانت مكارم الاخلاق يجب أن يتحلى بها الإنسان دومًا، إلا أن الصوم ورمضان فرصتان للرقي بالأخلاق.
ورمضان فرصة للتكافل الاجتماعي والبذل والعطاء، فشهر الصوم من المفترض أن يشعر فيه الإنسان بحاجة أخيه الإنسان عند فقد أهم مقومات الحياة من الطعام والشراب، فيكون رمضان فرصة للعطاء والبذل والتكافل الاجتماعي، لاسيما أن الحسنات تتضاعف في هذا الشهر الكريم.
فعلى المسلم أن يغتنم هذه الفرص، ويفوز خلال الشهر الكريم، فينال عفو الله ومغفرته ورضاه، رزقنا الله حسن العمل وقبوله.
د. إسماعيل عبد الله - عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية