“دربكة ” داخل الأحزاب: من المستفيدون؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
صراحة نيوز- حسين الرواشده
من المستفيد من حالة الإرتباك داخل الأحزاب ؟ نظريا ، لا أحد ، لسببين، الأول : أن إدارات الدولة ،ومعظم اطياف المجتمع السياسي ، يتفقان على مشروع التحديث الذي تشكل العملية الحزبية أهم روافعه، الثاني: أنه لا خيار أمام الدولة ، وهي تدخل مئويتها الثانية ، وتعمل لتمكين جبهتها الداخلية ، وتعزيز صورتها السياسية ، إلا ضمان نجاح هذا المشروع ، وعدم السماح لأي طرف بعرقلته، أو تعطيله.
أما عمليا، فتبدو المسألة مختلفة ، ثمة “دربكة” داخل الأحزاب ، وثمة محاولات لإعاقة المسيرة الحزبية ، بعضها يتحمل مسؤوليته الفاعلون الحزبيون الذين يتصدرون الصفوف، وبعضها تتحمله التشريعات التي صدرت لتنظيم العمل الحزبي ، خاصة فيما يتعلق بالشق المالي ، المجتمع ،أيضا، بمؤسساته وأفراده ، ما زال يتمنع عن الدخول للأحزاب ، ويتشكك بجدواها وجديتها، والأهم أن بعض المسؤولين لم يخرجوا ، بعد ، من دائرة الريبة اتجاه التجربة الحزبية ، ويتعاملون معها بمنطقة الحذر، وربما الوصاية أيضا.
حالة ” الدربكة” ستفرز رابحين وخاسرين، أشير -على سبيل المثال فقط- إلى ثلاثة أطراف سيخرجون ، بتقديري، رابحين من المشهد الحزبي، إذا استمر على هذا المسار لما قبل الانتخابات البرلمانية (آب 2024 )، الأول : حزب جبهة العمل الإسلامي (الاخوان المسلمون ) ، الأسباب عديدة ، منها ان كل الأخطاء التي ترتكبها الأحزاب الأخرى ،القديمة والجديدة ستصب في حساباته، كما أن الحزبين اللذين تشكلا لمنافسته على المجال الديني، ثم اندمجا في حزب واحد تخلى عن قاعدته ومشروعه الذي أطلقه ، وحاز على أساسه جزءا من الجمهور الديني، زد على ذلك ما لدى الاخوان من تجربة طويلة بالعمل السياسي ، والتحشيد الانتخابي ، إذا صح هذا التقدير ، فإن عودة الإسلام السياسي ، بزعامة الإخوان المسلمين ، إلى البرلمان بزخم كبير ، ستكون مفاجأة الانتخابات البرلمانية القادمة ، بعد أكثر من 10 سنوات على اشهار ” الطلاق” بينهم وبين الدولة، ثم تراجع رصيدهم الشعبي، وعمق أزمة الداخلية،
اما الطرف الثاني الرابح من ” الدربكة” الحزبية الحالية فهو قوى الوضع القائم ، أو الشد العكسي، وهي موجودة داخل بعض إدارات الدولة ( البيروقراطية)، وداخل المجتمع ، كما أن لها امتدادات أخرى في مجالات البزنس ،والمضارب الاجتماعية ، وربما خارج الحدود ، هذه الكتلة تعتقد أن مشروع التحديث ، وتجربة الأحزاب ، تمثل تهديدا لوجودها ومصالحها وامتيازاتها، وتشكل نقلة نوعية بإدارة الدولة ، تتعارض مع مشروعها القائم على إبقاء الوضع على ما هو عليه ، وبالتالي ستحاول أن تستغل هذه ” الدربكة” ، وتنفخ فيها ، لإقناع الجميع أن الحزبية ليست الوصفة المناسبة لبلدنا، أو أن التجربة محكوم عليها بالفشل مسبقا.
ثمة طرف ثالث رابح أيضا ، تمثله كتلة كبيرة عنوانها “السواد العام ” ممثلو هذه الكتلة يراهنون( وفق قناعات لديهم ) على عرقلة التجربة الحزبية وفشلها، ومع انهم سيكونون ضحايا لذلك إن حدث ، إلا أن مجرد حصوله سيجعلهم يشعرون أنهم كانوا على حق ، حين عزفوا عن المشاركة السياسية ، وزهدوا بالأحزاب ، هؤلاء لا يعترفون أنهم جزء من المشكلة، ولا يريدون أن يكونوا جزءا من الحل ، وذلك لأن مفهوم الربح لديهم ينحصر في نقطة واحدة ، وهي أن شكوكهم كانت في محلها ، وأنهم يملكون (عيون زرقاء اليمامة).
لا يخطر ببالي ، أبدا ، أن أدين أي طرف من الأطراف السابقة ، أو أقلل من دوره ، وحقه بالدفاع عن نفسه ومصالحه ووجهات نظره، ما أردت أن أقوله هو أن المطلوب أن تنجح التجربة الحزبية عل قاعدة الجميع رابحون، لا على أساس اغلبية تخسر وقلة تربح ، ثم أن تتقاسم القوى السياسية كلها رفع “الحجر الوطني” معا، دون أن يستفرد به طرف ، صحيح ، الإسلاميون جزء من المجتمع ومرحب بحضورهم، لكن هذه” الدربكة” ستفقدنا قوى أخرى وازنة ممثلة للمجتمع ومتصالحة مع الدولة ، زد على ذلك (وهو الأخطر) أن نجاح قوى الوضع القائم ، بتسجيل أهدافها ضد هذه التجربة ، سيعيدنا للوراء الذي نحاول جميعا أن نخرج منه.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
“أوبك”: الإمارات تواصل نموها الاقتصادي القوي
أكدت منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، أن دولة الإمارات العربية المتحدة مستمرة في إظهار نمو اقتصادي قوي لاسيما في القطاع غير النفطي.
وذكرت “أوبك”، في تقريرها لشهر نوفمبر الصادر اليوم أن المالية العامة لدولة الإمارات استمرت في قوتها خلال الربع الثاني من العام الجاري، مع زيادة الإيرادات بنسبة 9.1% على أساس سنوي، مقارنة بـ 4.3% على أساس سنوي في الربع الأول من نفس العام.
وأرجع التقرير الزيادة في الإيرادات، إلى تحسن الإيرادات الضريبية ما يعكس النشاط الاقتصادي المستمر في الدولة والتي بلغت نحو 95.5 مليار درهم في الربع الثاني من عام 2024.
ولفت تقرير “أوبك” إلى التوسع في التعويضات الاجتماعية والمزايا للموظفين في الدولة ما يشير إلى استمرار الأسس الاقتصادية الصحية وأشار إلى مواصلة القطاع السياح نموه في دبي بعدما استقبلت الإمارة 11.9 مليون زائر دولي في الفترة من يناير إلى أغسطس 2024، مقارنة بنحو 11.1 مليون زائر دولي في الفترة نفسها من 2023.
وذكر التقرير أن مؤشر مديري المشتريات (PMI) للإمارات من “إس آند بي جلوبال”، ارتفع ليصل إلى 54.1 في أكتوبر، من 53.8 في سبتمبر، مدفوعا بتزايد تسلم طلبات العمل الجديدة وارتفاع الطلب بشكل عام.