عن جولتي في محطة الطاقة الشمسية بعدن
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
كتب / عبدالرحمن انيس
مساء امس تواصل معي فريق الرقابة على المشاريع في مكتب القائد ابوزرعة المحرمي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ، مقترحا علي اجراء جولة في محطة الطاقة الشمسية بعدن ، قالوا لي انزل واسأل عن كل شيء ثم اكتب ما يمليه عليك ضميرك.
رحبت بالفكرة ، ثم عرجت على كافة المنشورات التي وجهت انتقادات لهذا المشروع ودونت عددا من الملاحظات للاستفسار عنها.
*الطريق الى بير احمد*
في الصباح التقينا انا والاخ صلاح حسين من مكتب ابوزرعة المحرمي ، وفي الطريق الى المحطة قلت له لا ارى جدوى من الزيارة ان كنت ساتلقى اجابات وكلام من المقاول فقط ، اجابني : ستلتقي ايضا بممثلي المانح والاستشاري الاجنبي المشرف على المقاول.
كانت زيارتي بالتنسيق مع مكتب ابوزرعة فقط ، لم انسق مع الشركة المقاولة او غيرها ولم استلم من اي شركة فلسا واحدا ، بل جميعهم كانوا متخوفين من الحديث لان العقد الذي بين شركة مصدر الاماراتية والشركات الاستشارية والمنفذة يمنع عليهم التصريح للاعلام اثناء فترة تجهيز المشروع ، وقد تجاوزنا هذه الاشكالية بان عليهم ان يتكلموا مع ممثل مكتب ابوزرعة كمسؤول حكومي.
حتى الصور يمنع عليهم نشرها وفق العقد بينهم وبين شركة مصدر الاماراتية ، قال المقاول انا امنع الصور التزاما بالعقد لكني لا استطيع منع مكتب مسؤول حكومي بحجم نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي من التقاط الصور ، التقطنا الصور تحت مسؤولية فريق مكتب ابوزرعة الذين لم يمانعوا من النزول الى كل مراحل المشروع والتقاط صور حتى بوليصات الشحن التي توضح ادق مواصفات مكونات المشروع.
هناك في مقر المشروع التقيت بالزملاء صالح العبيدي و فتاح المحرمي .
*مع الاستشاري الالماني*
التقينا بالاستشاري الالماني الذي يمثل شركة مصدر الاماراتية وكذلك استشاري شركة elf المشرف على اداء المقاول ، اضافة الى المقاول المنفذ نشوان الصغير من شركة اولاد الصغير ، وكانوا للتو خارجين من اجتماع اونلاين مع شركة مصدر في ابوظبي التي تعقد معهم اجتماعا اسبوعيا عبر النت لتقييم المشروع.
*اجاباتهم عن اسئلتي*
قلت لهم اثير انكم استخدمتم مكونات رديئة للمشروع ؟ ، لماذا لم تختاروا الالواح الشمسية من نوعية سيمنس كما عملتم في مشروع المخا ولماذا لم تختاروا الجلفان السعودي للهياكل الحديدية ؟.
اجابوا انهم اساسا ليسوا الجهة المنفذة لمشروع الطاقة الشمسية في المخا كما اشيع في عدد من وسائل التواصل ، ولا يحبذون التعليق على مشاريع الشركات الاخرى ، لكنهم قالوا ان الحديد المستخدم هو من شركة (اركتيك) وطبقة الجلفنة فيه تصل الى 80 مايكرون ، في حين ان الجلفان المتوفر في السوق لا يزيد عن 20 مايكرون.
قال احدهم : هذا الخبير الالماني لا تنزل حديدة ولا تحفر حفرة الا بعد ان يعتمدها ، وانه قاس بنفسه نسبة الجلفنة في عينات من الهياكل الحديدية قبل ان يسمح باستخدامها.
بخصوص اللوحات الشمسية قالوا انها من شركة جينكو ، وان الاعمدة والالواح المستخدمة في هذه المحطة هي المستخدمة في كل مشاريع شركة مصدر الاماراتية في كل انحاء العالم.
كان هناك استشاري اردني متواجد هناك مع مجموعة من المهندسين الاردنيين ، اقترب مني وقال : يا ولدي انا عملت في مشاريع محطات اكثر من الف ميجا في عدة دول ، واقولها لك بصدق هذا المشروع لا يقل جودة عن المحطات المركبة في الخليج.
*الاعمدة والرياح*
اخرجت مفكرتي ، وجدتني قد دونت ملاحظات تم كتابتها في عدد من منشورات ناشطي التواصل الاجتماعي ، كانت احداها ان المحطة غير مثبتة وبتشلها الريح.
تجنبت سؤال اولاد الصغير باعتبار اجابتهم عن الاسئلة قد يكون فيها مبالغة لكونهم الجهة المنفذة ، سالت الاستشاريين ، اخذ احدهم مترا وانزله الى اسفل حفرة تم فتحها لانزال العمود الحديدي فيها ، كان قياس الحفرة بحدود اثنين متر.
قال لي : هذا الحديد اثنين متر تحت الارض ومتر و 35 سم فوق الارض ، جميع الابنية في اليمن مصممة على مقاومة الرياح بسرعة 120 كم / ساعة ، اما هذه المحطة فمصممة لمقاومة سرعة رياح 173 كم / ساعة.
اقترب احد المهندسين وقال : قبل بدء العمل في المحطة ، جاءت شركة وقامت بقياس كم يجب ان تكون طول حفرة العمود في الارض حتى يكون في اقوى درجة ثبات ، كان كلما حفروا ونتعوا العمود راوه يتحرك الى ان ثبتوا الحفر على هذا القياس كحد آمن ، ثم تم قياس سمك الاعمدة المقاوم لاي تحرك الى ان تم الاستقرار على هذا السمك.
*اختيار شركة اولاد الصغير*
سالتهم من اختار شركة اولاد الصغير كشركة مقاولة ومنفذة هل هي الحكومة اليمنية ام مكتب العليمي ام معين ام ابوزرعة ام من بالضبط ؟.
قالوا ان اختيار شركة اولاد الصغير جاء بشكل مباشر من شركة مصدر الاماراتية دون تدخل اي طرف يمني ، ولم يسمح لاي طرف يمني اساسا بالتدخل في ادارة المشروع ، وان التوقيع بينهم تم في دبي.
افادوا كذلك ان كل مواصفات المشروع اشترطتها شركة مصدر الاماراتية التي تعاقدت مع شركة elf الالمانية للنزول ومراقبة التزام المقاول بالمواصفات المعتمدة من شركة مصدر الاماراتية.
*الالواح والتربة*
افادني المختصون هناك انه نظرا لمميزات التربة في الموقع وقوة الشمس فقد تم اختيار الواح تشحن من الجهتين حيث ان انعكاس الحرارة قد يولد 20٪ اضافية من الطاقة التي تولدها الجهة الامامية للوح الشمسي.
*الانفرترات*
قلت لهم اثير في وسائل التواصل انكم اخترتم انفرترات خاصة بشركة صينية رديئة ، رد المقاول هنا وقال : الانفرترات من شركة هواوي وتعتبر انفرترات درجة اولى ، وهي حسب طلب الجهة الممولة ، ولن يقبلها الاستشاري الالماني لو كان فيها رداءة او سوء ، واساسا لا نستطيع عمل شيء قبل ان يجيزه الاستشارييين الاجانب وتجيزه شركة مصدر الاماراتية كجهة ممولة للمشروع.
*التوليد المستقبلي*
قال الاستشاريون انهم حين راوا ان مساحة الارض مفتوحة ، رفضوا ان تكون الابراج مصممة على طاقة 120 ميجا فقط ، وطلبوا ان تصمم على طاقة 650 ميجا ، احتياطا للمستقبل ، حيث تستطيع الدولة او اي مانح في اي وقت ان يضيف الواحا شمسية للمشروع لحد توليد 650 ميجا طالما مساحة الارض تسمح ، دون ان يغير في الابراج وباقي المنظومة.
*راي مهندسين محايدين*
احضر صالح العبيدي معه في سيارته اثنين من مهندسي شركة توشكا المختصين بالطاقة الشمسية هما محمد فهمي ومنير العبدلي ، كمهندسين محايدين ، سالتهما بعد انتهاء جولتهما عن رايهما كمختصين فأبدوا رضاهم الكامل عن المشروع ومكوناته ومواصفاته.
اما احد الخبراء الاجانب فتوقع ان شركات مقاولة منافسة هي من تحرض ضد المشروع وتشكك في مكوناته.
*ختاما*
انا اعلامي ولست مهندسا كهربائيا ، مهمتي كاعلامي هي طرح الاسئلة ونقل الاجابات للناس وتدوين ما اشاهده ، وما كتبته لم يخرج عن هذا الاطار.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: شرکة مصدر الاماراتیة الطاقة الشمسیة من شرکة
إقرأ أيضاً:
«العربية للتصنيع» توقع عقد إنشاء مشروع صناعي مشترك للألواح الشمسية مع السويد
شهد اللواء أركان حرب مهندس مختار عبداللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع، والدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، توقيع عقد إنشاء مشروع صناعي مشترك للألواح الشمسية بين الشركة العربية للطاقة المتجددة التابعة للهيئة العربية للتصنيع، وشركة «صن شاين برو» السويدية.
يأتي التعاون في إطار الخطوات الناجحة للهيئة العربية للتصنيع لتوطين التكنولوجيا وزيادة نسب التصنيع المحلي، وتوطيد التعاون مع الشركات العالمية الكبرى، بهدف تصنيع الألواح الشمسية وتلبية احتياجات السوق المحلي والدولي من الطاقة المتجددة.
يتضمن العقد إنشاء مشروع صناعي مشترك للألواح الشمسية أوتوماتيك، عبر تأسيس خط إنتاج حديث بقدرة 1 جيجا وات سنويًا تحت مسمى «مصنع الطاقة العربي السويدي ASEF» باستخدام تكنولوجيا N type.
وقال رئيس الهيئة إنّ المشروع يمثل نقطة انطلاق لتعزيز التعاون بين الهيئة العربية للتصنيع والشركة السويدية في مشروعات استثمارية متنوعة في المستقبل، مؤكدًا أنّ الهيئة تسعى لتطوير حلول متكاملة في مجالات التصميم والتصنيع لمشروعات الطاقة المتجددة، لتلبية احتياجات السوق المحلي، والتوسع في الأسواق العربية والإفريقية والعالمية بأسعار تنافسية وبمعايير جودة عالمية.
وأشار إلى أنّ الهيئة العربية للتصنيع تمتلك خطة طموحة لتعزيز قدراتها التصنيعية وزيادة الطاقة الإنتاجية للقطاع، بالتزامن مع تعزيز استخدام التكنولوجيا الرقمية الحديثة في خطوط الإنتاج، بهدف تصنيع ألواح شمسية فائقة الجودة، ما يساهم في دخول السوق العالمي والمنافسة فيه.
من جانبه، أكد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء، التنسيق المستمر بين وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة والهيئة العربية للتصنيع، لدعم استراتيجية التحول نحو الطاقة النظيفة، موضحًا أنّ الوزارة تعمل على الإسراع في تنفيذ المشروعات التي تزيد القدرات المضافة للطاقة المتجددة على الشبكة القومية للكهرباء، مشيرًا إلى أنّ القطاع الخاص يعد شريكًا رئيسيًا في هذا التحول، وأنّ الوزارة تدعم الاستثمارات المحلية والأجنبية في مشروعات الطاقة المتجددة.
وأشار عصمت إلى أنّ الوزارة تسعى إلى توطين صناعة المهمات اللازمة للطاقة المتجددة، بما في ذلك الخلايا الشمسية، وذلك في إطار خطة عاجلة لتحسين جودة التغذية الكهربائية، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، والحد من انبعاثات الكربون.