شركات إماراتية تزيد استثماراتها بمجال إزالة الكربون
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
سيد الحجار (أبوظبي)
توسعت شركات إماراتية في الاستثمار بمجال إزالة الكربون وخفض الانبعاثات بما يتماشى مع جهود الإمارات في خفض الانبعاثات الكربونية، ومواجهة تحديات التغير المناخي.
وقال رؤساء شركات ومشاركون بمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2023» لـ «الاتحاد» إن المعرض يوفر فرصة مثالية لإلقاء المزيد من الضوء على جهود الشركات الإماراتية في نشر حلول الاستدامة، موضحين أن استراتيجيات الاستدامة في الدولة، ومبادرات خفض الانبعاثات، تشجع الشركات الخاصة على زيادة استثماراتها في التقنيات النظيفة، ما يدعم الجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق مستهدفات الدولة الخاصة بالمبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050.
وأعلنت «أدنوك» مطلع العام الحالي استراتيجية جديدة طموحة لدفع التقدم في جهود الحد من انبعاثات عملياتها على مستوى العالم، حيث خصصت 55 مليار درهم (15 مليار دولار) لتطوير مجموعة من المشاريع عبر سلسلة القيمة لعملياتها المتنوعة بحلول عام 2030. وتشمل هذه المشاريع تنفيذ استثمارات في الطاقة الكهربائية النظيفة، والتقاط الكربون وتخزينه، وزيادة الاستثمارات في الهيدروجين والطاقات الجديدة، وتحسين كفاءة الطاقة، وتطوير تدابير جديدة تُعزز من جهود الشركة في مجال الحد من عمليات حرق الغاز، ما يسهم في دعم مبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي بحلول عام 2050.
حلول مبتكرة
وأوضح حمدي المدني مدير التصنيع بشركة المسعود للصناعات أن الفترة الحالية تشهد تركيزاً ملحوظاً على خفض الانبعاثات بقطاع النفط والغاز، موضحاً أن الشركة توسعت في إنتاج المزيد من المنتجات الجديدة والمعدات التي تسهم في خفض الانبعاثات.
وذكر أن الشركة بدأت بالفعل في تصميم وإنتاج منتجات جديدة لإزالة الكربون، مؤكداً أن الشركة لديها اهتمام وتركيز على الاستثمار في هذا المجال، في ظل اهتمام الدولة بخفض الانبعاثات بقطاع النفط.
وأوضح المدني أن المسعود للصناعات تعمل في تصنيع معدات لخدمات وخدمات حقول وآبار النفط، والتي يتم تصديرها لعدة دول مثل السعودية وقطر والبحرين والكويت وقطر وأنجولا، حيث يتم تصدير نحو 80% من منتجات الشركة للخارج، مقابل 20% بالسوق المحلي، مشيراً إلى أن حجم إنتاج الشركة تضاعف خلال العام الحالي في ظل انتعاش الطلب بالقطاع.
وذكر أن مجموعة المسعود استعرضت خلال المعرض الحلول المبتكرة لأقسامها الصناعية بهدف دعم مسار التحول نحو الطاقة النظيفة في دولة الإمارات، حيث تم استعراض مجموعة من الخدمات والحلول والمنتجات في مجالات النفط والغاز والطاقة والخدمات الفنية والصناعات لتوفير حلول تركز على الابتكار والاستدامة والكفاءة عبر قطاع الطاقة في الإمارات، بما يتماشى مع استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 والمبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
الطاقة الهيدروجينية
بدوره، قال المهندس أنس الجعيدي، الرئيس التنفيذي لشركة «إم إم إي سي مانسمان» الإماراتية، إن الشركة استعرضت خلال مشاركتها بـ «أديبك 2023» حزمة المشاريع التي تعمل عليها على مستوى الدولة إلى جانب الخدمات التي تقدمها، من بينها مشروع محطة تعبئة المركبات بالطاقة الهيدروجينية الخضراء ومحطات إنتاج الهيدروجين، إضافة إلى الحلول المبتكرة لإدارة المشتريات والبناء والتقنيات الحديثة التي تعتمدها في عملياتها التشغيلية.
وذكر أن الشركة وقعت خلال المعرض مذكرة تفاهم مع مجموعة «Linde» الألمانية، للتعاون في عدة مجالات، منها تطوير وتشغيل محطة لتزويد المركبات بالوقود الهيدروجيني والتي سيقع موقعها في إمارة دبي، وإيجاد الحلول المبتكرة للاستفادة من الهيدروجين كوقود بديل واستعراض أبرزها خلال مؤتمر الأطراف (كوب 28)، إلى جانب تطوير تقنيات تسهم في خفض انبعاثات الكربون وإزالته.
وذكر الجعيدي أن الطرفين وقعا مذكرة تفاهم أخرى خلال شهر يونيو والتي تنص بنودها على إنشاء مرافق ومحطات خاصة بتزويد الوقود الهيدروجيني في مدينة مصدر بإمارة أبوظبي، إلى جانب تطوير حلول مبتكرة للمرافق الخاصة بتزويد الطاقة للمركبات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجيني في إمارة دبي. وأوضح أن الشركة مهتمة بالاستثمار في مجال خفض الانبعاثات الكربونية، وبما ينسجم مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين لتسريع الاقتصاد الهيدروجيني العالمي، إلى جانب تعزيز إنتاج الهيدروجين منخفض الانبعاث بحلول 2031.
إزالة الكربون
بدوره، أوضح يوسف بن سعيد لوتاه، الرئيس التنفيذي لشركة لوتاه للوقود الحيوي، أن دورة العام الحالي من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2023» تنطلق تحت شعار «إزالة الكربون .. أسرع معاً»، وهو ما يتماشى مع عمل الشركة المتخصصة في إنتاج الوقود الحيوي من زيوت الطهي المستخدمة.
وقال إن الفترة الحالية تشهد اهتماماً عالمياً ملحوظاً بنشر حلول الاستدامة وخفض الانبعاثات، وعلى الصعيد المحلي هناك زيادة ملحوظة في الوعي والاهتمام بالاقتصاد الدائري، ما يعزز من عمل الشركة، ويشجعها على زيادة استثماراتها بهذا المجال عبر إنتاج وقود حيوي عالي الجودة ومنخفض الكربون.
وأوضح أن الشركة تحصل على زيوت الطهي لاسيما التي يتم استخدامها في المطاعم والفنادق، حيث يتم تحويلها إلى وقود حيوي يتم استخدامه في الشاحنات، كما وقعت الشركة اتفاقية مع شركة فرنسية لاستخدام هذا الوقود في اليخوت، فضلاً عن إنتاج وقود لسيارات السباقات. وأضاف أن الشركة لديها مصنعين في دبي، كما باشرت مؤخراً تأسيس مصنع جديد في أبوظبي، حيث سيتم افتتاح المصنع خلال شهر.
وذكر لوتاه أن الشركة وقعت خلال مشاركتها في «أديبك» اتفاقية مع شركة ديسل السويسرية المتخصصة في حلول التكنولوجيا المتطورة في الصناعات الكيميائية والمعالجات الصناعية التي تدعم الحلول المستدامة، لإطلاق مشروع مشترك خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن الشركة تستهدف تسريع عملية تطوير وتبني التقنيات المتطورة للوقود الحيوي والطاقة الخضراء، وتلبية الطلب المتزايد على مصادر الطاقة المستدامة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الانبعاثات الكربونية خفض انبعاثات الكربون أديبك معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول معرض أبوظبي الدولي للبترول الإمارات أبوظبي مؤتمر أبوظبي الدولي للبترول خفض الانبعاثات إزالة الکربون أن الشرکة إلى جانب
إقرأ أيضاً:
الشركة العامة للكهرباء: شراكات تركية لتعزيز مشاريع الطاقة في ليبيا
ليبيا – أكد المسؤول الإعلامي للشركة العامة للكهرباء، عصام هانيش، أن الشركة تعاونت مع شركات تركية لتنفيذ العديد من المشاريع الكبرى في ليبيا، بما في ذلك مشاريع تدريبية ونقل الخبرات.
وفي تصريحات خاصة لوكالة “الأناضول”، أشار هانيش إلى أن الشركة العامة للكهرباء تسعى لمواصلة التعاون مع الشركات التركية في المستقبل لتعزيز البنية التحتية للطاقة.
الشركات التركية في السوق الليبيةمن جانبه، أوضح فيصل دمير، مدير تطوير العمل في شركة “كونترولماتيك” التكنولوجية التركية للطاقة والهندسة، أن شركتهم أسست شركة محلية في ليبيا قبل أربع سنوات. وأضاف أن الشركة تنشط في تركيب محطات توليد الطاقة التقليدية والمتجددة، وإعادة تأهيل المحطات الفرعية، وتنفيذ المحطات الفرعية المتنقلة، إلى جانب تقديم حلول للمنازل الإلكترونية. وأشار إلى أن “كونترولماتيك” تعمل بشكل رئيسي في مصراتة وطرابلس، مع متابعة دقيقة للتحولات في البنية التحتية للطاقة في ليبيا.
وقال دمير: “هناك تحول كبير في البنية التحتية للطاقة في ليبيا، والسوق الليبية تمثل فرصة كبيرة للشركات التركية.”
أهمية السوق الليبيةبدوره، أكد مصطفى طوكهان، نائب مدير شركة “سيغما” التركية، أن السوق الليبية تعد من الأسواق المهمة جدًا للشركة. وأضاف أنهم يعملون على توسيع حصة شركتهم في السوق الليبية، مما يعكس أهمية هذه السوق للشركات التركية في المرحلة الحالية.
خلفية عن الشركات التركية الفاعلة في السوق الليبيةتُعد الشركات التركية، مثل “كونترولماتيك” و”سيغما“، من أبرز الجهات الفاعلة في قطاع البنية التحتية والطاقة في ليبيا. تأسست “كونترولماتيك” قبل أربعة أعوام في السوق الليبية، وتعمل في عدة مجالات رئيسية، تشمل تركيب محطات توليد الطاقة التقليدية والمتجددة، وإعادة تأهيل المحطات الفرعية، وتنفيذ المحطات الفرعية المتنقلة، وتقديم حلول للمنازل الذكية. تتركز أنشطتها في مدينتي مصراتة وطرابلس، حيث تتابع التحولات في البنية التحتية للطاقة عن كثب.
أما “سيغما ليبيا للأعمال الكهروميكانيكية”، فهي شركة متخصصة في الأعمال المدنية والكهربائية والميكانيكية، بما في ذلك أنظمة مكافحة الحريق وتوريد المعدات. وقد شاركت الشركة في تنفيذ مشاريع متنوعة في مجالات النفط والغاز والكهرباء، مستفيدة من شبكة واسعة من العملاء المحليين والدوليين.
تسعى هذه الشركات إلى توسيع نطاق أنشطتها في السوق الليبية، مستفيدة من الفرص المتزايدة في مشاريع إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية. الجدير بالذكر أن قيمة المشاريع التي نفذتها الشركات التركية في ليبيا بلغت حوالي 30.8 مليار دولار على مدى العقود الخمسة الماضية، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية للسوق الليبية بالنسبة للشركات التركية.