هيئة العقار تشارك في معرض ميونخ
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
البلاد – الرياض
تشارك الهيئة العامة للعقار في المعرض الدولي للعقارات والاستثمار المقام بمدينة ميونخ في جمهورية ألمانيا الاتحادية الذي انطلق أمس الأربعاء.
وتأتي مشاركة الهيئة من خلال التواجد بجناح تعريفي يستعرض أهم التشريعات العقارية في المملكة والتي تُعد من أهم الممكنات والمحفزات لرفع جاذبية الاستثمارات العقارية في المملكة، حيث تستهدف الهيئة الالتقاء بقادة وصنَّاع العقارات من مختلف الدول المشاركة في المعرض وتعريفهم بالبيئة الاستثمارية العقارية واستعراض أهم التجارب في التنظيمات العقارية ورفع الوعي لدى المستثمرين بتشريعات القطاع العقاري ودور الأنظمة واللوائح في تطويره ورفع موثوقيته وجاذبيته الاستثمارية.
كما تستعرض الهيئة من خلال المشاركة في الاجتماعات وورش العمل ضمن فعاليات المعرض تجاربها في تنظيم القطاع الإيجاري ونظام البيع على الخارطة وجهودها في السجل العقاري إضافة إلى تعريف الممارسين بنظام الوساطة العقارية والذي يُعد من التنظيمات ذات الاهتمام الدولي في القطاع العقاري.
ويعد معرض ” EXPO REAL” بميونخ أكبر معرض تجاري للعقارات والاستثمار في أوروبا، ويستضيف صنّاع العقارات بأكملها من جميع أنحاء العالم، كما يوفر فرصة للتواصل الفعّال مع الجهات ذات العلاقة، ومنصة للمناقشات البناءة لجميع المشاركين في قطاع العقارات، ويزخر برنامج المعرض بالعديد من الفعاليات والنشاطات والموضوعات التي تناقش أحدث الاتجاهات والابتكارات والتطورات في الاستثمار العقاري وأسواق التمويل، كما يضم منتدى إكسبو ، وملتقى الابتكار، ومنتدى التخطيط والشراكات، ومنتدى المناقشة والتواصل “مرحلة العارضين”، وغراند بلازا، إضافةً إلى مرحلة نقاش التكنولوجيا.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: هيئة العقار
إقرأ أيضاً:
حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
نور المعشنية
في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.
ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.
في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.
الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.
إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.
ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.
معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.
كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.
ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.
فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.
ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.