وثقوا الكثير من المعلومات المستمدة من المشاهدات اليومية.. الرياض .. محطّ الأنظار ومقصد الرحالة والمستكشفين
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
البلاد – الرياض
شهدت الرياض خلال القرنين الماضيين توافد عدد من الرحالة الذين وثقوا الكثير من المعلومات المستمدة من المشاهدات اليومية فكانت على فترات من التاريخ محط رحال المستكشفين والمبعوثين والدبلوماسيين الذين زاروا الجزيرة العربية رغبة في التعرف على جوانبها الجغرافية والاجتماعية والسياسية، إذ نتج عن هذه الزيارات ظهور العديد من المؤلفات التي وصفت جزءاً كبيراً من طبيعة الحياة في الرياض.
ومن أبرز المشاهدات التي تناولت معالم الرياض خلال القرن الثالث عشر ميلادي زيارة الرحالة البريطاني وليم جيفورد بالجريف 1279هـ – 1862م، حيث وصف الرياض بأنها ذات بساتين غناء ونخيل كثيفة وقال: ” انبسط أمامنا وادٍ فسيح وقبل هذا الوادي مباشرة تحت المنحدر المليء بالحصى الذي وقفنا فوق قمته لاحت لنا العاصمة طويلة ومرتفعة تتوجها أبراج عالية، وأسوار دفاعية قوية، ومساحات من السقوف والشرفات.. يطل عليها جميعها قصر فيصل الملكي الكبير “يقصد الأمام فيصل”، وهو عبارة عن مبنى مهيب، وبجانبه يرتفع قصر نادر أقل اتساعاً بناه وسكنه ابنه عبدالله “يقصد الأمام عبدالله بن فيصل”، إلى أن قال “وعلى مسافة ثلاثة أميال من السهول المحيطة لاح لنا بحر من النخيل التي ترتفع وسط حدائق خضراء حسنة الري فيما بلغت مسامعنا أصوات السواقي الشجية، ومن الجهة المقابلة إلى الجنوب انفتح الوادي على سهول اليمامة الواسعة الخصبة وتخللها البساتين والقرى الكثيفة”.
كما ذكر الرحالة الدانماركي باركلي رونكيير الذي زار الرياض عام 1330هـ / 1912م بقوله :” في 8 ربيع الآخر 1330هـ سرنا عبر وادي حنيفة الذي امتلأ مجراه بالأشجار والشجيرات الصغيرة التي يبلغ ارتفاع بعضها خمسة أمتار .. امتد أمامنا في الوادي جدار أخضر داكن من بس اتين النخيل، وعلى هذه الخلفية المنمقة الخضراء من الواحة تظهر الأسوار والأبراج عندما تسطع عليها أشعة شمس الظهيرة الشديدة الضياء” .
أما الرحالة البريطاني هاري سانت جون فيلبي (عبدالله فيلبي) وصف الرياض وصفا دقيقاً في مذكراته ومقالاته من خلال زياراته العديدة التي زار فيها الرياض بدء من عام 1336هـ حيث قال:” إنه لا يوجد مبنى في جميع أنحاء مملكة ابن سعود أعظم فخامة في تخطيطه ولا أجمل في هيئته بعمارة شبه الجزيرة العربية الحديثة من القصر الملكي بالرياض”.
فيما وصف الصحفي المصري محمد شفيق أفندي مصطفى في كتابه “في قلب نجد والحجاز” الذي جمعه من مقالات كتبها أبان زيارته للجزيرة العربية عام 1346 هـ الموافق 1927م، الرياض بقوله :” تعد الرياض أكبر مدن نجد وأعظمها شأناً بوصفها عاصمة الديار النجدية، وهي ذات مبان ٍ متعددة، بينها عدة عمارات كبيرة، ويحيط بالمدينة سور فخم له أبواب كثيرة على مثال أبواب المدن الشرقية في سالف الزمان، وهي تقفل عند اللزوم، وتحيط بالعاصمة المزارع وأشجار النخيل”.
وشبه الرحالة البريطاني غيرالد ديغوري في مذكرات نشرها عقب رحلته الثانية التي قام بها للرياض عام 1354هـ الموافق 1935م بقوله :” إن المناظر الطبيعية في وسط شبه الجزيرة العربية فريدة، حيث يشق وادي حنيفة، المليء ببساتين النخيل بصورة ملتوية جبل طويق ماراً بمدينة الرياض عند سورها الجنوبي ويقود مجرى وادي البطحاء إلى بوابة الرياض الشرقية، ويأتي من سلسلة التلال والمرتفعات الواقعة في الجهة الشمالية للرياض، وتحيط بها.. أما جبل العرمة وجبل طويق فهما يحيطان بالرياض من الشرق والغرب، فالتلال المتتابعة والأودية الخضراء الغامقة المرسومة بدقة متناهية، وومضات النور فيما بينها، وكذلك الظلال الزرقاء التي يخلفها نور الشمس عند مغيبها تجعل المنظر يبدو وكأنه خلفية لصورة إيطالية قديمة مبهجة للمسافر”.
وأسهب الرحالة آر إس هنسي خلال زيارته للمملكة في عام 1366هـ – 1946م، في وصف بهاء الرياض، :” لقد كانت الرياض ذات مظهر بهي، فهي مدينة مسورة تشبه مدن العصور الوسطى، محاطة بخضرة زاهية، المدينة “الرياض” تبعث في المشاهد إحساساً بالسعادة بهذا المشهد العتيق الذي ظل باقياً على مدى الدهور”.
وأثارت الرياض أعجاب الكاتب وعضو اتحاد الكتاب في مصر محمد كامل حتة أبان زيارته لها في عام 1375هـ الموافق 1956م، حيث قال “إن الرياض عاصمة عجيبة في تكوينها ومعالمها، فإنك لتجد فيها كثيراً من المفارقات التي تصور مدى ما نالها وينالها من تطور سريع، ما زال لسرعته يجمع بين الماضي والحاضر في إطار واحد، تجد فيها صورة الرياض القديمة”.
المعالم الحديثة التي تسابق الزمن في ميادين النهضة والعمران، والتي تمت في سنوات قلائل، هي الصورة الحديثة للرياض عاصمة المملكة العربية السعودية.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الرياض
إقرأ أيضاً:
زوكربيرغ: هناك الكثير لنتعلمه من "ديب سيك"
دافع الرئيس التنفيذي لـ"ميتا"، مارك زوكربيرغ، يوم الأربعاء، عن إعلان شركته استثمارا بقيمة 65 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي، مشددا على الاستمرار في سياسة الاستثمار بهذا الميدان الذي يشهد تنافسا قويا وخصوصا بعد ظهور النموذج الصيني "ديب سيك".
وقال زوكربيرغ للمستثمرين: "هناك الكثير لنتعلمه من ديب سيك، لكن من السابق لأوانه الحصول على رأي قوي حول ما يعنيه التطبيق لمستقبل الذكاء الاصطناعي".
وأضاف: "أعتقد أن الأخبار الأخيرة المتعلقة بديب سيك عززت اقتناعنا بأن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب أن نركز عليه".
وتابع قائلا إن صعود ديب سيك عزز اقتناعه باحتضان شركته للذكاء الاصطناعي "مفتوح المصدر"، حسبما نقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية.
وأشار إلى أنه "سيكون هناك معيار مفتوح المصدر على مستوى العالم، وأعتقد أنه من أجل مصلحتنا الوطنية، من المهم أن يكون معيارا أميركيا".
وأوضح قائلا: "نأخذ ذلك على محمل الجد. نريد بناء نظام الذكاء الاصطناعي الذي يستخدمه الناس في جميع أنحاء العالم".
وردا على سؤال أحد المحللين حول تأثير "ديب سيك" على إنفاق "ميتا" بمجال الذكاء الاصطناعي، قال زوكربيرغ إن "الإنفاق بكثافة على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي سيظل يمثل ميزة استراتيجية لميتا"، وفقما أورد موقع "تك كرانش" المتخصص بالأخبار التقنية.
جدير بالذكر أن "ديب سيك" أطلقت مطلع الأسبوع الحالي نموذج لغة جديدا للذكاء الاصطناعي بإمكانيات تفوق النماذج التي تقدمها الشركات الأميركية الكبرى مثل "أوبن إيه آي" وبتكلفة زهيدة للغاية.
ويعتمد نموذج "ديب سيك" على 2000 رقاقة فقط بتكلفة بلغت 5.6 مليون دولار ليحقق نفس النتائج التي تحققها نماذج الشركات الأميركية التي تحتاج إلى 16 ألف رقاقة بتكلفة تتراوح بين 100 و200 مليون دولار.
وتجري شركة "مايكروسوفت "وشركة "أوبن إيه آي" مالكة تطبيق "تشات جي بي تي" تحقيقا لمعرفة ما إذا كانت مجموعة قرصنة مرتبطة بشركة "ديب سيك" قد حصلت على بيانات خاصة بتقنيات "أوبن إيه آي" بطرق غير قانونية، بحسب مصادر تحدثت لوكالة بلومبرغ.
ورصد باحثون في شؤون الأمن لدى "مايكروسوفت" قبل أشهر أفرادا يُعتقد أنهم مرتبطون بشركة "ديب سيك" وهم يستخرجون كمية كبيرة من البيانات باستخدام واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بـشركة "أوبن إيه آي"، حسب الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن الأمر سري.
من ناحيته، أوضح ديفيد ساكس، مستشار الذكاء الاصطناعي للرئيس دونالد ترامب، أن هناك أدلة قوية على أن "ديب سيك" اعتمدت على مخرجات نماذج "أوبن إيه آي" للمساعدة في تطوير تقنيتها الخاصة.