شخصيات سياسية واجتماعية لـ”الثورة”: إطلاق المرحلة الأولى من التغيير الجذري في مرحلة صعبة دليل العزم على تجاوز إرث الماضي
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
الشعب اليمني الذي أشعل ثورة ضد أشكال الفساد، وواجه عدوانا من قبل دول استعمارية وتسلطية بمقدوره إحداث ثورة في واقع الحياة والعمل المؤسسي.
هذا ما يؤكد عليه طرح الكثير من الساسة والشخصيات الاجتماعية، ولذلك كان من الطبيعي أن تظهر التصريحات المؤيدة والمباركة للتوجه من قبل الفعاليات الوطنية منذ إعلان السيد القائد بدء المرحلة الأولى من التغيير الجذري.
“الثورة” التقت عدداً من الشخصيات وخرجت بهذه الحصيلة:
الثورة / زين العابدين حلاوى
يقول الدكتور فرحان هاشم -رئيس الدائرة السياسية لحزب شباب العدالة والتنمية: بعد ٩ سنوات منذ إعلان انتصار ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م ونتيجة للعدوان السعودي الأمريكي المستمر على اليمن، تشكلت جملة من الإشكاليات على قوى الثورة، مما تسبب في إعادة ترتيب الأولويات لتحقيق أهداف الثورة، حيث تركزت الاهتمامات نحو بناء وتطوير المؤسسة العسكرية والأمنية لمواجهة قوى العدوان، وقد تحقق الصمود والثبات وإفشال مخططات الأعداء العسكرية، لينتقل بعدها قائد الثورة ويوجه البوصلة نحو باقي مؤسسات الدولة من خلال إعلانه التاريخي بمناسبة المولد النبوي الشريف، وتعتبر المرحلة الأولى من التغيير الجذري خطوة في مسار طويل نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة على أسس وطنية بعيدا عن الوصاية والارتهان للخارج، وقد شكل إعلان قائد الثورة للمرحلة الأولى خيارا وطنيا استجابة لمطالب الشعب وضرورة وطنية للارتقاء بالعمل وتحقيق الشراكة ومكافحة الفساد .
رسائل قوية
من جانبه تحدث المحلل السياسي عبدالرقيب البليط قائلا: لقد تضمن خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف لنبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، ثلاث رسائل هي رسالة دينية توعوية في كل ما يتعلق بالدين الإسلامي وبالقرآن وبنبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ومدى الأهمية بالاحتفال بهذه المناسبة، ورسالة سياسية تتمثل في تدشين المرحلة الأولى من التغيير الجذري والتي بدأت بإقالة حكومة الإنقاذ الوطني واستبدالها بحكومة كفاءات وكذلك معالجة الجانب القضائي كذلك تضمن خطاب قائد الثورة رسالة عسكرية لتحالف العدوان السعودي وأطلق التحذير الأخير لهم بأن عليهم أن يستفيدوا من مبادرة السلام العمانية والبدء بتنفيذ بنود الاتفاق الإنساني ومعالجة بقية الملفات التي تعمل على إنهاء العدوان والحصار المفروض على اليمن وشعبها، والا فإن العواقب ستكون وخيمة بمعنى إن استمروا في التلكؤ والمماطلة ولم يجنحوا للسلام، فلن يكون هناك أي تحذير بعد هذا التحذير بل ستبدأ القوات المسلحة اليمنية باتخاذ الإجراءات اللازمة والعملية لترجمة هذا التحذير.
الهدف من التغيير إصلاح الاختلالات
المحلل السياسي فضل عباس هو الآخر يرى أن المرحلة الأولى من عملية التغيير الجذري التي أعلنها السيد القائد في الخطاب ليلة المولد النبوي الشريف وتحدث عنها بشكل أوسع في خطاب يوم المولد النبوي الشريف، هي ضرورة كما وصفها السيد القائد وفي توقيتها الذي يتزامن مع التطورات والمتغيرات التي تشهدها اليمن على الصعيدين الداخلي والإقليمي وكون الغاية من عملية التغيير الجذري هي إصلاح الاختلالات التي رافقت أداء الحكومة في المرحلة الماضية وبات من اللازم إحداث عملية تغيير جذري لخدمة الشعب وتحقيق مقاصد وأهداف ثورة 21 سبتمبر المجيدة
وأضاف عباس: الهدف عملية التغيير الجذري هو الارتقاء بالأداء وبناء دولة منتجة تواكب المتغيرات وتخرج من دائرة الدول المستهلكة حيث أن ثمانية أعوام من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن أثبتت أن الإنسان اليمني قادر علي الإنتاج والتطوير وخير شاهد التصنيع والتطوير في القدرات العسكرية في ظل العدوان في الحقيقة أن عملية التغيير الجذري بمدلولها الواسع تشمل الجانب الإداري والقضائي والعسكري والاقتصادي لمواكبة المتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية.
التصحيح سبب لارتقاء الأمة
هادي حسين الرزامي- عضو مجلس الشورى يقول: نظرتي القاصرة إلى المرحلة الأولى من التغيير الجذري أنها بداية موفقة وحكيمة، وتعتبر خطوة جبارة في ظروف كهذه، ولا شك في نجاحها، لأنها من علمٍ اختاره الله لإنقاذ هذا الشعب، في ظل عدوان شامل وحصار ظالم، وفي وقت صراع بين الحق والباطل، بل صراع بين الله والمجرمين من عباده، المتجرئين على سننه الكونية ونواميسه المقرة منه لعباده، وتمردهم عليه وعلى فطرته ودينه ونهجه الذي أمرهم باتباعه، فدعوا إلى مبارزته والشذوذ عنه، إلى درجة تجاوزت كل القيم والأعراف والمبادئ والملل والرسالات، التي دعا إليها جميع الأنبياء، والتي بموجب الكفر بها وتجاوز حدودها من قبل تلك الأمم اهلكهم الله وعذبهم في الأمم السابقة، ولم يصلوا إلى هذه المرحلة من الحرب مع الله في غابر الأزمان، ولم يمهلهم كما أمهل هؤلاء المجرمين، وخاصة في الشذوذ الجنسي، وأكبر عبرة وعظة ما حل بقوم لوط وعاقبتهم الوخيمة.
تفاءل الشعب بهذه النقلة
من جهته أوضح عضو مجلس الشورى نايف حيدان أن كل الأحرار والشرفاء والمخلصين في هذا الوطن المكلوم والمظلوم بترسبات إرث ماضٍ ثقيل عكس الهوامير والفيلة الفاسدين والمخترقين لثورتنا الأبية كلهم ظلوا صابرين ومنتظرين لهذه اللحظة المهمة والفاصلة بحياة الشعب اليمني، فقد أشعل الشعب اليمني ثورات متعددة ومتلاحقة على أمل الخلاص من وضع بائس ومزر لينتقل لوضع أفضل يضمن فيه مستقبله ومستقبل أجيال لاحقه، إلا أنه كان يصطدم بمؤامرات تحرف سير الثورات وتفرغها من مضمونها بتدخلات ودعم خارجي يسيطر على القرار اليمني ويتحكم بسياسة البلد في كل مفاصل الدولة ..
وأفاد حيدان قائلا: اليوم وبعد هذا الصبر الطويل والمؤلم والموجع لاحت تباشير الخير وتجدد التفاؤل في هذه النقلة النوعية التي أعلن عنها قائد الثورة بعد انتظار طويل كان هذا الانتظار إلزامياً وخارجاً عن الحسابات السياسية ..
وأضاف: بظهور قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي معلنا عن المرحلة الأولى من خطوات ومراحل التغيير الجذري في مناسبة عظيمة ومهمة لكل الشعوب الإسلامية لها دلالاتها ورسائلها المهمة .. فالرسالة المحمدية التي نقلت وحررت الإنسان من الظلمات إلى النور مثلما لاقت صداً وحرباً ومؤامرات كبيرة لاقت ثورتنا مثلها وبالأخير انتصرت هذه الرسالة ليعم الإسلام معظم بقاع الأرض .. كذلك التغيير لاقى صداً وحرباً ومؤامرات آخرها ما شهدناه ونشهده اليوم من سعي حثيث لخلق خزعبلات وخبيرات لحرف بوصلة التغيير الجذري ..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني بعيد الفطر
وعبر الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، عن التهاني للمرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الصابرين والأسرى الأوفياء وأسر الشهداء والجرحى وأهالي المرابطين والأسرى.
وقال" يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإن مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن".
وأشار الرئيس المشاط إلى أن الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم في يوم القدس العالمي يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس.
وأضاف" إننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقل ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الايمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني".
وثمن الرئيس المشاط الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تأل جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات.
وجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر وإيقاف المجازر المرتكبة بحقه ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن يتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما يقدر عليه وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة. وحذر فخامة الرئيس دول العالم كافة وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، كما حذر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب. وقال" من ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الاستراتيجي في الشرق الأوسط الجديد" والذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية". وأشار إلى أن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، والذي لم يأت إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل المنطقة العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية. وأكد أن هذا العدوان لن يثني اليمني عن القيام بواجبه ولن يفت من عضد وإرادة الشعب اليمني، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدرات اليمن العسكرية وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية. وأضاف" فلدينا بفضل الله وعونه التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات". كما أكد أن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم. وجدد التأكيد على أن القوات المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر إن شاء الله تعالى. وفيما يلي نص الخطاب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، وارضَ اللهم عن صحابته الأخيار المنتجبين. قال تعالى (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) صدق الله العظيم. يا أبناء الشعب اليمني العزيز في الداخل والخارج: باسمي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى أتقدم بأسمى آيات التهاني وأطيب التبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- وإلى كافة أبناء شعبنا اليمني العزيز في كافة ربوع الوطن، وللمغتربين منهم خارج الوطن، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وأخص بالتهنئة أبطال شعبنا المجاهدين المرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الأعزاء الصابرين والأسرى الأوفياء، وأسر الشهداء والجرحى، وأهالي المرابطين والأسرى. سائلاً من الله -سبحانه وتعالى- أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وأن يجعلنا ممن فاز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، وأن يكون شهر رمضان المبارك قد ترك أثراً في تزكية النفوس، وأن يجعلنا ممن يحافظ على ما اكتسب فيه من التقوى طوال عامه لتكون لنا دافعاً للتحرك وفق توجيهات الله، ودرعاً واقياً دون مخالفة أوامره ونواهيه. شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج: يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإنّ مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرَّفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبَّر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن. وها هو الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم، في يوم القدس العالمي، يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس، وإننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعُزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقلّ ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الإيمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني، ليبقى موقفكم يا شعب الإيمان والحكمة دليلاً على وعيكم ويقظة الضمير وعميق الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه، وهو الموقف الذي يعبِّر عن الاستفادة من الشهر الكريم، شهر رمضان شهر التقوى، فلا تقوى بلا مناصرة فلسطين، ولا تقوى بدون مواجهة قوى الاستكبار الشيطانية (أمريكا و"الكيان الصهيوني"). يا أبناء شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج: إن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز، وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، الذي لم يأتِ إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل منطقتنا العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية، ولكنه لن يثنينا عن القيام بواجبنا، ولن يفت من عضد وإرادة شعبنا العزيز، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدراتنا العسكرية، وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية فلدينا -بفضل الله وعونه- التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات. إن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم، وبعون الله فإن قواتنا المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية، وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر -إن شاء الله تعالى- انطلاقاً من توجيه المولى عز وجل: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، والله خير الناصرين، وقاصم المتجبرين. ونعبّر عن عظيم الشكر وبالغ الفخر والاعتزاز للشعب اليمني على صموده الأسطوري وثباته الراسخ في مواجهة العدوان الأمريكي المتجدد، كما نتقدم بأحر التعازي والمواساة لأسر الضحايا من الشهداء والجرحى نتيجة الغارات العدوانية الأخيرة على بلدنا، سائلاً الله العظيم أن يرحم الشهداء بواسع رحمته، وأن يشفي الجرحى أنه سميع مجيب. وفي الختام، نؤكد على بعض النقاط: أولاً: نثمن الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تألُ جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات، وقد عكس هذا التكافل واحداً من أهداف الصيام وغاياته الإسلامية الراقية، وعلى رأسها هيئة الزكاة والأوقاف والجمعيات وكل الخيرين من أصحاب المال والأعمال. ثانياً: نجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض، وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر، وإيقاف المجازر المرتكبة بحقة ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن تتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما تقدّر عليه، وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان، ورفع الحصار عن قطاع غزة. ثالثاً: نحذِّر دول العالم كافة، وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية، من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، ونحذّر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب، ومن ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ، فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني، ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الإستراتيجي في "الشرق الأوسط الجديد"، الذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية. الرحمةُ للشهداءِ، والشفاءُ العاجلُ للجرحى، والحريةُ للأسرى. والنصرُ والعزةُ والتمكينُ لشعبِنا اليمنيِّ العظيمِ.