خمس سنوات على مقتل خاشقجي.. كيف تغيرت نظرة العالم إلى السعودية؟
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
صادف هذا الأسبوع، الذكرى الخامسة، لمقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول، في عام 2018.
وكشفت التحقيقات أن خاشقجي قد اختطف وقتل بوحشية على يد فرقة اغتيال سعودية، ويعتقد مسؤولون في الاستخبارات الأميركية أن أمر "القبض على خاشقجي أو قتله" جاء من أعلى المستويات في الرياض"، ومنهم من اتهم ولي العهد، محمد بن سلمان، مباشرة.
لكن ومنذ ذلك الحين، تغيرت نظرة العالم لمحمد بن سلمان بعد أن التقى بقادة دول عديدة، على رأسهم الرئيس الأميركي، جو بايدن، والرئيس التركي، رجب طيب إردوغان.
وفي هذا السياق، سلط تقرير لصحيفة واشنطن بوست على علاقات المملكة مع المجتمع الدولي بعد الاتهامات التي طالت ولي العهد.
ضجة.. ثم إغلاق للقضيةفي خريف عام 2018، أثارت قضية مقتل خاشقجي ضجة في واشنطن وأماكن أخرى حول العالم، حيث أدانت حكومات عديدة مقتل الكاتب السعودي البارز.
وأدى الغضب في واشنطن إلى تعليق مبيعات الأسلحة للسعودية لفترة وجيزة.
واضطر محمد بن سلمان، الذي انطلق في جولة عالمية في وقت سابق من ذلك العام، إلى التراجع عن الساحة الدولية لفترة.
ولكن بعد مرور خمس سنوات، "لم يعد هناك الكثير لانتظاره بالنسبة لأقارب خاشقجي وأصدقائه المكلومين"، وفق الصحيفة الأميركية، التي كان يكتب لها خاشقجي.
وفي غضون ذلك، تم إغلاق القضية في الرياض، حيث أصدرت محكمة جنائية سعودية أحكاما بالسجن على ثمانية أشخاص، بينما برأت عددا من الشخصيات الرئيسية التي يعتقد المسؤولون الأميركيون أنهم لعبوا أدوارا مهمة في مقتل خاشقجي.
"وحتى يومنا هذا، هناك القليل من الوضوح بشأن ما حدث لجثة خاشقجي؛ ولم يتمكن أحباؤه من إجراء دفن مناسب"، وفق الصحيفة الأميركية.
وحذرت منظمات حقوقية، أبرزها PEN America، وهي مجموعة مؤيدة لحرية التعبير، في بيان "في الذكرى الخامسة لمقتل خاشقجي، يجب على الحكومات والمؤسسات رفض التعامل كالمعتاد مع حكومة بن سلمان وإلا فإن استهداف الكُتّاب قد يصبح الوضع الطبيعي الجديد".
وشجبت أنييس كالامارد، رئيسة منظمة العفو الدولية والمقررة الخاصة السابقة للأمم المتحدة المعنية بحالات القتل خارج نطاق القضاء والتي حققت في وفاة خاشقجي، الجغرافيا السياسية الحالية التي تتسم بـ"العمل كالمعتاد" مع الرياض والتي حرمت خاشقجي وعائلته من العدالة الحقيقية.
وقالت: "من المروع أنه بدلا من الضغط من أجل تحقيق العدالة في مقتله، يواصل المجتمع الدولي بسط السجاد الأحمر لقادة المملكة العربية السعودية، مع وضع المصالح الدبلوماسية والاقتصادية قبل حقوق الإنسان".
#SaudiArabia: 5 years since the killing of @washingtonpost columnist Jamal Khashoggi, there has been no justice for this brutal crime.
We stand with @AgnesCallamard calling for an independent criminal investigation into this killing. #JusticeForKhashoggihttps://t.co/0iWglFHNdn
ووسط مخاوف بشأن التضخم وارتفاع الأسعار، أجرى مسؤولوون في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، زيارات متعددة إلى الرياض، في محاولة لتهدئة العلاقات وإقناع السعوديين بالمساعدة في خفض الأسعار العالمية.
وبدلا من ذلك، قبل انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة، خفض السعوديون الإنتاج في خطوة اعتبرت على نطاق واسع بمثابة تحد لإدارة بايدن.
مواقف جيران الرياضوقال تقرير واشنطن بوست إن الرياض "لم تتحمل أي تكلفة تذكر، إذ استمر التعامل معها بهذه الطريقة".
وبحسب الصحيفة، "يركز جيران السعودية بشكل كامل على الجغرافيا السياسية المتشابكة والمعاملات التي تشكل شبكة العلاقات المعقدة في الشرق الأوسط".
وبعد خمس سنوات من وفاته، لم تتم مناقشة قضية خاشقجي إلا قليلا في القنوات الإعلامية الرئيسية في العالم العربي، ولا حتى في تركيا، حيث قامت وسائل الإعلام المحلية بالتحقيق في اغتياله ونشرت عدة مواد بالخصوص.
وفي ذات الوقت، يصر محمد بن سلمان "أنه غير نادم"، وفق تعبير الصحيفة.
وفي حديث مع مجلة أتلانتيك، العام الماضي، قدم ولي العهد السعودي نفسه على أنه ضحية لثأر دولي.
وقال محمد بن سلمان للمجلة ساخرا: "إذا كانت هذه هي الطريقة التي نعمل بها" أي قتل مؤلفي مقالات الرأي الناقدة، "فلن يكون خاشقجي حتى من بين أفضل 1000 شخص في القائمة".
يُذكر أن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الذي توعد مرارا بكشف حقيقة من هم وراء مقتل خاشقجي، زار الممكلة، في 2022، وفي يوليو الماضي، حيث وقع مع محمد بن سلمان اتفاقيات تعاون في مجالات استثمارية ودفاعية أبرزها شراء المملكة طائرات مسيّرة تركية.
كذلك، واجهت واشنطن انتقادات شديدة بعد الكشف أن ولي العهد يتمتع بحصانة من الملاحقة بصفته رئيس حكومة في أعقاب زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن للسعودية، في يوليو 2022.
"عواقب محدودة"الإذاعة الأميركية العامة "أن بي آر"، من جانبها، كتبت الجهود المبذولة لتقديم قتلة خاشقجي إلى العدالة ومحاسبة الحكومة "لم تنجح إلى حد كبير".
ولم تتم محاكمة سوى بعض السعوديين المتورطين في مقتل خاشقجي الذين لم يتم الكشف عن أسمائهم علنا، وفق الإذاعة.
وفي عام 2020، حكمت محكمة سعودية على خمسة منهم بالسجن 20 عاما.
وكانوا قد حكم عليهم في الأصل بعقوبة الإعدام، والتي ألغيت بعد أن أعلن نجل خاشقجي، الذي يعيش في السعودية، أنه عفا عن المتهمين.
وحكم على ثلاثة آخرين بعقوبات أقل.
وفي الربيع الماضي، نقلت محكمة تركية محاكمتها الغيابية لـ 26 شخصا إلى السعودية، وهي خطوة انتقدتها جماعات حقوق الإنسان.
وقالت هيومن رايتس ووتش، في ذلك الوقت، إن ذلك "سينهي أي إمكانية لتحقيق العدالة" لخاشقجي و"يعزز اعتقاد السلطات السعودية الواضح بأنها تستطيع الإفلات من العقاب على جريمة القتل".
Turkey: Don’t Transfer Khashoggi Trial to Saudi Arabia https://t.co/W3BLjY8Tgb @aymconstcourt @MFATurkiyeFR @anadoluajansi
— jean-paul Marthoz (@jpmarthoz) April 7, 2022المصدر: الحرة
كلمات دلالية: محمد بن سلمان مقتل خاشقجی ولی العهد
إقرأ أيضاً:
الجنائية الدولية تلاحق نتنياهو وغالانت..نظرة قانونية
بعد إعلان المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق ،يوآف غالانت ، يترتب التزام على الدول المنضمة لنظام روما الأساسي والبالغ عددها 124 دولة حول العالم بالتعاون على تقديمهما للعدالة.
دول الإتحاد الأوروبي كانت سباقة للتعليق على قرار الاعتقال، إذ أعلنت دول هولندا وفرنسا وبلجيكا التزامها التام بمبادئ المحكمة، ويتوقع أن تعلن دول أخرى في الساعات القادمة امتثالها لقرار الجنائية الدولية.
من جانبٍ آخر، ظهرت الأزمة جلياً على الاحتلال الإسرائيلي،واصفاً قرار الجنائية الدولية بعبارات مثل" حقير..وضيع، عار، معاد للسامية..." كما بدأ سموتريتش بالتهديد بملاحقة الجهات التي تسببت بفتح التحقيق.
وصرحت هيئة البث الإسرائيلية، بأن الاحتلال الإسرائيلي يعتزم استئناف القرار، إلا أن أن قرار الاعتقال لا يقبل الاستئناف في حين أنه يقبل الاعتراض بشرط المثول بشكل شخصي أمام المحكمة، ما يضع الاحتلال أمام حلٍ وحيد لتجنب المحاكمة، ألا وهو أن يقاضي بنفسه وبشكل فعلي كلاً من نتنياهو وغالانت عن جرائمهما في قطاع غزة.
كما يترتب أثر آخر مهم على الدول الأعضاء في نظام روما الأساسي، يتمثل بامتناعها عن تصدير السلاح للاحتلال وإلا عدت شريكة في جرائمه.
كل ذلك من شأنه تأزيم موقف الاحتلال وقادته أمام الشرعية الدولية،بالإضافة إلى تقييد تحركات قادة الاحتلال خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية الداعم الأول للاحتلال لم ينضما لنظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية.
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند الجنائية الدولية تلاحق نتنياهو وغالانت..نظرة قانونية باكستان...مقتل 38 شخصا بهجوم مسلح على حافلتي ركاب الصحة اللبنانية: استشهاد 16 شخصا بقصف إسرائيلي على قضاء صور رودري: ميسي أفضل من رونالدو مانشستر سيتي يحضر عرضا هائلا لتمديد عقد هالاند Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter