أكثر من 4 آلاف مستوطن يقتحمون الأقصى خلال سبتمبر.. والأزهر: سياسة الأمر الواقع
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
سجل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تقريره الشهري اقتحام أكثر من 4,000 مستوطن لمسجد الأقصى المبارك خلال شهر سبتمبر الماضي، تحت حماية شرطة الاحتلال الصهيوني، ما يشير إلى زيادة نوعية في عدد الانتهاكات والمقتحمين.
وأكد المرصد أن ارتفاع أعداد المُقتحمين، وأداء الطقوس النوعية خلال سبتمبر، يعود إلى تزامنه مع عدد من الأعياد الصهيونية الرئيسية؛ والتي جاء أولها رأس السنة العبرية، ثم تبعه ما يُطلق عليه "عيد الغفران – يوم هكيبوريم"، وفي نهاية الشهر بدأ ما يُعرف بعيد "العُرش – سوكوت"، والذي يستمر حتى 7 أكتوبر الجاري، ويتوقع أن تشهد هذه الأيام طفرة كبيرة في أعداد المُقتحمين المتطرفين مثلما يحدث كل عام؛ لمركزية هذا العيد، وسَعْي المستوطنين إلى إدخال القرابين النباتية إلى الأقصى.
وعن نشاط المنظمات المتطرفة خلال هذا العيد، أعلنت مدرسة "الهيكل الدينية" عن إقامة صلاة داخل الأقصى هدفها الدعاء لتطهير الهيكل، ويقصدون بهذا الدعاء إزالة المسجد المبارك من الوجود؛ حتى يتسنى لهم إقامة الهيكل. فيما تعهدت منظمة "جبل المعبد في أيدينا – بيادينو" بتحقيق أرقام قياسية في أعداد المستوطنين هذا العام، حيث وفرت وسائل مواصلات من مناطق مختلفة لتيسير وصول المقتحمين، وأعلنت تواجد عدد من الشخصيات والحاخامات الكبار على رأس مجموعات المقتحمين، أمثال "يتسحاق شيمون شيتز"، أول جندي صهيوني اقتحم الأقصى عند احتلاله عام 1967م، والناشط الإعلامي "أرنون سيجال"، وزعيم حزب الهوية المتطرف ونائب رئيس الكنيست الصهيوني "موشيه فيجلين"، والمستشرق الصهيوني "موردخاى كيدر".
وكان موقع "هار هبيت حدشوت" قد أجرى استطلاعًا للرأي لمعرفة مطالب المستوطنين لتسهيل الاقتحامات، خاصة بعدما سجل العام العبري المنصرم -الذي انتهى في مطلع سبتمبر- اقتحام أكثر من 42 ألف مستوطن؛ كثاني أكبر الأعوام تسجيًلا للمقتحمين منذ احتلال شرقي القدس.
وأشار المرصد في تقريره إلى دور سلطات الاحتلال التي كثفت من أعمالها القمعية ضد رواد الأقصى المبارك، ومارست سياستها المعهودة الساعية إلى تعبيد الطرق أمام اقتحامات المستوطنين، ومن ذلك إخراج المرابطين من الأقصى أثناء الاحتفال برأس السنة العبرية، وفرض الإغلاق الشامل على المناطق الفلسطينية، وتسهيل اقتحام 426 مستوطنًا للأقصى، ونحو 670 مستوطنًا في عيد الغفران؛ بزيادة بلغت 34% مقارنة بالعام الماضي، وبأكثر من 72% من العام قبل الماضي. وإصدار 36 قرارًا بالإبعاد بحق مواطنين فلسطينيين، معظمهم من مدينة القدس المحتلة، واستدعاء الكثير منهم للتحقيقات.
هذا وحذر المرصد من الطقوس النوعية التي يقوم بأدائها المستوطنون خلال احتفالاتهم، فخلال الشهر الماضي تم النفخ بالبوق للسنة الثالثة على التوالي، حيث نُفخ مرتين قرب باب الرحمة، وبشكل أطول من السنوات السابقة؛ إذ يرمز هذا الطقس –في فكر منظمات الهيكل- إلى الإعلان عن بدء الزمان اليهودي في الأقصى وانتهاء الزمن الإسلامي به، وإشارة إلى المُضي في حلم الإحلال الصهيوني الذي يهدف إلى تحويل الأقصى بكامل مساحته إلى هيكل، إضافة إلى ارتداء عدد من المستوطنين لباس التوبة الأبيض، وارتفاع صوت المستوطنين بالغناء والرقص أمام بابي القطانين والملك فيصل.
• الحفريات.. خطر آخر يحيق بالأقصىوسلط تقرير المرصد الضوء على خطر آخر يحيق بالأقصى المبارك، ألا وهو الحفريات التي تجريها سلطات الاحتلال بشكل مُخطط ومنظم، فقد كُشف النقاب عن بناء نفق تهويدي جديد يمتد من ساحة البراق إلى منطقة القصور الأموية مقابل المصلى القبلي بطول 200 متر يُفضي إلى متحف ومعرض صور؛ يروج من خلالهما إلى إقامة الهيكل المزعوم في باحات الأقصى المبارك وعلى أنقاضه متى استطاع الصهاينة إلى ذلك سبيلا.
وحذر مرصد الأزهر، بعد متابعة إصدارات الاحتلال ومنظماته، من قيام سلطات الاحتلال بالتعاون والتنسيق مع الجمعيات الاستيطانية ومنظمات المعبد، لحفر شبكة أنفاق أسفل الأقصى المبارك وأحياء البلدة القديمة المحيطة به؛ بهدف الإضرار بأساسات الأقصى، والبحث عن إشارات تُؤيد مزاعمهم وأباطيلهم حول الهيكل المزعوم.
• سياسة الأمر الواقع
وفي ختام التقرير، شدد المرصد على أن الاحتلال ومنظماته المتطرفة يوظفون الأعياد الصهيونية لتحقيق مطامعهم الخبيثة في فرض سياسة الأمر الواقع، وتغيير الوضع القائم داخل الأقصى بما يتيح لهم تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا، وهو ما وصفه مرصد الأزهر بأنه جريمة ضد الأقصى واستفزاز لمشاعر جموع المُسلمين حول العالم، مجددًا دعوته باتخاذ موقف إسلامي ودولي حازم لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها أولى القبلتين وثالث الحرمين.
ويذكر المرصد بمطالبة فضيلة الإمام الأكبر، في اللقاء الدولي من أجل السلام حين قال إن "حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه وعيشه على أرضه وصمت العالم المتحضر عن هذه المأساة الإنسانية ظلم بالغ طال أمده... وأن المنطق الذي يقرر أنه لا يسلم الكل إلا إذا سلم الجزء، يقرر بنفس الدرجة أنه لا سلام في أوروبا بدون سلام الشرق الأوسط، وبخاصة: سلام فلسطين".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأقصى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف مسجد الأقصى الحفريات الأقصى المبارک سلطات الاحتلال
إقرأ أيضاً:
قيود إسرائيلية إضافية على الصلاة في المسجد الأقصى خلال رمضان
أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلية فرض قيود أمنية على أداء الصلاة في المسجد الأقصى بالقدس خلال شهر رمضان المبارك.
ويأتي ذلك في وقت يتوافد فيه مئات الآلاف من الفلسطينيين لأداء الصلاة في المسجد المبارك، ثالث الحرمين الشريفين، وخاصة صلاة الجمعة.
وخلال مؤتمر صحفي أمس الخميس، قال المتحدث باسم حكومة الاحتلال، ديفيد منسر، رداً على سؤال حول الإجراءات الإسرائلية في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، الذي يُتوقع أن يبدأ غد السبت: "سيتم تطبيق القيود الاعتيادية للسلامة العامة، كما يحصل كل عام".
وفي رمضان الماضي، منع الاحتلال الإسرائيلي الرجال الذين تقل أعمارهم عن 55 عاماً، والنساء اللواتي تقل أعمارهن عن 50 عاماً، والأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات، من دخول الأقصى في أوقات الصلاة.
وفي وقت سابق، نقلت القناة 12 العبرية عن أجهزة الأمن الإسرائيلية توصيتها للمستوى السياسي بفرض قيود على أداء الصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، وذلك في ظل تشديد غير مسبوق للإجراءات الأمنية في المدينة المقدسة.
وأفادت القناة بأن التوصية الأمنية تشمل تحديد عدد المصلين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان بعدة آلاف فقط، حيث سيُسمح لعشرة آلاف مصلٍ بأداء صلاة الجمعة في الأقصى طوال الشهر الفضيل.
وأشارت القناة إلى أن هذه التوصية تمت بلورتها عقب مشاورات عقدتها وزارة الجيش والشرطة وجهاز الشاباك (الأمن العام) ومصلحة السجون الإسرائيلية. كما كشفت عن إجراء آخر تمثل في منع سلطات الاحتلال الأسرى المحررين، الذين أُفرج عنهم مؤخرًا ضمن صفقات التبادل، من دخول المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
وبموجب الوضع القائم منذ احتلال إسرائيل للقدس عام 1967، يُسمح لغير المسلمين بزيارة المسجد الأقصى في أوقات محددة دون أداء الصلاة فيه. إلا أن هذه القاعدة يتم انتهاكها بشكل متزايد من قبل حكومة اليمين المتطرف، مما يعتبره الفلسطينيون ووزارة الأوقاف الأردنية استفزازاً لمشاعر المسلمين.
يذكر أنه يمكن لأي حادث بسيط في المسجد الأقصى، أن يشعل الوضع المتوتر بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.