ذكريات حرب أكتوبر ترويها «وزيرة التضامن» لـ«البوابة نيوز»: تضحيات غالية لتحرير الأرض والروح
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
تزامنًا مع أعياد نصر أكتوبر المجيدة تروي الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الأجتماعي لـ"لبوابة نيوز" ذكرياتها عن هذة الفترة .
وتقول "القباج": ظلت أيام حرب أكتوبر 1973 تعلق بذكريات طفولتي في سنواتي الأولى بالمدرسة... ذكريات انتزعت مني إحساس الأمان وأنا أتابع أخبار الحرب، والخوف يملاً صدري على أسرتي وعلى بلدي.
وتابعت: لأول مرة أرى بعيني مشاهد الحرب والدمار، وأسمع أزيز الطائرات وأصوات الغارات، وأرى دموع أمهات الشهداء.. أعطتنا المدرسة إجازة من الدراسة، ولكن ظل أبي يذهب إلى مصنعه كل يوم، وأمي تتابع أحوالنا وتطمأنا أن النصر آت، وأن جيشنا سيجلب لنا نصراً قريباً، وأن مصر سيحفظها الله أبد الدهر.
وقالت: الأغاني الوطنية تملأ المكان... تدغدغ قلوبنا، وتشعل الأمل فينا، وتأجج العزيمة بداخلنا حتى تشعرني إني أريد أن أجري إلى ساحة المعركة لأساعد... لا أعرف كيف سأساعد وأنا طفلة ذات السبع سنوات، ولكنه شعور يغمرني إني لا أريد أن أقف مستضعفة فقط أشاهد فقط.. شعرت يومها إني أغار بشدة على وطني، وأبكي خوفاً عليه، وإني متأهبة لأن أخلع قلبي من صدري وأضعها على كفي فداءً لوطني.
وإذا بالخوف يتبدل بالأمل والرجاء، والدعاء لأن يسلم الله جنودنا البواسل وبلدنا الحبيب، والثقة في جسارتهم وبطولاتهم لا تعرف حداً. يقتحم الجيش المصري قناة السويس ويقهر خط بارليف الحصين، وتتحطم على أعتابه أوهام العدو وهو يتكبد خسائر كبيرة. صقور التفوق العسكري يتقدمون ويضمدون في كل خطوة يخطونها جرح هزيمة نكسة 67، ويقسمون بعهد الله بالسلم لمصر، ويحلفون بالجيش والشعب برد التحدي، وبحماية الأرض والزرع، والقمح والمصنع، والمدنة والمدفع، والنيل والهرم.. وعدوا فأوفوا... راحوا وفي يدهم السلاح، ورجعوا ومعهم آيات النصر. وجاء عيد الفطر ومعه عيد النصر.
مر على حرب أكتوبر المجيدة 50 عاماً، ومشاعر الفخر والعزة والكرامة ما زالت هي وتكبر، وفرحة الانتصار والعبور لا زالت محفورة بداخل ذكرياتي. أغاني النصر التي كنا نغنيها مع زميلاتي ما زلت أحفظها، وتحية العلم في مدرستي تغمر قلبي، ودموع الفرح أسترجع معها كل تلك الذكريات كل آن وآخر. أجيال تسلم الراية لبعضها البعض، سعياً وجهداً لحماية الوطن من الخارج والداخل.. هي العقيدة التي تهزم الأوهام، وهو السعي الذي يقهر التخلف، وهو الله الذي يكتب العزة والنصر لمصر.
وكبرت... ونضجت... ورأيت جيشنا يتقدم ويتطور ويتألق صقراً في السماء وفي الأرض وفي البحر، وهو الأول عربياً وإقليمياً وإفريقياً، ورأينا أولاد الشهداء شبوا جنودا أفياء، وشهدنا أرض سيناء الحبيبة تتحرر من العدو بكافة أشكاله، وأن كل شبر في أرضنا هو غالي على قلوبنا مثل حب كل حبة رمل بسيناء.
واختتمت: كبرت وأيقنت أن الحرب والنصر يأخذون أشكالاً كثيرة ومتعددة، وأن ساحة المعركة تختلف وتتنوع مع العمر والتاريخ والزمن، وأن الجندي الذي يحب وطنه ليس فقط من يقاتل، وأن كل من يريد أن يفخر بكونه جندياً عليه أن يجلب العزة والكرامة لبلادنا الحبيبة، وأن المصانع والمزارع والساحات هم جزء من النضال، و وأن العمل كفاح وعبادة، وأن خدمة البلاد والعباد شرف ورفعة وعلو، وأن مسار التنمية هو واجب وطني، وأن أسماءنا وألقاب أسرنا أمانة، وأن جهادنا هو إرث لأولادنا، أن كل أثر نتركه هو دماء شهادة على أجسادنا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ذكريات حرب أكتوبر نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي حرب أكتوبر حرب أكتوبر المجيدة نكسة 67 50 عاما
إقرأ أيضاً:
ما هي حكاية يوم الأرض الذي يحتفل به العالم في 22 أبريل من كل عام؟
تحتفل دول العالم بـ"يوم الأرض" في الثاني والعشرين من نيسان/ أبريل من عام. وهو حدث سنوي يقام بهدف زيادة الوعي المجتمعي بالقضايا البيئية، ويتم الاحتفال به في جميع أنحاء العالم من خلال المسيرات والمؤتمرات والمشاريع المدرسية وغيرها من الأنشطة.
بدأ الاحتفال بيوم الأرض عام 1970، حين أطلقه السيناتور الأمريكي غايلورد نيلسون للمرة الأولى في 22 نيسان/ أبريل من ذلك العام.
ففي عام 1969، وخلال زيارة نيلسون ومساعده، طالب الدراسات العليا في جامعة هارفارد دينيس هايز، إلى مدينة سانتا باربارا بولاية كاليفورنيا، شاهدا كميات ضخمة من النفط تلوّث مياه المحيط الهادئ بالقرب من السواحل الأمريكية، وتمتد لعدة أميال، في مشهد يهدد حياة الأسماك والطيور البحرية.
وعندما عادا إلى واشنطن، قدّم السيناتور نيلسون مشروع قانون لجعل يوم 22 نيسان/ أبريل من كل عام عيداً قومياً للاحتفال بكوكب الأرض.
كانت الفكرة من "يوم الأرض" أن يصبح وسيلة لإشراك المواطنين في قضايا البيئة، ودفع تلك القضايا إلى صدارة الأجندة الوطنية.
وأقنع نلسون النائب بيت مكلوسكي من كاليفورنيا ليكون رئيسا مشاركا، وعين الناشط السياسي دينيس هايز منسقا وطنيا، ومع فريق مكون من 85 موظفا اختارهم هايز، تمكنوا من حشد 20 مليون شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة في 22 نيسان/ أبريل 1970.
لماذا 22 أبريل؟
اختار الفريق يوم 22 نيسان/ أبريل، لأنهم اعتقدوا أن يوما يقع في عطلة الربيع واختبارات نهاية العام سيشجع أكبر عدد من الطلاب على المشاركة، وفي هذا اليوم نظّمت آلاف الكليات والجامعات احتجاجات ضد التدمير البيئي، لكن لم يقتصر الأمر على الطلاب فقط، فقد حظي الحدث باهتمام وسائل الإعلام الوطنية وتجمع العديد من الأشخاص في الأماكن العامة للحديث عن البيئة وإيجاد طرق للدفاع عن الكوكب، ووصلت المشاركات الإجمالية لحوالي 10% من إجمالي سكان الولايات المتحدة.
وكتب نلسون في دورية عام 1980 "في ذلك اليوم أوضح الأميركيون أنهم يتفهمون ويشعرون بقلق عميق إزاء تدهور بيئتنا وتبديد مواردنا".
وفي عام 1990، أصبح "يوم الأرض" حدثاً عالمياً، يشارك فيه الآن أكثر من مليار شخص من مختلف الأعمار، موزَّعين على نحو 200 دولة، وفقاً للمنظّمين.
في العام نفسه، تأسست منظمة دولية ضمّت 141 دولة، بهدف تعزيز الاهتمام ببيئة كوكب الأرض. ويُحتَفَل حالياً بهذا اليوم في 184 بلداً حول العالم.
وسرعان ما ظهرت حملات كبرى ركّزت على قضايا تغيّر المناخ، مثل ظاهرة الاحتباس الحراري والطاقة النظيفة.
وفي عام 1997، اعترف قادة العالم، خلال اجتماعهم في كيوتو باليابان، بأن أحد أبرز أسباب تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري هو استمرار انبعاثات الكربون الناتجة عن استهلاك الوقود الأحفوري، مؤكدين ضرورة التصدّي لتلك الانبعاثات المضرّة بكوكب الأرض.
وفي عام 2009 أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا يوم 22 نيسان/ أبريل يوما دوليا للأرض. وفي يوم الأرض 2016، تبنت الأمم المتحدة اتفاقية باريس للمناخ التي جعلت الدول في جميع أنحاء العالم تهدف إلى إبقاء الاحترار العالمي أقل من 1.5 درجة مئوية (2.7 فهرنهايت)، وأقل بكثير من 2 درجة مئوية (3.6 فهرنهايت) مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.
فعاليات هذا العام
وهذا العام، يسعى "يوم الأرض" إلى التركيز على الطاقة المتجددة للأسباب التالية:
انخفضت تكلفة تصنيع الألواح الشمسية بشكل كبير خلال العقد الماضي - بنسبة تصل إلى 93 في المئة بين عامي 2010 و2020، وهذا يجعلها خياراً أكثر توفيراً.
يُقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري من تلوث الهواء، مما يُخفّض من خطر الإصابة بأمراض خطيرة.
يعود بالنفع على الاقتصاد حيث إن الاستثمار في تقنيات الطاقة المتجددة يُمكن أن يُوفر ما يُقدر بـ 14 مليون فرصة عمل حول العالم.
تُنتج حوالي 50 دولة حول العالم بالفعل أكثر من نصف احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.