في ذكرى يوم العزة والكرامة الـ50.. الرئيس السيسي يكشف مفاجآت حرب أكتوبر
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
مرت 50 عاماً علي حرب السادس من أكتوبر المجيدة التي أثبتت للعالم أجمع قدرة المصريين علي إنجاز عمل جسور، يستند إلي شجاعة القرار، ودقة الإعداد والتخطيط، وبسالة الأداء والتنفيذ، .. وكأن أحداثها بالأمس القريب نتذكر من خلالها التضحيات التي بذلها رجال هانت أرواحهم الطاهرة الزكية، ولم تهن مكانة الوطن في قلوبهم، فقهروا المستحيل وضربوا أروع صور البطولات المصرية التي سجلها التاريخ بحروف من نور لنحيا كراماً ومن هؤلاء الأبطال.
وسطر المصريون بأحرف من نور في 6 أكتوبر 1973 نصرا عظيما مثل علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل، وتفتخر فيه بقواتها المسلحة، وبما صنعته من مجد بعد سنوات من الهزيمة.
وظلت حرب أكتوبر رمزا للفخر والعزة ليس للمصريين وحدهم بل للعرب أجمعين، فلا يستطيع أحد أن ينسى الدور العربي الكبير في دعم الجيش المصري والسوري ومساندتهما لتحقيق النصر وهزيمة العدو الإسرائيلي في معركة العزة والكرامة وعودة الهيبة.
ورغم عدم معرفة الدول العربية في العام 1973 بموعد بدء الهجوم المصري على قوات الاحتلال الإسرائيلي، لكن ما إن اندلعت الحرب حتى بدأت الدول العربية في تقديم الدعم والمساندة لمصر وسوريا حتى تم النصر للعرب في أهم نصر عربي في التاريخ الحديث.
ومن جانبه، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الشعب المصري لا يقبل بالهزيمة، لاسيما ما حدث في 1967، مشددا في الوقت ذاته على أن الجيش المصري استطاع أن يكسر حاجز الخوف وغياب الثقة وفارق القوة الضخمة خلال حرب أكتوبر 1973.
وقال الرئيس السيسي خلال حلقة نقاشية ضمن الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الخمسين لنصر أكتوبر المجيد والتي عقدت في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس- إن من عايش فترة حرب الاستنزاف خلال الفترة من 1967إلى 1973 يدرك أن “مصر لم تنتصر فقط بل قفزت للتفوق في الحرب”، مؤكدا أن أي قوة لم تكن قادرة على تحقيق النصر سوى الجيش المصري.
وأضاف السيسي “أن الهزيمة تقع عندما يتم القبول بها، لكن الشعب المصري لم يقبل بالهزيمة عندما رفض تنحي الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في التاسع من يونيو عام 1967”، لافتا إلى أن أحد عناصر القوة الشاملة لمصر خلال تلك الفترة هو شخص الرئيس ولذلك واجهت مصر تحديا آخر بوفاة الرئيس عبدالناصر عام 1970 والذي شكّل ضربة أثرت على الشعب المصري.
واستشهد الرئيس السيسي بمقولة وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشي ديان بأن “مصر تحتاج إلى نحو 50 عاما لإعادة بناء ما تم تدميره في حرب 5 يونيو 1967”، وقال “نحتاج إلى أن نسمع ونقرأ جيدا لنعرف حجم التضحيات التي تمت خلال حرب أكتوبر 1973”، واستشهد الرئيس بمقالة كتبها الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل منذ أكثر من 51 عاما عن محاولات الجيش المصري للعبور، مشيرا إلى “أننا لو قرأنا هذه المقالة لعرفنا حجم القفزة التي حققها الشعب والجيش المصري”.
وأكد أن كل موارد مصر تم تخصيصها لصالح المجهود الحربي خلال حرب أكتوبر 1973، مشيرا إلى أن الشعب لم يقبل بهزيمة 1967.
وقال الرئيس السيسي “إن الهزيمة في عام 1967 تقع عندما نقبلها وأن حالة الهزيمة كانت فقط في الميدان العسكري”، لافتا إلى أن حالة التحدي القومي كانت يوم 9 يونيو في ذلك العام عندما خرج المصريون رفضا لتنحي الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وقالو "لا للتنحي، معتبرا أن هذا الأمر كان مهما بالنسبة لتأثيراته الضخمة جدا على مصر وعلى الجيش وحتي على الأمة العربية .
وتابع الرئيس السيسي :"بالرغم من ذلك فإن المصريين خرجوا"، داعيا إلى تجنب تشويه تلك الفكرة بترديد أن ذلك الأمر كان مرتبا ، لأن المصريين خرجوا للإعراب عن رفضهم للهزيمة رغم ما تعرض له الجيش المصري ووجود الإسرائيليين على أرض سيناء«.
وقال الرئيس “إن القضية لم تبدأ في حرب السادس من أكتوبر 1973 بل بدأت في أعقاب حرب يونيو 1967 وسط حالة الألم والهزيمة حيث خرج المصريون وقالوا لا وتحملوا منذ 1967 وحتى 1973 ظروفا هائلة وضخمة على المستويات كافة”، مشيرا إلى أنه رغم توفر الدعم العربي، كانت كل موارد مصر قد تم تخصيصها لصالح المجهود الحربي، وشهدت تلك الفترة وقوف الشعب المصري في طوابير للحصول على احتياجاته الأساسية.
ووجه الرئيس السيسي ،الشكر إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط واللواء محمود طلحه المدير الأسبق لكلية القادة والأركان والذي نقدره ونبجله ونحترمه لعلمه ونحن من الجيل الذي تعلم منه.
وأكد السيسي، ضرورة الوعي لمعرفة ما مرت به مصر من تحديات جسام خلال الفترة التي أعقب حرب يونيو 1967؛ فالذي عاصر تلك الفترة ليس كمن يسمع ولم يعايشها فلابد إدراك القضية بعمقها وحجم الجهد والإصرار الذي بذله المصريون رفضا للهزيمة، مشيرا إلى أن موقف المصريين أدهش الإسرائيليين أنفسهم لأنهم كانوا يتوقعون أن يترتب على الهزيمة خروج رئيس مصر في ذلك الوقت من المشهد .
وقال الرئيس السيسي «في تقديري أن أحد عناصر قوة الدولة الشاملة في مصر في ذلك الوقت هو شخص الرئيس، وبالتالي كان تحديا آخر في سنة 1970 عندما توفى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث كانت ضربة كبيرة وقاسية جدا على وجدان الشعب المصري».
وأضاف أن مصر في ذلك الوقت كانت تتأثر بالبيئة الدولية الموجودة حيث كان هناك صراع بين قوتين عظمتين هما: الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي، والجيل الذي لم يعش هذه الحكاية لا يستطيع أن يدرك تأثيرها على مجريات الأحداث، حيث كانت مصائر الدول تتقرر بناء على المباحثات بين تلك القوتين العظمتين، إلا أن ذلك الوضع قد تغير خلال عامي 1990 و1991 حيث حدثت تطورات كثيرة، كانت لها تأثير كبير جدا على استعادة وبناء قدراتنا التي تمكنا من استكمال المهمة واستعادة أرضنا.
وقال إن الحالة التي عاشتها مصر خلال الفترة من 1967 وحتى 1973 تؤكد أن «مصر لم تنتصر فقط بل قفزت»، موضحا أنه لم يكن خلال تلك الفترة هناك طرفان متساويان في القدرة والقوة ومن ضمنها القوة المعنوية، فالمنتصر قوته المعنوية تختلف عن المهزوم، لافتا إلى أنه حدث تدمير كامل للقدرات العسكرية للجيوش العربية وخاصة الجيش المصري عام 1967.
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشى ديان قال آنذاك إن «مصر بحاجة إلى 50 عاما لإعادة بناء جيشها الذي تم تدميره».
وأكد أنه رغم هذه الظروف والإحباط وغياب قائد مصر الذي تولى المسئولية على مدى 16 عاما وكان يعتبر رقما كبيرا في معادلة القوة المصرية والعربية، استطاع الجيش المصري كسر حاجز الخوف وفارق القوة خلال نصر أكتوبر 1973.
ونوه الرئيس السيسي بأن الجيش المصري تمكن من خلال الفكر والتخطيط والتدريب والعزيمة والروح المعنوية من تحقيق النصر .
وتابع الرئيس السيسي: «إننا كدولة علينا دور نفعله بكل موضوعية لأننا دائما في تعاملنا ننتهج الحق والصدق اللذين لا يمكن لأحد أن يتغلب عليهما»، مضيفا «عندما تريدون معرفة حكاية نصر أكتوبر المجيد، لا يمكن أن يتم من خلال الاعتماد على مجرد الاستماع أو ترديد مقولة من هنا أوهناك، بل من خلال القراءة والإدراك جيدا لأنها بلدنا».
وقال الرئيس السيسي، إنه كان يبلغ من العمر 13عاما في عام 1967 ويتذكّر كل شيء حدث في معارك شدوان ورأس العش، والمدمرة إيلات وحريق الزيتية، وعملية «بالوظة ورمانة»، لافتا إلى أنه وثق أي بيان صدر في هذا الوقت من خلال الصحف والكتب والتي تناولت كافة هذه الوقائع.
وأضاف الرئيس أن هناك مقالة وحيدة صدرت ضمن خطط الخداع الاستراتيجي للكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، تحدث خلالها عن محاولات الجيش المصري للعبور والنتائج التي من الممكن أن تحدث فيها، مؤكدا أنه قرأ كل المقالات التي صدرت في هذا الوقت عن الحرب والصراع الموجود وحرب الاستنزاف.
وأشار إلى أن هذه المقالة صدرت في فترة ما بعد عام 1971، مضيفا: «لا أبالغ ،ليس لأنني مصري وضابط جيش، لم تكن أي قوة قادرة في ذلك الوقت على تحقيق ما تم سوى الجيش المصري».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أكتوبر 6 اكتوبر حرب اكتوبر نصر اكتوبر السيسي الندوة التثقيفية للقوات المسلحة نصر أكتوبر المجيد وقال الرئیس السیسی الشعب المصری الجیش المصری فی ذلک الوقت حرب أکتوبر تلک الفترة أکتوبر 1973 مشیرا إلى من خلال عام 1967
إقرأ أيضاً:
بعد تصديق الرئيس السيسي.. قانون المسئولية الطبية يُلزم الأطباء بالتأمين الإجباري خلال 6 أشهر
صدق الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، على قانون رقم 13 لسنة 2025 بشأن تنظيم المسئولية الطبية وسلامة المريض، بعد موافقة مجلس النواب، وتم نشره في الجريدة الرسمية، على أن يُعمل به بعد ستة أشهر من تاريخ النشر.
ويعد هذا القانون نقلة تشريعية مهمة لضبط منظومة الرعاية الصحية في مصر، من خلال تحديد واجبات ومسؤوليات مقدمي الخدمة الطبية، وإنشاء لجنة عليا للمسئولية الطبية، وتفعيل أدوات المحاسبة القانونية على الأخطاء الطبية، بالتوازي مع حماية حقوق المرضى.
الاشتراك الإجباري في صندوق التأمين الطبي:
يُلزم القانون جميع مزاولي المهن الطبية والمنشآت الطبية بالاشتراك في صندوق تأمين حكومي ضد الأخطاء الطبية، خلال مدة لا تتجاوز 6 أشهر من صدور النظام الأساسي للصندوق، مع إمكانية تمديد المدة لعامين بقرار من مجلس الوزراء.
تعريف دقيق للخطأ الطبي والمضاعفات:
يفرق القانون بين الخطأ الطبي العادي والخطأ الجسيم، ويحدد المضاعفات الطبية كآثار غير ناتجة عن إهمال مباشر من مقدم الخدمة، مما يساعد في تقييم كل حالة بشكل عادل.
عقوبات مشددة على الأخطاء الطبية الجسيمة:
يعاقب مقدم الخدمة الذي يرتكب خطأ طبيًا جسيمًا بالحبس من سنة إلى خمس سنوات، وغرامة تصل إلى مليوني جنيه، ويشمل ذلك الأخطاء المرتكبة تحت تأثير مواد مخدرة أو الامتناع عن إسعاف المريض.
لجنة عليا للمسئولية الطبية وسلامة المريض:
تنشأ لجنة عليا تتبع رئاسة الوزراء، تختص بالنظر في شكاوى الأخطاء الطبية، واعتماد التقارير، والتنسيق مع الجهات المعنية لضمان سلامة المرضى، وتُمنح صلاحيات إشرافية وفنية واسعة.
إجراءات شفافة لفحص الشكاوى:
يتيح القانون تقديم الشكاوى عبر الأمانة الفنية أو مكاتب المحافظات أو من خلال موقع إلكتروني، مع فحصها خلال 30 يومًا وإمكانية التسوية الودية أو الإحالة للتحقيق.
حماية قانونية للطبيب والمريض:
يُحظر إعفاء مقدم الخدمة من المسئولية الطبية مسبقًا، كما يُمنح الحق لمتلقي الخدمة في الموافقة أو رفض الإجراء الطبي وفق نموذج "الموافقة المستنيرة".