البوابة نيوز:
2025-04-07@03:42:19 GMT

السادات بطل الانتصار.. بين اليمين واليسار

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

هو بالفعل كما وصفته وثائق المخابرات الأمريكية والتى نشرت بعضها صحيفة "الشرق الأوسط" ثوري ووطني متحمس جاء من أصول ريفية إلى الحُكم بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، وكان يُنظر إليه بوصفه لا يملك القوة السياسية أو الفطنة السياسية المطلوبة للنجاح «استخفَّت به فصائل من اليسار» لكنه تمكن من تبديد هذه الصورة، وأثبت أنه زعيم معتدل وسياسي ودبلوماسي براجماتي.

وعرف بواقعيته وذكائه السياسي وقُدرته على اتخاذ قرارات مفاجئة وشجاعة، «فهو يحكم كما يقول السياسيون بطريقة الصدمة».
وتحت عنوان «أسلوب القيادة» قالت الوثيقة: إن السادات يُهيمن على عملية صنع القرار خاصةً في مجال السياسة الخارجية، وهو ما ظهر بوضوح في محادثات السلام مع إسرائيل حيث لم يكن مستشارو الرئيس للشؤون الخارجية على يقين بشكل دائم بما يدور بذهن السادات وكان عليهم الرجوع إليه شخصيًا في أي قرار.
كانت حياة الرئيس الراحل أشبه بالسير فى حقول ألغام كلما تجاوز أحدها فوجئ بآخر، عرَف شظَف العيش والمُلاحقات، وانغمس فى السياسة وأصبح معجونًا بها، حتى إن فصول حياته تبدو لمن يتتبعها وكأنه يقرأ قصة بطل أسطوري من أساطير الإغريق حتى مشهد رحيله المفعم بمشاعر التعاطف معه والتقدير له والحزن على اغتياله، والخِسَّة والنذالة التى طاردت مَن أطلقوا عليه رصاصات الغدر حتى اللحظة.
عندما تولى الرئاسة وجد نفسه بين شِقَّي الرَّحَا.. عدو يغتصب الأرض، ورفاق الكفاح السياسى يرونه أقل من أن يكون رئيسًا، ويستخفون به وبقدراته، فكان عليه بحُكم صلاحياته ومنصبه الذى يمنحه شرعية دستورية وقانونية أن يحسم هذا الصراع ليبدأ رحلة شاقة فى إعادة بناء وتسليح القوات المسلحة، ويقود الجيش وسط ظروف داخلية سياسية ضاغطة، ودولية تعطى ظهرها للقاهرة المهزومة، ليسطر ملحمة تاريخية ويحقق السادات لمصر بل ولأمته العربية الانتصار العسكرى الأهم [طبعا مع الجيش السوري] فى تاريخها الحديث؛ ذلك الانتصار الذى فتح كل أبواب الأمل أمام أجيال ما بعد حرب أكتوبر، واستعادة الكبرياء الوطنى، والفخر والمجد للقوات المسلحة.
تعجل البعض ثمار النصر وانتظروا تحسن الأحوال الاقتصادية ولكن هذا التحسن تأخر بفعل أجواء إقليمية ودولية وحسابات كثيرة معقدة فأصيب البعض بالإحباط لكن السادات المقاتل والداهية السياسى فاجأ العالم كله بدعوته للسلام والسعى لتحقيق الاستقرار فى المنطقة وقوبلت دعوته من المصريين بترحيب وتحفظ بعض المثقفين والتيارات السياسية بينما أدهشت المبادرة العالم كله، ومن جديد يسير السادات فى حقل ألغام لكنه هذه المرة على مستوى إقليمى ودولى، ولا ينكر أحد من خصوم السادات قبل مؤيديه أنه أحدث زلزالًا عالميًا مرتين، مرة بانتصار أكتوبر والثانية بذهابه إلى تل أبيب وخطابه فى الكنيست، لكن السياسة التى يمارسها البعض بلا ضمير دفعت بعض الأصوات لتنتزع من البطل انتصاره ووصفوها بأنها حرب "تحريك" وليس "تحرير"، وافتعلوا خلطًا مقصودا استدعوا فيه اسم الرئيس جمال عبدالناصر كأنه صانع خطة العبور [لا ينكر عاقل حرب الاستنزاف العظيمة بالطبع]، وفى معركة السلام انبرى اليسار واليمين الدينى يتنافسان الأول يتهم صانع السلام بالتفريط فى الثوابت العربية، والثانى وصمه بأنه تخلى عن القدس الإسلامية، وكان الزمن وشهادات المنصفين وكبار المحللين العالميين والوثائق المخابراتية الأمريكية كفيلة بالرد على كل الانتقادات التى حاولت النيل من السادات، ويترك التاريخ لهؤلاء الندم ليتجرعوا مرارة الفرص الضائعة.
ونعود للوثيقة الأمريكية التى تحدثت عن الداخل المصرى وتشير إلى خطورة جماعة الإخوان المسلمين ومخاطر تزايد نفوذها على المدى الطويل بعد أن استخدم السادات التيارات الدينية لمحاربة التيارات اليسارية والشيوعية، وهنا نتوقف أمام هذا التحول الذى سينتج عنه فيما بعد سيناريو دراماتيكى، سيؤدى إلى إغتيال السادات وتغيير موازين القوى السياسية فى مصر لصالح تلك الجماعات التى اختطفت الدين وحاولت اختطاف الوطن وظلت مصر تعانى من محاولاتهم [القفز على السلطة] حتى ثورة ٣٠ يونيو عندما خرجت الملايين للشوارع مطالبة بإسقاط حكم المرشد وممثلها فى قصر الرئاسة، أقول لهذه الدرجة شعر السادات بضغوط اليسار ووقوفهم شوكة قوية فى ظهره وهو بطل النصر، واستشعر أنه بلا ظهير سياسي يدعم مواقفه وقراراته فاتجه إلى اليمين الدينى ليكون له عونًا وداعمًا وسندًا وخط دفاع فى مواجهة اليسار بعنفوانه [سواء فى خطابه السياسى أو مواقفه على الأرض]، وكان أقساها على السادات أحداث ١٨ و١٩ يناير التى أسماها انتفاضة الحرامية، بينما اشتهرت سياسيًا وإعلاميًا بانتفاضة الخبز وكانت الفوضى كفيلة بأن تدفع الرئيس للرجوع عن قرارات الإصلاح الاقتصادي وتحريك الأسعار ورفع بعضًا من الدعم دون أن يستشعر حرجًا حفاظا على البلاد من الفوضى التى اتهم اليسار بإثارتها. 
لم يستطع السادات رغم ذكائه السياسى وخبراته المتراكمة التى اكتسبها من احتكاكه بكل التيارات أن يسيطر على معادلة موازين القوى فى الشارع رغم انحياز كثير من المواطنين لمواقفه، فلا أحد يستطيع أن يأمن غدر جماعة الإخوان ولا يكشف ما تبطنه مستعينة بالتقية فالتهمت الجماعة التى أطلق لها العنان، الشارع والقوى السياسية كلها ليبرالية ويسارية على حد سواء [الأمر الذى تكرر مع النخبة السياسية من جديد عقب ٢٥ يناير] وهو ما دفعت مصر والسادات شخصيا ثمنه غاليًا.. رحم الله السادات البطل على ما قدَّم لوطنه وأمته.
أثبت أنه زعيم معتدل وسياسي ودبلوماسي براجماتي، وعرف بواقعيته وذكائه السياسي وقدرته على اتخاذ قرارات مفاجئة وشُجاعة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السادات

إقرأ أيضاً:

غارديان: طرد مؤيدين لفلسطين يصب في مصلحة اليمين الألماني

شرعت ألمانيا بحملةً مكثّفة على المعارضة السياسية. وعلى مدار العامين الأخيرين، ألغت المؤسسات والسلطات، فعاليات ومعارض وجوائز بسبب تصريحات حول فلسطين أو إسرائيل.   

اتخذت ألمانيا مؤخراً خطوة صادمة، عندما لمحت إلى رغبتها في اعتبار الآراء السياسية أرضية للحد من الهجرة

 

وكتب هانو هونشتاين في صحيفة "غارديان" البريطانية، أن ثمة الكثير من الأمثلة على ذلك. من إرجاء معرض فرانكفورت للكتاب مراسم تسليم ميدالية لأدانيا شبلي، إلى سحب مؤسسة هينريتش بوب جائزة حنة أردنت من ماشا غيسين، إلى سحب جامعة كولونيا منصب الأستاذية من نانسي فريزر، إلى تشهير الوزراء الألمان بمخرجي فيلم "لا أرض أخرى" باسل عدرا ويوفال أبراهام، ومؤخراً، ألغيت دعوة الفيلسوف أومري بويهم للتحدث في ذكرى تحرير معسكر بوتشينفالد التي تصادف هذا الشهر.   

اتهامات بمعاداة السامية

وفي كل هذه الحالات، توجه اتهامات بمعاداة السامية على نطاق واسع، على رغم أن يهوداً هم من بين أولئك المستهدفين. ومن المفارقة أن الليبراليين هم من يدفعون نحو هذه الإجراءات أو يقبلون بها ضمناً، بينما المحافظون واليمين المتطرف، يميلان إلى التهليل لها. وفي وقت اليقظة مطلوبة حيال معاداة السامية المتصاعدة لا سيما في ألمانيا-فإن هذا القلق يستخدم على نحو متزايد كأداة لإسكات اليسار.      

Germany is set to deport 4 foreign residents for pro-Palestine activism

The group includes three EU citizens (Poland, Ireland) and a US citizen, none with criminal convictions. The orders take effect in a month pic.twitter.com/QCWahlCUOz

— RT (@RT_com) April 1, 2025

واتخذت ألمانيا مؤخراً خطوة صادمة، عندما لمحت إلى رغبتها في اعتبار الآراء السياسية أرضية للحد من الهجرة. وتتحرك السلطات الان لطرد حاملي الجنسية الأجنبية بسبب مشاركتهم في نشاطات مؤيدة لفلسطين. وهناك 4 أشخاص في برلين- 3 منهم يحملون جنسيات من دول أعضاء في الأتحاد الأوروبي ومواطن أمريكي، سيتعرضون للطرد بسبب مشاركتهم في تظاهرات ضد الحرب الإسرائيلية على غزة. ولم يدن أي من هؤلاء بجريمة، ومع ذلك فإن السلطات تسعى ببساطة إلى طردهم خارج البلاد.   

إخلال بالنظام العام

وتشمل الاتهامات الموجهة إليهم الإخلال بالنظام العام وعرقلة عمليات الاعتقال التي تنفذها الشرطة. وتشير تقارير من العام الماضي إلى أن من بين الأفعال التي زُعم تورطهم فيها اقتحام مبنى جامعي، وتهديد الناس بأشياء كان من الممكن استخدامها كأسلحة محتملة.

لكن أوامر الطرد تذهب أبعد من ذلك. وهم يوردون أسباباً أوسع من السلوكيات المزعومة، مثل الهتاف بشعارات "غزة حرة" و"من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة"، والانضمام إلى حواجز على الطرقات (وهو تكتيك يستخدمه عادة الناشطون في مجال الدفاع عن البيئة)، ووصف ضابط شرطة بأنه "فاشي". وعند التمعن في الأمر، فإن التهمة الحقيقية تبدو أنها الاحتجاج نفسه.   

We are all Palestinians: the breach of human rights we are seeing in Palestine will haunt us all in the West. If civil rights are not universal, we can all lose them at any point. Germany moves to deport four foreign pro-Palestine residents. https://t.co/4vzi7BWT3x

— Dr Zahira Jaser (@ZahiraJaser) April 1, 2025

ووجهت إلى الأربعة اتهامات-من دون أدلة- على دعمهم لحركة حماس، وإطلاق شعارات معادية للسامية ولإسرائيل.  

وأفاد خبراء قانونيون أن اللجوء إلى "منطق الدولة" في إجراءات الترحيل مشكوك فيه قانونياً. وقد توصلت مراجعة برلمانية حديثة إلى نتيجة مماثلة، مشيرة إلى أن منطق الدولة - الذي يثار غالباً لتبرير السياسة الخارجية الألمانية إزاء إسرائيل، بما في ذلك خطة المستشار الجديد فريدريش ميرتس، لدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، على رغم صدور مذكرة توقيف سارية من المحكمة الجنائية الدولية بحقه - لا يحمل أي سند قانوني قابل للتنفيذ.      

وهذا النوع من القمع ليس جديداً في ألمانيا. وقال المحامي ألكسندر غورسكي، إنه تعامل مع قضايا مماثلة استُخدم فيها قانون الهجرة ضد أشخاص من أصل عربي أو فلسطيني، غالباً بسبب منشور أو تعليق أو حتى "إعجاب" على مواقع التواصل الاجتماعي.

واليوم، يثير السياسيون من مختلف ألوان الطيف السياسي في ألمانيا بشكل روتيني تاريخ البلاد لإسكات الانتقادات الموجهة للسياسة الإسرائيلية ــ ودعم دولة متهمة بفرض نظام الفصل العنصري في الضفة الغربية، وكما يشير الإجماع المتزايد بين خبراء حقوق الإنسان، على ارتكاب إبادة جماعية في غزة.

ومن شأن استخدام قانون الهجرة لضبط الاحتجاج السياسي، أن يبعث برسالة واضحة إلى الرعايا، الذين لا يحملون الجنسية الألمانية مفادها أن التعبير العلني عن آرائكم قد يعرضكم للطرد. أن مدى استفادة حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف من هذا الأمر، يغيب عن أذهان الكثيرين ممن يُسمون بالوسط السياسي في ألمانيا. بالنسبة لحزب البديل من أجل ألمانيا، صار قانون "منطق الدولة" درعاً مناسباً، ووسيلة لتأجيج الاستياء من المهاجرين الذين يزعم أنهم "يستوردون" معاداة السامية.  

وبينما لا تزال الأحزاب الألمانية الرئيسية ترفض رسمياً التعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا، فإن تقبّلها المتزايد لخطاب الحزب - وخصوصاً في ما يتعلق بالهجرة - يشير إلى أمرٍ مختلف. ففي الفترة التي سبقت الانتخابات التي جرت في 23 فبراير الماضي، تناولت أحزاب من مختلف الأطياف السياسية، من حزب الخضر إلى الاتحاد الديموقراطي المسيحي، الهجرة كتهديدٍ أمني، ووعدت بالترحيل وتشديد الضوابط. في هذا المناخ، تحوّلت فلسطين إلى اختبار حاسم لسياسة اللجوء.

 

 

مقالات مشابهة

  • "كان" الفتيان: المنتخب المغربي يواجه تنزانيا وعينه على حسم التأهل للربع ومونديال قطر
  • حزب السادات: الأقصى خط أحمر ودعوات ذبـ ح القرابين بداخله انتهاك صارخ لقدسية المسجد
  • حزب السادات: دعوات ذبح القرابين داخل الأقصى انتهاك صارخ لقدسية المسجد
  • البيوضي: تدخل الولايات المتحدة في ليبيا “سلبي”.. وكان أمامها فرصة لتثبت حسن نواياها
  • أحزاب اليمين واليسار الفرنسية تدعو لأحتجاجات في أعقاب قرار أدانة مارين لوبان
  • مصادر تكشف تطورات مثيرة فى أزمة تجديد عقد زيزو .. تعرف عليها
  • بيولي يُمنح لاعبي النصر راحة بعد الانتصار على الهلال
  • السفير الروماني بجورجيا يشهد العرض المسرحي كنت وكان
  • دار ابن لقمان بالمنصورة تخلد 775 عامًا على الانتصار على الحملة الصليبية وأسر لويس التاسع ملك فرنسا
  • غارديان: طرد مؤيدين لفلسطين يصب في مصلحة اليمين الألماني