ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية؛ كلمـــة فى الندوة التثقيفية بمناسبة الذكرى الـ"50" لنصر حرب أكتوبر المجيدة؛ قال فيها :أن انتصار السادس من أكتوبر عام 1973.. عيـد القـوات المـسلحة .. يوم حولت مصر الجرح وآلامه.. إلى طاقة عمل عظيمة.. عبرت بها الحاجز الذى كان منيعا.. بين الهزيمة والنصر.

. وبين الانكسار والكبرياء .

 

نص الكلمة: 

 

"بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة،

أبطال ورجال القوات المسلحة المصرية الباسلة،

شعب مصر العظيم،

أتقدم إليكم بخالص التهنئة.. فى الذكرى الخمسين.. لانتصار السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣.. عيـد القـوات المـسلحة .. يوم حولت مصر الجرح وآلامه.. إلى طاقة عمل عظيمة.. عبرت بها الحاجز الذى كان منيعا.. بين الهزيمة والنصر.. وبين الانكسار والكبرياء .. وأزالت بعقول وسواعد أبنائها.. جميع أسوار الحصار واليأس .. لتنطلق.. حاملة مشاعل الأمل والنور.. للشعب المصرى.. والأمة العربية.

إن فى هذا النصر الفريد.. ما يستوجب الوقوف أمامه لسنوات، بل لعقود وعقود، للتعلم والتدبر.. قيم عندما حضرت.. حضر النجاح والتفوق: التخطيط العلمى.. المحكم الدقيق.. الذى لا يترك شيئا 

إلا وتحوط له بما يلزم .. التنسيق المنظم.. الذى يستغل جميع القدرات والإمكانات، فيصـل بأداء المنظومـة إلـى أعلــى درجاتـها.. والتنفيذ المنضبط.. الراقى فى أدائه.. والمبهر فى نظامه وترتيبه .. والروح الوطنية القتالية.. التى استعانت على التحدى الهائل، بالمخزون الحضارى العميق.. للأمة المصرية.. من القوة والبأس.. والثقة بالذات .. وقبل كل ذلك، وبعده، كان الإيمان بالله.. إيمان الواثقين العارفين.. بأن نصر الله قريب.. يكافئ به المخلصين المجتهدين.. أصحاب القضايا العادلة.

شعب مصر العظيم،

إن كل هذه القيم والمبادئ والصفات.. تجسدت فى الإنسان المصرى.. فى قواتكم المسلحة.. الباسلة.. البارة بوطنها.. جيل أكتوبر العظيم.. الذى ارتفعت قامته، فوق ارتفاع المحنة وأثبت مجددا.. أن لمصر، رجالا فى كل عصر.. يعرفون قدرها العظيم.. وقادرون دائما.. بإذن الله.. على صون الوطن.. ورفعته. 

 تحية احترام وتقدير.. من شعب مصر العظيم.. لقواته المسلحة الوفية.. لدورها الوطنى المقدر.. فى الحرب والسلم لإخلاصها الدائم.. واحترافيتها المتميزة.. واستعدادها.. لجميع التحديات التـى تواجـه الوطـن. 

وتحية من القلب للزعيم القائد.. محمد أنور السادات.. البطل.. الذى استشهد فى نصب السلام.. بعد أن كلل جبينه.. بشرف الحرب من أجل الوطن.. تحية له.. ولشهداء مصر الأبرار.. فى حرب أكتوبر..

الذين ارتوت أرض هذا الوطن العزيز.. بدمائهم الغالية.. وسطروا أسماءهم.. خالدة.. فى دواوين الشرف والبطولة.

شعب مصر الكريم،

إن سيناء، أمانة غالية فى أعناقنا جميعا نحن المصريين.. استعدناها بثمن مرتفع.. وقدمنا من أجلها تضحيات جليلة.. وبات علينا.. واجب تعميرها وتنميتها.. بما يتناسب مع طموحنا العظيم لوطننا.. وهو ما بدأنا فيه بالفعل.. بحجم أعمال لم تشهده من قبل .. فتم إنفاق مئات المليارات من الجنيهات.. وهو إنفاق مهما زاد.. لا يعوضنا قطرة دم من دماء أبنائنا الطاهـرة.. التـى سالت فوق هذه الأرض الغالية..

سواء لاستردادها من الاحتلال.. أو تطهيرها من الإرهاب.. وهى الحرب الأخيرة.. التى امتدت أكثر من عشر سنوات كاملة.. وسيأتى اليوم.. الذى نقص فيه بالكامل.. روايتها.. ليعرف الجميع.. أن المصريين عازمون.. على الاحتفاظ بكل ذرة رمال.. فى بلادهم.. وتنمية مواردها وتطويرها والانطلاق بمصر.. من خلال بناء مقومات القوة الشاملة.. اقتصاديا وتكنولوجيا وتنمويا.. لتصل مصر بإذن الله.. وفى وقت ليس بالبعيد.. إلى المكانة.. التى يصبو إليها شعبها العظيم.. وتتسق مع تاريخها المجيد.

فى الختام.. أتوجه إليكم بالتحية مجددا.. كل عام وأنتم بخير، ومصر والأمة العربية، والإنسانية كلها، فى ســلام واســتقرار وازدهـــار.

ودائمــا وأبـــدا:

تحيـا مصـر.. تحيـا مصـر.. تحيـا مصـر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أكتوبر الرئيس عبد الفتاح السيسي الندوة التثقيفية حرب أكتوبر المجيدة أكتوبر عام ١٩٧٣ القوات المسلحة عيد القوات المسلحة شعب مصر

إقرأ أيضاً:

هذا ما كشفته كلمة نعيم قاسم اليوم.. دلالات مهمة جداً!

نشر موقع "الجزيرة نت" تقريراً تحت عنوان "خبراء: كلمة الأمين العام لحزب الله رسمت خارطة المعركة والمفاوضات"، وجاء فيه:    ألقى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، كلمة شاملة، تناول فيها رؤية الحزب للوضع الراهن في لبنان، ودرات الكلمة حول 3 محاور رئيسية: المعركة، والتفاوض، وما بعد الحرب، وتضمنت رسائل متعددة المستويات، وجهت بشكل خاص إلى إسرائيل، والمفاوضين على الساحتين المحلية والدولية، إضافة إلى الداخل اللبناني.

تحدث قاسم عن المعركة في المحور الأول من كلمته، وأشار بوضوح إلى أن "على العدو أن يتوقع الرد على وسط تل أبيب إذا استهدف بيروت"، وأوضح أن المقاتلين مستعدون لخوض معركة طويلة، مع الحفاظ على القدرة على الوصول إلى الخطوط الأمامية، وإجراء التبديلات، وتوفير السلاح، وقال "سنظل في الميدان ونقاتل مهما ارتفعت الكلفة، وسنجعلها عالية باهظة، وسنرد اعتداء العدو ونحن في موقع الدفاع".

وفي المحور الثاني، تناول قاسم مسألة المفاوضات، مشيرا إلى استلامهم المقترح الأميركي بشأن وقف إطلاق النار، والذي قدموا ملاحظاتهم عليه، وأكد أن الحزب قرر عدم الخوض في تفاصيل الاتفاق عبر وسائل الإعلام، كما أوضح أن هناك تطابقا بين ملاحظات لبنان الرسمي وتلك التي قدمها الحزب، وأضاف أن "التفاوض يتم تحت سقفين رئيسيين: الأول هو وقف العدوان بشكل كامل وشامل، والثاني ضمان الحفاظ على السيادة اللبنانية".

وفي المحور الثالث، قدم قاسم رؤية الحزب وخارطة الطريق لمرحلة ما بعد الحرب، موضحا مواقفه من خلال 3 رسائل أساسية:

الرسالة الأولى: أكدت استمرار حزب الله في تبني موقفه السابق قبل الحرب وهو سياسة المقاومة.
الرسالة الثانية: أعادت التأكيد والتذكير على ثلاثية "الجيش، الشعب، المقاومة"، مع الإشارة إلى أن الحزب معني بتسهيل انتخاب رئيس جمهورية ضمن الأطر الدستورية وتحت سقف اتفاق الطائف.
الرسالة الثالثة: التزام الحزب بالمشاركة في إعادة الإعمار.

مواقف حاسمة قال المحلل السياسي قاسم قصير، للجزيرة نت، إن كلمة نعيم قاسم جاءت لتأكيد مواقف حزب الله والمقاومة على الأصعدة العسكرية والسياسية والتفاوضية، موضحا أن "الكلمة حملت رسالة واضحة لكل من الداخل والخارج حول قوة الحزب وقدرته على الصمود، واستعداده لما بعد وقف الحرب، خاصة في ما يتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتمسك باتفاق الطائف، والمضي قدما في جهود إعادة الإعمار".

وأشار قصير إلى أن قاسم شدد على أن "فشل العدو في تحقيق أهدافه يعد انتصارا"، وأكد على قاعدة تكاتف الجيش اللبناني والشعب والمقاومة.

وفي ما يخص المفاوضات، أشار المحلل إلى أن الأمين العام لحزب الله ربط نجاحها برد فعل إسرائيل والجدية التي يظهرها رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، مشددا على ضرورة التفاوض تحت سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل، وحفظ السيادة اللبنانية.

وأضاف قصير أن قاسم توجه إلى النازحين معبرا عن تقديره لتضحياتهم، وأوضح أن الحزب سيقوم بواجبه قدر الإمكان، داعيا إياهم إلى الصبر، وأكد على أن عملية إعادة الإعمار ستتم بالتعاون مع الدولة فور وقف العدوان.

التفاوض والنار يرى المحلل السياسي توفيق شومان، في حديثه للجزيرة نت، أن خطاب نعيم قاسم يمكن قراءته من 3 زوايا رئيسية، أولها تتعلق بالميدان وتجديد بنك الأهداف بصورة يومية، وهو ما تعكسه عمليات المقاومة المستمرة التي تستهدف مستوطنات جديدة ومواقع عسكرية متنوعة، تشمل الأعمال الأمنية، والتقنية، والاستخبارية، والعسكرية، واللوجستية، وصولا إلى تل أبيب.

يشير شومان إلى أن هذه العمليات تعكس قبول المقاومة بمعادلة "التفاوض تحت النار"، التي يسعى العدو الإسرائيلي إلى فرضها، إلا أن الخطاب يبرز بوضوح استعداد المقاومة لمواجهة هذه المعادلة بكل السبل الممكنة، بهدف إفشال مساعي إسرائيل لتوظيف العدوان لتحقيق مكاسب سياسية في المفاوضات.

أما الزاوية الثانية فترتبط بالمفاوضات الجارية، التي تجري بالتنسيق والتناغم مع الدولة اللبنانية، ويوضح شومان أن خطاب قاسم اتسم بالتحفظ في التعليق على هذه المفاوضات، انتظارا لما ستسفر عنه زيارة آموس هوكشتاين إلى تل أبيب والرد الإسرائيلي المرتقب، وتأكيد قاسم استعداد المقاومة لخوض حرب طويلة إذا اختار العدو الإسرائيلي هذا السيناريو.

وبخصوص الزاوية الثالثة والمتعلقة بالوضع السياسي الداخلي، يشير المحلل إلى أن قاسم أكد التزام حزب الله باتفاق الطائف والعمل تحت سقفه، باعتباره عقدا سياسيا واجتماعياً وطنياً جامعاً، في إشارة واضحة إلى تمسك الحزب بالشراكة الوطنية المتوازنة والمتساوية، ويرى شومان أن هذا الموقف ينفي أي نية لاستثمار الخطاب السياسي داخليا، كما يُشاع في بعض الأوساط اللبنانية.

الميدان والسياسة من جهته، اعتبر الباحث والكاتب السياسي علي مطر، في حديثه للجزيرة نت، أن كلمة الشيخ نعيم قاسم تحمل دلالات مهمة تركز على محورين رئيسيين هما الميدان والمفاوضات، بالإضافة إلى رسائل مرتبطة بإدارة المشهد السياسي في لبنان بعد الحرب.

ففي الجانب الميداني، يوضح مطر أن الشيخ قاسم قدم شرحاً مفصلاً لنمط عمل المقاومة، مشيرا إلى اعتمادها أسلوب الدفاع المتحرك عوضا عن الدفاعات الثابتة التقليدية، كما بيّن قاسم أن المقاومة نجحت خلال شهرين في إحباط محاولات العدو الإسرائيلي لتحقيق أي تقدم ميداني، مستشهدا باستمرار إطلاق الصواريخ والتصدي لمحاولات التوغل في مناطق مثل الخيام، وشمع، وأطراف بنت جبيل.

ووفقاً لمطر، تحمل هذه الرسالة تأكيدا على أن "العدو الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق أهدافه الإستراتيجية في القضاء على البنية العسكرية لحزب الله، التي ما زالت فاعلة ومستمرة في المواجهة".

وعلى صعيد المفاوضات، يشير الباحث مطر إلى أن الشيخ قاسم أكد حرص المقاومة على الوصول إلى اتفاق ينهي العدوان ويحفظ سيادة لبنان، بشرط عدم المساس بالتضحيات اللبنانية أو إخضاعها لشروط إسرائيلية، وأضاف أن القوة العسكرية على الأرض تُعتبر ورقة أساسية لتحسين شروط التفاوض لصالح المقاومة.

وفي سياق آخر، يلفت الباحث إلى أن قاسم حرص على الإشارة بشكل غير مباشر إلى قضايا حساسة، مثل طرح إسرائيل مفهوم "الدفاع عن النفس"، وهو ما يراه مطر تدخلا خطيرا في الشأن اللبناني، وانتهاكا للسيادة اللبنانية وللقانون الدولي.

يختم مطر تحليله للكلمة بالإشارة إلى أنّ حزب الله، كما أوضح أمينه العام، يعتزم استئناف حياته السياسية بشكل طبيعي بعد الحرب، مع العمل على تطوير قدراته بما يخدم المصلحة الوطنية وإعادة الإعمار. (الجزيرة نت)

مقالات مشابهة

  • سفارة السلطنة بأمريكا تقيم حفل استقبال بمناسبة العيد الوطني الـ 54 المجيد
  • هذا ما كشفته كلمة نعيم قاسم اليوم.. دلالات مهمة جداً!
  • مديرية مزهر تحيي الذكرى السنوية للشهيد
  • محافظ الجيزة وقائد قوات الدفاع العسكري يشهدان الندوة التثقيفية الـ 16 للمدارس
  • محافظ الجيزة يشهد فعاليات الندوة التثقيفية الـ 16 للمدارس
  • محافظ الجيزة وقائد قوات الدفاع الشعبى والعسكرى يشهدان فعاليات الندوة التثقيفية الـ 16 للمدارس
  • اللجنة العليا للانتخابات تنظم فعالية خطابية بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد
  • المؤتمر: كلمة الرئيس السيسي بقمة العشرين عكست رؤية مصر لتعزيز التعاون الدولي
  • الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد المشاركة في قمة مجموعة العشرين بالبرازيل
  • الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد المشاركة في قمة مجموعة العشرين