«تحولت رحلة المصريين من الذل والهزيمة إلى الدفاع والهجوم فى أكتوبر 1973، وعادت مصر لتحدد الزمان والمكان وتفرض أسلوب القتال وتعبر القناة، وترفع العلم على الأراضي المصرية بثمن دفعه كل بيت في مصر والدول العربية»، هكذا تحدث الفنان خالد النبوي، خلال مشاركته في فيلم «رحلة أمة»، على هامش فعاليات الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة مرور 50 عامًا على نصر أكتوبر المجيد، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.

خالد النبوي «صوت يحكي مصر عبر التاريخ»

البساطة، والهدوء، والإلقاء السليم، كل هذه العناصر، يمتلكها الفنان خالد النبوي، والتي تجعله يخطف الأنظار، في كل مرة يظهر فيها بأعمالٍ فنية مُتعلقة بالتاريخ، لاسيما وأنه يمتلك ملكة «الحكي» والاسترسال بطريقة جذابة، فصار البعض يُطلق عليه «صوت يحكي مصر عبر التاريخ».

الفنان خالد النبوي، شدد في أكثر من لقاءٍ له، على ضرورة أنّ نحكي تاريخنا بأنفسنا، وعدم إتاحة الفرصة لأي طرف آخر أنّ يروي حكاياتنا، قائلًا: «نحكي حكايتنا، فإذا لم نحكها سنترك فراغاً يدفع الآخرين لتناولها بشكل مزيف، وهذه مسؤوليتنا بالطبع».

مُشاركة خالد النبوي، اليوم في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، ليست المرة الأولى، الذي يُسجل فيها حضورًا في فعاليات مهمة، فقد سبق وشارك في أبريل لعام 2021، في فعاليات موكب نقل المومياوات من ميدان التحرير، متخذين طريقهم إلى متحف الحضارة المصرية بمدينة الفسطاط، وذلك من خلال ظهوره في فيلم تسجيلي قصير، يحمل اسم «تعالوا مصر»، حيث حظى هذا المشروع، بردود فعل واسعة من قبل الجمهور، وقت عرضه، وتصدر محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي آنذاك.

واستعرض خالد النبوي، في الفيلم، عددًا من الأماكن التي جرى تأسيسها قديما، وكذلك ترميم بعضها في عهد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، مثل مشروع افتتاح معبد إلياهاو هانبي، ومشروع افتتاح الكنيسة المعلقة، ومشروع افتتاح ترميم كنيسة أبو سرجة، ومشروع افتتاح ترميم الجامع الأزهر، مشروع افتتاح ترميم الفن الإسلامي، افتتاح مشروع ترميم مسجد الفتح بعابدين، مشروع تطوير طريق الكباش، وغيرها.

سعادة غامرة، سيطرت على خالد النبوي، بعد ردود الفعل الذي تلقاها وقتها، حيث غرد قائلًا: «فخور أني أتكلم عن بلدي في كل وقت وكل مكان، وفخور أني بهذا الحدث المصري الكبير، شكرا لمحبتكم الغالية اللي طالعة من قلوبكم وشايفها في كلامكم»، مضيفًا «قد إيه كان المصريين القدماء عظماء قد إيه كان علمهم قوي وذكائهم بلا حدود، كل اللي عملوه ده والتاريخ طفل بيحبي».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: خالد النبوي انتصارات اكتوبر الندوة التثقيفية اليوبيل الذهبي موكب المومياوات مشروع افتتاح خالد النبوی

إقرأ أيضاً:

السيد عبدالملك ومشروع استنهاض الأمّة في زمن الغفلة

محمد الجوهري

إنّ المشروع القرآني بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي – حفظه الله – يمثل اليوم آخر فرصةٍ حقيقيةٍ للأمة العربية كي تنهض من كبوتها، وتكون في مستوى المسؤولية التي حمّلها الله إيّاها، وتستعيد مكانتها التي أرادها الله لها: ﴿كُنتُم خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110].

فمن يتأمل في خطابات السيد القائد ومواقفه، يلاحظ أنّها تصبّ في هذا الاتجاه: استنهاض الأمة لمعرفة مسؤوليتها أمام الله، وخروجها من حالة الغفلة والفرقة والشتات، التي لا يخدم استمرارها سوى أعداء هذه الأمة. فما نراه من إجرام صريح وعدوان مستمر في فلسطين، ولا سيما في غزة، هو نتيجة مباشرة لتفريط الأمة وتقصيرها في الاستجابة لنداء الحق. وقد صدق الله إذ قال: ﴿وَمَن أعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشةً ضَنكًا﴾ [طه: 124]. فما تعانيه الأمة اليوم من ذلّ وهوان، إنما هو من نتائج الإعراض عن الذكر، وعن المذكرين به.

إنّ السيد القائد، في تذكيره المتكرر، لم يدّخر جهدًا في دعوة الأمة إلى العودة لله، والجهاد في سبيله، والتوحد تحت راية القرآن. وهو على هذه الحال منذ أكثر من عقدين، حتى قبل العدوان السعودي-الإماراتي، وقبل الحروب الست الظالمة على صعدة. وقد كان دائم الدعوة للوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية، لا سيما خلال العدوان على غزة في ديسمبر 2008، حيث شدد في خطاباته آنذاك على أن واجب الأمة نصرة المستضعفين لا يسقط بالتقادم أو الظروف.

ويكفي للتدليل على عمق هذه الرسالة وصدقها أن خطابات السيد لا تخلو أسبوعيًا من التذكير بهذه القضايا، كما قال تعالى في وصف الأنبياء: ﴿فَذَكِّر إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ﴾ [الغاشية: 21]. وهذه الوظيفة النبوية سار عليها السيد عبدالملك، حيث يتخذ من التذكير منهجًا مستمرًا، في زمن عزَّ فيه صوت الحق.

لقد أقام السيد القائد الحجة على الأمة، حتى باتت دعوته تذكّر بما واجهه نبي الله نوح عليه السلام، الذي ظل في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، يدعوهم إلى الله، ولم يؤمن معه إلا قليل. يقول الله: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارًا ﴾ [نوح: 5].
ومع هذا، فإن كثيرًا من الناس لم يروا في دعوة السيد إلا بحثًا عن سلطة أو حكم، تمامًا كما قال قوم الأنبياء من قبل: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ﴾ [المؤمنون: 24]، وكأنّ سنة الله في خلقه لا تتغير، سواء في حال المؤمنين أو المعاندين.

إن سنن الله تعالى في عباده لا تتبدل، فإن لم يستجيبوا للتذكير، فالبديل هو العقوبة. كما قال تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ [الإسراء: 15]. وقد بُعث في هذه الأمة من يذكّر، ويُقيم الحجة، فلا عذر لأحد بعد ذلك.
بل إنّ كثيرًا من العرب اليوم قد تجاوزوا في طغيانهم ما كانت عليه بعض الأقوام السابقة، إذ ارتكبوا من الظلم والفساد ما لو قُورن بما ارتكبه قوم لوط أو عاد أو ثمود، لفاقهم في الجرأة والاستخفاف بدين الله وشرعه.

إن دعوة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي هي امتداد لخط الأنبياء، وهي من آخر المنارات التي تضيء في زمن الظلمات. وإنّ تجاهل هذه الدعوة لا يجلب إلا مزيدًا من الويلات، كما هو شأن من سبقنا من الأقوام الذين كذبوا المرسلين. فالعاقبة لمن استجاب، والهلاك لمن أعرض، وعلينا ألا ننسى أن العقوبات الإلهية أسوأ بكثير من أي نتائج قد تصيبنا إذا انطلقنا للجهاد في سبيل الله، وقد تأتي أيام على الأمة يتمنون فيها الموت على يد اليهود لا على يد بعضهم بعضاً، فالمخطط الصهيوني للأمة أن تدخل في موجة من الاقتتال الطائفي والمذهبي يذهب ضحيته الجميع، حتى أولئك الخونة من المطبعين، والواقع يشهد بخطورة التقصير والإعراض، وبعظمة الجهاد في سبيل الله، وكيف أن الشعب اليمني اليوم يسود على سائر الشعوب بفضل الاستجابة لله ولوليه، السيد عبدالملك حفظه الله.

مقالات مشابهة

  • السفارة الإيطالية في مسقط تسلط الضوء على "ترميم لوحة العشاء الأخير لليوناردو"
  • موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 في مصر
  • 9 مايو.. مدحت صالح يحيى حفلاً غنائيًا في مدينة 6 أكتوبر
  • في هذا الموعد.. مدحت صالح يحيي حفلًا غنائيًا في مدينة 6 أكتوبر
  • السيد عبدالملك ومشروع استنهاض الأمّة في زمن الغفلة
  • أحمد موسى: الرئيس السيسي يوجه بتجهيز 800 ألف فدان في مشروع الدلتا الجديدة قبل أكتوبر المقبل.. فيديو
  • بيستغل شهرته لنشر التاريخ .. محمد خميس يكشف أسراره الفنية
  • تفاصيل حفل افتتاح الدورة الـ11 لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير
  • ترميم خرائط نادرة يحيي الأمل في الحفاظ على تاريخ ليبيا
  • افتتاح معرض مرايا الروح للتشكيلى سامى أبو العزم بجاليرى المشهد.. الثلاثاء