لجريدة عمان:
2025-03-07@02:20:31 GMT

المشاريع الخالدة

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

حبا الله دول الخليج خيرات كثيرة، جعلتها مطمعا لكثير من الدول في التجارة والعلاقات السياسية والمصالح المشتركة، وحبا الله عُمان خيرات عميمة ميزتها عن بقية دول الخليج الأخرى، فخيرات هذا البلد العظيم لم تقتصر على المواد الخام والطبيعة المتنوعة من بر وبحر وسهل وجبل، وغاز ونفط ورخام وصخور نادرة ثمينة، بل امتدت لتشمل التاريخ التليد والمتفرد لهذه البقعة المميزة من هذا العالم الفسيح.

قال أمير الشعراء أحمد شوقي:

بِالعِلمِ وَالمالِ يَبني الناسُ مُلكَهُمُ

لمَ يُبنَ مُلكٌ عَلى جَهلٍ وإقلالٍ

المتأمل في هذا البيت يجد فيه حقائق يمكن إسقاطها على الأمة، كما على الفرد الواحد فيها، وكلما نظرت فيه وتفكرت، طاف بي الخيال والحلم الذي لا يندرج تحت الأوهام السرابية التي لا يمكن تحقيقها، بل مما هو مأمول مرجو حصوله لبلدنا العظيم. والمتأمل في الواقع التاريخي للأمم التي سبقتنا، قديمها وحديثها؛ يجد مآثر وأسبابا جعلت منها نجوما مضيئة في فلك التاريخ ودارسيه. كما يجد لكل أمة من الأمم السابقة واللاحقة نقاطا اشتركت فيها جعلتها باقية مذكورة ننتفع بما خلَّفته من إنجازات شاملة تمتد من الثقافة إلى الاقتصاد.

وكلما قرأت عن تاريخ حضارة عظيمة أو بارزة، أجد لها من الآثار ما أتمناه لموطني لخلوده ورفعته. نقف اليوم على قمة هرم عال، وفي مضمار لا منافسة فيه رغم ما له من أثر يتجاوز الحاضر ليشمل المستقبل نفسه، أعني بذلك المشاريع التي يمكن أن تكون ولا منافسة فيها بعد من قبل الدول الناطقة بالعربية جميعها. تتمثل إحدى هذه المشاريع التي أؤمن أنها لو تحققت ستظل خالدة تُذكر في الصفحات المضيئة للتاريخ، وسيشمل نفعها كل ناطق باللغة العربية. وهو مشروع ليس بجديد في العالم، ولكنه جديد وجدير بأن يكون لأمتنا العربية الكبيرة. يعرف هذا المشروع باسم «The Great Books» أي الكتب العظيمة، وعنوانها الكامل «Great Books of the Western World». وللتعريف بها وكي لا أنحت تعريفا من عندي، أقتبس بتصرف من الصحيفة الإخبارية الإلكترونية اليومية «اليوم السابع» في معرض حديثها عن موسوعة الكتب العظيمة للعالم الغربي، هي سلسلة من الكتب التي نشرت في الولايات المتحدة عام 1952، لتقديم كتب تحتوي على أفكار رائعة في مختلف مجالات الحياة، في مجموعة مكونة من 54 مجلدا، وكانت تغطي العديد من الفئات بما في ذلك «الخيال، والتاريخ، والشعر، وعلم الطبيعة، والرياضيات، والفلسفة، والدراما، والسياسة، والدين، والاقتصاد، والأخلاق. وكان لدى المحررين الأصليين ثلاثة معايير لإدراج كتاب في السلسلة: يجب أن يكون الكتاب ذا صلة بالمسائل المعاصرة، وليس فقط مهمًا في سياقه التاريخي، ويجب أن تكون الكتب مجزية لإعادة القراءة، ويجب أن تكون جزءا من «المحادثة حول الأفكار الرائعة»، ذات الصلة بـ25 فكرة على الأقل من بين 102 فكرة رائعة حددها المحررون، ولم يتم اختيار الكتب على أساس الشمولية العرقية والثقافية، أو التأثير التاريخي، أو اتفاق المحررين مع الآراء التي عبر عنها المؤلفون.

حسنا، ما علاقتنا بهذا كله؟ بنظرة خاطفة سريعة إلى تراثنا العربي وتاريخنا الضارب في العراقة والقدم، لن نستطيع الإلمام بكل شيء يجمع هذا الإبداع المتراكم على العصور. وفي الوقت عينه، سيكون لأي دولة تتبنى مشروع «الكتب العظيمة للعالم العربي» قصب السبق والريادة الحضارية في التَّوِّ والمستقبل. فالقارئ البسيط يدرك بنظرة سريعة إلى أسباب ازدهار الأمم، يجد للثقافة دورا بارزا فيها وماثلا بصورة واضحة. والمشروع الذي أدعو إليه، هو مشروع ضخم يستدعي جلب الخبرات العربية من المحيط إلى الخليج، ويتمثل في إعادة تحقيق الكتب التراثية العظيمة التي ظل تأثيرها باقيا حتى اليوم بنفس المعايير الموضوعة لسلسة «الكتب العظيمة للعالم الغربي». فيتم إعادة تحقيق الكتب التي لم تحظ بتحقيق جيد من قبل، ويتم إعادة نشر الكتب التي لا تستدعي مزيدا من التحقيق وذلك بشراء الحقوق من دور النشر التي طبعتها سابقا.

سيمتد تأثير هذا المشروع على الأجيال الحالية واللاحقة لوطننا الحبيب، وسيسهم في ازدهار ورفعة هذا الوطن والوطن العربي الكبير. وستظل هذه الموسوعة -إن تمت- مرجعا لا غنى عنه لأجيال طويلة. فلم تقم لأمة أو لدولة حضارة حقيقية بالمال وحده، بل كان العلم القدم الثانية والموازية للمال في قيام كل الحضارات السابقة، وسيظل الأمر على ما هو عليه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فهل سنغتنم الفرصة اليوم وقبل أي دولة أخرى لنكون في طليعة العرب ثقافيا وحضاريا؟ أم سنكون في موضع المشاركة فحسب إن تحقق هذا المشروع؟ أعتقد بأن لدينا من الموارد البشرية والمالية ما يمكِّننا من نيل قصب السبق والريادة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ندوة تثقيفية حول التغذية الصحية في رمضان بدار الكتب بطنطا

نظّمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، ندوة ثقافية بعنوان "التغذية في شهر رمضان"، وذلك بدار الكتب بطنطا، تحت إشراف نيفين زايد، مديرة الدار وبحضور عدد من الرواد.

حاضرت في الندوة الدكتورة هدير حسانين، مسؤول الإعلام الصحي بمديرية الصحة والسكان بالغربية، حيث أكدت على أهمية الصيام كفترة راحة للمعدة، مشيرة إلى ضرورة إدخال الطعام تدريجيًا عند الإفطار لتجنب اضطرابات الجهاز الهضمي مثل سوء الهضم وعسر الهضم والتلبك المعوي والإمساك.

وأوضحت الدكتورة هدير أن أفضل طريقة لبدء الإفطار هي تناول عدد فردي من حبات التمر (من 1 إلى 5) مع مراعاة مرضى السكري، حيث يُفضَّل تقليل كمية التمر لديهم لتجنب ارتفاع مستوى السكر في الدم، نظرًا لاحتوائه على نسبة عالية من السكريات والألياف.

كما نصحت بتناول كوب من الماء بعد التمر، يليه طبق من السلطة الخضراء، مشددة على أن تنوع الألوان في السلطة يزيد من قيمتها الغذائية. بعد ذلك، يُفضل تناول طبق الشوربة، ثم البروتينات، وأخيرًا النشويات.

وفيما يخص شرب الماء، أكدت أن الجسم يحتاج إلى ما بين 2 إلى 3 لترات يوميًا، مع تجنب التعرض للشمس أو درجات الحرارة العالية لتفادي الجفاف. كما أوصت بممارسة الرياضة قبل الإفطار قدر الإمكان.

أما وجبة السحور، فشدّدت على ضرورة احتوائها على مصادر البروتين والسوائل، مثل البقوليات والزبادي، حيث يساعد البروتين على الشعور بالشبع لفترة أطول، فيما يسهم الزبادي في تحسين عملية الهضم. كما أوصت بتناول الجبن القريش والبيض والخضروات والفواكه الغنية بالسوائل، مؤكدة أن الجبن القريش يُعد غذاءً صحيًا للرياضيين.

وفي الختام، حذّرت من الإفراط في تناول الملح والسكر خلال وجبتي الإفطار والسحور، وأوصت بأن تتضمن الوجبات بين الإفطار والسحور خضروات وفواكه ومكسرات، نظرًا لقيمتها الغذائية العالية.

جانب من فعاليات الندوة

مقالات مشابهة

  • إليك يا ياقرين الذكر وحليف الانتصارات الخالدة
  • شهر رمضان… فرصة لتنشيط المشاريع الصغيرة
  • ندوة تثقيفية حول التغذية الصحية في رمضان بدار الكتب بطنطا
  • بين جحيم ترامب، وتهديد حميدتی!!
  • اليك يا ياقرين الذكر وحليف الانتصارات الخالدة
  • طبيبة تكشف عن المدة التي ينبغي أن ترتدي فيها مثبت الأسنان بعد التقويم
  • الحسيني يكشف عن الدولة التي اغتالت حسن نصر الله| ويؤكد: ليست إسرائيل
  • ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟
  • وكيل تعليم قنا يشهد احتفالية «يلا نفرح إبنى وإبنك» التي نظمتها وحدة وحدة التواصل ودعم المعلمين
  • أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان.. المهاجرة التي زوّجها النجاشي لرسول الله